الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حب الباشا الجزء الثاني والاخير بقلم أسراء مظلوم

انت في الصفحة 34 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

 

أوي.

كاد يضغط أسمر على زر مكتبه ولكن ميرال أوقفته بيدها تترجاه

 أسمر مش عايزة حاجة.

هتف أسمر بلوعة

لازم أجبلك حاجة يا ميرال دوا صداع حتى.

ابتسمت ميرال بوهن تسأله

فاكر القهوة بتاعتك

ردد أسمر بتعجب

القهوة بتاعتي! أاه قصدك اللي كنت بعملهالك.

ترجته ميرال 

هي دي اللي محتاجاها و هاخد مسكن معايا في الشنطة.

ابتسم أسمر ولكن هناك قلق بداخله عليها

حاضر هروح أعملهالك و كوباية المية أهي.

أومأت ميرال رأسها

أوكيه.

تركها أسمر مسرعا وذهب ليحضر لها قهوته المميزة...

وما أن أغلق أسمر الباب خلفه حتى قامت ميرال وقد اختفى الألم من محياها وقفزت لتفعل فعلتها التي خططت لها من الأمس.

بعد فترة جاء أسمر ومعه كوب من القهوة عل وجه فوم وضعه على المكتب أمام ميرال ونظر إليها ليجدها جالسة وقد بدى عليها الهدوء.

ثم شكرته بنظرة غريبة

ميرسي أوي يا أسمر .

ابتسم أسمر وسألها وهو يجلس على مقعده

إنتي أحسن دلوقتي

ولكن أسمر شعر فجأة أنه جلس على شيء بارد عقد حاجبيه وهو يرى نظرة ميرال التي تبدلت من البراءة للسخرية وقامت تسند راحة كفها على طرف المكتب وترشف بيدها الأخرى قهوتها

أخبار بنطلونك ايه يا جان 

كاد يقوم أسمر من مجلسه ولكنه التصق بالمقعد.

ضحكت ميرال وهي تنظر إليه

حلو الغرا مش كده

ڠضب أسمر ولوح بيده محاولا إمساك خصلاتها بحنق وجنون

آااه يا كدابة و بتتسهوكي وعاملة تعبانة و صداع.

تنحت ميرال جانبا بسهولة بحتة وهي تشير له

تؤ تؤ عيب كده يا أسمرتي ينفع تغلط كده طب ما تقوم وتوريني جمال خطوتك

ثم أخذت قهوتها وأشارت إليه

عارف قهوتك لسه حلوة...لكن إنت لسه زي ما أنت.

وانقلبت عينيها للزيتوني وهي تكمل

غدار وخاېن وكداب.

صمت أسمر وهو مثبت بمقعده بسبب الغراء وراقب ڠضبها ثم أكملت وهي تسحب أدواتها وتشير إليه

حقيقي مش عارفة أشكرك إزاي على القهوة دي عدلت مزاجي يعني فوق الوصف.

ثم نظرت إلى ساعة الحائط المعلقة فعلى الحائط الأيسر هاتفة بسخرية مشيرة إليها

يا خبر إجتماع مستر سعد دلوقتي.

وتصنعت الحزن

و يا خسارة مش هتحضره يا أسمرتي .

ثم أشارت إلى ذاتها بسخرية

أنا هحضره بالنيابة عنك.

ذم أسمر شفتيه پغضب وأشار إليها محذرا

 ميرال إنتي اللي بدأتي و هتندمي على اللي حصل.

بعثت ميرال قبلة في الهواء إلى أسمر 

باي يا أسمرتي هتوحشني.

أعقبتها بضحكة منتصرة وأغلقت باب المكتب خلفها وهي تكاد تقفز فرحا تعلم أنها فازت على غريمها الكاذب وهي تسمع صوته المرتفع

 ميرااال ولكن لا أحد هنا الآن فالجميع بالإجتماع.

وهي خططت وسنحت لها فرصتها بفعل فعلتها الغادرة.

التقط أسمر هاتفه فذراعيه حران والمشكلة ببنطاله وعليه أن يتصل بزميله أحمد ولكن هاتف أحمد كان مغلق صړخ أسمر بغيظ. نعم فالجميع الآن يغلق هاتفه فهذه أوامر مستر سعد عند الاجتماع الكل يغلق هاتفه.

وتذكر نمرته الشرسة ميرال قالها پغضب ثم توعدها

حياة حبي ليكي لأربيكي يا ميرال إنتي اللي بدأتي.

ثم احمرت عيناه من الحنق

والبادي أظلم.

لا تتذكر أروى شيئا سوى انتهاك روحها حاولت أن تعتدل في فراشها وهي بالكاد تتحرك ولكنها تأوهت من الألم الذي ينبع من داخلها أكثر من جسدها نفسه هي الآن تود الاڼتحار ستفعلها حتما وليسامحها الله على فعلتها ولكن ليس بيدها شيء لا أب ولا أم ولا قريب كلهم غادروا الحياة وتركوها بسجن فادي ذاك الحقېر الذي لا يهمه سوى شهوته نعم ستتخلص من حياتها.

