قطة في عرين الأسد بقلم بنوتة أسمرة
كده
قال سامر بنفاذ صبر
بصى يا سهى انتى كنتى واحدة ساذجة أوى وسهله أوى .. بجد .. وانتى غلطانه زيي زيك لانك كنتى متساهله معايا حتى من قبل ورقة العرفى
قالت سهى بأسى
بس يا سامر انت وعدتنى انك تتجوزنى وقولتلى انك بتحبنى ومش هتسيبنى أبدا
قال سامر بضيق
الوضع اتغير
ايه اللى اتغير يا سامر .. طيب انت ليه مش عايز تتجوزنى .. خلاص يعني معدتش بتحبنى
بصراحة ومن الآخر عشان منتعبش بعض .. مش ممكن أتجوزك يا سهى .. مش ممكن أثق فيكي أبدا
قالت وهى تحاول أن تتمالك نفسها
ليه يا سامر ليه متثقش فيا
قال سامر
لانك خنتى ثقة أهلك فيكي أضمن منين انك بعد الجواز متخنيش ثقتى فيكي يا سهى .. أضمن منين انك متكونيش سهلة مع غيري زى ما كنتى سهلة معايا
بس انت عارف انك أول راجل فى حياتى
قال بنبره منخفضه
بردة مستحيل أثق فيكي
مرت فترة لا يسمع فيها الا صوت شهقاتها الى أن قالت بحزم
دى مش غلطتك لوحدك ..
دى غلطتى أنا كمان .. زى ما انت قولت أنا كنت سهله أوى .. من قبل حتى الورقة اللى كتبناها .. وكان لازم دى تكون نهايتي .. أنا خلاص معدتش هطلب منك حاجه .. أنا هطلب من اللى أكبر منك ومن اللى أقوى منك .. آسفة طلبت الرقم غلط
جلس مراد فى مكتبه يمسك أحد الكتب بيده لكن عيناه زائغة فى فراغ الغرفة .. أذهله هذا الشعور بالحنين الذى شعر به منذ أن رحلت عن البيت .. طوال الإسبوع وهو يشعر وكأنه فقد جزء من روحه .. جزء من نفسه .. حاول كثيرا أن يعود مراد القاسى متحجر القلب كما
لو سمحتى يا آنسه تعرفى فين صيدلية ......
قالت مريم بهدوء وهى تشير بيدها لتريه الطريق
أيوة حضرتك ادخل الشارع ده وبعدين ادخل أول يمين
قال الرجل لها شاكرا
متشكر أوى
شعر مراد بالغيرة والڠضب بداخله لحديثها مع رجل آخر .. كان من الواضح أنها تصف له طريق شئ ما .. ولم تتحدث الا لثوانى معدودة .. لكنه شعر بالغيرة الشديد لان حتى تلك الثوانى هو محروم منها .. دخلت البيت وأنظاره مثبتته عليها الى ان اختفت
عاد مراد الى بيته فخرجت ناهد من غرفة الجلوس تستقبله بعدما سمعت صوت السيارة .. عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت ببرود
ان شاله
تكون مبسوط ومرتاح
نظر مراد اليها شذرا .. فقالت
هتتعشى ولا زى كل يوم
قال مراد ببرود
مليش نفس
قالت ناهد بحنق
والله .. ليه .. انت مش عملت اللى انت عايزه وارتحت
قال مراد پحده
عملت اللى هى عايزاه مش اللى أنا عايزه
هتفت ناهد غاضبه
بص يا مراد أنا ليا عينين بشوف بيهم وبحس باللى أدامى ده غير ان ميفهمش الست الا الست .. مريم كانت ابتدت تحس بحاجه نحيتك بس باللى انت عملته ده هديت كل حاجه
صمت مراد وهو غير مقتنع بكلام أمه فأكملت قائلا بحزن
بالله عليك مش صعبانه عليك .. دى يتيمه ولوحدها .. كانت عملالك ايه يعنى .. كانت مضايقاك فى ايه .. دى يا حبيبتى مكنش حد بيحس بوجودها .. ومكنتش بتضايق حد .. والبنات حبوها أوى وهى كمان كانت بتحبهم أوى .. سايبها تعيش لوحدها ليه .. ما كانت عايشة وسطنا يا مراد ..
