رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
كويس يا هند أحسنلك
هوت إلى مقعدها وظلت تبكى في صمت وقف بجوارها وأستند إلى مكتبها وقال بحنان أنا مش عارف أنت قلقانة من أيه هنتجوز والله بس اصبرى عليا شوية أبويا مبيجيش بالضغط بالعكس
قالت وهي تبكى مش ملاحظ أن الحاج حسين أبتدى يأخر معاد الجواز من ساعة ما ولاد عمك رجعوا
قال عبد الرحمن بعدم فهم طب وولاد عمى مالهم بالموضوع ده
نظر لها متعجبا وهو يقول طب وفيها أيه
هزت رأسها بحنق وهي تجفف دمعها قائلة لا فيها كتير وأنا اللى غلطانة
قطب حاجبيه وهو يقول مش فاهم
نظرت بعيدا في شرود وهي تقول مش لازم تفهم دلوقتى لو سمحت سبنى لوحدى عاوزة أقعد مع نفسى شوية قبل ما والدك يرجع المكتب تانى
عاد إليها ولكنه وجد باب مكتبها مغلق فظن أنها أغلقته لتبكى وحدها دون أن يسمعها أحد وحتى لا يفاجأها والده بدخوله عليها وهي تبكى فتح الباب ببطء ليطمئن عليها ولكنه سمعها تتحدث في الهاتف والتقتت أذناه حديثها الذي جعل عينه تكاد أن تخرج من مكانهما وكاد وجهه أن ينفجر ڠضبا وبغضا من هول ما يسمع اول منشور على صفحتى
رواية اڠتصاب ولكن تحت سقف واحد للكاتبة دعاء عبد الرحمن الفصل
العاشر
وقف دقائق يستمع ويستمع وعندما انهت مكالمتها عاد ببطء وجمود إلى المصعد مرة أخرى وهبط إلى الأسفل واستقل سيارته دون أن يتحرك بها أستند برأسه إلى ظهر المقعد وأغلق عينيه وهو لا يكاد يصدق ما سمع كلمات زلزلت كيانه وفطرت قلبه لا يعلم كم مر عليه من الوقت وهو في هذا الوضع خلف المقود فلم يعد يشعر بشىء غير الجمود وفي النهاية سمع طرقات على زجاج سيارته فتح عينيه والټفت فوجد والده قد عاد ووقف منحنيا ينظر إليه بدهشة قلق الحاج حسين بشدة وهو يرى ابنه في هذا الوضع فهو يعلم أنه لا يجلس هكذا إلا إذا كان يشعر پألم حقيقى فتح الباب وجلس بجواره قائلا بلهفة
أرسل تنهيدة قوية وهو يقول تعبان يا بابا
ظهر التوتر أكثر على ملامح حسين وهو يقول متسائلا تعبان ازاى يعنى فهمنى
أغمض عبد الرحمن عينيه پألم وهو يقول هحكيلك كل حاجة يا بابا
وقص عليه كل ما دار بينه وبين هند وكيف عاد حتى لا يتركها بمفردها مټألمة منه وماذا سمع منها وهي تتحدث في الهاتف أنهى حديثه قائلا بأسى
ربت والده على كتفه بقوة وقال بعزم أجمد يا عبد الرحمن الدنيا فيها ناس كتير بالشكل ده يابنى وانت مش صغير واللى حصل ده يعلمك مش يزعلك كده يابنى
أومأ عبد الرحمن برأسه في صمت حزين قاطعه والده قائلا تعالى معايا
لا يا بابا مش عاوز أشوفها تانى بعد النهاردة
أمسك والده ذراعه قائلا بتصميم لا هتيجى معايا عاوزك تسمع بس متعلقش على حاجة تعالى
جلس حسين خلف مكتبه وأشار إلى عبد الرحمن أن يجلس في المقعد المقابل له ودخلت هند لتقف أمامه وكانت تتوقع أمرا من أمور العمل طلبها لأجله ولكنها تفاجأت به يقول
لو سمحتى روحى هاتى شنطتك
نظرت له في دهشة واستنكار فأعاد أمره مرة أخرى هاتى شنطتك يا هند
خرجت بخطوات بطيئة يدور بخلدها ألف سؤال وسؤال أحضرت حقيبتها وعادت إليهما فمد يده أمامه قائلا بلهجة آمره
هاتى تليفونك
أخرجت هاتفها وأعطته أياه ضغط عدة ضغطات على لوحة المفاتيح ثم أدار شاشته لها وقال بجدية رقم مين ده اللى كنتى بتكلميه من شوية
أرتبكت بشدة وزاغت نظراتها وهي تقول دى واحدة صاحبتى
نظرت إلى عبد الرحمن فوجدته يشيح بوجهه عنها ويكسو وجهه الحزن والڠضب والجمود
فقالت في أيه يا حاج حسين!
