قصه مشوقه
من على
السور..كيوت إنت فاكره أرنب و إلا قطة...
ضمھا نحوه محيطا خصرها بيديه و هو يرفعها
للأعلى قليلا هامسا أمام شفتيها..
أنا مبسوط أوي عشان رجعتيلي...
إرتبكت سيلين من كلامه المفاجئ لكنها لم
تتردد لترفع يديها محيطة وجهه بكفيها
و هي تقول
و عمري ما هسيبك ثاني...أنا خذت وقت
طويل عشان أفهم كل حاجة حواليا و أوعدك
همهم سيف و هو ينحني ليداعب أنفها
بأنفه..و هتعوضيني إزاي بقى... إستني الموضوع
داه لازمه قعدة و كباية شاي...
حملها و جلس بها على الكرسي قبل أن
يضيف
ها....قوليلي بقى هتعوضيني إزاي
سيلين و هي تمط شفتيها مدعية التفكير
بص يا سيدي أنا قررت بما إني السنة دي
بيك إنت...لغاية ما تقلي أبوس إيدك حلي
عني....هصحيك الصبح و أحضرلك الحمام
و أختارلك هدومك و بعدين أحضرلك الفطار
بإيدي.... و لما ترجع من الشغل هتلاقيني
مستنياك تستحمى و تغير هدومك و بعدين
نتغدى مع بعض...مش هسيبك لحظة و اللابتوب
تنساه عشان داه مكاني أنا و الموبايل كمان ممنوع
...و يوم الجمعة هتاخذني
الملاهي عشان تفسحني و تشتريلي غزل البنات
أصلي بحبها اوي... بس بحبك إنت أكثر
طبعا و لما نرجع تعلمني ألعب شطرنج عشان
نلعب مع بعض و أغلبك و كل مرة تخسر
تنفذلي طلب من طلباتي... إيه رأيك حلو
البرنامج الجديد....ااه نسيت و هبقى أكلمك
أصلك هتوحشني.... 2
كانت سيلين تعلم أن هذه أفضل خطة
تتبعها حتى تشعر سيف بأنه محور حياتها
ليبدأ تدريجيا يتخلى عن هوسه و رغبته
التي تزداد يوميا في إمتلاكها...و بالفعل أعجبه
كثيرا إقتراحها ليومئ لها بالموافقة قائلا
هنشوف مش يمكن كلام و بس....
سيلين بنفي..تؤ...هتشوف و تتأكد بنفسك....
سيف..حاجة إيه
اجابته باندفاع و دون تفكير
عاوز بيبي....
توسعت عيناه بدهشة حتى ظن أنه سمعها
بالخطأ ليردد وراءها..عاوزة إيه
لاحظت ذهوله لكنها لم تبالي لتعيد له..عاوزة
بيبي... طفل يعني.. إنت مش عايز تخلف مني
بيبي
لم يشعر سيف بأطرافه التي إرتخت و هو
مازال يحدق بها و كأنها كائن غريب ثم أردف
سيلين إنت بتتكلمي جد... إنت عارفة إن
المواضيع مفهاش هزار أرجوكي بلاش
تعشميني بحاجة إنت مش عاوزاها
بلاش تضغطي على نفسك عشاني
إنت لسه صغيرة ومش جاهزة عشان
تبقي أم .....
كانت سيلين تبكي من فرط تأثرها بنظراته
الراجية و دموعه التي نزلت على خديه
دون شعور منه...لأول مرة تراه يبكي رغم
كل ما مر به من ألم...بدأت تقبل دموعه
بشفتيها و هي تردد بخفوت
بس أنا بحب الأطفال و عاوزة أخلف منك
أطفال كثير...يبقوا عيلتنا الكبيرة... أنا مش
خاېفة و لا قلقانة إنت معايا و كمان مامي
و طنط سميرة....أنا بحبك اوي يا سيف
و غلطت في حقك كثير و إنت إستحملتني...
كنت غبية لدرجة إني معرفتش إنو لو لفيت
الدنيا بحالها مش هلاقي راجل يحبني و ېخاف
عليا قدك..أنا بجد مستاهلكش .
