رواية بقلم دعاء عبد الرحمن
مريم ازيك عامله ايه
لانت ملامحها كثيرا فهى كانت تظن أن الآتى لسلمى هو يوسف فتنهدت في راحة وقالت الحمد لله تمام ايه بقى رايحين فين
وليد ولا حاجة هنتمشى شوية تحبى تيجى معانا
أجابت سريعا لا شكرا انا هروح على طول علشان ايمان زمانها راجعة من شغلها
سلمى طب عن اذنك بقى يا مريومة سلام يا حبيبتى
غادرت سلمى مع وليد واستقلت معه سيارته وانطلقا ألتفتت مريم فوجدت زملائها الثلاثة مازالوا وافقين يتابعون ما يحدث فقال أحدهم
قالت مريم بعدم فهم صاحبه مين هو انت تعرفه
قال لا معرفوش بقولك ايه ماتيجى معانا مادام خروجتك باظت كده
مريم آجى فين هو ده وقت كافتريات
ضحك هو وصديقيه وقال معقوله كل السنين دى مصاحبة سلمى ولسه أخرك الكافتريا
نظرت لهم بدهشة وقالت مش فاهمة حاجة أنا مصدعة مش نقصاكوا يالا سلام
أما هناك وأمام مدرسة البنات كانت إيمان تخرج من بوابة المدرسة بصحبة صديقاتها وماهى إلا
خطوات قليلة حتى تفاجأت بعبد الرحمن يقف أمام باب المدرسة مستندا إلى سيارته ينتظرها وقفت للحظة ثم صرفت نظرها عنه في ضيق وهمت أن تذهب في الاتجاه الآخرولكنه خطى نحوها خطوات سريعة ووقف أمامها قائلا بحرج
نظرت له صديقاتها وقالت أحداهن مين حضرتك وازاى تقف قدامنا كده
أرتبكت إيمان وقالت لهن ده ابن عمى
تبادلت الصديقات نظرات مبتسمة وقالت أحداهن طيب يا ايمان هنمشى احنا بقى
أستوقفتهن ايمان وقالت لا متمشوش استنوا
قال عبد الرحمن برجاء ممكن دقيقة واحدة بس يا ايمان وبعدين أبقى أمشى براحتك مع أصحابك
قالت صديقتها طيب يا إيمان هنعدى السكة وهنستناكى هناك علشان نركب مع بعض
أومأت لها إيمان موافقة في أحراج بالغ فابتسم عبد الرحمن وقال واضح أنك بتعرفى تختارى أصحابك كويس ماشاء الله كلهم تقريبا شبهك في اللبس وباين عليهم بنات محترمة
قالت باقتضاب شكرا خير حضرتك جاى هنا ليه
قال عبد الرحمن بارتباك أنا والله حاولت أجيب فرحة معايا بس اتفلقت اتصالات عليها وتليفونها مقفول
أبتلع ريقه في صعوبة وقال إيمان بدون مقدمات كده أنا آسف
نظرت له في صمت فأكمل والله ما أنت المقصودة ڠصب عنى كنت ڠضبان أوى ومشوفتش قدامى جات فيكى يا بنت عمى سامحينى
قالت دون أن تنظر اليه لا أنت مش غلطان أنت معاك حق دى خصوصياتك وده بيتك وأنت حر فيه وأنا وضعى كضيفة المفروض مكنتش أدخل في اللى ماليش فيه
قال بأسف لا يا إيمان أنت مش ضيفة ده بيتك قبل ما يبقى بيتى يعنى انا لما ازعلك تقوليلى أمشى أطلع بره مش عاوزه أشوفك هنا تانى مش تاخدى هدومك وتمشى كده ينفع
شعرت بارتباك شديد وقالت مضطربة لو سمحت سيبنى امشى أصحابى وافقين لوحدهم في الشارع وكده مينفعش وأصلا واقفتنا دى غلط
قال باصرار مش هسيبك تمشى غير لما تسامحينى سامحينى بقى ده المسامح كريم أو مهند على حسب
نظرت له بتسائل فقال بسرعة متخديش في بالك ها قوليلى بقى هترجعى البيت أمتى
قالت بسأم يومين كده أريح أعصابى من اللى حصل
قال بسرعة بسيطة اليومين عدوا خلاص
إيمان لا يومين كمان كده
