قصه عبره
انت في الصفحة 4 من 4 صفحات
عن وجه غريمه فهو وجه بدر منير يكاد ان يكون اجمل منه بكثير.. إنها اجاويد بلحمها وشحمها.. فدهش مهيب من قدومها في وقت متأخر كهذا.. وماهي لحظات قليلة حتى علم انها تود مساعدته بالفرار والرحيل من قريتها نهائيا قبل ان ينالوا منه اهل قريتها..
وعندما سألها لما تفعل هذا معه
أومأ مهيب برأسه ثم شكرها على حسن جميلها معه بعد ان تركت القفص مفتوحا ورحلت بعيدا عنه كأن شيئا لم يكن.
استيقظ اهالي قرية بن فاس على فاجعة هروب السجين من القفص الحديدي الذي سج به. .. مستغربين كيف له ان يخرج منه رغم صلابة وقوة قفله المتين.
فاتهموا حاكمهم بالإهمال وعدم اتخاذ قراره الصائب بحق المچرم الذي انتهك حرمتهم. حيث منحه فرصة الهرب بدلا ان يقوم بفرض العقۏبة القسوى عليه في حينه.
لم يشأ الحاكم ان يبرر ماوراء قراره. بل ألزم الصمت لحين أثبت عكس ظنون اهل عشيرته.
تقدم الحاكم مابين الجموع مرافقا اجاويد نحو مهيب وهو مبتسما له. .يسأله كيف له ان يقوم بفعل مالم يستطع فعله شباب ورجال قريته.
من الزريبة. .ثم إختبأ فوق غصن الشجرة. وعندما وجد النمر منهمكا في اكل الطير انقض عليه بالخڼجر من الأعلى. فطعنه بسرعة فائقة عدة طعنات ممېتة حاول فيها النمر ان يهاجم فريسته ولكن لم ينجح. .فتلك الطعنات بعد لحظات اردعته قتيلا.
هنا إستدارت اجاويد نحو الحاكم لتناديه بوالدها. تهنئه ان نظرته للشاب كان محقا فيها. وخطته معها بإطلاق سراحه كانت مجدية. مع ان الخطة ارتسمت من الاول ليثبت فقط هل الشاب كما كان يظهر عليه حقا ذوا ثقة وكل كلامه كان على صواب وذلك بعدم هروبه من القفص حتى وان فتح له بطريقة ما.
صمت مهيب قليلا ثم رفع رأسه موجها كلامه للحاكم ان مافعله لاينتظر منه جائزة. ولكن امنيته ان اراد تحقيقها له هو قبوله بالزواج من إبنته اجاويد..
حينها صعق الجميع ومنهم اجاويد نفسها بجرأة الفتى الذي كان قبل قليل كان سيقتل على يد اهاليها..
ولكنه إسترسل بالكلام ليسكت اللغط الدائر حوله.. ان وراء طلب الزواج ايضا بعيدا عن إعجابه برجاحة عقل أجاويد وشجاعتها بهذه الطريقة الوحيدة سيكون قد ألغي الٹأر الذي دام من سنين مابين القريتين. وبهذا سيعم السلام والامان لكليهما و تحقن دماء اخرى بلا ذنب في المستقبل.
لم يفكر الحاكم كثيرا بطلب مهيب. لان في سره لن يجد شابا قويا مثله يصون إبنته الوحيدة بعد عمر طويل . بل استشار على الفور إبنته اجاويد امام الجميع ان كانت تقبل به زوجا ام لا...
فلم تكن هي إلا لحظات قليلة حتى عمت الزغاريد وانغمرت القلوب بالفرح والسرور داخل القرية اجمعها وهذا بقبول اجاويد ان يكون زوجها المستقبلي مهيب الذي منح اثناءها صقره شهاب لأجاويد كمهر لها.
وبالفعل عم السلام والامان لكلا القريتين بعد ان اقنع مهيب اهالي قريته بالصلح.
النهاية