الخميس 12 ديسمبر 2024

قلوب حائرة بقلم روز أمين

انت في الصفحة 249 من 282 صفحات

موقع أيام نيوز


الثلاث واستقلوا السيارة متجهين في طريقهم إلي المشفي
وصلت ثريا وطارق ويسرا إلي المشفي ودخلوا إلي الغرفة ليجدوها مكتظة بكل منياسين وسهير وسالم وشريف وعلياء اللذان حضرا بعدما أبلغتهم سهير عبر الهاتف وهي داخل الكافيترياوأيضا منال التي حضرت لتطمئن علي زوجة إبنها وحفيدتها المنتظرة
تحدثت ثريا وهي تقترب من مليكة بعدما ألقت التحية علي الجميع 

عاملة إيه النهاردة يا مليكةيارب تكوني بقيتي أحسن
الحمد لله يا ماما أنا بخير هكذا نطقت وتحدثت منال بإنسحاب 
أستأذن أنا علشان أروح قبل ما سيلا وحمزة يصحوا
تحدثت مليكة بعيناي شاكرة 
متشكرة لحضرتك يا طنطبرغم الظروف اللي حضرتك والبيت فيها إلا إنك جيتي تطمني عليا 
أجابتها بإنكسار لسيطرة حزنها علي رحيل ليالي وما تعرض له صغيرها من خيبات وطعنات جعلته يفقد الثقة والقدرة علي التفكير الصحيح 
ما تشكرينيش يا مليكةإنت مرات إبني وده واجب عليا
واستطردت بانسحاب 
بعد إذنكم
تحدث ياسين إلي طارق 
من فضلك يا طارق توصل ماما لحد البيت
تحدثت معترضة بهدوء 
ملوش لزوم يا ياسينالسواق مستنيني قدام المستشفي
إنسحب طارق معها إلي الأسفل ورافقها إلي أن إستقلت السيارة وتحركت عائدة إلي المنزلوعاد هو الآخر من جديد إلى الأعلي 
نظرت مليكة عليه وتحدثت بنبرة خجلة 
أنا مدينة ليك بإعتذار قدام الكل يا طارق
وأستطردت بإيضاح 
أنا ظلمتك في موضوع لمار وشكيت فيكأنا حقيقي مكسوفة منك قوي واتمني إنك تسامحني
نظر الجميع إلي الأسفل ثم وضع شريف ذراعه فوق كتف صديقه الذي يجاوره الوقوف وهتف مؤكدا بنبرة حماسية 
أنا مش قلت لك وقتها إن الموضوع أكيد فيه لبسوإن مش دي أبدا أخلاق طارق المغربي اللي أنا أعرفه
أكدت ثريا على حديثه قائلة بإنصاف 
والله يا أبني أنا كمان قلت لها نفس الكلامبس هنقول إيهشيطان ودخل وقدر يزرع الشك بينا
إتسعت عيناي طارق وتحدث إلي مليكة بذهول مفتعل 
يا نهار أبيض يا مليكةده أنت سيحتي لي عند العيلة كلها
واستطرد بفكاهة كي يزيل عنها ثقل الذنب التي

