الجزء الثانى بقلم سوما العربي
انت في الصفحة 1 من 34 صفحات
الفصل السادس عشر
صباح يوم جديد
استيقظت فيه جنه مبكرا تنظر له وهو يغفو لجوارها وكما هو يتمسك بذراعيها يقربها له حتى وهو نائم.
تسللت من بين يديه شيئا فشيئا ليس حرصا منها على ازعاجه.. ابدا لا سمح الله.
ولكنها لا تريده ان يستيقظ لها من الآن وقد تعمدت الاستيقاظ مبكرا كى تراجع تلك الماده الأولى التى لديها بعد أيام.
ما يريحها قليلا هو معرفتها من بعض زميلاتها ان الكثيرات منهن توقفن عن الذهاب للدروس الخصوصية يركزن فقط على لم المنهج خلال الثلاثة ايام التى تسبق الامتحان.
لذا قررت انها لن تدع اى عقبه تقف فى طريقها... ربما ثلاثه ايام جيده او اقل من جيده لجمع المنهج ولكنها فى تحدى مع نفسها والأكثر انها فى تحدى مع هذا الظالم.
غسلت وجهها سريعا وبدون أي نوع من انواع الكافيين او المنبهات بدأت فى المذاكره.
ربما الدافع الاقوى وسر كل هذا الحماس هو روح التحدى.
ربما لو كانت ماتزال فى بيت والدها لما أصبحت بكل هذا الحماس الآن.
الآن فقط ادركت تلك الحكمه التى تقول رب ضارة نافعةو انه بعض النكبات حياه
اما على الجهه الأخرى
فقد استيقظت نهله على صوت هاتفها... لتجد انها غفت وهو بيدها تتذكر وهى متسعة العين تردد يانهار ابيض.... انا راحت عليا نومه وانا بكلمه... وفضلنا نتكلم كل ده... معقول.
نظرت للهاتف الذى يدق بيدها مره اخرى وابتلعت رمقها بتوتر ترى انه المتصل.
رزانة صوته تركبها من الأساس فقد حمحمت قائله وهى تشد ملابسها عليها وكأنه أمامها تقول صباح النور.
مازحها قائلا ينفع ابقى بكلمك وتروحى فى النوم كده... حركات العيال الصغيرة دى.
اتسعت عينها تنتطق بغل وهجوم ايه عيال صغيره دى انا مش صغيره.
زمت شفتيها بغيظ تقولمش ذله ولا بتعصبنى واقولك على حاجه.. اقفل... اقفل.
ضحك مجددا مما زاد من غيظها وهو يقول طب خلاص خلاص هقفل... بس ياريت يعنى تقومى تلبسى وتيجى شغلك.
صمت لثواني ثم قال وهو يحاول كبت ضحكاته لكنها خرجت رغما عنه ووصلت لمسامعها وهو يقول ماهو مش بتأخير على شغله غير العيال الصغيرة.
غرق فى النوبه من الضحك زادت من غيظها مما جعلها تغلق الهاتف بوجهه من شدة الغيظ.
ووقفت عن فراشها سريعا تنتقى ملابسها وتذهب لأخذ حمام دافى لم يتعدى دقائق.
وبعد اقل من نصف ساعه وقد أتمت اناقتها التى لا تستغنى عنها ابدا استقلت سيارتها وذهبت سريعا كى تصل عملها ولا تبدو مثلما قال كالصغار.
طوال الطريق وهى تسب وټلعن به تاره وتبتسم بينها وبين حالها تاره اخرى.
وعلى الجهه الأخرى
جلس فؤاد ينظر لها بعدما وصلت للمحطه فى وقت قياسي.
يراها من جدران مكتبه الزجاجى حاله حال تصميم كل غرفات الشركه.
ينظر لها بتمعن وهى تدلف للداخل سريعا.. الان فقط اتضحت له بعد الأمور.
عرف السبب وراء ضيقه الدائم منها ومن اول يوم... ولما دوما كان يتضايق وينفر فقط من رؤيتها او الحديث معها.
لما دوما يراها سيئه ولا يطيق حتى ان يمدحها أحدهم.
يقال دوما فى علم النفس ان شدة الكره قد تأتى من شدة الحب.
شدة الانتقاد تأتى من شدة التأثر فلو وجدت شخص دائم التنمر او النقد لشخص ما بسبب وبدون سبب فاعلم ان ذلك الشخص الاخر يؤثر بصوره كبيره فى الشخص الأول.
