الخميس 12 ديسمبر 2024

وبقى منها حطام انثى منال سالم

انت في الصفحة 63 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز


واختلقت اﻷعذار لتلقاه مصادفة عبر الشرفة في منزل عمتها ..
ها هي تكرر أفعال أخيها السابقة مع إيثار لم تكن تتصور أنها ستفعل مثله ولكن الحب جنون و يمكن أن يجبرك على فعل الحماقات ..
كانت يوما بعد يوم تزور عمتها بحجة مرضها وأنها بحاجة إلى الرعاية ثم تتوجه إلى غرفة أخيها لتلج إلى الشرفة 
وتلتقي به ..
رفعت عيناها للأعلى لتنظر إلى عينيه المتيمة بها .. فتبتسم بسعادة وتطمئن عليه وتشد من أزره وتشجعه على الصمود أمام عناد أخيها ...

وهو يستمد من دعمها الطاقة الإيجابية التي تعينه على المقاومة وتدفعه إلى عدم اليأس والسعي لفعل المزيد من اجلها هي ...
همس لها بتنهيدة والهة 
وحشتيني 
ردت عليه روان بنعومة هامسة 
وانت كمان !
تابع قائلا بصوت خفيض متمنيا 
ربنا يهدي أخوكي ويرضى عني
ردت عليه بتضرع 
يا رب .. معلش يا حبيبي هو بس دماغه ناشفة شويتين لكن آآ.... 
قاطعها قائلا بتحمس 
انتي بتقولي ايه !!
إنتابها القلق من تبدل حاله وتحول نظراته للجدية الشديدة حتى بات يخترقها بعينيه المحدقتين بها بثبات عجيب فازدردت ريقها وهمست بتوجس 
أنا بأقولك إن مالك آآ....
قاطعها مجددا وهو يهز رأسه نافيا 
ﻷ مش دي اللي بعدها !
توردت وجنتيها بحمرة هائلة .. وارتبكت أكثر من تلميحه الغير معلن .. وعضت على شفتها السفلى بخجل بائن للعيان ...
تنهد متأثرها من حيائها و أردف قائلا بصوت آجش 
نفسي أسمعك بتقوليهالي تاني !
أسبلت عينيها وهمست بتلعثم 
أنا داخلة قبل ما حد يشوفنا
رد عليها بتلهف وهو يستعطفها 
لأ ماتمشيش استني بس
رفعت رأسها للأعلى لتنظر إليه مرة أخيرة قبل أن تهمس له بصوت رقيق التقطته أذنيه ببراعة 
سلام يا ... يا حبيبي !
وما إن قالتها حتى ركضت بخطوات متعجلة لتختفي من أمام أنظاره العاشقة لها ...
تشكل على ثغر عمرو إبتسامة فرحة وهو يرى بنفسه انعكاس الحب عليها ..
تنهد بعمق أكثر وأغلق النافذة وهو يتعهد لنفسه ألا يستسلم ليأسه .. بل سيقاتل من أجلها حتى يظفر بها ...
شجعت إيثار أخيها على محاربة أي عوائق تحول دون ارتباطه الرسمي بمن أحبها ..
ولم يتردد عمرو في تكرار المحاولة ومقابلة مالك مجددا حتى لو تعامل معه بفظاظة وجفاء فروان تستحق المقاتلة من أجلها ..
لقد كانت أخته نعم السند له ودعمته كثيرا في أصعب أوقاته ..
تمنى لو كان مثلها يملك قلبا حنونا متسامحا منذ البداية وقادرا على الصفح والغفران .
ود لو عاد به الزمن للوراء ليعدل عن قراره المتعنت بحرمانها من حبيبها ويجني عليها بزوج لا يعرف إلا غرائزه الحيوانية فقط ..
هو ندم وتاب .. وأخلص في سعيه الجاد نحو علاقة جادة شرعية ..
شعرت إيثار بالفخر من تصرفات عمرو الأخيرة وطموحه التي لا تنتهي .. فقد تبدل للأفضل .. وصمد أمام تحديات مالك المتشددة .. حتى حانت لحظة المواجهة من جديد ..
..
وتلك المرة عرض بوضوح خطته المستقبلية للزواج بروان وما استطاع تنفيذه من خطوات جادة ..
رتبت هي لذلك اللقاء المرتقب في مكان عام
كي تضمن عدم حدوث مشادات كلامية أو تطاولات يدوية إن أنفلت الأعصاب واحتدت المناقشات ..
جلس عمرو في المطعم الفاخر متأنقا ومترقبا بحذر وصول مالك إليه ..
وبالفعل في ميعاده المحدد كان يلج إلى المطعم وعيناه الحادتين تبحثان عنه ..
رأه من على بعد فنهض عن مقعده وتأهب لمصافحته ..
وتلك المرة مد مالك له يده ليصافحه في بادرة ودية مطمئنة .. 
