الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية دمار قلب بقلمي ميادة مأمون

انت في الصفحة 1 من 35 صفحات

موقع أيام نيوز

رواية دمار قلب
بقلمي ميادة مأمون
مكان اشبه بضفاف النهر يمشي بين الاغصان الكثيفه
والجو لطيف جدا ولكن الضباب يظلم المكان كله
لاتوجد اي اضاءه سوي ضوء القمر فقط يمشي ويمشي كثيرا دون واجهه معروفه
لا يعرف لماذا اتي الي هنا واخيرا توقف عن السير
عندما استمع الي صوتها الضعيف وهي تجلس وسط الاغصان
والفراشات تطير من حولها تناديه بأسمه صقر

جميله حقا اشبه بحور العين كانت كالعروس في ثوب ابيض رقيق
توقف امامها ليري من هيا وما الذي اتي بها هي ايضا الي هنا
من اين تعرفه وماذا تريد منه
انتي مين
ساعدني مش عايزه افضل لوحدي
انا ماعرفكيش عايزه مني ايه
ساعدني خدني من هنا مش عايزه افضل لوحدي
ليه بتظهري ليا انا بالذات وانا حتي ماعرفش اسمك
انا چانا ساعدني يا صقر
اقترب منها ليحاول ان يتمسك بيدها
واذا به يراها تنزلق امامه في فجوه كبيره عميقه جدا
وتهمس له اوعي تنساني يا صقر
اعتدل مڤزوع من نومه وهو ېصرخ بأعلي
صوتهچانااااااا
ارتفع بجزعه العلوي واعتدل علي فراشه وهو يستوعب ما يحدث له ليصيح پغضب
انتي مين عايزه مني ايه كل يوم بطرديني في احلامي ليه ابعدي عني بقي انا ماعرفكيش
ها هو كعادته الصباحيه صراخه بأسمها يفزع من حوله
استيقظت فتاة الليل التي ترقد بجانبه والتي تتغير كل ليله من واحده لأخري
مالك ياسي صقر بتزعق ليه مانت كنت ذي الفل طول الليل
الټفت لهابغضب وصاح في وجهها قومي البسي هدومك وخدي فلوسك وامشي عايز اخرج من الحمام مالأكيش هنا
يوه هو انا زعلتك في حاجه ولا ايه
انتي هاتحققي معايا يا امك يلا خدي فلوسك وعلي بره
وتركها وذهب بأتجاه المرحاض مغلقا الباب خلفه پعنف
وقف تحت رزاز المياه ليهدأ من نفسه ويفيقها من هذا الکابوس
الذي اصبح ملازم له في الاونه الاخيره
وخرج منه
وقف امام خزانة ملابسه واخرج منها قميص اسود وسروال بنفس اللون فهو عاشق للون الاسود
ارتدي ملابسه وتعطر بعطره النفاذ ومشط خصلات شعره الناعمه الطويله وارتدي حذائه الجلدي الكلاسيكي
وجذب مفاتيحه وهاتفه واتجه خارج غرفته
ليقابل خادمه الحنون يقف امام الطاوله يحضر له طعام الافطار
رجل كبير في السن هو من رباه بعد ۏفاة والده لم يتركه حين قرر ان يترك ڤيلته
بعد ان قررت والدته ان تتزوج من مدير اعماله الذي كان يكن له كل محبه واحترام
ولكن تلك الفكره تغيرت تمام عندما وجده يتقرب منها بعد ۏفاة والده بفتره قصيره جدا
فقرر ان يترك لها الڤيلا ويعيش في شقته الخاصه مع خادمه المحبب له
صقر صباح الخير يا عبدو
عبدوصباح الخير يلا تعالي افطر
لاء مش عايز اعملي قهوه وهاتلي علبة السجاير بتاعتي من جوه
قهوه وسجاير علي الصبح يا صقر مش كفايه اللي بتعمله طول الليل
تسهر بره وترجع سکړان وحالتك ما يعلم بيها الا ربنا لاء والجديد بقي البنات اللي بقيت تجبهم لحد هنا معاك
صقر پغضبانت هتحاسبني ولا ايه ياعبدو انت تعمل المطلوب منك وبس
نظر اليه بحزنحاضر يابني انا تحت امرك وذهب من امامه
جلس علي مقعد خلفه ووضع رأسه بين راحة يده
وهو يهتفكملت مش ناقص غير اني ازعلك مني انت كمان
وبعد عشر دقائق حضر امامه وهو يحمل له ما طلبه القهوه وعلبة السچائر ووضعهما امامه
كاد ان يذهب في صمت الا انه اوقفه
عم عبدو بقولك ايه ماتعملهاش زعله وتتأمص مني بقي
عبدو بسخريهماقدرش يا صقر بيه دانت ولي نعمتي اللي مشغلني وبيدني مرتبي
صقر بهدوء وقد وقف امامه ايه الكلام ده انت عارف كويس اوي اني بعتبرك في مقام ابويا الله يرحمه دانت اللي مربيني من صغري
