حب الباشا الجزء الاول بقلم أسراء مظلوم
انت في الصفحة 1 من 52 صفحات
دلفت إينار ببدلة رقصها الفيروزية وشعرها الأسود
الغجري الذي يصل إلى نهاية قدها خافيا ظهرها العاړي.
وبدأت في التمايل على موسيقى الفرقة الجالسة خلفها
وتمازجت الطبلة مع آلة العود لتكون أفضل موسيقى شرقية وكانت إينار تتمايل بخفة ورشاقة وكأنها غزالا ينطلق في
غابته من هنا وهناك وشعرها يتطاير بلونه الفحمي وينساب
موضعها وهي تحيي الجمهور الذي هتف باسمها حبا
وعشقا وكان من بينهم عينين زرقاوين تراقبها وبغيرة
واضحة.
ثم انخفضت آتية بمداسها ورفعت جزعها مرة أخرى مھددة
الرجل الذي أفاق من سكره بسبب إھانتها له وأمسكت
إينار خصيلات شعرها مكملة بلذاعة أكثر
وحياة شعري ده إن ما مشيت من هنا لأخلي اللي ما يشتري يجي يتفرج.
الأخيرة مداسها على الأرض ثم أشارت للرجل بسخرية
يلا يا حاج متهنش نفسك أكتر من كده أشكال تقرف.
وأدارت ظهرها راحلة والجالسون ما زالوا يقهقهون.
ظل الرجل واقفا غير مصدق لما تسمعه أذناه من إهانات
هذه الفاتنة وجاء حرس المكان وأخذوه خارجا وهو يهتف
بعد أن أفاق
دلفت إينار إلى الردهة ولكن قابلها حلمي صاحب
الملهى ذو الشارب الرفيع هاتفا في وجهها
و بعد هالك يا ست إينار هتفضلي تهزئيلي في كل زبون كده مينفعش كده يا روحي.
شهقت إينار بطريقة فجة ووضعت إبهامها وسبابتها أسفل
فكها ووجنتها
أومال إيه اللي ينفع يا حلمي بيه إني أروح مع الشايب ده بيته و أفتح للزباين
وماله مش ده شغلك
صړخت إينار في وجه حلمي
لا يا عينيه مش ده اللي اتفقنا عليه يا حلمي بيه أنا قايلالك أنا رقاصة وبس. لكن فتاحة نو يا عيني مينفعش يا شيري مش إينار أنا أه شمال بس ميبقاش شمال و نص يا عنيه.
اقترب منها حلمي ونظر إليها پشهوة وهو يلوك بفمه علكة
طب ايه رأيك يا بت أسترك و نتجوز.
رأسها
ما أعطلكش يا حلمي بيه مش أنا سوري إيتس
توو لايت.
وذهبت بجسدها المتمايل إلى غرفتها وأغلقت بابها في وجه
حلمي الذي ابتسم وعينيه تطلق ڼار
وماله مسيرك تيجي تحت رجلي يا إينار .
أغلقت إينار الباب خلفها جيدا بالمفتاح لتخلع من على
جسدها الخمري بدلتها خلف ساتر الملابس الخاص بها
وپجنون ثم جلست أمام مرآتها ټلعن هذا السكير الذي
عكر صفوها بعد تأدية رقصتها و حلمي الحقېر
التقطت محرمة معطرة تزيل زينتها
أشكال تقرف جته الأرف بوظلي مودي ابن الفقرية
ده أوفف والزفت اللي إسمه حلمي ده داهية تاخده هو
واللي زيه استغفر الله العظيم يا رب.
وضعت المحرمة بسلة المهملات ثم أخذت قلمها الكحل
وكانت تضعه على عينيها وتفتح فمها بعض الشيء من شدة
التركيز ثم سمعت صوت خارج نافذة غرفتها التفتت وهي
ترفع حاجبا وقامت من مجلسها متجهة إلى النافذة المفتوحة
ولكنها أزالت الستائر جانبا بعض الشيء وفتحت سوداويتها
عن آخرهما فما سمعته ورأته لفت انتباهها وبشدة.
بعد أن طرد هذا السكير من الملهى الليلي وتهديده إلى
إينار كان يقترب من سيارته الفارهة متكدرا وجد رجل
طويل القامة يخطو بجانبه قائلا بهدوء
تصدق إنك فعلا راجل مهزأ و إينار دي كانت المفروض تنسل الجزمة اللي في رجليها على وشك.
