رواية رائعة و كاملة بقلم ولاء رفعت علي
صبا بتعجب فأردفت السيدة وقالت متستغربيش ماما من مصر وعلمتني أتكلم مصري أنا أسمي ماتيلدا
أبتسمت لها صبا وقالت أهلا بيكي
قال قصي إلي صبا بأمر أطلعي إرتاحي شوية عشان بعد ساعة هنتغدي وهيجيلنا ضيوف
رمقته بإمتعاض فقالت ماتيلدا تعالي معايا ياصبا هانم
مر يومان
توقفت سيارة نقل أمام منزل الشيخ سالم تحمل أثاث ومفروشات ويجلس بجوارهم شابان
الخاله أه يا ركبي ياني مش كنت وطيت سلم العربية ياسطا
أجاب السائق بسخرية معلشي ياحاجة المرة الجاية هاعملهولك سلم كهربا
الفتاة يلا يا كابتن من ليه نزلو
الحاجة
أنزل الشابان تلك قطع الأثاث القديمة وكل ما يوجد بصندوق السيارة
قال إحداهم نزلنا العفش كله يا آنسة سماح تؤمري بحاجة تانيه
مني 200 جنية عشان تنزلولي العفش يلا يا جميل منك ليه طلعوه الدور التاني أدام الشقه الي ع ايديكو الشمال عقبال ما أروح أجيب المفتاح
بينما بالأعلي ف الطابق الأخير يوصد عبدالله باب الشقة ويتحدث ف هاتفه ياعم أنجز زمان العيال بتوع الفراشة ع وصول ولازم أتمم ع كل حاجة وبعدين جايلك ع المحل بقولك أي النهاردة فرحي عايزك تظبطني
أردف لينهي المكالمة طيب أقفل يا سمعة أنت دلوقت سلام يا
صاحبي
نظرت إليه سماح وقالت
عبدالله عن أذنك قالها ثم هبط الدرج ويتبادل كليهما النظرات
في الأسفل يقوم مجموعة من الرجال بغرز أعمدة خشبية في الأرض وصنع منصة خشبية تحضيرا لحفل الزفاف الذي سيقام الليلة
ألتفت له عبدالله وذهب نحوه وقال أي جبت البدلة
طه أها ياعم أتفضل بس أيدك ع 150 جنيه
عبدالله خلاص بقي يا طه متبقاش معفن
طه لاء ياعم الدنيا مأشفره معايا والراجل الي كنت بشتغل عنده قفل المحل وباعه
عبدالله طيب أصبر
عليا لم ألم النقطة لأن أخر 100 جنيه ف جيبي هدفعها للواد سمعة الحلاق وبعدين بتسألني ع 150 جنيه يا واطي وأنا الي خليت أبوك يسامحك ويرجعك البيت بعد ما اتحايلتلك عليه
عبدالله ماشي يا صاحبي هستناك
دخل طه الفناء ليجد هؤلاء الشباب يحملون بعض الأشياء ويصعدو بها إلي أعلي
قال طه أنتو طالعين فين بالحاجة دي
أجاب عليه الشاب ده عفش ست صباح وبنت أختها
خرجت خديجة من غرفتها تحمل ثياب مطوية ومتراصة فوق بعضها وقالت بابا لسه مجاش من الجامع
جلس ع الأريكة وهو
يخلع حذائه وقال هو سكن حد جديد
أجابته بإقتضاب أه
طه ومالك بتتكلمي من تحت ضرسك كده
رمقته خديجة من أسفل لأعلي بأمتعاض وزفرت بضيق وقالت مفيش ثم دخلت غرفة والدها لتفتح الخزانة وتضع بداخلها الثياب
وقف طه ع باب الغرفة وقال أنتي لسه زعلانه
رفعت إحدي حاجبها وقالت وأنت عملت حاجة تزعل !!! أنا بكلمك بس عشان خاطر بابا بس أنسي قلبي هيصفالك ع الكلام الي أهنتني بيه وأنت عارف أنا مين كويس وعارف أخلاقي
أقترب منها وقام بتقبيل رأسها وقال حقك عليا متزعليش مني أنا كنت متضايق ساعتها وموضوع قراية فاتحة رحمة حړق دمي ولما شوفت آدم نازل من عندنا الشيطان قعد يلعب ف دماغي وخلاني مشوفش أدامي
تنهدت بسأم وقالت بعدك عن ربنا يا طه هو الي مخليك لعبة ف أيد الشيطان وبالنسبة لرحمة ياريت تتمنالها الخير هي صبرت معاك كتير لحد ما تاخد خطوة جد وأنت للأسف خذلتها شئ طبيعي تتخطب وتتجوز