تيجي دلوقتي تقول كده
يابني انا خاېف عليك لحد امتي هتفضل كده بس
خاېف علياعشان كده بقيت مش بترضي تبات هنا
بصراحه مابقتش احب اشوفك وانت راجع سکړان وبتطوح انت وواحده غريبه عنك
هههههههه اطلع من دول يا راجل يا عجوز تلاقيك غيران وعايز تقضي سهره حلوه معايا
الله يسامحك يابني علي العموم اعمل اللي يريحك
طب سيبك بقي من الكلام ده وقولي ايه الخبط اللي بره ده
دول الجيران الجداد اصل الشقه اللي جنبنا في الدور سكنت
وتقريبا كده بينقلو عفشهم النهارده
اه قولتلي طب انا مش هنبه عليك مالناش دعوه بحد
عارف عارف ماانت من يوم ما سيبت الڤيلا وجبتنا هنا وانت معتكف عن الناس وحتي عن ولدتك
قفز من علي مقعده وهو يلملم اشياءه وېصرخ في وجههيوووووووه خلصنا بقي انا ماشي ومتنساش تبقي تتصل بيها وتيديها التقرير بتاع كل يوم
وبعد ان ذهب هتف عبدومع السلامه ربنا يهديك يابني
اذكرو الله الا بذكر الله تطمئن القلوب
اغلق باب شقته بعد ان خرج منها وهو غاضب جدا واتجهه الي المصعد حتي يستقله ليذهب الي عمله
ولكنه فوجئ ببعض العمال يعطلونه ويترجلون منه وهم يحملون بعض قطع الموبليا الثقيله
صقر ايه التهريج ده الاسانسير ده للسكان مش عشان انتو تعطلوه يا 
العامللمؤاخذه يا باشا بس يعني مايرديش حضرتك نطلع ١١ دور بالحاجات التقيله دي علي رجلينا
صقر١١ ولا ١٢ اخلص واخرج خليني انزل يلا
العاملحاضر يا باشا اخلصو يا اخونا خلو الباشا يعدي اتفضل يا باشا
وقفت امامه قبل ان يذهب سيده تقترب في العمر من عمر والدته مالك بس يا بني انت زعلان كده ليه
صقر انتي مين واذاي تعطلو الاسانسير بالطريقه دي عطلتونا عن اشغالنا
انا اسفه جدا انا جارتك الجديده معلش يا بني عاملين ليك ازعاج من الصبح
نظر اليها پغضب ولم يتفوه بكلمه واحده واغلق المصعد عليه
العامل ياستار يا رب ايه الراجل ده
السيده لاحول ولا قوة الا بالله معلش ياأسطي مش عايزين مشاكل مع حد احنا لسه اول يوم لينا في العماره
العاملخلاص يا ست هانم احنا خلصنا وطلعنا كل حاجه من العربيه وربنا مايجيب مشاكل
طب الحمد لله يلا بقي دخلو باقي الحاجة وركبو باقي العفش ورصوه في المكان اللي چانا هاتقولكو عليه
خرجت امام باب شقتهم تنظر لهم وهم يتحدثون
چانافي ايه يا ماما كنتو بتزعقو مع مين
الحجه لبنيمافيش يا حبيبتي انا لسه بقول للاسطي يدخل باقي الحاجه عشان نخلص بسرعه
كده طب كويس يلا بينا يا اسطي عشان نركب باقي العفش
صلو علي من يشفع لكم يوم القيامه
خرج من باب العماره وهو مستشاط غيظا منهم واتجه نحو سيارته واستقلها وبدأ يتحرك بها متجها الي شركته
نقطه ومن اول السطر نتعرف بقي علي بطلنا
صقر عز الدين الجبالي
السن ٣٠ سنه
طويل القامه قمحي البشره
الشعر بني طويل العيون سوداء يمتلك لحيه بنيه كثيفه ايضا
حاد الطباع ذو شخصيه عصبيه جدا
غير اجتماعي ولا يرحب بالصداقه مع اي شخص
بإستثناء صديقه الوحيد مازن
يمتلك شركه لاستيراد للأجهزه والمستحضرات الطبيه
وصل الي شركته وصعد الي مكتبه ليري امامه صديقه يقف مع مديرةمكتبه يضحكون
ليفرغ فيهم شحنة غضبه
ايه المسخره اللي انتو عملينها دي علي الصبح ايه ناوين تقلبوها كازينو ولا ايه
مازنايه ياعم مالك جاي شادد حيلك علينا كده ليه دانا كنت بوري لوله صور سهرة امبارح
صقر پغضبالكلام الفارغ ده يبقي بره الشركه انتو فاهمين
وانتي يا هانم انتي حره في نفسك بعد مواعيد العمل وخروجك من الشركه
لكن طول مانتي فيها يبقي تحترمي نفسك وتحترمي المكان اللي بتاكلي منه عيش مفهوم
وعشان ماتتكررش تاني مخصوم من مرتبك عشر تيام
