قصه عبره
قصة (لا تقطع سبيل المعروف)
يروى أنه كان هناك فارس يسير بجواده في الصحراء العربية محاولاً قطعها ..
وبينما هو كذلك.. وإذا به يبصر رجلاً غريباً مرمياً على الرمال وهو يطلب النجدة بصوتٍ ضعيف ..
فنزل من على جواده وعاين الرجل فاكتشف أنه بين الحياة والمۏت ..
فاعتنى به الفارس وسقاه ماءاً من قربته وظل بجانبه الى أن عادت إليه صحته وقوته ..
ثم أخبر الفارس الرجل بأنه سيحمله معه على جواده الى أي مكانٍ يريد ..
لكن الرجل طلب وهو في تلك الحالة طعاماً ليأكله ..
فربط الفارس حصانه في شُجيرةٍ صغيرة وذهب ليحضر بعض الأعواد اليابسة من الخشب ليشعل بها ناراً ويطهو طعاماً للغريب ..
ولما عاد..
فوجئ بالرجل الغريب وهو يعتلي صهوه حصانه الذي كان قد ربطه في الشجيرة ..
فقال الفارس :
ماذا تفعل أيها الغريب ؟؟
رد الغريب :
سآخذ حصانك وأعود الى قومي ... وسأتركك هنا حتى ټموت ..
الفارس :
ولكني ساعدتك وأنقذتك بفضل الله من المۏت ... أفهكذا تجازيني ؟؟
الغريب :
أنت صنعت ما يمليه عليك ضميرك ..
فلو تركتني لعذبك ضميرك ..
أما أنا فسأصنع ما تأمرني به نفسي .. وهو أخذ حصانك وتركك هنا لأني لا أكترث بشأنك إطلاقا ..
الفارس :
دعني أوصلك الى حيث تريد .. وأنا أقسم لك بأني لن أهاجمك أو أعترض سبيلك ..
شد الغريب لجام الحصان ليمضي لكن الفارس قال له :
رفض الغريب كذلك فقال الفارس :
فاترك لي على الأقل قربة الماء .. فأنت بإمكانك الوصول الى المياه بواسطة الجواد ... بخلافي أنا ..
لم يقبل الغريب الأمر أيضا ..
عندها قال الفارس :
فإن كنتَ تاركي هنا للمۏت ، فإني أطلب منك شيئاً واحدا ..
الغريب :
وما هو ؟؟
الفارس :
لا تحدث الناس بما جرى هنا ..
فلو حدثتهم لانقطع سبيل المعروف ..
ولأحجم الناس عن فعل الخير مع الغير ، خوفاً من الخديعة والإحتيال ..
الغريب :
أنت على وشك المۏت.. وتفكر في الآخرين ؟؟...
لقد قررت نشر خبرنا هذا ... ولن يضيرك الأمر شيئاً لأنك ستكون ميتاً وقتها ..
الفارس :
أذكّرك ونفسي بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
(من سنّ سُنّةً حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة ..
ومن سن سنةً سيئة ، فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة ..)
فإذا أذعت الأمر وقطعت سبيل المعروف ، فستكون قد سننت للباطل ، وستتحمل نتيجة ذلك ذنب كل من ټأذى وكلّ من تُرك وحيداً بلا مساعدة خشية الخداع ..
لكن الغريب هزّ لجام الجواد فانطلق يعدو به وحيداً في القفار ..
وهنا قام الفارس بالصفير فجأة..
فكان إن سقط الغريب من على عاتقه ..
ثم عاد الجواد يعدو الى صاحبه الفارس .. فامتطاه الأخير وسار به حتى مر من أمام الغريب .. فاعتذر هذا له وطلب منه السماح وأن لا يتركه هنا ..
فرد عليه الفارس :
هيهات ثم هيهات ...
لم أترك طريقةً لأثنيك عن قرارك إلا واتبعتها ..
ولم أدع فرصةً لنصحك إلا وأتيتُ بها ..
لكنكم يا قوم لا تحبون الناصحين ..
ثم ترك له قربة الماء وانصرف..
قال تعالى :
(( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ))
إذا أتممت القراءة فصل على نبينا وحبيبنا وشفيع ذنوبنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)