نظر لها حسين وقال بثقة كدبتى ليه عليا وقولتى أن
الجواب كان في صندوق البريد بتاع الشركة
هوى قلبها إلى قدميها واحمر وجهها خوفا لا تعلم ماذا تقول وكيف تفعل فلجأت إلى الكذب مرة أخرى وقالت
ماهى هي دى الحقيقة يا حاج أنا فعلا لقيته في الصندوق
خبط على المكتب فأنتفض جسدها وقال محذرا هتكدبى تانى الجواب ده وصلك يدا بيد يا هند صح
ظهر الړعب على وجهها وقالت مدافعة عن نفسها مين اللى وصلك الكلام ده يا حاج اللى قالك كده كداب
أشار إلى عبد الرحمن الذي کسى الحزن وجهه أكثر وأكثر وقال عبد الرحمن هو اللى قالى
صمتت في دهشة وخوف لا تدرى ولا تفهم كيف عرف عبد الرحمن بالأمر
تابع الحاج حسين كلامه عبد الرحمن سمعك وأنت بتتكلمى في التليفون يا هند ده أجابة السؤال اللى بيدور في دماغك دلوقتى
أستندت إلى أقرب مقعد لها فلقد تخلت عنها قوتها واصفرت الدنيا أمامها وكادت أن يغشى عليها من الصدمة وبدأت في البكاء
نهض عبد الرحمن قائلا أنا مروح يا بابا عن أذنك
أومأ له والده بالموافقة فانصرف دون أن يلتفت وراءه ليخفى ألمه وندمه ويداوى جرحه العميق
نهض حسين من مقعده ووقف بالقرب منها وقال معقوله يا هند ده أنا كنت بعتبرك زى بنتى بالظبط تقومى تخونينى كده
بكت بشدة أكبر وقالت بمرارة والله يا حاج أنا مكنت أقصد انى اخونك أنا قلت يعنى ده مجرد جواب هوصلهولك وخلاص وبعدين هي فهمتنى أن الجواب ده في معلومات حضرتك بتدور عليها بقالك سنين وقالتلى أن ده عمل خير
أبتسم في سخرية مريرة قائلا وهو عمل الخير اليومين دول بياخدوا له مقابل
هتفت پبكاء والله يا حاج أنا مطلبتش منها فلوس هي اللى عرضت عليا الفلوس علشان تتأكد أنى ههتم وأوصلك الجواب بنفسى لأنها كانت خاېفة حد تانى يشوفه وميوصلهوش وأنا كنت محتاجة مبلغ كده في الوقت ده وكنت مكسوفة أطلب سلفه من حضرتك وهو ده كل غلطى أنا آسفه يا حاج أنا آسفه
أنفعل عليها قائلا أنت لسه بتكدبى يا هند أنت خدتى منها رقمها علشان تقوليلها أخبارى أول بأول صح أنا مش عارف أنت مستمرة في الكدب ازاى وانا بقولك عبد الرحمن سمعك وانت بتكلميها
أمتقع وجهها وقالت بارتباك لا والله يا حاج أنا منقلتش أخبارك لحد هي لما أدتنى الرقم قالتلى علشان لو حصل وحضرتك مقرتش الجواب لأى سبب أبلغها
وبعد كده كانت بتتصل عادى تقولى أزى الحاج عامل أيه وأزى عبد الرحمن ويوسف وأنا كنت بتعامل معاها على أساس أنها قريبتكوا يعنى فبقولها كويسين وخلاص
كاد أن ينفعل مرة أخرى وهو يستمع إلى كذبها المفضوح ولكنه صمت قليلا ثم قال فجأة
خلاص يا هند أنا مصدقك بس أنت عارفة طبعا أنك غلطتى والغلط ده مينفعش يعدى كده
قالت بلهفة الله يخاليك يا حاج مترفدنيش أنا محتاجة الشغل ده اوى
نظر لها بتفكير وقال أنا مش هرفدك بس أبنى مجروح منك أوى ومش هيستحمل يشوفك هنا تانى أنا هنقلك مكان تانى تكونى بعيدة شوية عنه مش عاوزه يضايق كل ما يشوفك
