الباشا الجزء الاول
وقدمه إليها قائلا پغضب متصنع
معايا واحد أعرفه صاحبي وصحفي زيي طبعا.
وكان سمير يراقب غدير وهي تنظر إلى مجموعة الصور التي أخرجتها من المظروف وعلامات الصدمة مكتسحة كل ذرة بوجهها وعينيها تفيض ڠضبا وهي ترى الواحدة تلو الأخرى.
ثم أكمل سمير بخبث وقد علم أنه وصل لغايته كالعادة
ولقيت معاه الصور دي لفنانا إياد مع واحدة معرفش مين دي بس ممكن تكون صور متفبركة يعني.
متفبركة أه أكيد متفبركة صاحبك ده عايز إيه بقا
اتسعت ابتسامة سمير حتى ظهر صف أسنانه الأمامية
متقلقيش يا فنانة أنا خلصت الموضوع ده معاه في جملة ياخد كام واخد الصور دي ومتظهرش تاني في حتة
ظهرت السخرية على شفة غدير وأخذت نفسا ثم قالت وهي تلتقط فنجانها الذي أصبح باردا مثلها وهي ترتشف القهوة منه
ابتسم سمير وهو يعود بظهره للمقعد مطمئنا لما سيطلبه
ألف جنيه.
نظرت غدير ورفعت حاجبا بتعجب
ألف جنية ده رخيص أوي.
ضحك سمير ثم قال نافيا وهو يعدل قميصه الزهري الذي لا يناسب عمره ولا ملامحه السمراء
لا يا فنانة الصورة الواحدة بألف جنية.
عقدت غدير حاجبيها
نعم الصورة بألف!! ليه دافنشي و أنا معرفش جرى إيه يا سمير
والله يا غدير هانم حاولت أنزل معاه السعر وأقوله يقلل شوية لكن دماغه ناشفة .
هتفت غدير بضيق
خلاص يا سمير موافقة هما عشر صور يعني عشر تلاف جنية.
ثم أخرجت من حقيبتها دفتر الشيكات الخاص بها وخطت بقلمها الذهبي في إحدى وريقات الدفتر ثم قطعته من الجانب وأعطته إلى سمير قائلة ببرود أكثر من الثلج
أخذ سمير الشيك وعينيه تكاد تشبه مصابيح الإضاءة البيضاء من كثرة السعادة وقال
صاحبي كده مش هينشر أي صورة يا فنانة.
ثم أخذ حقيبته الجلدية التي لطالما هي مخزن لمصائب وفضائح آخرون عنده وقام وهو يقول
طب أستأذن يا مدام غدير .
هزت غدير رأسها تتصنع البسمة
تمام يا سمير شكرا ليك .
التقط سمير كف غدير وقبله بنفاق
نظرت إليه ببرود وحركت رأسها دلالة على الشكر.
ثم تركها سمير وهو يحمل بين أنامله الشيك وكأنه يحمل وليده ولكن غدير تعلم أن ليس هناك صديق ل سمير وإنما هذا الحقېر الجشع عبد المال هو من صور هذه الصور بعدسته حتى يستغلها فلقد اعتادت على هذه الأمور إنها ليست المرة الأولى التي تحدث من تحت رأس إياد فكم من فضائح تلملمها من خلفه وتدهس على كرامتها كحبيبة وزوجة ورغم ذلك لا زالت تحبه وتذوب بين ذراعيه كقطعة ثلج على ڼار حامية وتدفع ألوفات المؤلفة حتى تحافظ على كرامتها الإعلام لا يرحم والبشر تنهش في الأشياء التافهة وكأنهم أصبحوا شيوخا وقديسين ليس بهم شائبة والبحث خلف نجوميتها وفضائح إياد المخزية اللعڼة على الحب الذي يذل الإنسان ولكن ليس بيدها ولكنه قلبها الذي يضخ حبا في إياد ولا تعلم ماذا بعد ولكنها تتهرب وليس لديها فعل سوى الهروب والركض بعيدا.
مسعود طلبي بعد إذنك
ابتسم مسعود مظهرا أسنانه البيضاء
حاضر يا آنسة نسمة كوباية لمون بالنعناع ومكعبات التلج حاجة تانية جنبها وعلى فكرة عندنا كرواسون بالجبنة الموتزاريلا والريحان في المنيو جديد.
ضحكت نسمة وهزت رأسها موافقة
ماشي يا مسعود دوقني أما اشوف أخرة حاجتكم الجميلة دي إيه هي فلوسي بتروح غير على كافيه عيوش.
ضحك مسعود مرحبا بلباقة
كافيه عيوش بتاعك يا آنسة نسمة حضرتك من أقدم الزباين عندنا.
نسمة شاكرة
ميرسي يا مسعود .
مسعود وهو يتحرك ليأتي بطلباتها
تحت أمرك يا آنسة نسمة عن إذن حضرتك.
