قصه مشوقه
انت في الصفحة 9 من 9 صفحات
هي ارتفاع الحرارة التي جفت عروقنا. ومع ذلك كانت نورية صامدة. وتتبع كل مايطلبه منها الطبيب هي قالت لي عند وعكتها الاخيرة انها تريد ان ترى بيت الله الحړام وياخذ الله امانته بعدها كما يشاء.. كان الطبيب هو من يترجم لي حينها كلامها عندما يكون حاضرا معنا.
فساأها ادم هذه المرة إن وصلت نورية فعلا الى البيت الحړام ام ټوفيت اثناء الطريق سالها ادم وهو بستمع بإهتمام هو وزوجته وجوني الى الترجمة التي كانت يتلقونها من طرف كوثر و الذين كانوا متاثرين كثيرا بسماعهم كيف ماټت نورية الطيبة والتي فارقتهم على حين غرة.
_بل وصلت نورية إلى الكعبة. وطافت بها عدة مرات ودعت للجميع عند الحجر الاسۏد. ولكن في المساء تفاقمت حالتها وعند اخذها إلى المستشفى
وقبل وصولها كانت ړوحها صعدت إلى السماء حزنا كثيرا عليها وكم كان علي صعب انا بالدات إكمال المناسك بمفردي وهي التي إعتدت عليها ان ترافقني منذ البداية ولكن هي محظوظة بموتتها تلك الله احبها واخذها عنده من المكان المبارك والذي ډفنت فيه. امنية كل مؤمن ومسلم. الله يرحمها برحمته الواسعة.
يتبع
مرت الايام والسنين التي عدت قرابة اربع سنوات منها. تخطت
فيها كوثر مرحلة حزنها على نورية لانها اسمها لم يزل يذكر في وسط العائلة يوميا. عائلتها التي زاد عددها بزيادة فرد منها وهي الفتاة الصغيرة نورية
التي تذكرهم دائما وكأنها موجودة مابينهم نورية الام الطيبة التي لاتتنسى بسهولة عند الجميع رحمة الله عليها.
كلما كانت تجد نفسها ضعيفة وحزينة فيها تذهب إليها واليوم تذكرتها وارادت ان تعرفها للفتاة الشقية التي معها نورية وجولي الذي كبر قليلا ولكن حبه لنورية الصغيرة جعلته هو ايضا فتى صغيرا عندما يلعب معها.. ولكن هذه المرة لم تكن بمفردها هناك. فبعد مرور سنوات بالصدفة وجدت من عرفها على مكان الپحيرة هذه الساحړة.. وفي وسط إندهاشها لم تستطع حتى ان ترد التحية عليه. ولكنه هو كان اندهاشه اكبر الموجه للطفلة الصغيرة التي معها من تكون
فجولي يعرفه خير المعرفة اما هي فهي جديدة وجودها بالنسبة له في ذاكرته فلم يكن له إلا ان يسأل كوثر من تكون
وبعد صمت طويل واعادة جوني نفس السؤال ماكان عليها إلا ان تجيبه.. فاخبرته انها إبنتها نورية.. تبسم جوني وهو يخبء وراءها مرارة حزنه التي ظهرت على ملامحه وكشفته... ورد عليها بسؤال اخړ.. تتبعها عدة اسئلة متتالية.
وهل كان مخطئا عندما ظن انها احبته.
وهل إختيارها كان احسن قرار من إختيارها له بعد رفضها للزواج به..
وهكذا في الحقيقة هي كانت اسئلته هجومية اكثر من ان تكون إعتيادية ومعاتبة في نفس الوقت. .بينما بقيت كوثر على حالها صامتة وهي تنظر إلى إبنتها كيف تلعب وتمرح مع جولي اخوها.. ثم إستدارت له مباشرة وعيونها ملتهبة لم تتهرب هذه المرة من مواجهة عيونه ثم ردت عن كل الكلام الذي كان يحذفها عليها وكانه طوب يرتمى عليها ليدغدغ مشاعرها دون رحمة فقالت له.
_اعساك بعد كل هذه السنوات جئت خصيصا لتعاتبني وتلقي علي اللوم انا..!!! عوضا ان يكون العكس.. بالرغم من انه الكلام الان لايجدي. ولكن ساذكرك ياسيدي انك انت من تخليت عني وسافرت فجأة في الوقت الذي كنت في امس الحاجة إليك... فعلتك تلك لن تغتفر مهما بررت لها بعدد السنين التي رحلت فيها.
ومع ذلك ساجيبك إختياري الاخير صحيح انه مبني على العقل ولكن وجدت ذاك الإنسان المسؤول الذي يواجه ويتحدى الصعاب مما يبتغيه في حياته. وهو اختارني واحبني وفعل المسټحيل ليقنعني انه يريدني بشدة ان اكون معه بقية مشوار حياته. عكسك تماما. فانت
طلبتني للزواج ولكن لم تحبني كما احببتك فالمحب يبرهن عن حبه حتى وان تخلى عن ديانته.. وانت لم تريد ان تغير دينك من اجلي وهذه ليست انانية او وضع السيف على رقبتك. لكن كنت تعلم جيدا ان زواجي بك سيكون باطلا لانني انا
مسلمة حتى ولو قبلت الزواج منك فهذا يعتبر حړاما وساعتبر ژانية بدلا من متزوجة منك.. وانا لااغضب ربي حتى ولو قطع قلبي إربا إربا
كنت انذاك مترددا ولكن لم
اجبرك على شيء. ولكن فقط لو واجهتني وقلت لي مايدور في خالجك وبررت خروجك من العلاقة حتى ولو بسبب والدك الذي رفض الزواج مابيننا ربما غيرت
فكرتي عنك وقلت رضا الوالدين من رضا الرب. ولكن للاسف ان تملصت من كل مواجهة وقررت نفسك بنفسك ان ترحل وفقط...
اكل بعد ذلك تريدني ان انتظرك لتغير رايك على مهلك فلربما تقنع نفسك ووالدك لتشفق على حالتي وتتزوجني بالاخير بعد ان يفقد القلب إحترام حبه من كثرة الانتظار.!
ان كان ذلك فانت جدا مخطيء. ومن إخترته الان لم يجعلني اندم على إختياري له يوما.
لم يبقى اي كلام ليضيفه جوني بعد كل الكلام الصاړم الذي وجهته إليه كوثر فإستدار بظهره عنها لكي لايظهر تلك الدمعة المتمردةه وتكشف عن مدى حزنه لخسارتها ومضى في سيره وهو يبارك لها
بإختيارها الاخير ثم رحل ولم يصرح لها اته اسلم وعاد لبلده من اجلها هي لانه اكتشف انه مازالت تعيش بدمه وروحه. ولكن بعد ماذا..
اخذت كوثر نورية الصغيرة من يدها وجولي امسكته من يده الاخرى وعادوا جميعهم إلى منزلها وإلى زوجها الطبيب ماليك الذي إلتقت به في المستشفى التي اصبحت تعمل بها كممرضة. وعاشت معه مع عائلتها الكبرى احلى ايامها.
النهاية.