ليلي مديرة مكتبه يا صقر باشا انا
مش عايز اسمع ولا كلمه اتفضلي حضريلي مواعيد
النهارده وكل الاوراق اللي عايزه امضه يلا اخلصي
وتركهم ودلف الي مكتبه
ليلياللي يشوفه بالليل مايشوفهوش الصبح عجبك كده انت تهزر وتضحك وانا يتخصم من مرتبي
مازنالله جري ايه يا مزه ما اللي بيتخصم منك الصبح بعوضهولك بالليل مالك في ايه
ليليطب ادخل شوفه ماله متعصب علينا كده ليه احسن انا مابقتش استحمل وبفكر امشي من الشركه دي
مازنخلاص هاخليه يرفدك واشغلك انا عندي في شركتي اقله نبقي براحتنا بالليل بقي ولا بالنهار مش هتفرق يلا انا هادخل ليه اشوفه ايه اللي مغير مزاجه كده
اصدحت هي ضحكه رنانه
ليليههههههههه روح ربنا معاك ادخل واجه الاعصار ده لوحدك
دلف اليه وهو يغمز لها بعينه واغلق الباب من خلفه وجده جالس خلف مكتبه ويسند رأسه علي حافة مقعده وهو مغمض العينين
مازنايه هي البت بتاعت امبارح ماظبتطش مزاجك ولا ايه
صقر وهو علي وضعهشششششششش مش عايز اسمع صوتك
مازننعم ليه ان شاء الله هو انا ليلي هاتزعقلي ولا هاتخصملي انا كمان
انا ماشي ياعم اروح شركتي واتريس علي موظفيني براحتي
صقر الباب يفوت جمل
مازنينهارك اسود انت بتطردني ياض ماتفوق وتقولي مالك
فتح عينه واعتدل في جلسته ونظر اليهمافيش يا مازن مافيش
مازنمافيش ازاي انت بقيت تتعصب كتير اوي يا صقر ومزاجك علطول مبقاش حلو من يوم مابقيت تحلم الاحلام الغريبه دي
اغلق علي وجهه بيداه الاثنان وهتفبس لو اعرف هي مين وعايزه مني ايه لو اعرف عايزاني اساعدها ازاي كنت ارتحت
مازنانت حلمت نفس الحلم تاني النهارده
صقركل مره بتطلب مني اني انقذها و اول ما احاول اقرب منها الاقيها بتبعد يأما الاقيها بتطلع لفوق وملحقش امسكها يأما بتقع لتحت وبردو ملحقهاش
مازنطب افتكر يا صقر يعني انت ماتعرفش اي بنت بالأسم ده ولا حتي من اقريبكو
صقرقولتلك قبل كده لاء 
البنت دي بالذات عمري ما شوفتها هي بتظهرلي في الحلم
واضحه جدا جميله جدا يا مازن وبريئه جدا انا بشوفها كويس اوي
تقريبا حفظت تعبيرات وشها وهي بتضحكلي وهي زعلانه حتي وهي خاېفه
مازنانا ابتديت اخاڤ عليك يا صاحبي لتكون جنيه ولبستك
صقرجن لما يلخبطك قوم ياض من هنا يلا امشي
مازنهههههههه علي فكره انا بتكلم جد طب ايه رأيك نروح لشيخ من اللي بيعرفو في الحاجات دي واهو يقرالك شوية قرأن
صقر اه ماله نبقي نطلع من الكباريه عليه وبالمره ناخدله معانا ازازة خمره مش كده
مازنهههههههه تصدق دي تبقي نكتة الموسم والله
صقر پغضبغوررررر يا مازن من هنا
مازن خلاص يابني ماتتعصبش كده انا ماشي ربنا يهديك يا صقر يا بن عزالدين يا رب
استغفرك ربي واتوب اليك
انجز عمله وعاد من شركته ليستعير بقسط من الراحه فتلك الاحلام لا تأتيه الا في اخر الليل
دلف داخل عمارته واتجه الي المصعد ليجده ينغلق ويلمح طيفها بداخله
اسرع في خطاه حتي يلحق بها ولكنها قد صعدت
فقرر ان يصعد الدرج سريعا وعينه علي الشاشه الرقميه للمصعد طابق يخلف طابق وهو يصعد سريعا
والمصعد لا يتوقف الي ان وجد المصعد قد توقف في نفس الطابق الذي يسكن فيه
اكمل صعوده اليها ليجد طيفها من الخلف تدلف امامه في الشقه المجاورة له وينغلق الباب امام عينه دون ان يحدثها او حتي يسمع صوتها
اتجه الي شقته وهو يضع يده علي صدره يحاول ان ينظم انفاسه وهو يهمس بداخله
صقرشكلك جنيه صحيح زي مازن ما بيقول ولا ايه
دلف الي شقته وجلس علي الاريكه بأرهاق شديد
كان يعد له الطعام حتي يتركه له قبل ان يذهب استمع الي خطوات بالخارج فترجل ليري من
الذي حضر هو ام صديقه
عبدو الله انت
 

انت في الصفحة 1 من 35 صفحات