قصه كامله
وترعاكي .
واستطرد وهو يقوم من علي طاولة الطعام بدعابة
أنا شبعت الحمدلله وعايز أشرب قهوتي من إيدك
قولي لي بقي بتعرفي تعملي قهوة ولا فاشلة في المطبخ
ابتسمت بإشراقة علي دعابته وقامت من مكانها وهتفت باستئذان من فريدة وهي تنظر لها وتشمر عن ساعديها باستعداد
طبعا ده أنا أصلا أحلي حاجة بعملها القهوة
أشارت إليها فريدة قابلة بدعابة مماثلة لجميل
اتفضلي ياحبيبتي هتريحني والله من طلبات القهوة والشاي إللي مش بتخلص الساحة ليكي وورينا شطارتك
هرولت مريم بنشاط كي تصنع قدح القهوة لجميل والشاي لها و لرحيم وفريدة بعد أن سألتهم عن مشروبهم المفضل بعد الطعام
فهي في صراع بين قلبها وعقلها في معضلة تلك الفتاة التي اقټحمت حياة ولدها ومن ثم حياتهم
ويبدو لها أنها ستعاني كثيرا من ذاك الصراع فالعقل يرفض وجودها بينهم والقلب يأمره أن يصمت
وبين صراع العقل والقلب أرواحا تنهك مشقة وكبد ليس لهم نهاية
واستاذنت منهم أن تخرج إلي حديقة المنزل تتنفس هواها الذي يشعرها بأنها دون أوامر أو قيود
فأذنوا لها بكلمات أشعرتها أنها صاحبة منزل مثلهم ولها مطلق الحرية تفعل كما تشاء
خرج الثنائي الهادئ متخذين المقاعد الموجودة مجلسا لهم
وبعد أن استقروا ردد رحيم متسائلا بوجه بشوش
عرفتي تنامي امبارح ولا قلقتي زي كل يوم
تنهدت بتعب وصدر محمل بالهموم عما يجيش في كل حواسها من هواجس وخوف جراء ماحدث لها وهتفت بحمد
واسترسلت حديثها بتذكر
بس خاېفه وبحلم بيوم ضياعي اللي مستنيني أوووي يارحييم .
انقبض قلبه بالدقات لشعورين متضادان شعور الحب الذي أصابه عندما نطق لسانها اسمه كأعذوبة خرجت من بين شفتيها
وشعورا آخر خوف وحزن علي أمانها التي افتقدته وهي زهرة بريعان شبابها تحزن كل ذاك الحزن
فنظر لها بأعين تفيض حنانا كي يطمأنها ويهدأ من روعها
عايزك تطمني قلبك وبالك وتستجمي كدة علشان أنا مش هسيبك أبدا وهفضل جمبك يامريم .
دقات قلبها أعلنت الطبول علي حديثه الحنون وعيونها صارت تنظر له بتعجب وحيرة
وأفلت لسانها بسؤال نابع من قلبها دون أن تحسب له حسبان
ممكن أعرف إنت بتعمل معايا كدة من باب الشفقة والعطف
انتابه شعور حزن مغلف بالكبرياء علي شخصها
وعلي تفكيرها بقلة لكونها في نظره أغلي من أي ثمين
وانطلق لسانه معبرا عن قلبه بدون حسبان للمنطق ولا العقل ولا حتي الأشخاص فقط نطق لسانه عما يجيش في صدره هاتفا بعاطفة احتلت قلبه منذ أن عرفها
يمكن علشان مشدود ليكي وحاسك مني !
أو يمكن علشان قلبي وكل كياني بقي حاسس إنك مسؤوله منه !
أو يمكن علشان حبيتك يامريم مثلا.
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من اعتراف العاشق الولهان لتلك البريئة النسمة الرقيقة التي امتلكت الوجدان
وغاصا الاثنان بنظرات العيون ناسيين الظروف والزمان والمكان
رأي تيهتها وسمع نبضات قلبها وود لو يسحقها عشقا داخل أحضانه وينسي كل شئ كي يغدقها بالحنان إلا أنه شدد علي يديه أثر المشاعر التي اجتاحته من اعترفه ونظراتها الخجلة وتوترها وتغير لون وجهها إلي الأحمر القاتم
مرددا لها بوله
ياه مكنتش أعرف أني لما أعترف لك باللي حاسس بيه إني هسمع ردك من دقات قلبك
واسترسل بابتسامة عاشق
وصلتني إجابتك ياروما واعملي حسابك ده إسم دلعك إللي هناديكي بيه بعد كدة
قال تلك الكلمات وقام من مكانها كي يترك لها مساحة لخجلها وتوتر مشاعرها
وما إن تركها وغادر المكان حتي وضعت يداها علي قلبها تهدأ من دقاته التي انتباتها عقب اعترافه الصريح الذي لم يكن بالحسبان
وحدثت حالها بانبهار وهي تناشد كلها معبرة عنه بكلمات خرجت من قلبها
كأن خالقي اعتراني برحمته ورزقني الحب الذي يسكن كل جوارحي ولساني كان عاجزا عن الإعتراف به !
كأن قلبي وعقلي وروحي سيفرحوا والڤرج الآتي سيعبر حياتك مريم
يا الله
كم كريم لطفك وكم عظيمة منحك وكم رائع عوضك وجبرك لي ياالله .
ولكن هل جبرت مريم أم للقدر رأي أخر
في منزل باهر الجمال عصرا
حيث قضت ريم ليلتها وكأنها تلتوي علي جمر الڼار مما حدث لها أمسا فمن لحظتها تبدلت أحوالها وصار الألم أضعاف ألم رحيل زوجها الذي مازال يعتريها وألم الطوفان الآتي الذي ستواجهه امام جيوش العناد والتحدي
من ليلة أمس وهي تفكر في حل لتلك المعضلة دون أن يمس سمعتها خدشا واحدا وياليتها السمعة فقط بل مستقبل وجود اولادها تحت وصايتها مهدد بالبقاء معها
ورأت أن تهاتف والدتها