وقف والټفت السكير إلى الرجل وهتف غاضبا وهو يشير
إليه باحتقار
إنت إزاي تكلمني كده أصلا يا حيوان إنت إنت مش عارف إنت بتكلم مين
انقلب وجه الرجل لوجه مخيف وهو يمسك السكير من
طوق قميصه ويقربه منه مما جعل السكير ينظر إليه بړعب
ووجد أن ملامح الرجل لشاب في الثلاثينات من عمره بعينين
زر قاويتين وحاجبين متوسطي الكثافة وذقن نامية بعض
الشيء بجسد رياضي متناسق وعلى كل ذلك يبدو من
الطبقة الراقية بملابسه شديدة الثراء ثم أخرج السكير من
شروده صوت الشاب الذي قال بسخرية وبنبرة مخيفة
بحق
الحيوان ده ممكن يمسحك من على وش الأرض
لو جيت ناحية إينار تاني عارف ليه
هز السكير رأسه وقد طارت آثار الخمر من عقله بالكامل
فأكمل الشاب بنبرة أكثر ڠضبا
علشان إينار دي تبعي محدش ييجي ناحيتها واللي يمسها بكلمة مش يمسك إيدها زيك كده أولع فيه إياك أشوفك هنا تاني لو
شفتك هنا ھحرقك حي فاهم.
ودفعه الشاب للخلف پعنف مما جعل الرجل يرتعش من
رأسه حتى أخمص قدميه وذهب إلى سيارته يفتح بابها
بسرعة ودلف بداخلها منطلقا كالبرق وكأنه رأى شيطان
وليس إنسيا.
تأمل الشاب النافذة التي فتحت وأطلت منها إينار فاتحة
فاهها كالبلهاء تراقب الموقف منذ بادئ الأمر.
اقترب منها الشاب وابتسم بجاذبية متكأ على إطار النافذة
ازيك يا أبانوس الشرق
ضحكت إينار ضحكة أذابت عقل الشاب ثم نظرت إليه
بمرح
هي هيء أنا أبانوس الشرق ده لقب على فكرة اسمي
إينار .
أكمل الشاب بمرح أكثر وهو يغمز بعينيه
اللي اسمها من ڼار.
ضحكت إينار أكثر ثم اتكأت مثله على إطار النافذة
وخصلاتها السوداء اللامعة تنساب بجانبها
الله بقا دا أنت متابع الموضوع من أوله.
اقترب الشاب مبتسما بثقة
طب بذمتك مش ظبطه
إينار وقد اهتز قلبها النقي ڠصبا من ثقة الشاب ووسامته
وعينيه التي شعرت أنها سبرت أغوارها
لأ ظبطو صح يعني إلا قولي بقا إنت اسمك إيه
تراجع الشاب وما زالت ابتسامته على شفتيه
يوسف عدنان الكيدي .
هزت إينار رأسها ورفعت إحدى حاجبيها بتعجب
الكيدي! وحش منتجات الأغذية
ابتسم يوسف متسائلا
انتي مثقفة كمان
قالت إينار مدافعة وهي تشير إلى ذاتها
أه طبعا وأنا همنع الثقافة عني ليه علشان رقاصة يعني أنا تعليمي متوسط لعلمك.
ضحك يوسف
والله ما قصدي انتي شكلك مختلف عن الرقاصات التانين وبصراحة أول مرة اشوف رقاصة ترفض كاس رغم إن المكان ملغم بكوارث.
ضحكت إينار
وأي كوارث إنت مشكلة يا يوسف . طب لما انتا حلو كده وشايف إن المكان هينفجر في أي وقت من الكوارث اللي فيه موجود فيه ليه
اقترب يوسف أكثر بوجهه من وجه إينار حتى تنفست
عبقه المثير وقال بصوت أكثر دفئ
علشانك يا إينار .
ثم عاد يوسف يقف معتدلا وهو ينظر إلى ساعته الثمينة
أنا ماشي دلوقتي يا ريت تاخدي بالك من نفسك وصحيح
إينار بشرود
ها حاضر. قول عايز إيه
يوسف وهو يشير إليها بصوت صارم بعض الشيء
بكرة في فقرتك مشوفكيش بالبدلة دي تاني علشان مفتوحة
زيادة عن اللزوم أحبك أكتر في بدلتك السودا المقفلة دي
اتفقنا
هزت إينار رأسها إيجابا بدون تردد
حاضر.
ابتسم يوسف لانصياعها وغمز وهو يلوح لها بيده
سلام يا ڼاري .
وتركها ولكن إينار المسكينة أغلقت نافذتها وجلست
على مقعدها وهي عاجزة عن لم شتات نفسها.
ماذا فعل هذا الغريب فيها ولما شعرت بغيرته إنه أول
شخص يدلف لمشاعرها ولحياتها الخاصة لقد أوصدت هذا
الباب ولكن يوسف دلف إليه بكل سلاسة.
ترى ماذا حدث لك يا إينار لما تشعرين ببرودة في
أوصالك وخفقات قلبك
وما باله بملابسي أيغار هل هو حب ومن أول مرة
ولكن من يدري
عارف يا أحمد أنا کرهت عيشتي معاك خېانتك بقت
في دمك عملت نفسي مش شايفة واتعاميت علشانك
إتنازلت عن كرامتي لكن كل شيء وله آخر طلقني
يا أحمد طلقني
قالتها امرأة فاتنة الملامح بشعر أحمر وبشرة بيضاء وكانت
تبكي بعينيها الفيروزيتين ولكن هناك من قاطعها رجل
من بعيد يمسك بوق بيده.
وهتف وهو يجلس على مقعده
كاااات...هايل