الخميس 12 ديسمبر 2024

وبقى منها حطام انثى منال سالم

انت في الصفحة 61 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


يديه في جيبي بنطاله وطالعها بعشق وهو يردف بجدية 
يبقى متفقين
انتظرت حتى تراجع للخلف فنهضت عن المقعد وكادت تركض من أمامه لتفر منه .. بل لتفر من نفسها الضعيفة التي ترفع رايات الاستسلام أمامه ولكنه استوقفها بعبارته التي أثارت خۏفها 
معرفتيش الشرط التاني!
استدارت ناحيته وعبست ملامحها من جديد لشعورها بالضيق من تملكه لزمام الأمور والسيطرة عليها بصورة انتهازية وهتفت بنبرة شبه محتدة 

و ايه كمان!!
تغيرت ملامح مالك في لمح البصر من تعابير العاشق إلى الباغض والكاره ثم أجابها بتجهم وقد قست نظراته 
أخوكي ميعرفش اني موافق يعني هيفضل على ناره !!
شعرت ايثار بغصة في حلقها وهي تشفق على حال شقيقها وهتفت معترضة على أسلوبه القاسې في التعامل معه ب
س حرام كدة و..آآ..
قاطعها مالك بقسۏة واضحة كنتيجة طبيعية لإنعكاس الماضي على حالهما 
لو نسيتي وغفرتي انا لسه منسيتش ومش هنسى ولو عارضتيني ياإيثار أو حاولتي تبلغيه إني ممكن أوافق انا.....آآ
نظرت له بوجه خالي من التعبيرات لكن نظراتها كانت كافية لكي يشعر بما تعانيه .. فتوقف عن الحديث للحظة فهو لا يرغب في إتباع أسلوب الټهديد أو الوعيد معها فهي حبيبته التي لم يعشق سواها ولم يكن هذا الأسلوب متبعا مع علاقته العاشقة معها ومشاعره إتجاهها ..
عقدت ساعديها معا وحدقت فيه بنظرات مغلولة وانتظرت منه متابعة باقي تهديده
تنهد مالك بعمق وطرد زفيره وهو يقول 
من فضلك متعمليش كده !
رمقته بنظرات أخيرة حادة ثم أرخت ساعديها واستدارت فتحرك مسرعا قبالتها ومد ذراعه ليكون حائلا في طريقها ثم همس بثقة 
هستناكي بكرة الصبح هنا هتيجي تلاقي مكتبك جاهز !
ردت عليه إيثار وهي تحرك عينيها يمينا ويسارا هربا من مجابهته 
هفكر في عرضك
رد عليها مالك وقد تلوى ثغره ببسمة 
هتيجي
كان متيقنا من تأثيره القوي عليها .. بل يكاد يجزم أنه يستمع لدقات قلبها المتلاحقة في صدرها ..
وجهت نظراتها المتعجبة له من تلك الثقة الزائدة بنفسه .. ولما لا وهو أعلم الناس بها. 
ثم أسبلت عينيها للأسفل وهي تتابع قائلة بإيجاز 
ان شاء الله
تجاوزت ذراعه سريعا وخطت بعجالة نحو باب الحجرة لتتركها ولكنها سمعت صوته يأتي من خلفها محملا بالهيام 
مبسوط عشان شوفتك النهاردة
ابتسمت وهي توليه ظهرها وأكملت سيرها للخارج ..
لتترك حجرة المكتب ..
شعور بالسعادة يغمر قلبها وكأن القدر يحدثها بأن أوقات الفرح قد حانت ولكن عليها فتح ذراعيها لتحتضن هذه السعادة بين ذراعيها كي لا تفر منها .. 
هي تذوقت من العڈاب قدرا ليس بالهين ورأت منه الألوان التي جعلتها تيأس من كل شيء.. 
ولكنها عقدت العزم ألا تجعل أيامها الحزينة المكدسة بالذكريات المؤلمة جدارا بينها وبين السعادة التي تنتظرها بل ستمضي تاركة خلفها كل ذلك لتعيش أياما أخرى وردية. 
.
تناول عمرو لقيمات صغيرة موهما نفسه بأنه سيكون بخير ولكنه لم يستطع فعل ذلك ..
نهض عن طاولة الطعام دون أن ينبس كلمة واحدة وفضل المكوث في حجرته والإختلاء بنفسه في ظلماتها.. 
حركت تحية رأسها مستنكرة حال ابنها وتنهدت بإشفاق وحزن عليه ..
تركت الملعقة من يديها وهي تردف بإحباط
لا حول ولا قوة
الا بالله محدش من عيالي مكتوبله نصيب عدل في الحب!
نظرت إيثار إلى والدتها بضيق فقد استشعرت من كلماتها اليائسة والتي ضړبتها هي في مقټل دون قصد منها .. وردت عليها بحذر 
ان شاء الله كل حاجة تتعدل ياماما
ردت
عليها تحية وهي تهز رأسها بتحسر 