جلس الاثنان قبالة بعضهما البعض وانتظرا حتى وضع النادل المشروبات الساخنة وانصرف فاستطرد عمرو حديثه متساءلا بهدوء 
اخبارك ايه 
رد عليه مالك بإيجاز دون أن تتبدل ملامحه الجامدة 
تمام
تنحنح عمرو بخشونة قبل أن يتابع حديثه بجدية 
قبل ما تقول أي حاجة أنا عاوز اعتذرلك عن أي أذية اتسببت فيها ليك زمان !
انتبه له مالك وحدق فيه بثبات .. بينما تابع عمرو بنبرة زرينة 
أنا محقوقلك يا مالك وآآ..
أطرق رأسه خجلا وصمت للحظة ثم تابع بنبرة شبه نادمة 
وكنت عاوز أقولك إني زمان لما فكرت في مصلحة أختي كان من وجهة نظري أنا ومفكرتش في اللي هي عاوزاه ونفسها فيه !
انتصب مالك بكتفيه وبدى على تعابير وجهه الإهتمام ..
أخذ عمرو نفسا عميقا ليسيطر على حاله قبل أن يختنق صوته أكثر وتابع بتوتر 
أنا .. أنا قبل ما أجني عليها جنيت عليك إنت وظلمتك .. !
أغمض عينيه أسفا وتابع بخزي وهو يتذكر أفعاله النكراء مع شقيقته 
ويمكن ظلمي ليها كان أصعب منك بمراحل هي فضلت
متمسكة بيك لأخر وقت وأنا أجبرتها على واحد مكانتش عاوزاه وهددتها إني هأذيك وهي .. وهي خاڤت عليك وضحت بنفسها عشان بس تحميك مني !
تبدلت قسمات مالك للوجوم .. هكذا كانت حبيبته .. مخلصة لعهد الحب ووفية لميثاق عشقهما .. وهو من ظن بها كل الظنون ..
هي قاست وتحملت وضحت وهو اعتقد أنها خائڼة ..
أخرجه عمرو من شروده قائلا بندم 
أنا لو الزمن يرجع بيا لورا كنت هاعوض إيثار عن كل لحظة اتغابيت عليها فيها وحرمتها من حبها !
استشعر مالك صدق نواياه وتوبته الحقيقية عن أخطاء الماضي . 
هو أصبح متأكدا أنه قادر على إسعاد أخته بحق و لا يلعب بها ...
نعم لقد غيره العشق للأفضل .. ورأى أمامه عمرو جديد ذو شخصية مختلفة متفاهمة محبة تعترف بأخطائها وتحاسب نفسها على أفعال الماضي .. 
ظل مصغيا إليه دون أي مقاطعة حتى سأله الأخير بترقب 
مالك ! إنت موافق أخطب أختك 
رد عليه مالك بتساؤل غامض 
وايه اللي جد عشان أوافق المرادي 
أخذ شهيقا عميقا وزفره على مهل ثم أجابه بجدية دون أن تطرف عيناه 
لأني بأحب روان بجد ..!
مال بجسده للأمام وتابع بنبرة أكثر صدقا 
وصدقني أنا هاسعدها وهاعمل أي حاجة عشان تكون ليا !
ظهر شبح إبتسامة خفيفة على ثغر مالك ورد عليه بنبرة هادئة 
سيبني أفكر في اللي قولت عليه وبعد كده هارد عليك
استشعر عمرو وجود بارقة أمل في رد مالك وتلون ثغره بإبتسامة فرحة لم يستطع إخفائها ...
.................................
احتضن عمرو شقيقته بقوة وقبلها من أعلى رأسها وهو يهتف بحماس 
ربنا يخليكي ليا يا إيثار والله أنا ما مصدق نفسي
نظرت إيثار لأخيها بود وردت عليه بسعادة 
إن شاء الله هيوافق يا حبيبي إدعي إنت ربنا بس
اضافت تحية قائلة بنبرة فرحة 
مبروك يا حبيبي إنت تستاهل كل خير ومش هتلاقي أحسن من روان عشان تتجوزها
نظر عمرو إلى والدته ورد عليه بتنيهدة متعبة 
أخطبها بس الأول وبعد كده ربنا يسهل
ابتسمت له إيثار بثقة ورفعت حاجبيها للأعلى وهي تقول له بجدية 
متقلقش
رد عليها برجاء 
يا رب يا كريم 
................................
ها يا عمتو رأيك ايه 
تساءل مالك بإهتمام جاد وهو محدق في عمته ميسرة بعد أن أبلغها بما دار في مقابلته الأخيرة مع عمرو ..
شردت قليلا وأجابته بتوجس 
مش عارفة يا مالك أنا خاېفة نكون آآ...
قاطعها زوجها ابراهيم بجدية 
جرى ايه يا ميسرة عمرو جارنا والشاب عنده أخلاق ومروءة صحيح كان في بينا خلافات زمان بس هو كان بيغير على أخته وبيخاف عليها
بررت له خۏفها قائلة بتوتر 
