حب الباشا الجزء الثاني والاخير بقلم أسراء مظلوم
وجهها ولكن بدلا من هذا سألها
عايزة إيه جيالي المكتب ليه
جلست روان ببسمة باردة
عايزة بروش عجبني في مول شفته مع مامي.
تعجب يوسف
معلش يعني أنا مديكي في الفيزا خمسين ألف.
هزت روان كتفيها
عادي يا بيبي أنا خلصتهم سو وات يلا إديني.
ضحك يوسف بسخرية
والله ده حاجة كويسة خالص خلصتي خمين ألف جنيه في يومين ليه هما خمسين قرش
قامت روان من مجلسها متأففة
أووه خلصني
هتف يوسف في وجهها وهو يشيح بيده پغضب
أوووه مفيش و إتفضلي روحي على بيتنا سامعة مفيش مرواح عند مامتك أنا جوزك وليه حق عليكي.
هتفت روان وقد احمرت وجنتيها
يعني إيه مش هتديني الفلوس و كمان بتمنعني إني أروح عند مامي والله لأروحلها وأقول لأنكل عدنان .
ثم تركته وهي تصفع الباب خلفه
كم تمنى وقوعها بهوة سحيقة لا تخرج منها.
ذهبت إينار إلى مقر عملها وهو فندق الشرق الذي تملكه دلفت إلى مكتبها ووجدت غايس سكرتيرها
أهلا بيكي إينار هانم.
نظرت إليه إينار بعتاب
أهلا يا غايس إنت مش هتبطل حركاتك دي
تراجع غايس
أنا عملت إيه يا هانم
ضحكت إينار
لا أبدا يا خويا أقعدت تعاكس النزلا بتوعنا لا يا روحي لا يا عيني مينفعنيش الكلام ده أه.
ثم زفرت وقالت
يوووه أنا لسه مخلصة كوراس الإنجليزي و الإتيكيت لازم تطلعني عن شعوري يا غايس
تأسف غايس
أنا آسف يا إينار هانم مش هتتكرر تاني.
أشارت إينار للباب
خلاص يا غايس خلصنا شوف شغلك و إبقى قول للواد النحنوح ده يوووه إسمه حمدي شيال الشنط يبطل يقعد في الأسانسير و يطلع وينزل فيه من غير لازمة اه إحنا مش في دريم بارك يلا انصرف.
تمتم غايس
حاضر يا إينار هانم.
وتركها نظرت إينار إلى الباب الذي أغلق وضحكت بسخرية
هانم والله عال بقيتي يا إينار هانم...
فتحت حقيبتها ونظرت إلى الصورة التي أخرجتها لتتكلم معها قائلة
يا ترى عامل إيه و ليه ليه عملت كده أنا عمري ما هسامحك يا يوسف عمري.
تذكرت إينار اليوم الذي أرسل يوسف إليها رسالته وأنها كانت مجرد لعبة بالنسبة إليه وهي علمت في ذلك الوقت أنها تحمل طفلهما في أحشائها كانت ستجن لتخبره بنفسها ولكنه سبقها و أخبرها بشيء أصاب حبها في مقټل...وهبطت من منزلها لتمشي في الطرقات على غير هدى مقررة الرحيل ثم جلست عند سيارة ووجدت صوت رجل ليس غريب عن أذنيها يهتف بها
إينار بجد إنتي
التفتت إينار ونظرت بالكاد من خلال دموعها وهي تمسحهما
بظهر كفها
مين
اقترب منها رجل في منتصف الخمسينات ومعظم شعره أبيض وذقن نامية بنفس لون خصلاته والوسامة ما زالت بمحياه وقال
إزاي متفتكرنيش يا أبانوس الشرق
ظهرت ملامحه لها وقالت بدهشة
وجيه بيه ياااه.
ضحك وجيه أكثر
ياااه صحيح بقالي سنة مشفتكيش وقلت أروح الكباريه اللي كنتي فيه عرفت من البرنس إنك مشيتي و اتجوزتي واحد مليونير إسمه يوسف عدنان .
عندما سمعت اسم يوسف أجهشت بالبكاء تعجب وجيه وسألها
مالك يا إينار إيه حصل
قصت إينار عليه ما حدث لها إلى أن راسلها يوسف برسالته وبحملها منه.
تأثر وجيه وقال
شوفي يا إينار أنا عمري ما أنسى إنك كنتي السبب في إني مرجعش الكبارية تاني و أرجع إنسان نضيف لما جيت أتكلم معاكي و كنت ناوي أنتحر فاكرة لكن إنتي نصحتيني و أتكلمتي معايا و كأنك بنتي وعلشان كده أنا عندي فكرة.
هزت إينار رأسها
هي إيه يا وجيه بيه
ابتسم وجيه بحنو
أنا إنسان وحيد ومعنديش ولاد.
