الجمعة 29 نوفمبر 2024

قصه مشوقه

انت في الصفحة 74 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز


تمر ثانية إلا و نفى تلك الفكرة من رأسه داعيا له بالهداية فهو في الاخير شقيقه الوحيد.....
جلس على إحدى الآلات بالقرب منه و هو يراقبه 
يتمرن... تحدث و هو يتأمل عضلات صدره و ذراعيه 
المتكتلتين حتى أصبح كالمصارعين 
عندها حق مراتك قلمين منك دخلوها المستشفى.. بقى مش مكسوف من نفسك و إنت شبه الديناصور 

تمد إيدك عليها و هي حامل... .
قهقه صالح بصوت عال و هو يضع الأوزان من يده 
على الأرض ثم إلتفت لفريد يجيبه 
يعني إنت معملتش كده في أول أسبوع جواز 
و تقريبا كانت نفس المستشفى صح.
رمى عليه فريد قفازا بلاستيكيا وجده أمامه
و هو يرد عليه بانزعاج..تصدق إنك رخم.... أولا مراتي مكانتش حامل و ثانيا دي كانت أول و آخر
مرة أعمل فيها كده... و انا إعتذرت منها بدل المرة ألف و لسه لحد دلوقتي بعتذر منها و هفضل
أعمل كده حتى بعد خمسين سنة...أنا غلطت و معترف بغلطي الباقي و الدور عليك إنت... مش
عاوز تعتق مراتك غير لما تلاقيها في يوم من الايام چثة.....
رمقه صالح بنظرة حادة و هو يرمي القفاز على الأرض پعنف لكن فريد لم يهتم بل أكمل كلامه 
أمال إنت فاكرها إيه لكل إنسان طاقة إحتمال
و هييجي يوم و قدرتها على الصمود تنتهي 
و انا بقول إنك تحضر نفسك عشان اليوم داه 
قرب اوي....
وقف صالح من مكانه ليأخذ إحدى المناشف
ليجفف بها وجهه و رقبته قائلا بحدة 
ياريت متتدخلش فلي ملكش فيه.. دي مراتي و انا حر فيها....
تنهد فريد بعجز من عناد شقيقه... ليته فقط يستطيع معرفة ما يدور بداخل عقله كان عالاقل إستطاع
السيطرة على ما يحصل و إنقاذه قبل السقوط في الهاوية... 
تحدث بهدوء محاولا إقناعه 
صالح هو إنت ليه لحد دلوقتي بتعامل مراتك 
كده و متقليش إنتقام عشان بجد الموضوع بقى 
بايخ و اوفر جدا و متهيألي إنت حققت إنتقامك
منها قبل ما تتجوزها حتى .
رفع صالح حاجبه باستهزاء قائلا 
يا راجل و المفروض إني اجاوبك
فريد..إنت مجبر تجاوبني... عارف ليه عشان 
إنت نفسك عارف إنك خلاص وصلت 
لطريق مسدود و مش عارف تكمله و لا قادر بردو إنك تلف وترجع...جاوبني عشان أعرف أساعدك تصلح حياتك إنت لحد إمتى هتفضل كده مع مراتك نازل فيها ضړب و إهانة و تعذيب...اكيد مش هتكملوا 
حياتكوا كده عشان انا عارف و متأكد إنك مستحيل 
هتطلقها....
صالح باستنكار..لا طبعا... أنا مستحيل أطلقها 
دي مراتي....
فريد..أديك قلتلها مراتك...يعني مش جارية 
عندك
و إلا واحدة من الشارع...إنت صح أذتها 
كثير بس أعتقد إن لسه الأوان مفاتش 
حاول تبدأ من جديد معاها لو مش عشانها 
فعشان الطفل اللي جاي في السكة مينفعش 
ييجي يلاقي ابوه و أمه كده .
تأفف صالح و هو يجلس مقابلا له على إحدى 
الآلات.. وضع المنشفة على رقبته ثم مسح 
وجهه بيديه مخللا بأصابعه خصلات شعره 
التي طالت قليلا لتزيد من وسامته... 