أنا خاېفة يبهدل روان معاه النوعية دي دماغها مش بتتغير !
ضغط مالك على شفتيه قليلا وقال بعدها بنبرة رزينة 
والله يا عمتي أنا شايف تعامله مع إيثار اتغير تماما بالعكس هي بتحكيلي عن كل حاجة هو بيعملها عشان يكون احسن من الأول ويعوضها عن زمان !
حدقت فيه ميسرة بنظرات مرتابة ثم مطت فمها للأمام لتسأله بفضول 
مممم.. وانت بتحكي مع إيثار على طول 
أطرق رأسه للأسفل للحظة ثم هتف بصوت خشن 
عمتي ماتغيريش الموضوع !
مدت ميسرة يدها لتمسح بها على صدغ ابن أخيها وتنهدت بحنو وهي تقول 
أنا نفسي أفرح بيك أوي !
أمسك بكفها براحة يده وربت عليه بخفة ثم رد عليها بثقة 
إن شاء الله هايحصل .. بس خلينا الوقتي في موضوع روان
تساءلت ميسرة بجدية وهي ترفع حاجبها للأعلى 
وأختك رأيها ايه مش يمكن تكون رافضة وآآآ..
قاطعتها روان قائلة بحماس مفرط 
لأ يا عمتو أنا موافقة طبعا عليه
نظرت لها مستنكرة تهورها في الرد وهتفت معترضة 
شايف البت !
رد عليها زوجها إبراهيم بإبتسامة هادئة 
سبيها يا ميسرة
عاتبته قائلة بصلابة زائفة 
والله إنت اللي مدلعها يا ابراهيم !
رد عليها زوجها بإبتسامته العذبة 
هو احنا حيلتنا غيرها هي ومالك !
أومأت برأسها بخفة موافقة إياه وهي تقول بنبرة حانية 
عندك حق دول حياتنا كلها !
نهض مالك ليقف إلى جوار أخته ثم سحبها من ذراعها إليه واحتضنها قائلا بمزاح 
انتي يا بنتي مش بتتكسفي كده 
لفت ذراعيها حول خصر أخيها وردت عليه بدلال وهي تبتسم 
الله يا مالك مش أنا بأعمل اللي انت عاوزه كله
ربت على ظهرها قائلا 
ماشي يا ليمضة ربنا يسعدك !
تراجعت للخلف لتنظر إليه بعينين لامعتين وهي تسأله بأنفاس مضطربة 
يعني انت موافق 
ابتسم لها قائلا بإيجاز 
أكيد !
قفزت في مكانها من فرط السعادة وهتفت قائلة 
حبيبي يا مالك !
أضاف هو قائلا بجدية وهو ينظر في اتجاه عمته وزوجها 
أنا هاتصل بعمرو وأبلغه بردي وبعدها نشوف هنعمل ايه
ردت عليه ميسرة بهدوء 
تمام يا بني !
حدق مالك أمامه بنظرات متفائلة وتقوس محياه بإبتسامة واثقة .. فالقادم سيكون أفضل بأمر الله .. وسيحمل معه أهم المفاجأت ..............................
................................................
وبقي منها حطام أنثى
الفصل الثاني والثلاثون الأخير الجزء الثاني 
تعالت الزغاريد في منزل المرحوم الحاج رحيم عبد التواب
بعد إعلان موافقة مالك على خطوبة أخته الصغرى لعمرو ..
أدمعت عيني السيدة تحية بفرحة جلية وهي تهلل بسعادة 
لوووولووولي .. أخيرا ربنا نصفك يا ضنايا
قبل عمرو كفي والدته وهتف بنبرة متحمسة 
والله ما مصدق لحد الوقتي أنا خاېف اكون بأحلم
ابتسمت إيثار لسعادة أخيها ثم اقتربت منه ووضعت يدها على خصرها وأضافت بعبوس زائف 
وأنا ماليش شكر ولا أي حاجة خلاص خلصت حاجتي من عند جارتي !
لف عمرو يده حول كتفي أخته وضمھا إلى صدره ثم قبلها من جبينها وهتف بإبتسامة عريضة 
إزاي بس هو أنا أقدر
مسحت هي على ظهره ورفعت عيناها لتنظر إليه بود وهي تردد 
ربنا يفرحك دايما
رد عليها عمرو بجدية 
يا رب أمين أنا عاوز بقى أجهز لكل حاجة عشان نعمل الخطوبة في أقرب وقت
هزت إيثار رأسها موافقة وهي تقول 
تمام وأنا هاظبط مع روان المناسب ليها وأبلغك 
أومأ برأسه إيجابا وهو يردد 
متفقين
................................
لم تختلف سعادة روان عن عمرو كثيرا .. فقد حظيت هي بحب شغوف بالرغم من العقبات التي واجهته في البداية وحمدت الله
 

62  63  64 

انت في الصفحة 63 من 64 صفحات