قال مداعبا لا مينفعش أنت قلتى يومين وخلصوا خلاص وبعدين يرضيكى يعنى ماما طول النهار مش مركزة في شغل البيت وعماله تقول إيمان إيمان إيمان تيجى تطبخ الملوخية تطلع بامية يرضيكى أبويا يطلق أمى ونتشرد بسببك أنا ويوسف وفرحة وأنت عارفة فرحة تنفع تبقى متشردة أساسا
أخفت ابتسامتها التي زينت ثغرها رغما عنها وقالت مقاطعة خلاص خلاص كل ده
قال بجدية وأكتر والله البيت وحش أوى من غيركوا
صمتت قليلا وترددت هل تقبل أم ترفض ثم وجدت نفسها تقول مش قلت دقيقة والدقيقة بتاعتك خلصت عن أذنك
فوقف أمامها مرة أخرى يعوق طريقها وأخرج جنية معدنيا من جيبه وقدمه لها وقال طب ممكن تدينى مدة تانية أصل الخط تقريبا أتقطع وأنا في نص المكالمة
حاولت أن تخفى ابتسامتها ثانية وهي تقول بجدية لو سمحت يا عبد الرحمن مينفعش كده سبنى أمشى بقى
قال بتصميم خلاص هاجى بالليل تكونوا جهزتوا نفسكوا علشان اخدكوا على البيت
قالت بسرعة لا مش هينفع النهاردة
تابع باصرار طب أمتى حضرتك
إيمان مش عارفة قلتلك يومين كده
حاول أن يعتذر مرة أخرى فقال بصدق يعنى خلاص مش زعلانة مني صافى يا لبن
أحمرت وجنتاها خجلا وهي تذهب من أمامه قائلة خلاص
نظر لها وهي تعبر الطريق وتلحق بصديقاتها ثم قال وهو يستقل سيارته بتكسف أوى !
جلست إيمان بجوار صديقتها في سيارة الأجرة فمالت عليها قائلة بخفوت بقى الواد القمر ده ابن عمك حسين أنا لو منك مخرجش من البيت خااااالص
نظرت لها إيمان وقالت بصوت هامس الراجل لسه بيقول عليكى شكلك محترم مغشوش يعينى
وضعت صديقتها كفها على فمها لتكتم ضحكتها بينما نظرت إيمان إلى الطريق من خلال نافذة السيارة وصدى كلماته لا يزال يجوب عقلها ويرتع به كيفما يشاء
جلست فاطمة إلى زوجها وهو يقرأ الجريدة وتسائلت في فضول متعرفش يا
إبراهيم الواد عبد الرحمن فسخ خطوبته ليه
نظر لها إبراهيم في دهشة وقال لحقتى تعرفى يا فاطمة
قالت بثقة طبعا ما أنت عارف عفاف مبتخبيش عليا حاجة
أبتسم في سخرية قائلا ولما هي مبتخبيش عنك حاجة جاية تسألينى ليه
قالت في عتاب كده برضة يا أبو وليد بتتريق عليا وأنا اللى قلت أنك انت اللى هتقولى المفيد
زفر في ضيق وقال عاوزه أيه يا فاطمة هاتى من الآخر
فاطمة بشغف عاوزه أعرف ساب البت هند ليه أكيد اخوك حكالك
نظر لها بضيق قائلا معرفش يا فاطمة كل اللى حسين قاله أنهم مش متفقين وعبد الرحمن كمان قال نفس الكلام
عاد ليكمل قراءته مرة أخرى وهو يقول في نفسه ده أنت لو آخر واحدة في الدنيا مش ممكن أقولك أبدا همت أن تنهض واقفة ولكنها جلست مرة أخرى ووضعت يدها على الجريدة لتمنعه
من القراءة وقالت
بقولك أيه يا ابو وليد المثل بيقول أخطب لبنتك ومتخطبش لأبنك وأنت وأخوك روحكوا في بعض وأكيد مش هيرفضلك طلب
ألتفت إليها بدهشة قائلا قصدك إيه يا فاطمه شكلك اتجننتى على المسا
قالت معترضة ليه بس ياخويا هما لو لفوا البلد كلها هيلاقوا أحلى من بنتى وفاء
أشار لها محذرا وقال بانفعال شوفى يا فاطمة يلفوا ميلفوش هما حرين لو عاوزين بنتك هما اللى يطلبوها مش أنا اللى أروح أعرضها عليهم وأياكى تفتحى الموضوع ده تانى ولا تلمحى ليه حتى فاهمانى