طه أدعيلي يا خديجة ربنا يهديني
خديجة ربنا يهديك ياطه ويصلح حالك ويبعد عنك شيطان الأنس والجن
في قصر البحيري
تتجمع عائلة عزيز حول المائدة لتناول وجبة الغداء
مالك يا ملوكة مبتاكلش ليه قالتها جيهان
قال ياسين بسخرية سيبك منها ياجيجي دي دماغها تافهه كل ده عشان بابا رفض تروح البارتي بتاعتة صاحبتها
جزت ع أسنانها وقالت خليك ف حالك يا ياسين
رمقها ياسين رافعا إحدي حاجبيه وقال ولو مخلتنيش ف حالي هتعملي إي
عزيز والله عال لما أدامي وبتعملو كده أومال من ورايا بتعملو أي
أبتسمت أنجي بخبث وقالت بسخرية أبدا يا أونكل دول ملايكة
رمقها كل من ياسين وملك بنظرات حادة فقال ياسين ياريت كل واحد يخليه ف نفسه
يوسف ياسين أحترم
نفسك
ياسين ما تقولها تحط لسانها ف بوءها وتسكت ولا هي ما بتصدق تولع الدنيا
يوسف تصدق إنك قليل الأدب
جيهان بنبرة غاضبة خلاص منك ليه ولا لازم كل يوم خناقة ع الأكل ولا محترمين وجود باباكو ولا وجودي
جاء آدم للتو وقال سلام عليكم
رد الجميع عليه السلام
عزيز أتأخرت ليه
آدم وهو يجذب المقعد الشاغر ليجلس شوية مشاكل ف الشركة وكنت بحلها
عزيز بخصوص
تنهد آدم وقال عابد الرفاعي نزل أسعار الحديد عن السعر الي بنبيع بيه
عزيز ده عايز يضاربنا ف السوق بقي
أبتسم بتهكم وقال أصدك بيعلن الحړب الي بدأها معانا من فترة
جيهان أظن ده وقت الأكل مش وقت كلام ف البيزنس
نهض يوسف وقال عن أذنكو هامشي بقي عشان ورايا عملية بعد ساعة
نهضت أنجي أيضا وقالت وأنا رايحة أصحي لوجي عشان هاخدها ورايحين النادي
يوسف مفيش نادي يا إنجي البنت تعبانة من إمبارح ولو خرجت هتتعب أكتر
خلاص هسيبها مع عمتو وهاروح أنا قالتها
إنجي
يوسف أنتي معندكيش إحساس خالص بنتك تعبانة وعايزة تروحي تتفسحي
زفرت بحنق وقالت أنت بتكلمني كده ليه !!! البنت بقالها أيام تعبانة وأنا محپوسة ف القصر من وقتها ومبخرجش
يوسف ماهو أنتي السبب ف تاعبها خدتيها النادي المرة الي فاتت وعارفة أنها عندها حساسية ع صدرها وقعدتيها مع صحباتك الي بيشيشو
جيهان خلاص يايوسف أنا هاقعد مع لوجي
يوسف لاء ياماما معلش إنجي مش هتخرج من باب القصر وهتقعد زي أم مع بنتها العيانة تراعيها وكفاية دلع بقي بقت عيشه تأرف قالها متأففا وغادر
ضحك كل من ياسين وملك ع وجه إنجي الذي كاد ينفجر من الڠضب
ياسين يالهوي ع الكسفه
نظرت إنجي لهم جميعا ثم قالت شكرا ياعمتو شيفاه بيزعقلي وساكتين أنا عمتا هخرج وهاروح النادي ويعمل الي يعملو بقي عن أذنكو قالتها لتتجه إلي الدرج
زفرت جيهان بين كفيها وقالت أنت
ساكت ليه يا عزيز
عزيز وهو يمسح فمه بالمنشفة عيزاني أقول أي أتدخلت قبل كده وقولت كلمة الحق جه أخوكي مهدي وقلب الدنيا هو ومراته وحسسوني إننا بنعذب ف بنتهم ثم نهض وأردف لما
تخلص أكل يا آدم تعالالي ع المكتب
أومأ له آدم وقال حاضر يابابا
ملك مامي خليكي بعيد أحسن يوسف فاهم دماغها وعارف بيتعامل معاها إزاي
آدم أومال يونس
فين
ياسين بقاله يومين ف الجاليري عشان عنده عرض النهاردة
آدم وأنتي ياملك الطبق بتاعك متاكلش منه معلقة مالك
نهضت ملك وقالت مفيش غير أن أنا الوحيدة الي مظلومة ف
البيت ده كلكو بتخرجو وتروحو أي حتة وأنا ممنوع الخروج ولو خرجت يبقي معايا مصعب خيال الظل بتاعي