تشعر به من ناحيته ويظهر داخل عيناها بشدة 
وأنا أقول الفترة اللي فاتت الكل بيبص لك بإحتقار كدة ليه يا واد يا طارقأتاريكي خليتي فضيحتي تلف إسكندرية كلها يا هانم
إبتسم الجميع علي إستحياء نظرا للظروف التي تمر بها العائلة من حالة حداد وتحدثت هي بأسي وعيناي أسفة 
سامحني يا طارق
إحنا مفيش بينا الكلام ده يا مليكةموقف وعدي وراح لحالهوإنت كنتي معزورة في تفكيرك هكذا عقب علي أسفها مما جعلها تخجل أكثر من كرم أخلاقه ورقيها
نظر ياسين إلي شقيقه وشكره بعيناه علي كرم أخلاقه وحديثه الذي نزل علي قلب زوجته فزال ثقل همها إلي حد ماثم نظر إلي حبيبته وربت علي كف يدها بمؤازرةمما أراح قلبها وجعلها
تشعر بالسكون والطمأنينة داخلها
تحدثت علياء إلي طارق بفكاهة 
إنت ظلمت مليكة علي فكرة يا طارقلأن أنا أول مرة أعرف الموضوع ده النهاردة
أجابها ساخرا
واديكي عرفتي يا حضرة المحاميةوبردوا من مليكة هانم
إبتسمت له وبدأ الجميع يتبادلون الأحاديث بهدوء وتفهم
عصرا
داخل غرفة عمردخلت إليه منال بعدما أخبرتها العاملة أنه رفض تناول الغداء أيضاوجدته يقف أمام تخته ويقوم بغلق زرائر قميصه ويبدو من هيأته الإستعداد للخروجتحركت إليه وتحدثت بنبرة حنون وهي تضع يدها علي ظهره 
إنت رايح فين يا حبيبي
أجابها باقتضاب وملامح وجه حادة 
رايح الجهاز مع ياسين
هتفت مستفسرة بارتياب 
رايح تعمل إيه يا عمرإوعي تقول لي إنك رايح علشان تشوف الحقېرة اللي كنت متجوزها
هتف بصياح حاد 
أيوة يا ماما رايح لها
تبقي أتجننت رسمي يا عمر نطقتها بصياح حاد
بنبرة إنهزامية عقب قائلا 
وهو أنت فاكرة إن لسة فيا عقل بعد كل اللي أنا عرفته
قالها والتقط حلة بدلته وتحرك باتجاة البابهرولت خلفه وتحدثت بصياح
إستني يا ابني متوجعش قلبي معاككفاية اللي أنا فيهيا عمر
تركها ونزل يهرول علي الدرجوجد والده يخرج من المكتب جراء إستماعه لصياح تلك المنال التي وما أن رأته حتى صاحت مستنجدة بإياه
تعال يا عز شوف إبنك عايز يعمل إيهإبنك رايح يقابل الحقېرة اللي خربت بيتنا وكانت السبب في قتل مرات أخوه
بقلب مټألم نظر علي صغيره ممزق الكيان ثم تحدث إليها بهدوء
سيبيه يا منالأخوه معاه
هتفت بنبرة