وان هذا النقد ربما لجذب انتباه الاخر.. او للتقليل منه من كثرة ماهو ناجح ومؤثر اوو.. كى يشوه صورته فلا يراه أحدهم جيد.. اوو احتكاكا به لإنشاء اى علاقه من اى نوع.
كذلك كان الأمر معه... تعجبه من اول يوم.. يراها جميله جدا.. لبقه.. ذكيه.. هادئه.. لها طله كاريزما خاصه بها ووووو... متكبره... معتزه بحالها... تعلم قدر نفسها جيدا.. والاسوء من هذا وذاك انها متزوجه وليس بأى شخص انه ابن الظاهر... يعرفه جيدا ويسمع عنه أيضا.
لا يعلم من اين ولما أتته الراحه لمجرد معرفته ان سليمان قد تزوج مؤخرا وبعدها بأيام جاءت هى للعمل معهم.
كل هذا وبالاضافه لشخصية نهله يؤكد انها ستنفصل عنه بكل تأكيد.. وهذا هو امله الوحيد.
وربما هو السبب الذى جعله يفسر لحاله بوضوح حقيقة مشاعره ونظرته لها.
ابتسم بحب وهو يراها تتقدم من مكتبه بغيظ واصرار تخبره انها جاءت سريعا ولم تتأخر.
فتحت الباب الزجاجى ووقفت امامه تنظر له باصرار تقول انا جيت.. فى معادى.
كبت ضحكاته بصعوبه يقول شطووره.
نهله انت شايفنى جايلالك بشرايط فى شعرى ايه شطوره دى هو انا بنت اختك.
ضحك كثيرا وهو يتحرك يمينا ويسارا بمقعده يرددمش محتاجه الشرايط هو انتى كده تمام.
ليكمل بغمزة عين عابثهوبعدين هو انتى تطولى تبقى بنت اختى... ده انا كنت هدلعك دلع بخدودك دى.
اتسعت عينها من مغزى حديثه الوقح... لأول مره تكتشف ان فؤااااد الرزين هو بداخله رجل عابث جدا.
وهو أيضا قهقه برجوله وهو يرى اتساع عيناها ترمش بحرج ثم قال وهو يحاول مساعدتها على تخطى حرجهاتشربى إيه بقا.
تحركت سريعا تذهب لمكتبها وهى تقول هشرب فى مكتبى.
خرجت سريعا وهو ينظر لاثرها بحب يتابعها بعيناه حتى اختفت ثم تنهد يعود برأسه للخلف يقر بحقيقة مايشعره ناحيتها.
وهى بمكتبها تلقى حقيبتها بغيظ تجذب مقعدها كى تجلس عليه وهى تردد بغلقال عيله قال... عندى ٣٢سنه ويقول عليا عيله... عيله فى عينه.
فتحت الا باد الخاص بعملها تحاول الاندماج به ربما تهدأ قليلا.
_____________________________
فى بيت الظالم.
استيقظ سليمان بعدما اخذ يمد يده يبحث عنها لجوراه وشعر بفراغ المكان ليعتدل سريعا فى الفراش.
يراها منكبه على مراجعها فهدأ ذلك من فزعه قليلا... تنهد ينظر لها لدقيقه كامله وهو يراها بنفس ثياب ليلته معها تجلس بتركيز شديد.
يتذكر ما قالته وما كان رده.. رمش بعينه يعلم ان رده كان عڼيف قليلا ولكنها حقا اغضبته.. هو يتمنى لها الرضا كى ترضا وهى فقط لا تريد الا بعده عنها.
هو يحلم باليوم الذى سيصبح فيه اب لابن منها.. منها هى بالتحديد حتى ان الامر يجعله يجن.
وبالمقابل هى لاتريد طفل منه لانه سيزيد ويوثق ارتباطها به مدى الحياة وهذا عكس ما تريد او تخططت.
مسح على شعره پعنف وڠضب يعلم انها تمنى نفسها باليوم الذى سيتركها به.. يحاول تغيير تفكيرها هذا قدرما يستطيع ولكن يبدو الأمر صعب للغايه وسيحتاج لوقت طويل.
يعلم أنه من اختار ان يسلك معها هذا الطريق خصوصا بعدما تزوجها عنوه عنها وعن والديها أيضا..
نظر لها ثانية وهى مازالت مرتكزه بكل حواسها على مذاكرتها وفقط... له وقت يجلس على الفراش ينظر لها وهى لاتشعر حتى من كثرة تركيزها ودئبها على ما تفعل.
ابتسم مجددا عليها.. صغيرة تجلس بقميص نوم مغرى وسط كتب المدرسه.
وقف