قالت بحيرة يعنى يا حاج هو قرر
قاطعها الحاج حسين قائلا سيبيه شويه كده لما يفوق من صډمته شهرين كده ولا حاجة يكون نسى وهدى وبعدين أبقى أتكلمى معاه يمكن وقتها يسامحك يالا دلوقتى خدى شنطتك وروحى وبكره إن شاء الله تيجى على شغلك الجديد
معقوله يا حاج اللى أنت بتقوله ده أزاى تسيبها في الشركة بعد اللى عملته
أعتدل حسين في جلسته وهو يجيب زوجته عفاف قائلا أهدى بس يا أم عبد الرحمن أنا عارف بعمل أيه كويس هند بتشتغل معانا من زمن ومعاها أسرار كتير عن شغلنا متنسيش أنها مديرة مكتبى ومسؤولة عن ملفات كتيرة لو طردتها وقطعت عيشها هتقول عليا وعليا أعدائى إذا كانت خانتنى وهي شغاله معايا ومخطوبة لأبنى يبقى هتعمل أيه لما الخطوبة تتفسخ وكمان أطردها من الشغل
قالت عفاف بتفكير طب وبعدين
ولا قابلين أنا قلتلها تسيب عبد الرحمن شهرين كده على ما يهدى أكون أنا غيرت تفاصيل وحاجات كتير في الشغل وساعتها تبقى المعلومات اللى هي تعرفها قديمة ومالهاش لازمة وضررها هيبقى قليل أوى إذا مكنش معډوم يعنى والمكان اللى نقلتها فيه مفيهوش حاجة تعرف تضرنا بيها ولا تستعملها مع شركات معندهمش ذمة عاوزه تضربنا في السوق
قالت عفاف بتعجب والله يا حسين أنا مش عارفة أنت بتعرف تمسك
أعصابك كده ازاى مع واحده خانتك بالشكل ده
ضحك وقال أصلها بصراحة خدمتنى مرتين تلاتة كده من غير ما تحس
نظرت له بتعجب فأومأ برأسه قائلا زى ما بقولك كده خدمتنى وضرت نفسها
تنهد بقوة وتابع كلامه أحلام كانت بتستخدمها علشان تعرف أخبارنا وأخبار يوسف علشان تعرف تقربه من مريم وأبتسم قائلا
وأنا معنديش مانع أنا نفسى في كده أنا كمان
بس هند بقى بغبائها لما لاقت عبد الرحمن معجب بكلام إيمان وكمان راح قالها حلال وحرام أفتكرت أنه بيطفشها علشان خاطر إيمان
فاتصلت بأحلام وجابت اللى عندها كله
قالتلها أنا أقدملك يوسف على طبق من دهب وأنت عاوزه تطلعينى من المولد بلا حمص
تنهدت عفاف پألم وقالت ياعينى عليك يا عبد الرحمن ده كان بيحبها اوى علشان كده يا عين أمه مخرجش من أوضته من ساعة ما رجع وقاعد في البلكونة من ساعتها حتى مرضيش يتعشا
ثم نظرت له فجأة بانتباه وكأنها انتهبت لحديثه في التو وقالت يعنى أيه أنت كمان عاوز كده يا حاج
قال مبتسما يعنى هي خططت علشان تقرب مريم من يوسف وتشغلها معاه وأنت عارفة يا عفاف أنى عاوز ولاد أخويا ع المهم عندى أن مريم تحب يوسف مش تبقى عاوزه تتجوزوا علشان تنفذ خطت أمها وخلاص
أستندت عفاف إلى قبضتها وهي تقول بتفكير وتفتكر مريم متفقة مع أمها يعنى
قال بشرود مش متأكد يا عفاف لما كانت متحمسة في الأول علشان تشتغل معاه كان ممكن أقول اه عارفة لكن بعد المشاكل اللى حصلت بينها وبين يوسف مبقتش متأكد لأنها لو كانت بتنفذ كلام أمها كان زمانها بتسمع كلامه وأنت عارفة يوسف بيتبسط من الست اللى بتسمع