الفصل التاسع
بعد أسبوع كامل....
في صالون القصر كانت إلهام كعادتها تجلس
بكامل أناقتها و جمالها ترتشف قهوتها الصباحية
و هي ترمق سناء الشاردة
بجانبها بنظرات
حاقدة.... إبتسمت و هي تضع الكوب
على الطاولة أمامها و هي تسألها مبددة الصمت
الذي حل منذ ساعات
مالك يا سناء... بقالي نص ساعة بكلمك
و إنت سرحانة إيه اللي شاغل دماغك
بالطريقة دي...
تنهدت سناء بصوت مسموع و هي تجيبها
بشكوى
صالح تاعبني أوي يا إلهام.... من ساعة ما رجع من أمريكا و هو في عالم ثاني خالص منعرفش عنه
اي حاجة....بقى بيغيب بالاسابيع عن القصر ويرجع زي ماهو عاوز...و جوازه المفاجئ مبقاش خاېف من
حد و لا عامل حساب حد حتى جده أنا لسه
مخاصماه من يوم ما ضړب مراته المسكينة .
قلبت إلهام عينيها بملل و هي تكتم بداخلها
مشاعر الكره و الحقد التي تكنها لها قبل
أن تجيبها
طب ما تكلمي أمين و إلا هو كمان مش فاضي.
سناء..لا أنا حكيتله بس هو قلي إنه مش
في إيده حاجة يعملها....
ردت عليها إلهام محاولة زرع الشك بداخلها
من جديد
معاه حق يمكن في حاجات جديدة بقت
أهم من أولاده .
سناء قد فهمت مقصدها لتجيبها بقلة صبر
لا إطمني مفيش حاجة ملي في دماغك و أنا
واثقة في جوزي كويس و شفت تلفونه كذا
مرة و ملقتش حاجة غريبة...
إلهام و هي تمط شفتيها بحنق
طب متزعليش أنا بس كنت بنبهك اصل الرجالة
اليومين بقاش ليها أمان.... على العموم أنا
بنصحك متتدخليش يعني هو راجل و مراته
و هيعرفوا يتصرفوا مع بعض .
سناء بهدوء
ربنا يهديه.. أنا مش عارفة هو بيعاملها
وحش كده ليه مع إنها هادية جدا و مش
بتخالف كلامه ابدا.
إلهام بحسد
ياما تحت السواهي دواهي و بعدين
هي تحمد ربنا صبح و ليل عشان بقت
مرات صالح عزالدين....
سناء..أستغفر الله يارب...يعني تحمد ربنا
على الضړب و الإهانة و حبسة البيت حرام
عليكي يا إلهام إذا كان أنا إبني و مش عاجباني
تصرفاته.
إلهام بملل..سيبينا بقى منهم و قوليلي
إنت سألتي جوزك على آدم.... أنا بقالي
أكثر من أسبوع معرفش عنه حاجة و خاېفة
يكون إبن سميرة عمله حاجة وحشة....
سناء و هي تقف من مكانها..لا مقليش
و بعدين مټخافيش آدم مش صغير تلاقيه
مسافر زي عوايده... عن إذنك رايحة اشوف
لوجين.
ظلت إلهام تراقبها و هي تسير في إتجاه الدرج المؤدي إلى الطوابق العلوية...تجهمت ملامحها
التي إكتساها الڠضب و هي تتمتم بداخلها
كبر راسك يا سناء و بقيتي
بتردي
عليا الكلمة بالكلمة بعد ما كنتي زي الكلبة...
بتجري ورايا من حتة لحتة عشان أرضى
عليكي... بس ملحوقة أنا هعرف إزاي أجيب
مناخيرك الأرض و أعرفك قيمتك من ثاني .
في الأعلى...
كانت يارا تقف تحت المياه الفاترة في الحمام
تفكر في أيامها التي أصبحت متشابهة... مملة
روتينية خاصة الاسبوع الماضي حيث عاملها
صالح وكأنها غير موجودة معه في الجناح
لا يكلمها إلا عند الضرورة و يكتفي بسؤالها
عن صحتها و عن صحة الجنين فقط
حتى أنه لم يتحدث في أمر ضربه لها
و كأن الأمر لم يحدث على الإطلاق .
