حب الباشا الجزء الثاني والاخير بقلم أسراء مظلوم
انت في الصفحة 52 من 52 صفحات
ذاته داخل البيت ويغلق باب الشقة خلفه حتى وصل إلى مسامعه صوت افتقد هدوئه إنه صوت بسملة التي قالت هاتفة بتساؤل من داخل غرفتهما
حضرتك جيتي يا طنط طنط سعاد .
أغمض مروان عينيه ثم فتح عينيه بخطى ثابته ودلف إلى حجرة نومه ليجدها جالسة على حاسوبها النقال مولية ظهرها له وقال وهو يتأملها وينظر إلى شعرها الذي طال مرة أخرى لمنتصف ظهرها ولكنه أخف بعض الشيء من أثر الجرعات الكيماوية التي كانت تأخذها ثم زفر بحرارة قائلا
إنتي عارفة إنك وحشتيني أوي.
تجمدت بسملة في مجلسها وأصابتها قشعريرة سرت في سلسلة عمودها الفقري وصمتت
أحقا هو هل هذا مروان
التفتت ببطيء لتراه وقفت تواجهه ثم تذكرت ككبرياء أنثى ما عليها فعله ربعت ذراعيها وجمدت نظرتها تجاهه
عايز ايه يا مروان جاي ليه
علم مروان أن المواجهة ليست باليسيرة ولكن عليه تحمل عواقب ما حدث خطى مروان خطوتين بخطوة واحدة وأصبح عند بسملة التي تراجعت خطوة بقلق وراقبت رد مروان الذي قال
اسمعي يا بسملة اللي حصل بينا ده ما كانش لازم يحصل.
هتفت بسملة پغضب
بس هو حصل يا مروان .
قاطعها مروان وهو يشير إليها
إنتي السبب يا بسملة
تراجعت بسملة پصدمة
أنا! أنا بردو اللي بعدت و بقيت بتعصب و مش بس كده دا أنا جبت معايا زميلتي في الشغل مش كده أنا !
أمسكها مروان من كتفيها هاتفا پغضب
إنتي اللي بدأتي شرارة فراقنا إنتي اللي أقعدتي تقطعي في خيوط حبنا يا بسملة تقدري تقوليلي ليه أول ما عرفتي بمرضك يوم ما كنا راجعين من عند الدكتور محمود و كنا عند ماما عاملتيني وكأني ابوكي حطتيني في قفص إتهام مش بتاعي تقدري تقوليلي ليه دا أنا يا بسملة مكنتش بستحمل عليكي الهوا النسمة اللي تدايقك ابعدها و أخليها تجيلي أنا تعرفي تردي عليه و تفهميني أنا عملت إيه علشان تجرحيني كده و كل ما أحاول تقتليني.
صړخت بسملة وهي تحاول نفض كفيه عنها
علشان كنت عايزة أفضل محتفظة جوه قلبي نظرتك ليه بحب قبل ما تقلب كره وقرف زي نظرة بابا لماما الله يرحمها علشان شعرها اللي وقع كنت عايزة أفضل حاطة جوه وداني صوت دفاك ليه وكلام حبك جوة قلبي. عرفت ليه عملت كده...سيبني يا مروان .
هزها مروان بقوة صارخا أكثر
فوقي يا بسملة فوقي...حبنا بيضيع إنتي عارفة إن فيه واحدة دخلت حياتي غيرك. أنا اللي بقولك و عايزاني أخطبها.
ثم بكى بحړقة بعد أن توقفت بسملة عن التملص ناظرة إليه پصدمة وإلى عبراته التي انسابت
هتسيبيني أكمل يا بسملة هتسيبي مروان حبيبك لواحدة تانية.
بكت بسملة وهي تتراجع للخلف ومع شهقتها التي قطعت نياط قلب مروان
إحنا إيه وصلنا لكده فين حبنا يا مروان فين الذكريات اللي بنيناها سوا. إنت حب عمري يا مروان . أنا إفتكرت إني بمۏت وخلاص قلت أبعدك عني و احفظ الذكرى الحلوة بينا.
أخذها مروان في صدره واحتواها وهي تجهش في البكاء وترتعش قائلة
وحشتني يا مروان وحشتني أوي.
بكى مروان مبتهلا
الحمد لله يا رب...يااااه يا بسملة وحشني كلامك اوي.
ثم تراجع وهو يكفكف دموعها بسبابتيه
مټخافيش يا حبيبتي عمري ما هسيبك إوعي تخافي.
نظرت إليه بسملة
و ملك هتعمل إيه معاها
صمت مروان وأخذها بين أحضانه مهدئا إياها
ششش هتصرف مټخافيش المهم إننا رجعنا و هنفضل مع بعض لآخر العمر.