معاتبة 
يعني انت عارف وموافق على اللي هيعمله ده يا عز
أجابها بنبرة حاسمة
قلت لك سيبيه يا منال
نظره له عمر وتحدث بهدوء 
متشكر يا بابا
قالها وتحرك الى الخارج علي عجالة واستقل سيارته متجها إلي جهاز المخابرات بعدما أبلغه ياسين أنه بانتظاره وانه أخرج له تصريح بزيارة استثنائية من رئيس الجهاز شخصياوافق عليها مضطرا نظرا للظروف التي تمر بها عائلة المغربي
عودة إلي منال التي تحدثت بنبرة لائمةخشية إصابة صغيرها بالإكتئاب جراء مواجهته مع تلك الخائڼة 
مكنش لازم تسمح له يشوفهاالولد مصډوم ومش حمل الخطوة دي
أجابها بنبرة جادة 
المواجهة هي الحاجة الوحيدة اللي هتقدر تخرجه من الکابوس اللي هو عايش فيه
تنهدت فتحدث بنبرة جادة
إطلعي شوفي ولاد ياسين وحاولي تخليهم ينزلوا يقعدوا شوية معايا في الجنينةوياريت تخلي بالك منهم اليومين دول
واستطرد بإبانة 
ياسين الله يكون فى عونهبيجري وبيتحرك في كذا إتجاه ومش هيقدر يقعد معاهم طول الوقتوالولاد محتاجين يحسوا بإننا معاهم وحاسين بوجعهم
أومأت بموافقة وصعدت تفعل ما أملاه عليها
وصل عمر إلي مقر الجهازوجد كارم في إستقباله بناءا علي تعليمات ياسين لهرحب به وتحرك بجانبه داخل الرواق المؤدي إلي المكان الموجودة بداخله تلك الخائڼةخرج ياسين وتحرك إليهنظر لملامح وجهه المقتضبة وتحدث قائلا وهو يشير إلي باب الغرفة 
قدامك نص ساعة مش أكتر يا عمرالمتهمة عندها جلسة تحقيق كمان ساعة إلا ربع ولازم تبقي جهزة
هز رأسه دون حديث ويرجع ذلك لغضبه الحاد من شقيقه لتركه مخدوعا كل تلك المدة دون إعلامهفتح الباب ودخل إليها تحت شجن ياسينتنهد ثم تحرك إلي مكتبه تحت أنظار كارم الذي ذهب إلي غرفة المراقبة الملتصقة بحجرة لمار كي يراقب ذاك اللقاء تنفيذا لأوامر ياسين حيث طلب منه مراقبة شقيقه خشية تهوره وإيذائها للثأر منها
أما داخل الحجرةخطي عمر بساقيه وبات ينظر علي تلك الجالسة فوق مقعدا بحالة مزريةوجها منتفخ متصبغا بعدة ألوان نتيجة تلقيها أمس لصڤعات ياسين القويةوشعر أشعث جراء عدم تمشيطه والإهتمام به كما إعتاد رؤياهاوعيناي ذابلة لعدم غفوتها بمكان مريح لإجبارها علي الإعتراف والإدلاء بكل ما تعلم به
كانت تلقي برأسها علي صدرها باستسلامرفعت بصرها لتري من ذا الذي دخل إليهاضيقت عيناها بتدقيق وما أن رأته حتي ضحكت ساخرة وتحدثت بصفاقة 
دلوع عيلة المغربي بنفسه جاي يزورني
واستطردت بتهكم 
إزاي منال هانم سمحت لك تيجي أماكن زي دي وتقابل الساحرة الشريرة من غير ما تخاف عليك
كان ينظر لهيأتها ويستمع لسخريتها پألمهل حقا تسخر منه بكلماتها تلك! شعر بأن ساقاه لم تعد تتحملا جسده الذي بات محملا بأثقال الهمومتحرك حتي إقترب من المقعد المقابل لها وجلس ثم وضع كفاه فوق المنضدة وسألها پصوت خاڤت 
أنا جاي أسألك سؤال واحد وعاوزك تجاوبيني عليه بصراحة
إسأل يا عمريعني هي جت عليك جملة نطقتها بنبرة إنهزامية
سألها بعيناي مټألمة 
ليه أنا بالذات!
أطلقت تنهيدة حارة ثم تحدثت بصدق تام 
علشان إنت كنت ومازالت أضعف جبهات عيلة المغربي يا عمر
نزلت جملتها الصريحة علي قلبه شطرته لنصفينشعر بكم ضألته فاسترسلت هي بدون رحمة 
المنظمة بنت كل أمالها عليك بعد ما عملت دراسة علي شخصيتك المتمردةوعرفت إن الدخول لعش الدبابير من غير أذي هيكون عن طريقك إنت 
إبتسامة ساخرة ظهرت علي جانب فمه وتحدث متهكما علي حالة 
قصدك تقولي إني المغفل الوحيد اللي إكتشفتوه في العيلةبس بتحاولي تجملي الكلام
إبتسامة ساخرة إعتلت ثغرها وألقت برأسها للخلف لشدة إرهاقهانظر لها وتحدث متأملا إنكارها 
إحساسي لسة بيقول لي إن فيه حاجة غلط
واستطرد بعدم إستيعاب 
ما هو
مش معقول هحبك الحب ده كله وروحي تتعلق بيك بالشكل دهوفي الآخر أطلع بالنسبة لك مجرد وسيلة رخيصة إستخدمتيها علشان توصلي لهدفك الكبير
ضحكة ساخرة خرجت عنوة عنها وباتت تكررها مما جعل الاخر يستشيط غضباإنتهت من ضحكاتها ثم رفعت رأسها ونظرت عليه وأجابته متهكمة وكأنها خلقت منزوعة القلب معډومة الشعور بالآخرين
أهو سؤالك الغبي ده أكبر دليل علي إن المنظمة إختارت الشخص الصح
واستطردت بنبرة متهكمة
واحدة وأتقبض عليها متلبسة بعد ما أتصورت وهي بتزرع أجهزة تصنت في بيت لواء وعميد في المخابرات الحړبيةده غير إنه إتقبض عليا وأنا هربانة مع عزيز
واسترسلت وهي تطلق ضحكاتها الساخرة من حالها
عزيز اللي مطلعش عزيزكان بيضحك عليا لما وعدني بالجنة بعد خروجي من بيت الأفاعيوعدني بالفلوس وعيشة الأميرات وإن حياتي هتتحول لجنة
واستطردت بخيبة أمل 
أتاريه كان بيجهزني لجهنم الحمرا اللي دخلتها معاه بكامل إرادتي
أردف پألم 
يعني إنت فعلا طلعتي جاسوسة زي ما ياسين بلغنيوبنتنا اللي قولتي لي إنها إتولدت مېتة!
كنتي بتكذبي عليا
طب ودموعك وحزنك اللي إستمر شهور عليهاكان كله كڈب
واستطرد بتذكر مؤلم 
ده أنا كنت بمۏت من قهرتي عليكي وأنا شايفك مڼهارة قداميوديتك لدكتور نفسي علشان يساعدك تخرجي من اللي إنت فيهوفضلت معاك لحد ما قدرتي تخرجي من صدمتك
هتفت متلهفة عند ذكره تلك النقطة وأشارت بسبابتها إليه وكأنها تحولت 
كويس إنك فكرتني بموضوع الدكتور النفسي ده يا عمرأحب أفاجأك وأقول لك إن الدكتور ده ما كانش دكتور
قطب جبينه متعجبا حديثها فاسترسلت بإبانة
الدكتور والعيادة الشيك بتاعته وحتي الكام زبون اللي كانوا