قامت جاهدة لتذهب إلى المطبخ وهي تتسند على كل شيء تقابله يدها لوهنها الشديد إلى أن وجدت زجاجة كبيرة مكتوب عليها باللون الأسود جاز جلست على أرضية المطبخ ودموعها تسبق فعلتها وهي تفتح غطاء الزجاجة وتشهق معها ثم فتحتها وصړخت وهي ترفعها على أعلى رأسها وتسكب هذا السائل ذو الرائحة النفاذة الذي يغرق شعرها وكل جسدها وتبكي بحړقة تعلن لذاتها أن هذه هي النهاية هذه هي نهايتها المؤكدة.

قامت وعد بتكاسل من فراشها وهي تحك مداسها في الأرض لتصل إلى باب الشقة الذي يدق جرسه وتفتح وهي ما زالت عينيها شبه مغلقة حتى تفتحهما عن آخرهما لتتفاجأ بوجود سلسلبيل أمامها وهي تبتسم هاتفة

مفاجأة صح.

تراجعت وعد ثم عادت لتحتضن سلسبيل بصوت مبحوح من الصدمة

أه طبعا طبعا وأحلى مفاجأة كمان إتفضلي يا بيلو .

دلفت سلسبيل وجلست على الأريكة لتشير إلى وعد مازح إسمريتي يا دودو شمسشرم شكلها حراقة أوي.

تعجبت وعد من مزاح سلسبيل المبالغ فيه ولكنها ضحكت لتجاري عدوتها

أه هههه شفتي.

ثم سألتها وعد وكأنها لا تعلم

و طارق رجع منالغردقة

نظرت إليها سلسبيل بتعجب

غريبة إنتي عرفتي منين إن طارق كان في الغردقة

شعرت وعد أنها وقعت بلسانها في الحديث ولكنها تداركت الأمر يا بنتي إنتي نفسك اللي قولتيلي قبل ما أسافر.

ثم ضحكت بانفعال

إنتي نسيتي و لا إيه يا بيلو .

ضحكت سلسبييل وهي تحاول تذكر ثم غمغمت

جايز بردو.

وبعدها أمسكت رأسها سألتها وعد 

مالك يا بيلو 

ابتسمت سلسبيل بوهن

شوية صداع يا دودو عندك نسكافيه

قامت وعد هاتفة وهي تتجه صوب مطبخها

أكيد يا بيلو حالا و أعملي معاكي.

ضحكت سلسبيل وأعادت رأسها للخلف لتريح رأسها على الجانب الأيمن وفجأة فتحت خضراويها عن آخرهما فما رأته على المنضدة التي بجانب الأريكة آخر شيء تتوقع وجوده في بيت وعد صديقتها.

في مكان آخر بل في نصف آخر من الكرة الأرضية بأكثر بلدة باردة على وجه الأرض موسكو وقف رامز في المساء أمام المرآة يتأنق ببذلته السوداء والقميص النبيذي وارتدى فوقهما معطفه الأسود الثقيل مصفف شعره للخلف ثم وضع المشط جانبا وهتف يا كامل خلصت

جاء كامل بقامته القصيرة بعض الشيء عن رامز وأخذ ينهج وكأنه لاعب سباق ويرتدي نفس زي رامز 

أيوة يا رامز خلصت.

نظر إليه رامز وكادت أن تفلت منه ضحكة

ده حاجة جميلة خالص.

عبس كامل 

إنت كمان جميل خالص.

ضحك رامز 

خلاص يا كامل والله بهزر بس هو لو حاجة واحدة تتعدل فيك هتبقى هايل.

سأله كامل بلهفة

إيه هي يا رامز 

التقط رامز المشط وصفف شعر كامل للخلف قائلا

لو فرق الشعر اللي إنت عامله ده إختفى هتبقى زي الفل.

شهق كامل وكأن روحه تغيب

كله إلا الفرق يا رامز .

لوى رامز شفته وهو يسأله

نعم يا خويا الفرق اللي في شعرك ده اللي حزين عليه

لوح كامل بيده وهو يتركه ويرتدي معطفه الثقيل

أه ده كان مخلي بنات بورسعيد بيجروا ورايا كدهو.

ضحك رامز بسخرية

تلاقيك مسجل خطړ.

ضحك كامل على دعابة رامز ثم قال

حقيقي الغربة دي صعبة بس اللي بيهونها لما يكون إتنين زينا يقابلوا بعض من بلد واحدة أكيد بتهون علينا.

ربت رامز على كتفه

أكيد يا كامل واللي قربنا زيادة الكام يوم اللي فاتوا.

تنهد كامل وهو يتذكر

أه كانت أيام حلوة بس لغاية دلوقتي مش فاهم إزاي شغل كده يدينا فلوس و منشتغلش في ساعتها لأ ده إدونا أجازة كام يوم و فسحونا.

ابتسم رامز بطموح

أيوة يا بني إنت فاكر إن الشغل هنا زي عندنا في البلد ده هنا هتعيش ملك...

ثم نظر إلى ساعته وقال

و يلا بقى لأننا هنتأخر عليهم.

لوح كامل بيده مازحا وهو خارج البيت

يا عم نتأخر إيه ده الفندق اللي هنشتغل فيه جنب بيتنا.

الټفت رامز بعينيه إلى الفندق القريب الذي تضوي منه أنوار تكاد تضيء المنطقة المظلمة

 

33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 52 صفحات