نظرت إليه بسملة وأجلسته بجانبها على الفراش متكأه على صدره براحة فلقد عاد أمانها بعد أن شعرت بأنها وحيدة وتذكرت حديث سعاد معها بالأمس في الصباح.
تتذكر أنها أتت إليها وجلست بجانبها على الأريكة وهي تعدل خصلتها خلف أذنها
بسملة حبيبتي لازم تعرفي إني بحبك وبعتبرك زي سالي بالظبط.
نظرت إليها بسملة وابتسمت
أيوة يا طنط عارفة حضرتك زي ماما الله يرحمها.
ربتت سعاد على يدها
وعلشان كده جوزتك مروان .
قلبت بسملة وجهها ضغطت سعاد على كفها أكثر
هنصحك نصيحة يا بنتي إلحقي مروان وتنازلي عن كبريائك وعن عندك مروان بيحبك يا بسملة وإنتي عارفة كده كويس إنتي جرحتيه و كأنك زقتيه من على جبل واتفرجتي عليه وهو بيقع وبتشاوريله كمان.
ثم صمتت وأكملت
أنا مش هقولك إن مروان ملاك. ده بشړ والبشر بيغلطوا بس العيب لما الإنسان بيزيد في غلطه ويعاند ويكابر.
ثم ضحكت وهي ترى أن حديثها هذا أولى أن تحدثه إلى ذاتها.
ثم تنهدت مكملة
فكري يا بسملة في اللي قلتهولك فكري كويس العمر بيجري و مروان مش هيلاقي زيك ولا إنتي هتلاقي زي مروان .
ثم مسحت دمعة نافرة من حدقتيها
بسملة إنتوا إتخلقتوا لبعض و شبه بعض متديش فرصة لعندك إنه يتحكم فيكي إنتي ربنا كرمك وبقيتي والحمد لله بخير مبقاش فيه أورام و شيلنا الورم بعد كده بعملية و راح في داهية. وبقيتي زي الفل مش آن الأوان الفترة الطويلة دي إنك تفتحي الباب ليه
تنهدت بسملة وهي تعود لدفء مروان وتشعر بأنفاسه في خصلات شعرها وتشبثت أكثر بأناملها حتى ربت على خصلاتها وقبلها من مقدمة رأسها إنه لن ينسى حديث والدته معه اليوم فهي السبب الرئيسي في عودت أحدهما للآخر.
ذهبت سلسبيل إلى ساحة الاستقبال بالمشفى ونظرت بجانب عينيها لترى وعد و رائد وهما يتضاحكان ذهبت إليهما مبتسمة بكل هدوء
صباح الخير عاملين إيه
ابتسم رائد
صباح النور يا سلسبيل تمام الحمد لله.
نظرت إليها وعد وبداخلها مقت دفين ولكن بسمة رسمتها على شفتيها
صباح النور يا بيلو .
هتف رائد
شفتي يا سلسبيل الدكتورة وعد وعمايلها.
نظرت إليها سلسبيل وقالت بسخرية مستترة
هي وعد متخصصة عمايل.
ضحك رائد وابتسمت وعد ببرود
ظريفة يا بيلو .
ابتسمت سلسبيل بمكر ثم نظرت إلى ساعتها
طب يا دكاترة عن إذنكم .
وتركتهما ذاهبة إلى مكتبها ثم أخرجت هاتفها من حقيبتها مهاتفة طارق
وحشتني يا روقة .
ابتسم طارق وقال بنبرة حب
قلب روقة وحشتيني أوي أنا هاجي كمان شوية عندي محاضرة هخلصها و آجي علشان متزهقيش.
ابتسمت سلسبيل ببراءة
براحتك يا عمري أنا مش زهقانة ده حتى رائد و دودو كانوا واقفين سوا وعمالين يضحكوا بس دمهم خفيف.
هتف طارق پغضب
نعم بيحكوا إزاي يعني
أكملت سلسبيل وتكاد ضحكة شيطانية تخرج من شفتيها
عادي يا روقة متاخدش في بالك وبعدين إنت زعلان ليه
تلعثم طارق وقال بتبرير
أه..ط..طبعا أزعل. دي مستشفى يا سلسبيل ليها إحترامها.
ضحكت سلسبيل
طب اهدى يا حبيبي...أنا هقفل بقى علشان جاتلي حالة...باي.
أغلقت سلسبيل معه وهي تعلم أنها تزرع بذور الشك بينه وبين وعد منذ سنة ونصف بدأت في بادئ الأمر بأن ألقت رائد في طريق وعد حتى تعلقت به ثم بدأت ترى تغير وجه طارق عند رؤيته ل رائد وبعدها بدأت في إلقاء بعض الجمل الاستفزازية كما فعلت الآن هي تقوم بزرع الشك بينه وبين وعد بهدوء حتى تثمر شجرتهما وهي من تقوم بعنايتها وستحصد ثمارها قريبا.
قريبا جدا..يتبع