مش باين! أخوها عايز ينتقم لأيام زمان .. واللي حصل أمبارح بيتعاد تاني دلوقتي !!!
فكرت إيثار للحظة في إبلاغ والدتها بما ينتوي عليه مالك ولكنها عدلت عن تلك الفكرة للحفاظ على السر الذي أئتمنها عليه .. 
بالكاد لن تحافظ أمها على هذا السر إن عرفته وهي ترى عڈاب فلذة كبدها أمامها .. لذلك أثرت إيثار الصمت وفضلت عدم التحدث لشقيقها أو تبادل الحديث معه .. 
فربما يأكلها الضعف هي الأخرى وتخبره عن وجود ترياق راحته بين يديها.
قضت الليل في غرفتها أغلقت الأنوار واكتفت ببصيص الضوء النابع من القمر المضيء بالسماء..
استعادت في ذاكرتها ملامحه حينما رأها تلج لغرفة المكتب و كيف كان ينظر إليها ببرود أثارها نحوه .. فعبست ملامحها على تعمده استفزازها .. فتلوت بشفتيها بسخط وهي تقول 
صحيح انك مستفز !
تنهدت بعمق حتى اقتحم مخيلتها مشهد محاصرته لها والتقاطه لعبراتها قبل أن تنسال من بين أهدابها لتلمس وجنتيها فاحتلت البسمة المشرقة ثغرها وهي تتخيل طيفه أمامها .. 
هي تشعر بالبهجة تختلجها وتتسرب إلى خلاياها في حضوره فقط حتى وإن كانت تتظاهر بعكس ذلك.
أحبه نعم أحبه 
ومن صميم الفؤاد أعشق قربه .. 
يحدثني بأنفاسه عن شوقه لي ..
ابتسامتي وضحكتي 
وحتى ضعفي وظهور غمازتي 
هو المتيم بي والعاشق لتفاصيلي 
وإن ظهر العناد على جبهتي
واعتلى الشموخ طرف أنفي ..
لن أفلح في التعبير عن عدم حبي له
وكأن عشقه گكرات الډم في وريدي 
هكذا حدثت نفسها وهي تأمل في مستقبل جديد معه .. نهايته تسطرها هي بيدها وبقلم حبره من سائل ډمها المشبع بعشقه .. 
تنهدت بسعادة وهي تتذكر تلك القبلة التي لم تلمس شفاها ربما زاد الشغف إليها عندما لم تنلها ..
لقد اشتاقت للحديث معه كحبيبين .. وربما سيكون هذا الشوق بريق أمل ليحقق حلما غنيا لها ...................... 
................................................................
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الحادي والثلاثون الجزء الثاني 
استيقظت بحماسة شديدة وهي متفائلة بأنها ستحظى بمغامرات شيقة .. 
احتارت في تحديد وجهتها اليوم .. وتساءلت مع نفسها عن أي مكان ستبدأ منه .. 
هل ستذهب لمقر شركته أم تتابع عملها مع صغيرته ريفان ! 
ارتدت ثيابها وتأنقت بثوب جديد يتناسب مع حلول فصل الشتاء بهواءه الرطب .. 
ثم قامت باحاطة عنقها بوشاح صوفي مميز من اللون الأرجواني والتقطت حقيبتها وخرجت من حجرتها بساعة مبكرة .. وعندما هبطت الدرج تفاجئت برجل غريب الهوية يقطع طريقها وهو يقول بجدية وثبات 
مدام إيثار!
توقفت بتوجس وتراجعت للوراء خطوتين لتحافظ على وجود مسافة معقولة بينهما ثم حدجته بحدة لسلوكه المباغت وهتفت متساءلة بنبرة قاتمة 
مين حضرتك! 
احنى رأسه وهو يبادلها الحوار قائلا بجدية 
انا سواق مالك بيه! جاي أخد حضرتك للشركة
ثم أشار بيده نحو السيارة فالتفتت برأسها حيث أشار ووجدت سيارته بالفعل تنتظرها أمام مدخل البناية ..
تخللها شعور مطمئن بعد أن توجست خيفة منه .. 
هزت رأسها بهدوء وهي تتابع مرددة 
طيب
قام السائق بفتح باب السيارة الخلفي لها فاستلقت في مكانها وفكرت بتعمق ..
كان يومها سيبدأ بالذهاب إلى الصغيرة ريفان أولا ثم بعد ذلك تخطط لما ستفعله .. ولكنه فاق توقعاتها گعادته .. ظلت تنظر للطريق أمامها بترقب حتى أدركت قرب وصولها لمقر الشركة فشعرت ببعض التوتر .
جاهدت للتخفيف من ذلك الإحساس الذي يثير معدتها بالإضطراب وتنفست بإنتظام لضبط انفعالاته المتوترة ..
وما إن أوقف السيارة حتى ترجلت منها وكادت تتخطى حدود المقر ولكن أوقفها السائق قائلا 
ثانية واحدة !
ثم استبقها بخطواته فتبعته هي حتى وصل بها لمكتب الإستقبال بالشركة .. 