نظرت إليه إينار بشك وتراجعت خطوة للخلف
إيه يا وجيه بيه إنت لسه قايل إنك بقيت حد كويس هتوغوشني منك ليه
ضحك وجيه ونفى بيده
لأ فهمتيني غلط والله أسمعي بس. أنا راجل لوحدي في فيلتي و عندي فلوس كتير و مقطوع من شجرة مفيش حد هيورثني و أنا شايفك من أول مرة بعد ما كلمتيني و صعبت عليكي إنك واحدة كويسة رغم شغلك نتجوز صوري على الورق و هكتبلك الولد ولا البنت باسمي...و عايز ونس.
وضعت إينار سبابتها بين أسنانها
بس ده إزاي ده اللي اعرفه إنها متنفعش تكتب إسم العيل إلا باسم أبوه.
ضحك وجيه
يا إينار الفلوس بتعمل كل حاجة و أنا مفيش أكتر منها عندي...الولد ده مش هيعترف بيه يوسف ولما تولديه ممكن ياخده و متشوفيهوش.
أمسكت إينار بطنها وكأنها شعرت بالخۏف
يا لهوي كله إلا ده...أنا موافقة يا وجيه بيه.
عادت إينار بذاكرتها وتنهدت
ياااه على الأيام الله يرحمك يا وجيه .
سحبت هاتفها من على سطح مكتبها وضغطت زر قائلة
أيوة يا خيرية طمنيني على آمن عامل إيه الحرارة نزلت
أجابت خيرية
أيوة يا ست إينار متقلقيش خالص سي آمن بقى زي الفل والحرارة راحت خلاص. و عملتله الرضعة و أخدها كلها الحمد
لله.
تنهدت إينار براحة
الحمد لله أنا كنت قلقانة عليه أوي بس طمنتيني. دفيه كويس بقى إحنا دخلين على شهر ديسمبر وأنا هحاول آجي بدري علشان وحشني.
ضحكت خيرية
ربنا يخاليهولك يا ست إينار وما يحرمكم من بعض أبدا.
ابتسمت إينار
يا رب يا خيرية يلا كفاية لوكلوك بقى و خلي سامي يعملنا أكلة حلوة إنهاردة.
سألتها خيرية
أقوله يعملك إيه يا ست إينار
صمتت إينار قليلا ثم قالت
خليه يعملنا ممبار و عكاوي.
بهتت خيرية وقالت پصدمة
إيه! عكاوي وممبار
هتفت إينار وهي تشهق لاوية فمها
مالك يا ولية إتخضيتي ليه أه نفسي فيها الله.
حاولت خيرية تهدئتها
خلاص يا ست إينار هقوله متزعليش نفسك.
تأففت إينار
أووف خلاص يلا بقى روحي يا خيرية وإطمني على آمن سلام.
وأنهت المكالمة مع خيرية عبثت بهاتفها لترى طفل جميل ذو عيون زرقاء وشعر مائل للشقرة يجلس على الفراش بوضع مائل نظرا لعمره الصغير وقالت بنبرة حانية
وحشتني يا آمن حبيب ماما هجيلك جري.
ثم تأملت ملامحه وكأنها تحنو للماضي هامسة
شبه أوي يا حبيبي. فيك كتير منه ما أخدتش مني إلا بوقي بس. تقولش كنت بتوحم عليه.
وضحكت بمرارة مكملة
بس هو مدنيش فرصة أكمل وحم. أنا إتخدعت خدعة كبيرة يا آمن يا بني بس نصيبك ميكونش ليك أب حتى وجيه اللي أخدك إبن ليه بردو ماټ.
ثم زفرت بحړقة وهي تعود برأسها للخلف مما جعل خصلاتها تنسدل كالستار الأسود على ظهر المقعد ودموعها انسابت بجانب عينيها مغذية خصلاتها وهمست أكثر نصيبنا يا بني نعيش لوحدنا...لا أب ولا حبيب...
في صحراء جليدية بموسكو مجموعة من الرجال حاموا حول شخص ضعيف البنية وكان الآخر ينظر حوله غير مصدق من كم الأسوار البشرية التي حاوطته من كل صوب حتى هتف پذعر بلغة روسية ميلوست الرحمة .
ظهر في مقدمتهم شخص غامض يبدو أنه رئيسهم يرتدي ملابس ثقيلة نظرا لبرودة البلدة والتي تمتاز بالثلوج الدائمة وتقدم منه وبين شفتيه سېجاره مشټعلة بسخرية لاذعة
أنت من جنيت على نفسك جارفيان .
هتف جارفيان وهو يتقطر عرقا رغم اختفاء الشمس محاولا الدفاع
كلا دون رامز لقد وقع لساني بالخطأ.
ضحك رامز وهو ينظر إلى رجاله الذين ضحكوا معه وكلما تعلو ضحكاته تعلوا ضحكاتهم معه حتى انقلب وجهه وأمسك بتلابيب
ثياب جارفيان پغضب مخيف
يقع لسانك بالخطأ ها...لا أيها الأحمق.
ثم صړخ في وجه جارفيان جعل الآخر ترتعد فرائسه
أنت أوشيت بنا إلى الشرطة.
شهق جارفيان وهو يجثو على ركبتيه يقبل حذاء رامز
براستي