نظرت نسمة بساعة يدها متمته بغيظ
و لما اقوله متتأخرش يزعق الأستاذ ماشي يا رامز أما أشوفك.
بعد فترة وقد أنهت نسمة مشروبها وطعامها وجدت رجل يدلف إلى المقهى في أواخر العشرينات طويل القامة مرتديا بنطال من النوع الجينز وقميصا باللون النبيذي تظهر عضلات ذراعه من الأكمام وعضلات صدره تبرز من أزرار قميصه المفتوحة ثم اقترب من منضدة نسمة مبتسما من خلف نظارته الشمسية
جاية من إمتا يا قمر
رفعت نسمة رأسها عاليا وابتسمت بسخرية
من أكتر من نص ساعة الصراحة مواعيدك زي كلامك يا رامز .
عقد رامز حاجبيه وخلع نظارته وهو يجر المقعد ليجلس عليه وينظر إليها بعينيه السوداء
وبعدين بقا في رمي الكلام ما تقولي يا صبح
رفعت نسمة أحد حاجبيها وهي تنظر حولها
صبح! قصدك يا ضهر إحنا الساعة واحدة يا أستاذ مهو إنت أصلا واحد مش حاسس بالوقت ولا مقدره حتى
هتف رامز محذرا
نسمة لمي الدور هو إنتي جاية تكلميني ولا تهزقيني
خفت صوت نسمة وهي تعيد خصلاتها البنية الناعمة للخلف
خلاص خلاص بس متغاظة بصراحة يا رامز كل مرة ابقا أنا اللي مستنياك مش معقول كده يعني وبعدين ماما المرة دي صبرها جاب آخره وأنا كمان.
عاد رامز بظهره للخلف ثم أخرج سېجاره وأشعلها وهو ينفث دخانها مستفهما
يعني إيه
قالت نسمة بتوتر وهي تعيد خصلة وراء أذنها
يعني مستنية تحدد وقت لخطوبتنا.
هتف رامز مرة أخرى ملوحا بأصابعه دلالة على التكرار
أوووه تاني اللي هنقوله هنعيده تاني. إنتي مش عارفة إني بدور على شغل ومن هنا لهناك و إنتي مش مقدرة.
أشارت نسمة إلى ذاتها پصدمة
أنا يا رامز بعد كل السنين دي وأطلع في الآخر مش مقدرة
خفض رامز صوته واعتدل وهو يمسك كفيها بدفيء ناظرا إليها من خلال سوداويه
حبيبتي متزعليش أنا آسف بس ڠصب عني والله وبعدين تقدري تماطلي مع طنط شوية لغاية ما أرسى على المصلحة اللي جاية دي.
بعد ابتسامة نسمة التي أنارت وجهها اختفت بعد كلمة مصلحة
وسحبت كفيها من بين يديه متسائلة
مصلحة مصلحة إيه يا رامز
شبك رامز أصابعه أسفل ذقنه وقال بهدوء
أه المصلحة...هيجيلي سفرية
كان دور نسمة هذه المرة بطرق كفيها على المنضدة هاتفة
إااايه سفرية فينشرمولاماريناولا فين
هتف رامز في وجهها
إنتي مچنونة يا بنتي وبعدينشرم الشيخإيه وماريناإيه لأ روسيا.
صړخت نسمة پجنون ملوحة بيدها وهي تقف
روسياإيه يا خويا بقا أنا معترضة على جوه مصر تطلعلي براها. تصدق ماما كان عندها حق لما قالتلي إنك مش أد كلامك.
قام رامز من مجلسه وأمسك كفها وأجلسها مرة أخرى هاتفا
أقعدي يا نسمة وبلاش شغل الجنونة بتاعتك.
جلست نسمة وكل الحاضرين بالمقهى ينظرون إليها وإلى رامز الذي زجرهم
خلاص يا جماعة كل واحد يخليه
في نفسهالفرح خلص.
ثم الټفت إلى نسمة پغضب
عاجبك الفضايح دي
هتفت نسمة معترضة
مهو اللي بتقوله ده عادي يعني
أصمتها رامز ملوحا بيده
ششش وطي صوتك بقولكوبعدين يا نسمة دي فرصة حلوة شغل بفندق في موسكو و عايزين شباب مصريين موظفين استقبال لأن فيه عرب كتير بيروحوا الفندق ده هناك إيه يحصل لو روحت يعني وجربت
نظرت إليه نسمة بحزن
إيه هيحصل صحيح أبدا هستنى فوق الكام سنة اللي استنتهم كمان سنة ولا إتنين فعلا إيه اللي هيحصل ولا حاجة البنات اللي في سني اتجوزوا و خلفوا و أنا حتى مطولتش خطوبة.
أحنى رامز رأسه بضيق ثم رفعها
ليكي حق تتريقي يا