وقف خلف الحائل الزجاجي وهتف فجأة بجدية وبنبرة شبه مرتفعة 
الأستاذة إيثار وصلت
تحركت موظفة الاستقبال من مقعدها والتفتت بجسدها لتكون في مواجهتها وابتسمت بهدوء وهي تقول 
أهلا بحضرتك .. مكتبك جاهز فوق ومالك بيه شدد عليا أوصلك لفوق بنفسي !
ردت عليها إيثار بهدوء 
شكرا ..
شعرت هي ببعض المبالغة في الأمر مما أثار ريبتها ولكنها تغاضت عن ذلك ولم تلق له بالا ..
استبقتها الموظفة وتبعتها هي بخطاها حتى استقلا المصعد ظلت تفكر فيما يقوم مالك بتحضيره والتخطيط له ..
عجزت عن تخمين أفعاله .. وأجبرت نفسها على عدم التفكير في ذلك ..
توقف المصعد ومدت لها الموظفة يدها وهي تقول برسمية زائدة 
اتفضلي على أول أوضة في الطرقة يمين
شكرا !
قالتها إيثار بامتنان ثم تقدمت بقدميها وهي تتفحص المكان بعينيها .. ففي المرة السابقة لم تستطع رؤيته بوضوح ..
كان صرحا مميزا بحق .. تظهر عليه علامات الرقي والحداثة ..
ابتسمت بنعومة واعتقدت أنها وصلت للحجرة المنشودة ..
التقطت أنفاسها وكبحتها بداخلها وهي تضع يدها على المقبض ثم زفرته بتمهل وهي تديره.
ولجت لداخل الحجرة لتنبهر بترتيبها المتناسق وببراعة الديكور الخاص بها ..
خطت بقدم مترددة لتقع عيناها مصادفة على باقة من ورود البنفسج موضوعة أعلى سطح المكتب ..
فغرت فمها بإعجاب ثم دنت منها وهي تظن أن تلك عادة
الشركة في الترحيب بالموظفين الجدد ولكن كانت البطاقة التي تتوسط باقة الزهور تعكس لها ما توقعته .. 
التقطتها بحذر وقرأت حروفها التي تشكل عبارات أثرة .. وهمست من بين شفتيها 
عانقيني... 
بوشاح الهوى دثريني .. 
وانظري إلي بعينيكي.. 
وبهما ظل الحب يشفيني.. 
أما آن للعشق بعينيك أن يظهر .. 
أما آن للعشق بقلبك يحييني... 
عانقيني ... 
اتسع ثغرها ببسمة فرحة من جمال كلماته التي تلمس داخلها وتجمعت دموع السعادة بمقلتيها وهي تضحك بصوت مسموع للآذان .. 
ولكنها تلاشت سريعا عقب حركته المباغتة عندما حاصرها من ظهرها بذراعيه ..
ارتجف جسدها وتلاحقت أنفاسها وودت الالتفات ولكنها عجزت من قبضتيه المحاصرة لخصرها ..
حزمت من نبرتها لتظهر أكثر جدية وهتفت 
مالك ! لو سمحت !
سعد بل طربت أذنيه كثيرا لسماع حروف اسمه تلفظ من على شفتيها من جديد فضمھا أكثر إليه وهو يردد بعشق 
اسمي وحشني منك !
توترت أكثر وزادت رجفة جسدها وردت عليه وهي تجاهد لدفع ذراعيه عنها 
احنا هنا في مكان شغل ميصحش اللي بتعمله ده
التوى ثغر مالك بمكر وهو يبدى عدم اكتراثه بشيء 
ميهمنيش أنا صاحب الشركة وانتي مرات صاحب الشركة المستقبلية واللي عنده كلمة هيلمها !
أراد أن يرى وقع كلماته على ملامحها فأفلت قبضتيه عنها وأتاح لها الفرصة لكي تلتفت نحوه وتواجهه ..
نظرت له ببرود مماثل لما فعله معها بالأمس ثم نطقت بلهجة مٹيرة للاستفزاز 
مين قالك إني موافقة على جوازي منك!
ابتسم مالك بسخرية وقد اكتشف خطتها وفهم مقصدها مما تفعله فقرر إفسادها على طريقته الخاصة..
دنا منها فجأة واحنى رأسه على وجهها وقام بطبع قبلة على طرف أنفها فدبت بداخلها القشعريرة واهتز كيانها لوهلة من هول الصدمة ..
اتسعت ابتسامته وهو يراها مذهولة في مكانها ثم مال ناحية أذنها وهمس لها بصرامة خاڤتة 
انا قولت يبقى خلاص
تخللت رائحتها المميزة أنفه فأطبق جفنيه بإستسلام وهو يستنشقها مرارا وتكرارا مستمتعا بعبقها الذي يثير جنونه ويحرك فيه مشاعره بقوة ..
جاهد لكي لا يتهور معها وتابع قائلا 
يا ذات الغمازتين !
انخفضت بجسدها ثم عبرت من أسفل ذراعه المرتفعة على كتفها لتصبح خلفه و التقطت شهيقا عميقا وزفرته
 

60  61  62 

انت في الصفحة 61 من 64 صفحات