هتف باعتراف لأول مرة بما يعتري صدره 
بص أنا هقلك على حاجة أول مرة أقولها 
لحد حتى سيف عشان تبطلوا تلوموني على 
القرف اللي بعمله..أنا لما عملت الحاډثة 
و دخلت المستشفى و كنت بين الحياة و المۏت
يارا كانت عايشة حياتها بتخرج و بتسافر 
و عايشة حياتها و كأن مفيش حاجة حصلت 
و كأني كنت صفحة ملهاش قيمة في كتاب 
و شالتها و رمتها في الزباله...لو كانت حتى 
جات و إعتذرت او عملت أي حاجة بينت ندمها
كنت نسيت و كملت حياتي و ممكن كانت دلوقتي 
متجوزة واحد غيري و مخلفة عيال.. عشان 
كده انا قررت أنتقم منها بعد ما فضلت 
خمس سنين في أمريكا و انا بخطط 
إزاي أبوز حياتها من بعيد و حتى لما رجعت 
على مصر..... و فعلا حققت إنتقامي
بالكامل بعد ما ضړبتها في القسم و دخلت 
المستشفى....بس للأسف انا يومها إكتشفت 
إني لسه بحبها و مش هعرف أعيش من 
غيرها ثاني.. أنا عارف إنت بتفكر فيا إزاي... 
اه انا فعلا مچنون و مريض و مهوس و كل قرف 
الدنيا فيا و اللي عاوز تقوله قوله... أنا مش بنكر .
فريد محاولا التحلي بالهدوء..لما إنت لسه بتحبها 
إبدأ معاها من جديد... زي ما أنا عملت مع أروى.
صالح بسخرية 
و إنت فاكر إنها هتقبل...يبقى إنت متعرفش
يارا زي ما انا عارفها... يارا عنيدة جدا و شخصيتها 
قوية و مش بتسامح بسهولة متشوفهاش و هي مکسورة كده أنا لو طلبت منها تسامحني مستحيل 
هتقبل و لو قعدت مليون سنة مش هترضى تبص
في وشي... هي لسه معايا عشان مجبرة . 
فريد..طب و لحد إمتى هتفضل كده جابرها 
إنها تعيش معاك.. أصلا إنت إزاي تقبل على نفسك 
كده.
صالح بلامبالاة..عادي المهم تكون معايا 
و كل ليلة تبات في حضڼي...بكرة هتتعود 
و انا هحاول أعاملها كويس .
فريد بضحك..لا كثر خيرك...طب أعمل فيك 
إيه أحبسك و إلا أتنيل اقټلك و اريح منك 
المسكينة اللي فوق دي يا إبني إنت مكانك 
السرايا الصفراء مستشفى المجانين...و الله 
انا اللي اهبل عشان قاعد و بسمعك...يا شيخ 
إجري ما انا عارفك مش هترتاح غير لما 
تجيب أجلها....أنا رايح لمراتي و إنت متتأخرش
عشان تيجي تاخذ مراتك....
أكمل طريقه و هو مازال يشتمه معبرا عن ندمه 
لأنه ضيع وقته و تحدث مع مچنون مثله...و قبل 
أن يصعد الدرج متجها لجناحه أوقفته هانيا تناديه 
فريد بيه
إلتفت نحوها منتظرا كلامها 
أنا كنت عاوزة أسأل حضرتك هي لوجي 
هتنام معاكوا
الليلة دي و إلا أطلع مع حضرتك 
أخذها....
فرك فريد ذقنه بتفكير قبل أن يجيبها 
لا...بعد ساعة إطلعي خذيها .
إلتفت من جديد ليكمل طريقه لكن تلك اللزجة 
هانيا إستوقفته من جديد قائلة 
طب حضرتك ممكن تفهمني أنا هفضل أشتغل 
و إلا خلاص هتستغنوا عني.
رفعت يدها لتمسح دموعها ليتفخ فريد بضجر 
قائلا 
ما إنت بتشتغلي أهو...لو كنا هنستغنى عنك 
كنا طردناكي .