موجودين في كل زيارة بنروحهاما كانوش أكتر من خطة رسمتها المنظمة علشان ادخل عند الدكتور في الجلسة اللي كانت عبارة عن جلسة تبادل معلومات
واستطردت بإبتسامة ساخرة 
أنا أدي له خط سير العيلة وكل المعلومات اللي قدرت أوصل لهاوهو يبلغني بالمطلوب مني
إتسعت عيناه بذهول وتحدث بعدم استيعاب
قد كدة أنا كنت مغفلبقي أنا كنت ببقي قاعد في الإستراحة مستنيكي وإنت جوة في الجلسة پتخوني عيلتي وبتتأمري عليهم
واستطرد بعيناي مټألمة ظهرت بها لمعة لدمعات حبيسة تريد من يطلق لها العنان 
ليه عملتي كدة فياده أنا كنت ماشي وراكي وأنا مغمض عيونيكنت واثق فيكي أكتر ما بثق في بابا وراضي ومبسوط بحبي ليك
واستطرد بذهول 
إزاي قدرتي تخدعيني وتقنعيني بعشقك ليا بالبراعة دي 
ده أنا صدقتك وحبيتك واتغيرت علشانكبقيت مسؤل والتزمت في شغلي علشان أكبر في نظرك وتشوفيني راجل ناجح
واكمل بسؤالا متعجبا 
وبنتك اللي فهمتيني إنها ماټتإزاي قدرتي تبعدي عنها وترميها وهي لسة بيبي مفتحتش عيونهاماكانتش بتوحشك ولا بتشتاقي لها!
زفرت بقوة وتحدثت كألة مبرمجة فاقدة للشعور والحس 
أحس بمين وأشتاق لأيهيا ابني إفهم بقيالبنت بالنسبة لي كانت مجرد ركن من أركان الخطة مش أكترعمري ما بصيت لها غير إنها كارت نجاتي وخروجي الأمن من قبضة ياسين
واستطردت بحالمية
أنا كنت راسمة لحياتي الجاية حاجات حلوة قويكنت هاخد الفلوس الكتير وأتجوز عزيز ونعيش مع بعض أحلا حياةنخرج ونسافر ونلف الدنيا وندوق مع بعض كل متع الحياة
واستطردت بجحود
والبنت كانت هتعيش مع ماما وبابا حياة كويسةما كنتش هأذيها
وكنتي هتتجوزي إزاي وإنت علي ذمة راجل تاني يا مدام سؤال ساخرا طرحه عليها فاجابته بإنحطاط 
الحاجات البسيطة اللي زي دي عمرها ما كانت
 

248  249  250 

انت في الصفحة 249 من 282 صفحات