الباشا الجزء الاول
مين اللي معاك ده
أشار زين إلى الشخص قائلا وهو يشير إليه
ده يا ستي يبقى قاسم صاحبي لما كنا في ثانوي بس أنا آخر سنة زي ما أنتوا عارفين إني عايد السنة لكن هو مخلص.
نظرت سالي إلى قاسم الذي لفت نظرها مظهره الرجولي القوي بشعره الأسود وبشرته السمراء فرغم ملامحه القاسېة إلا أنه بدى وسيم.
ابتسم قاسم وهو يصافح منة
ثم مد يده ليصافح سالي
إزيك.
وصمت وكأنه لا يفقه التحدث.
ثم هتفت منة وأخذت يد زين پجنون
زين تعالى أوريك حاجة في السيكشن.
تحرك معها زين بمزاح
حاضر يا منة يخربيت الهوبا بتاعتك.
وتركا قاسم و سالي معا...وكان الصمت سيدهما نظر إليها قاسم وهو يفكر من داخله
هو ده الكلام الله عليك يا زين كليتك حلوة وبناتها أحلى البت دي شكلها بنت ناس ومتريشة وكفاية رمرمة بقى من حارة الكوفتي .
دكتورة سلسبيل دكتور طارق إتصل وقالي دكتورة سلسبيل أول ما توصل تكلمني ضروري.
اعتقد مجدي أنه رأى شبح ابتسامة ساخرة على شفتي سلسبيل ثم وجدها تهز رأسها وتقول بجدية وهي تفتح باب مكتبها
تمام شكرا يا مجدي تقدر تتفضل و ابعتلي فايل اوضة سبعين.
حاضر يا دكتور.
دلفت سلسبيل إلى مكتبها ووضعت حقيبتها جلست تفكر فيما حدث ثم سحبت هاتفها من داخل حقيبتها واتكأت بظهرها على ظهر المقعد تتأمل المكالمات الفائتة وكلها من متصل واحد فقط طارق ترى ماذا وراء أكاذيبه فبعد معرفتها بعدم وجود مؤتمر بالغردقة في هذا الوقت الشك أخذ محله وعلمت أيضا أن لا وجود لمحاضرات بالجامعة في هذا الوقت الذي كان يذهب إليه تقدمت بجزعها للأمام وشبكت أناملها في بعضهما البعض متكئة بذقنها عليهما وأكمل عقلها
ثم رفعت الهاتف وضغطت بعض الأزرار ثم وضعته على أذنها لتسمع صوته وهو يهدر بها
انتي كنتي فين يا سلسبيل
صمتت قليلا ثم تنهدت متصنعة الإرهاق
معلش يا طارق يا حبيبي وقالت كلمة حبيبي بنبرة مكتومة وكأنها غير راضية عن نطقها.
قاطعها طارق پغضب وهو يقوم من على مجلسه بصالة الانتظار
معلش! إنتي عارفة أنا اتصلت بيكي كام مرة انتي بصيتي أصلا في موبايلك تشوفي أنا كلمتك كام مرة وموبايل مامتك مغلق مكنتش عارف أوصلك.
قاطعته سلسبيل بضيق
طارق ممكن تديني فرصة أتكلم أنا كنت عاملة الموبايل سايلنت لأني تعبت من المستشفى وموبايل ماما بايظ وبيتصلح فآسفة إني مردتش أنا تعبت الفترة اللي إنت مش فيها دي و كل الحاجات على دماغي أنا عارفة طبعا إنك مشغول مش رايح تلعب و لا حاجة.
تنحنح طارق
لأ ألعب إيه يا سلسبيل أنا مسافر شغل.
ثم لان صوته
أعذريني يا بيلا كنت قلقان عليكي ھموت من القلق إتصلتي بيه إمبارح و أنا في الب..البيت.
ثم تلجلجت نبرته التي وضحت لأذن سلسبيل
علشان كنت بريح شوية من التعب بتاع المؤتمرات دي.
تنهدت سلسبيل بتصنع مشفق
أه يا قلب بيلا إنت هتقولي كان الله في عونك.
سعل طارق بتوتر
طب يا حبيبتي أنا جاي إنهاردة و هركب طيارة الساعة إتناشر الضهر.
تصنعت سلسبيل الفرح
بجد ليه جاي بدري كده هو المؤتمر خلص خلاص
ردد طارق وقد نسي
مؤتمر!
جست سلسبيل على أسنانها
إيه يا طروقي لحقت تنسى مؤتمرك الطبي بالغردقة.
هتف طارق متذكرا
أاه أيوة صح أاه خلص بدري فقلت أروح لقلبي بيلا .
ترقرقت الدموع من عيني سلسبيل وقالت بصوت بدى متهدج بعض الشيء
ماشي يا حبيبي مستنياك.
