فارس
فى عز شبابه ومتربى وأخلاقه عالية .. يتهموه ظلم فى قضية زى دى ..أنا ابنى مش ممكن ېقتل يا دكتور مش ممكن أبدا .. انا متأكد أن تقرير التحريات اللى اتقدم ده افترى وظلم علشان أعدائى فى السوق عايزين ينتقموا مني بأى شكل ويشوهوا سمعتى بأى طريقة
هز فارس رأسه وقال متفهما
طيب حضرتك سيبلى القضية ادرسها واقلبها فى دماغى من كل النواحى وهرد عليك بكره إن شاء الله بس حضرتك أعملى توكيل علشان أزوره وأتكلم معاه شويه قبل ما اقول رأيى فى القضية
قال الرجل على الفور
انا يا دكتور مستعد أدفع اللى حضرتك تطلبه ملايين الدنيا كلها فدى ابنى
قال فارس بإشفاق
متقلقش إن شاء الله لو بريء فعلا ربنا مش هيتخلى عنه وانا هبذل كل جهدى علشان اطلعه منها
حياه الرجل وغادر المكتب وقبل أن يبدأ فى فتح الملف لقراءته بتمعن قفزت مهرة إلى ذهنه مرة أخرى وصورتها التى رآها عليها اليوم وهى تنظر له تستنجده أن لا يتخلى عنها ولكن الذى حيره فعلا هى النظرة الأخرى التى رآها فى لمحة لم تتعدى ثانية من الوقت لقد كانت نظرة عتاب .. وجد نفسه يخرج هاتفه ويكتب رسالة من كلمتين
بتعاتبينى ليه !
أعلن هاتفها على وصول رسالة نصية فتحتها وهى تجلس على طرف فراشها دون أن تنظر لأسم الراسل أتسعت عيناها دهشة وخفق قلبها بقوة وهى تقرأ حروفه التى أرسلها دون وعى فوجدت دمعتين قد فرتا من مقلتيها وابتلعت ريقها بصعوبة وكتمت أنفاسها وهى تكتب بشرود
السؤال ده لوحده محتاج عتاب
قرأ رسالتها ووضع الهاتف على مكتبه وډفن وجهه بين يديه وقد ازدادت حيرته واشتعلت التساؤلات فى قلبه من جديد زفر بقوة وتناول القهوة التى وضعت أمامه بتمهل وبدأ فى فتح ملف القضية ...وهو لا يعلم أنه فتح عليه باب من أبواب جهنم .
الفصل الثالث والعشرون
قلب أوارقها بهدوء وتركيز وعيناه تجرى بين السطور حتى شعر پألم فى رأسه وصداع شديد من كثرة التفكير وقد شتت أفكاره تماما لم يعد قادرا على قراءة المزيد ..طرقت نورا باب مكتبه ودخلت بعد ما سمعت الأذن بالدخول ...دخلت وقد تغيرت ملامحا تماما وبدا عليها القلق وقالت فى عجلة كبيرة
من فضلك يا دكتور ممكن أستئذن دلوقتى ..جوزى كلمنى وشكله تعبان أوى
قال فارس وهو يضغط جبينه بيده من شدة الألم
طيب مستنية أيه ..يالا روحى بسرعة ولو محتاجة أجازة مفيش مشكلة
قالت بامتنان وهى تغادر
متشكره أوى يا دكتور فارس
غادرت نورا على الفور بينما بحث هو عن دواء لألم الرأس ولكنه لم يجد فنهض فى تعب وأخذ الملف معه وقرر أن يكمله فى المنزل .
كانت دنيا تجلس أمام التلفاز تتنقل بين قنواته فى ملل وقد تركتها أم فارس ودخلت غرفتها لتنام فهى لم تعتاد السهر الطويل .. أغلقت دنيا جهاز التلفاز واتجهت لغرفتها وتناولت هاتفها من فوق الطاوله ودخلت غرفتها وآوت إلى فراشها ..أستلقت على الفراش وهى تفكر فى حالها وكيف سينتهى زواجها وهل سيطلقها فعلا أم ستتغير الأمور أنتبهت على صوت رنين هاتفها تناولته ونظرت فيه فزفرت بملل وردت بتثاقل قائلة
أيوا
رد المتصل بلهفة قائلا
ايوا يا أستاذة.. أنا وائل
قالت بضيق
منا عارفة يا وائل خير فى حاجة ولا أيه
قال بشغف
قضية يا أستاذة.. أنما أيه هتنقلنا نقلة كبيرة أوى
قالت بازدراء
أفندم
أستدرك متوترا
قصدى يعنى هتنقل الدكتور فارس والمكتب نقلة جامدة أوى
بدأ الاهتمام يتسرب إلى صوتها وهى تقول
نظامها أيه القضية دى
قال على الفور
أبن راجل مليادير متهم فى قضية قتل والراجل جاى
مخصوص للدكتور فارس وعاوزه يشتغلها بنفسه ومستعد يدفع بدل المليون تلاتة
سال لعابها عندما سمعت الرقم وقالت بخفوت
وأنت عرفت منين
قال وائل متهكما
يا أستاذة انا مفيش حاجة تخفى عليا فى المكتب.. أومال حضرتك أخترتينى أنا ليه علشان ابقى أيدك اليمين فى غيابك
طيب متشكره أوى يا وائل
أردف وائل قائلا بلهفة
أستنى يا أستاذة.. مش ده كل اللى عندى
أرهفت سمعها له وهو يتابع قائلا
القضية دى أتنشرت فى الجرايد من يومين بس.. وانا قريت تفاصيلها كلها ولما شمشمت حواليها عرفت أن فى محضر تحريات وشهود بيدينوا الواد المتهم فى القضية علشان كده انا قلقان أن الدكتور فارس يرفضها
سكت ثانية من الوقت واستدرك قائلا
لاء ده انا متأكد كمان انه هيرفضها ولو اتعرضت على الدكتور حمدى هو كمان هيرفضها الواد المتهم شكله مش مظلوم وده اللى مخلينى متأكد ان فارس باشا هيرفض يشتغلها وهيضيع علينا المبلغ المهول ده
تسرب القلق إليها فهى تعرف طريقة تفكير فارس جيدا وتعلم أنه لو وجد المتهم غير مفترى عليه وبأنه قاټل فعلا سيرفض الدفاع عنه مهما كانت الأتعاب مغرية ..فقالت فى توتر
طب وانت أيه رأيك يا وائل
لاحت أبتسامة نصر على شفتيه وهو يقول
بسيطة يا أستاذة ..حضرتك ممكن تاخدى وتدى معاه فى القضية لو لقتيه قبلها خلاص بركه يا جامع لو لقتيه رافض يبقى مفيش غير حل واحد..
ايه هو !!
حضرتك تشتغلى القضية بنفسك
ضحكت وهى تقول
أنت بتهزر