مضى اليومان بشكل معتاد إلا أنه لم تنقطع العلاقات الطيبة بين إيهاب وعبد الرحمن ويوسف وبين فرحة وإيمان ومريم وكانت وفاء تطمئن عليهما بين الحين والآخر وفي مساء اليوم الثانى كانت إيمان تضع الطعام على المائدة أصدر هاتفها صوتا معلنا عن رسالة جديدة فتحتها فوجدتها رسالة من عبد الرحمن كتب فيها اليومين خلصوا أكتر من كده هضطر آجى بنفسى تعبنا من أكل البامية أبتسمت وأتممت وضع الطعام ونادت على مريم لتأكل معهم وأثناء قيام إيهاب بتناول طعامه قال
مش خلصتى أمتحاناتك يا إيمان عمامك كل شوية يكلمونى
أستدارت له إيمان وقالت بجدية هما بجد عاوزنا نرجع يا إيهاب ولا بيجاملونا بس
أشار لها بالنفى وقال لا يا إيمان والله كلهم بيتصلوا بجد كل شوية يسألوا ده حتى عبد الرحمن لسه مكلمنى قبل ما آجى وقالى آجى أخدكوا دلوقتى وكان مصمم أوى قلتله استنى لما اشوف البنات خلصوا اللى وراهم ولا لاء
صمتت إيمان وفي داخلها تشعر بسعادة لتصميم عبد الرحمن على عودتهم ثم قطعت صمتها مريم وهي تسألها
ها يا إيمان مردتيش يعنى
أبتسمت وقالت خلاص ماشى نرجع بكره بعد ما إيهاب يرجع من شغله
دخلت مريم غرفتها لترد على هاتفها المحمول أغلقت باب الغرفة خلفها وهي تتحدث إلى والدتها كانت مريم تجيبها بفتور وعدم حماس كعادتها شعرت والدتها أنها ليست على طبيعتها فسألتها مباشرة
مالك يا مريم بتكلمينى كده كأنك مضايقة أنى بكلمك
مريم لا يا ماما مفيش حاجة والله بس مرهقة شوية
طب مش هتقوليلى سبتى الشغل ليه
يا ماما المحاضرات مينفعش أغيب أكتر من كده ده أحنا خلاص على أبواب أمتحانات
قالت احلام بعصبية يابنتى أمتحانات أيه وزفت أيه اللى أنت بتعمليه أهم من مليون شهادة وكلية ويا ستى لما تبقى تتجوزيه أبقى أرجعى كملى دراستك تانى
أجابتها مريم بضيق شديد يا ماما من فضلك كفاية بقى الموضوع ده بقى يتعبلى أعصابى مين ده اللى يتجوزنى ده حتى مش طايق يشوف وشى
قالت أحلام معاتبة ماهو علشان أنت مبتنفذيش اللى بقولك عليه بتتصرفى من دماغك
هتفت بصوت يشبه البكاء مش عاوزه أنفذ حاجة أرجوكى يا ماما كفاية
صاحت أحلام بشدة أنتى أتجننتى يا بت ولا أيه مش عاوزه ترجعى حقك وحق أخواتك
أنهارت مريم في البكاء وهي تهتف بوالدتها مش عاوزه حاجة نفسيتى تعبانة يا ماما أرجوكى كفاية
قطعت الاتصال وجلست على فراشها وهي تبكى بشدة دخلت إيمان الغرفة فوجدتها في هذه الحالة من البكاء المتواصل هرولت إليها في جزع قائلة
مالك يا مريم فيكى أيه كنتى بتكلمى مين
أرتمت مريم في حضڼ أختها في أنهيار شديد وظلت تبكى وهي تقص عليها مادار بينها وبين أمها وماذا كانت تريد منها فعله أتسعت عيني إيمان في ذهول وهي تقول
معقوله يا مريم معقوله ماما تطلب منك كده
وتابعت في صدمة معقوله معقوله أم ترمى بنتها في الڼار بأديها بقى بدل ما تقولك خدى بالك من نفسك واتعاملى مع الرجالة بحدود تقوم تقولك علقيه بيكى وخاليه يتجوزك طب ازاى ازاى
حاولت مريم أن تخفف من بكائها وهي تقول هي فاكرة أن مفيش غير الطريقة دى علشان نرجع بيها حقنا من عمامنا
هتفت إيمان حق أيه ده أحنا لسه مش متأكدين من كلام ماما مش متأكدين لينا حق ولا لا
وحتى لو لينا حق مش