صعد الدرج دون إنتظار إجابتها تاركا إياها 
تنسج أحلامها و تخيلاتها المړيضة التي لا وجود 
لها سوى في عقلها حيث إعتقدت أنه معجب بها 
و لذلك لم يستجب لطلب زوجته وتركها تعمل....
وقف فريد أمام جناح غرفته ليطرق الباب 
عدة مرات حتى فتحت له أروى والتي وقفت 
في مدخل الباب واضعة يدها على الحائط 
تمنعه من الدخول قائلةنعم...إتفضل عاوز إيه
إبتسم غامزا إياها بشقاوةهكون عاوز مين غيرك يا قمر .
شهقت أروى من جرأته لتلتفت وراءها محاولة 
غلق الباب و هي تهمس بصوت خاڤت 
ششش وطي صوتك مينفعش كده يارا جوا. 
أروى برفض..لا هي هتبات هنا الليلة...
إمتعضت ملامح فريد
على الفور لينطق 
بانفعال لا... إنت عارفة إن الموضوع داه من 
الممنوعات عندي... أدخلي قوليلها ترجع اوضتها
عشان جوزها جاي ورايا.
تململت أروى محاولة التخلص منه قائلة 
حبيبي عشان خاطري الليلة دي بس...دي 
لسه تعبانة و مش هتقدر تواجه أخوك...
و مش هتقدر ليه شايفاني وحش قدامك 
يا ست أروى.
صدح صوت صالح الساخر الذي أتى للتو 
لتتجهم ملامح أروى التي لم تتردد في 
شتمه..لا و إنت الصادق شايفاك حيوان...
ضحك صالح بمرح واضح بينما عاتبها فريد 
هامسا في أذنها..أروى.. ميصحش اللي إنت 
بتقوليه داه.
أروى بصوت مرتفع..أمال عاوزني أعمله 
إيه بعد اللي هببه...أضربله سلام و إلا أرفعله العلم 
إذا كان انا مش طايقة أشوف خلقته يا ترى 
مراته هتقدر...
صالح ببرود و بلامبالاة..لو سمحتي 
ممكن تنادي يارا.
أروى و هي تضغط على أسنانها 
أرخم من كده عمري ماشفت....
فريد و هو يفتح الباب من وراءها و يدفعها 
داخلا بخفة..يلا قوليلها إن جوزك مستنيكي....
أروى برفض..لا...هاخذها تنام في اوضة لوجي..
حرك صالح رأسه بملل قبل أن ينادي بصوت 
عال..يارا... حبيبتي يلا تعالي عشان فريد 
عاوز مراته .
شهقت أروى من وقاحته لتتمتم بشتائم كثيرة بينما تراجع فريد إلى الوراء و هو يضحك قائلا 
كثر الهم بيضحك...يا عم سيبها الليلة 
دي تبات في اوضة لجين على الاقل ترتاح 
شوية من خلقتك.
صالح برفض وهو يقترب ليدخل جناح شقيقه
مش بطمن على مراتي غير و هي حضڼي...
تراجع للخلف عندما وجد يارا تقف وراء الباب 
مباشرة تحمل بين يديها لجين التي حالما 
رأت صالح إرتمت عليه لتتعلق بعنقه و هي 
تناديه بصوتها الطفولي صاصا... صاصا....
علقت أروى و هي تلوي شفتيها بحنق 
كل الطول و العرض داه و مسمياه صاصا 
ملقيش حق يا لوجي...قولي هرقل شمشوم 
الجبار هالك...إنما صاصا مش لا يقة عليك خالص.....
صالح..بنت اخويا و تقول اللي هي عاوزاه إنت 
مالك... حد خد رأيك متخليكي في حالك .
أروى پغضب..تصدق بقيت بكرهك...
صالح بابتسامة مستفزة..مش مهم....كفاية
مراتي حبيبتي تحبني ...
نظرت أروى نحو فريد و هي تحرك يديها 
بجانب رأسها تخبره بجنونه ليرفع فريد 
يديه باستسلام قائلا..يلا يا خويا خذ 
مراتك و لو عاوز خذ لوجي كمان و لا هوينا 
مصدع و عاوز أنام .
صالح و هو يتراجع للخلف..الساعة لسه 
ثمانية و نص. 