أنفجر ياسين من الضحك وقال هههههههههههه خيال ظلك إزاي !!! وأنتي أوزعة وأنا يالي
أطول منك لما باجي أكلمه برفع راسي لفوق
زمجرت بحنق وقالت أنا عمري ماشوفت ف تقل دمك أنا هاروح أوضتي أحسن قالتها وكادت تذهب لتري ياسمين التي تحمل دورق المياه المثلج الزجاجي لكي تضعه أمام آدم وقبل أن تذهب نحوه كانت تسير خلف ياسين أصتدمت بها ملك عن قصد فتعثرت ياسمين لينسكب منها الماء ع ظهر ياسين الذي صاح بفزع وهو ينهض
مش تاخدي بالك ياحمارة صاح بها ياسين
أأ أنا أسفة يا ياسين بيه والله ما كنت أقصد قالتها ياسمين وهي ع وشك البكاء
آدم خلاص ياياسين مكنتش تقصد أختك أتخبطت فيها وهي كانت هتوقع
جيهان روح ع أوضتك وألبس حاجة لتبرد
ياسين وهو يرمق ياسمين بنظرات ذات مغزي أنا رايح ع أوضتي قالها وأتجه نحو الدرج ليصعد إلي غرفته لكنه توقف وأختبأ في مكان ما حتي أنتظر تلك التي تتجه نحو المطبخ وعندما دخلت ذهب خلفها وجدها تقف أمام الطاولة الرخامية وهي تضع الدورق فوقها وتبكي ولايوجد سواها ف المطبخ
همس بجانب أذنها وقال أدامك ثواني وألاقيكي ف الأوضة عندي عشان لو طنشتي زي كل مرة هتلاقيني جايلك ف أوضتك قالها ثم غادر مسرعا قبل أن يراه أحد
تتلفت يمينا ويسارا وتراقب الأجواء قبل أن تدخل غرفته تشعر بالتوتر والخۏف وضعت يدها ع المقبض وقلبها يخفق لتجد المقبض يدار من الداخل وفتح الباب ليجذبها من يدها إلي داخل الغرفة ثم أوصد الباب بالمفتاح
أقترب منها وقال بقالك يومين عمالة بتستعبطي وبتشوفي وشي بتطلعي تجري وتبعدي ممكن أفهم ف أي
أجابته بتعلثم مممم
قاطعها بحنق وقال أنتي هتقعدي تمأمئيلي
بصراحة مش هينفع يا ياسين بيه قالتها يا ياسمين
بتحبني
بأمارة لما شتمتني أدامهم تحت وزعقتلي قالتها ياسمين
متزعليش مني أنا أتنرفزت من الميه المتلجة لما وقعت ع قفايا وضهري كأن أتكهربت وبعدين مالك بقي تقلانه عليا ليه
أزاحت يديه من ع خصرها وقالت أنا هعملك كل الي أنت عايزه بس بشرط تتجوزني
كاد يقهقه ساخرا من سذاجتها وبراءتها وعقلها ذو الخبرة الضئيلة لكن أرتسمت بسمة خبيثة ع ثغره وقال طيب ما أنا ناوي فعلا أتجوزك
أنفرجت أساريرها من الفرح وقالت بجد ياياسين بيه
أقترب منها وحاوط وجهها بكفيه وقال بجد يا قلب ياسين وبعدين مش قولتلك بلاش ألقاب وأحنا مع بعض
رمقته بنظرات بريئة وقالت حاضر الي تؤمر بيه يا حبيبي
أغمض عينيه وقال الله ع كلمة حبيبي لما بتطلع من شفايفك دي ببقي عايز قالها لينحني
جز ع أسنانه ثم عاد لهدوءه وحديثه المعسول مش هينفع أطلب أيدك دلوقت وعم إسماعيل الله يرحمه لسه مېت من شهر ومش وقت الكلام خالص قالها
وكاد ليصدح رنين هاتفها فأبتعدت عنه وهي تخرج الهاتف من جيب ثوبها لتري المتصل مدام سميرة
يالهوي مدام سميرة بالتأكيد كانت بتدور عليا ومش لقياني قالتها ثم أتجهت نحو
الباب وأدارت المفتاح وفتحت الباب وغادرت
زفر بحنق وقال بتوعد ماشي يا ياسمين
في مشفي البحيري
بعدما أنتهي من العملية التي أجراها للتو ذهب إلي غرفة مكتبه ليجد مدحت والد الفتاة التي أجري لها زرع كليه نهض من المقعد وقال بنبرة شكر ألف ألف شكر ليك
يا دكتور يوسف أنا مش عارف كنت هعمل أي من غيرك