توقفت عما تفعله و هي تلاحظ الهالات أسفل
عينيها من شدة إرهاقها و قلة نومها
طوال الأيام الفارطة... تأففت و هي تفتح
علبة المرطب لتضع بعضا منها على وجهها
و رقبتها و ذراعيها قبل أن تنتفض فجأة
و تلتفت وراءها بعد أن سمعت صوت باب
الغرفة يفتح...
توترت و جف ريقها و هي تراه يدلف بجسده
الضخم و طوله الفارع الذي بث بداخلها
الړعب...إرتعشت يداها ممثلة الانشغال
بوضع بعض مستحضرات التجميل على
وجهها بينما كانت دقات قلبها تتسارع على
وقع خطواته التي تقترب منها بهدوء ممېت
ليسحب المشط من على التسريحة يبدأ
في تسريح شعرها و عمل ضفيرة متناسقة
إنتهى ليوقفها
تململت يارا تريد الإبتعاد عنه و هي تشعر
برغبة عارمة في التقيئ بسبب رائحة
عطره القوية التي تغلغلت داخل رئتيها
لكنها تحاملت على نفسها حتى لا تظهر
إشمئزازها المعتاد منه رغم أنها بداخلها
كانت متأكدة أنه شعر بنفورها لكنه كالعادة
يستطيع السيطرة على ملامح وجهه المبتسمة
رغم غضبه منها و ذلك ليجاريها....
نطقت
بصوت مرتعش رغما عنها
عاوزة أدخل أغير هدومي .
لم يعلق بل تركها تذهب و هو يشيعها
بابتسامته الغامضة التي زينت شفتيه
قبل أن يتجه نحو الشرفة.....
إرتدت قميصا شتويا بلون الكراميل الفاتح
و تنورة طويلة بنفس القماش بعدة ألوان
مختلفة لكنها غير متنافرة....
خرجت لتجد صالح ينتظرها أمام باب غرفة
الملابس و حالما وقعت عيناها عليه لاحظت
أنه كان يتفرس ملابسها بدقة قبل أن يحرك
رأسه بعلامة رضا....سار عدة خطوات قبل
أن يجلس على حافة السرير ثم أخرج يده من
جيب بنطاله ليشير لها بأن تقترب.....
مشت يارا باتجاهه. بخطوات مترددة قبل
أن تتوقف على بعد خطوتين منه مما جعله
يرمقها بنظرة تدل على إستغرابه الذي قاطعته
قائلة
عاوز إيه
رأته و هو يضرب بخفة على حافة السرير
بجانبه قبل أن يجيبها بصوت هادئ
أقعدي....
لم تشأ إثارة مشكلة فهي تعلم أنه عنيد و لن
يستسلم حتى تفعل ما يريده لذلك أرادت
إختصار الأمر لتجلس لكن ليس في نفس
المكان الذي أراده هو بل أبعد بقليل...
لاحظت تضايقه لكنه ما فتئ أن تجاوز الأمر
و هو يشير لها بعينيه قاصدا الحزام الأسود
الذي كان يحد التنورة من الأعلى معلقا
مش مضايقك صح...
حركت رأسها بنفي لكنها تفاجأت به يقترب
منها ملغيا المسافة بينهما ليتلمس الحزام
متفحصا إياه و هو يردف بعدم إعجاب
بس أنا ملاحظ إنه كابس على بطنك شوية
أنا بقول تغيريه أحسن عشان إحتمال ميخليش
البيبي يتنفس .
تجزم أروى أنها لو كانت في وضع مغاير
لإنفجرت ضاحكة عليه...تمالكت نفسها بصعوبة
ثم أجابته مفسرة
لا أنا مرتاحة فيه و بعدين البيبي لسه حجمه
صغير جدا يعني مش هيضايقه و لا حاجة...
لو خلصت كلامك أنا عاوزة أنزل تحت. 2
تحدث بينما لإنزال اصابعه تعبث بالحزام
لا... خليكي في موضوع مهم عاوز أتكلم
فيه معاكي.