انهت كلامها والدموع فى عينيها .. شعر مراد بقلبه ېنزف دما وقال بصوت مضطرب
مكنش ينفع الوضع يستمر كده ..
هى برده من حقها تعيش حياتها مع الراجل اللى تختاره .. مش جوازه مفروضه عليها
قالت ناهد بحزن
طيب لو سمحت خدنى ليها بكرة عايزه أزورها .. موبايلها مقفول من ساعة ما سابت البيت .. غلبت مكالمات ليها ورسايل بس شكلها مش بتفتحه خالص .. وقلبي واجعنى عايزة أطمن عليها
قال مراد بصوت خاڤت
متقلقيش هى كويسة
قالت ناهد وهى تنظر اليه بتمعن
عرفت منين ان هى كويسة
قال مراد وهو يتحاشى النظر اليها
لسه شايفها من شوية
قالت أمه بدهشة
شايفها فين
قال مراد بضيق
شايفها أدام بيتها
رفعت ناهد حاجبيها بدهشة وقالت بتهكم
وانت ان شاء الله ايه اللى موديك نحية بيتها .. صدفة ولا الهوا رماك
نظر اليها مراد بحدة ثم توجه الى السلم ليصعد الى غرفته وناهد ترمقه بغيظ
هتف حامد بفرحه
المعلومات دى أكيده
قال المحامى الخاص به مبتسما
طبعا أكيده يا حامد بيه هو أنا عمرى قولتلك حاجة وطلعت غلط
ضحك حامد ملء فمه وهو يقول
يعني عايشة لوحدها وملهاش حد لا أب ولا أخ ولا أى حد وكل أهلها فى الصعيد وسايبنها هنا لوحدها وكمان مراد طلقها من 10 أيام .. حلو أوى أوى أوى
ابتسم المحامى قائلا
ناوى على ايه يا باشا
قال حامد بخبث وابتسامته تملء وجهه
ناوى ألعب على المكشوف مادام القطة معدتش فى حماية الأسد
طلبين مدام مريم تانى فى القسم
قال محامى مراد هذه العباره فأجابه مراد على الهاتف بحنق
وليه عايزنها تانى هى مش خلاص قدمت شهادتها
قال المحامى
محامى حامد بيقول انك انت اللى خليتها تشهد وتقول الكلام ده وانها كانت خاېفة منك وعشان كده قالته بس هى دلوقتى اطلقت ومعدتش خاېفة منك وهتغير أقوالها
قال مراد پغضب وضيق
وهما لحقوا عرفوا اننا اطلقنا
قال محاميه
أكيد طبعا ما هيصدقوا يمسكوا فى أى حاجة
قال مراد بضيق
مش عايزها تدخل القسم تانى .. حاول تشوف حل تانى
قال المحامى
لو كان فى مكنتش اتاخرت ..بس طلبين يسمعوا شهادتها تانى
زفر مراد بضيق وقال
طيب أنا هتكلم معاها .. امتى تروحلهم
قال المحامى
طلب الاستدعاء خلاص طلع يعني المفروض تروح من بكرة
قال مراد
طيب خلاص هبلغها
حاول مراد الاتصال بها دون جدوى .. كان هاتف مريم مغلق .. حمل نفسه الى سيارته وتوجه الى بيتها .. طرق الباب عدة طرقات قبل أن يسمع صوتها من خلف الباب
مين
صمت لحظة ثم قال
مراد
ارتجف قلبها وهى تسمع صوته .. تسمرت مكانها للحظة وهمت بان تفتح الباب .. لكنها تذكرت أنه لم يعد يحل له رؤية شعرها .. أصبح كالغريب تماما .. ارتدت اسدالها وفتحت الباب .. وقع نظرها على صفحة وجهه .. شعرت بإشتياق شديد لتلك الملامح التى افتقدتها .. ذكرت نفها بأنه رجلا غريبا عنها لم يعد يحل لها النظر اليه هكذا فأشاحت بوجهها .. تأملها مراد للحظة