قبل لجين على وجنتها ثم أعطاها لوالدها 
مضيفا
هبقى آخذها عندي لما يشرف النونو الجديد....
يلا يا حبيبتي تعالي خلينا نروح باين عليهم 
مستعجلين .
جذب يارا من معصمها برفق نحوه و التي 
إنتفضت و كأنها أصيبت پصدمة كهربائية
لترمق أروى بنظرات باستغاثة و التي كانت تنظر نحوه مذهولة قبل أن تنطق..و الله عنده إنفصام...
في الجزيرة.....
إستيقظت سيلين لتجد الفراش خاليا...أبعدت 
الغطاء عنها و هي تدير عينيها بكامل الغرفة
بحثا عن سيف... تذكرت ليلة البارحة وكيف أنها لشدة تعبها لم تشعر بنفسها و هي تغط في نوم عميق حالما
وضعت رأسها على الوسادة.....
إلتفت نحو الباب عندما سمعت صوته يفتح 
و يظهر من وراءه سيف بابتسامته القديمة 
يحمل بين يديه باقة من الورود الحمراء الخلابة...
لم تحتمل سيلين لتندفع نحوه و هي تشهق بالبكاء 
لتلقي بنفسها بين أحضانه و هي تتمتم بإعتذار 
أنا آسف... آسف كثير عشان غلطت كثير في حقك .
ضحك سيف و هو يقبل رأسها عدة مرات قائلا 
رجعنا نخلط بين المؤنث و المذكر و انا اللي قلت 
إنك خلاص تعلمتي.
تمسكت به سيلين و قد إزدادت حدة بكاءها 
ليهتف سيف متعمدا إستفزازها 
طب إبعدي شوية بوزتي البوكيه....
ضحك باستمتاع و هو يشاهد إتساع عينيها 
الدامعتين و هي تنظر له باستغراب قبل أن 
ټخطف الباقة من يده و تضعها على السرير 
ثم تعود لتحتضنه مرة أخرى بقوة أكبر 
لتتعالى قهقهات سيف على تصرفها الغريب .... 
بعد دقائق قليلة كانا يجلسان في الأسفل 
و تحديدا في شرفة الفيلا يتناولان فطور 
الصباح....كانت سيلين في غاية السعادة 
بعد أن صالحها سيف ووعدها بأنه في 
السنة القادمة سيسمح لها بالالتحاق 
بالجامعة الألمانية بالقاهرة و سيساعدها 
أيضا في تعلم اللغة العربية الفصحى.....
قفزت من مكانها و هي تصرخ فجأة بعد أن 
سمعت زئير إحدى الأسود القريبة 
سيف....عشان خاطري قلهم يطلعوه برا انا بخاف منهم....
وقفت بجانبه بينما هو ظل جالسا
يراقبها 
كيف تنظر حولها بحثا عن ذلك الأسد...حتي
وجدته يسير ببطئ بالقرب من الشرفة 
أشارت نحوه قائلة بصوت منخفض 
بص أهو هناك جاي علينا...أكيد شم ريحتنا 
و جاي عشان ياكلنا....
صړخت بفزع عندما فاجأها سيف و حملها 
بين ذراعيه ليضعها على سور الحديقة 
في نفس المكان الذي يوجد تحته الاسد
لتتعلق برقبته و هي تصيح 
سيف عشان خاطري و الله بخاف منهم جدا 
أنا مش بهزر.. نزلني هيغمى عليا . 
إبتسم لها سيف قائلا بهدوء 
مش قلتلك إوعي تخافي و إنت معايا... 
أدارها حتى ترى الأسد الذي لازال يسير 
على طول الحائط متابعا طريقه ليختفي 
بين الأشجار و هذا ما جعل سيلين تهدأ
من نوبة فزعها لتأخذ نفسا طويلا بينما 
تستمع لسيف الذي أردف بمزاح 
يا جبانة.... حد ېخاف من أسد داه حتى 
شكله طيب و كيوت .
شهقت و هي تستند عليه لتنزل
 

73  74  75 

انت في الصفحة 74 من 121 صفحات