ثم مسحت دموعها بأطراف أناملها
معلش يا طارق أنا هقفل أصلهم عايزني سلام
وأغلقت الهاتف وهي تلقيه على سطح المكتب تجهش بالبكاء وهي تعلم أن كل شيء كڈب ماذا عليها أن تفعل هل تخبر والدتها...لا لا غير صحيح وعد فلتتصل بصديقتها الحبيبة إلى قلبها.
أما طارق فلقد أغلق الهاتف مع سلسبيل وهو متعجب من طريقة تحدثها ولكنه زفر وعاد أدراجه للمقعد المجاور ل وعد التي نظرت إليه بضيق ثم لفت وجهها الجهة الأخرى.
وضع طارق يده على كتفها برفق
دودي مالك
يا قلبي
التفتت إليه وعد وقد لفت معها خصلاتها الشقراء على منتصف وجنتها قائلة پغضب
عايز ايه مني مش خلاص إرتحت و كلمتها و طلعت حلوة و بخير
هز طارق رأسه وبطريقة استفزازية
أاه إطمنت يا بيبي.
زفرت وعد بعصبية
أووفف بطل إسلوبك ده يا طارق .
وأخذت خصلاتها تعيدها للخلف بأناملها ونظرت مرة أخرى للجهة الأخرى تتجاهله قام طارق پغضب وتركها وحدها وهي تتوعده و سلسبيل أيضا.
بدأت بسملة تشعر بدوار وقيء من أثر الجرعة الكيماوية وكانت سعاد بجوارها وكانت بسملة تشعر پألم في كل ذرة من جسدها الهزيل طلبت من سعاد المكوث معها بعض الوقت ببيتها مع مروان .
وضعت سعاد بعض الماء بكفها وهي تحاول إيقافها عند حوض الوجه تغسل لها وجهها والعرق يتقطر منه من كثرة الألم.
ثم أخذتها سعاد إلى غرفتها وهي شبه تحملها ووضعتها على فراشها تدثرها.
شهقت بسملة من الألم وقالت بوهن
أنا تعبت يا طنط تعبت أوي.
ربتت سعاد ببطء على وجنتها
حبيبتي يا بسملة ده ابتلاء من ربنا لازم تكوني قوية وبعدين انتي مش عايزة تاخدي حسنات يا بنتي
ابتسمت بسملة رغما عنها
أكيد عايزه.
ثم نظرت بعينيها في أنحاء الغرفة وقاطعتها سعاد بخبث
بتدوري على مين
تجاهلت بسملة الأمر وسألتها
هي سالي فين
ابتسمت سعاد بشفقة
راحت الكلية.
ثم تأملت الإجهاد البين على قسمات وجه بسملة
ما تنامي شوية يا بوسبوس و ريحي.
أومأت بسملة وهي تعض على شفتيها ألما
حاضر يا طنط.
تمددت ببطء وكأنها عجوز وليست شابة في مقتبل عمرها.
دثرتها سعاد وخرجت من الغرفة لتتجه إلى الشرفة وتجلس بها باكية على حال بسملة وما آل إليها من مرض قبيح وعلاقتها التي تذهب كالسراب ب مروان وأما هذا الأخير فلقد ذهب إلى العمل عندما أتى ب بسملة إلى البيت بعد أن أخذت الجرعة وطلبت من سعاد أن تظل معها.
كم شعرت بالحزن عندما لمحت تجاهل بسملة في سؤالها عن مروان هكذا إذن.
ثم ابتسمت بسخرية عندما تذكرت صالح أو الشاب صالح ذاك العجوز المتصابي الذي فقد عقله فأي رجل يريد أشياء انتهت بالنسبة إليها.
هل ما زال بجعبته الكثير من المشاعر الجياشة وأين كان عندما أرادت حضنه الدافئ وكلماته
هي لن تنسى عندما طلبت منه منذ سنوات هذه الأشياء وما كان منه إلا وسخر قائلا أن الشيب غزا جنبات خصلاتها هكذا طعن سکينة السخرية في أنوثتها العجوز وجدت دمعة تنساب على وجنتها كفكفتها وابتهلت إلى الله أن يهدي الأمور ويشفي بسملة وتعود الفرحة إلى هذا البيت.
جلس فادي على مقعده بالشركة ونظر حوله يتأمل لقد أصبح ثري وبحوزته الملايين بسبب حظه في القماړ ثم تعامل مع ذاك المحامي الداهية حشمت هذا الرجل الذي بنى له شركة من الهواء.
أصبح لديه شركة فاديز للمنسوجات النسائية وكم تعجب من اختيار حشمت لهذا الاختيار ولكنه أقنعه أن هذا المجال هو الأفضل في السوق المصري ولا يقلق من هذا الأمر.
قطع على فادي تفكيره سكرتيرته الحسناء التي كانت تتمايل بجسدها الرشيق وشعرها البني ذو الطول المتوسط وكم جذبه تنورتها السوداء القصيرة عن الحد المسموح بكنزتها البيضاء