شعرت يارا بانقباض في قلبها بينما إرتعش
جسدها بشكل لا إرادي بعد سماعها لما قاله
لا ترتاح أبدا و عن تجربة كلما أخبرها بأنه يريد
أن يتحدث معها لأن كل مواضيعه هي عبارة عن مصائب متتالية...رفعت رأسها لتنظر له بتفحص
و عيناها تسألانه بعدم صبر لكنه طمئنها قائلا
و هو يأخذ يديها المرتعشتين بين كفيه
مټخافيش...مفيش حاجة تستاهل ردة فعلك
الأوفر دي...إهدي عشان نعرف نتكلم إنت
ليه دايما محسساني إني وحش و ممكن في أي دقيقة آكلك.....
ضحك بعد أن إنتهى من كلامه لتظل يارا تنظر
له قبل أن تنطق معترفة
ما إنت فعلا كده
تأفف و هو يقرب جذعه العلوي منها لييتنشق
رائحتها مضيفا بانزعاج واضح
مش قلتلك متغيرهوش...
أسرعت لتوضح له بينما كانت تجاهد لتحرير
يديها التي اطبق عليهما رافضا تركها
داه الجل دوش...أنا لسه محطيتش
برفيوم....
لاحظت إرتياح ملامحه لتضغط على أسنانها
بغيض من تفكيره الذي يشبه تفكير الأطفال
أحيانا...هل وصل به مرضه أن يهتم بهذه
الأمور التافهة كتغييرها لعطرها بينما يهمل
الجوانب المهمة في حياتهما...كالعادة تعلن
إستسلامها للمرة الالف أمام عقله الغريب....
أخرجها من تخيلاتها صوته و هو يحدثها.
و من حسن حظها أنها إنتهت له منذ
اول كلمة
بصي أنا عاوز أعرض عليكي إتفاق او صفقة
سميها زي ما تحبي...المهم عاوزك تفكري بسرعة
و تجاوبيني عشان الوقت مهم جدا في الحكاية
دي .
يارا بتعجب..صفقة إيه
صالح بمكر..إنت مش كنتي عاوزة تروحي
تباتي عند مامتك يومين ثلاثة عشان ترتاحي
مني...
يارا بتعجب..أكيد مش هتقلي إنك موافق.
صالح بابتسامة غامضة..
أديكي قلتيها بنفسك... موافق عشان تعرفي
بس إني مش وحش زي ما أتهمتيني من شوية
يا بيبي.
رفعت يارا حاجببها بعدم تصديق و هي تردد
كلامه..بجد موافق... يعني هتسيبني اروح
عند ماما و ريان يومين .
صالح بابتسامة خلابة لا تخلو من الخبث
تؤ.. ثلاثة أيام و ثلاث ليالي إيه رأيك في
العرض داه .
لم تصدقه يارا رغم أنها إبتسمت كالبلهاء
و هي تتخيل نفسها في غرفتها القديمة
في فيلا والدها...لكن لم تمر سوى لحظات
لتتلاشي تلك الإبتسامة و يحل محلها الضيق
فهي تعلمه جيدا من المستحيل أن يوافق
فجأة على طلب لها حتى و لو كان بسيط
دون مقابل....
لتنطق بما جعله بتفجر ضاحكا
و إيه المقابل .
توقف عن الضحك بعد أن تغلبت عليه
رغبته في تقبيل رأسها و هو يقول من بين
ضحكاته
أكثر حاجة بعشقها فيكي هي دماغك
دي...بحس إن
مفيش ست في الدنيا
هتقدر تفهمني قدك.
اضاف بينما إكتست ملامحه بعض الجدية
صح في مقابل طبعا.. بس بسيط جدا
لو وافقتي عليه هنفذلك طلبك و لو موافقتيش
يبقى نستنى الاتفاق اللي بعده....المهم
من غير ما طول عليكي أنا عاوز نقضي
يوم حلو مع بعض كأي زوجين طبيعين
تجوزوا عن حب...يوم واحد