غرام رواية كاملة بقلم ولاء رفعت
انت في الصفحة 1 من 54 صفحات
غرام بقلم ولاء رفعت
الفصل الأول
نسمات الصباح المنعشة والشمس ساطعة في سماء حي دار السلام بمحافظة القاهرة وفي إحدى الحواري الشهيرة يصدح من هذا المنزل القديم صوت الشيخ محمد رفعت الصادر من المذياع أعلي المنضدة في الردهة و المائدة الصغيرة التي تتوسطها وضع أعلاها صحن من البيض المقلي وآخر به الفلافل الساخنة ذات الرائحة الشهية وصحن ثالث به قطعة من الجبن الأبيض صوتها يدوي في الإرجاء تنادي علي أهل المنزل
خرجت من الغرفة شقيقتها التي تدرس في آخر صف بالثانوية العامة كانت تغلق زر كم القميص
بالله عليكي يا غرام أعمليلي ساندوتش طعميه وواحد جبنة أنا لبست ومش هعرف أحضر الساندوتشات
عقب شقيقها ذو الثلاثة عشر عاما
صاحت مازحه
هو فيه إيه ما أنا زيي زيكم وورايا شغل كمان و مستعجلة و عايزة أمشي مفيش حد منكم خلي عنده ډم و يقولي عنك يا غرام و تعملولي الساندوتشات
ابتسمت والدتها السيدة عزيزة امرأة في منتصف عقدها الرابع يبدو علي ملامح وجهها الذي يتميز بالشحوب إمارات التعب والمړض.
حبيبتي ربنا يخليكي ليهم أنتي سندهم و كمان هتبقي أمهم من بعدي
ألتفت إليها بعتاب طفيف
ربنا يديكي طول العمر و يباركلنا فيكي يا أم غرام بالله عليكي وأول وآخر مرة تقولي كدة
عقبت ابتسام بمرح
أنتم هتقلبوها حزن كدة ليه والله أنادي لكم علي طنط عدلات تيجي تضحكم
صاحت غرام مازحة
لاء أبوس إيدك دي بتاكل وداني من الرغي و تشيلني ذنوب الحارة كلها من النم عليهم الحمدلله أنا فطرت
كملي فطارك يا بنتي قبل ما تمشي
مش قادرة يا ماما ما أنتي عرفاني لما بكون جعانة باكل أنا يا دوب أشرب كوباية الشاي و هاروح ألحق أخد البضاعة من مدام رشا
و أنتي راجعة ماتنسيش تعدي علي أختك أحلام تطمني عليها وطيبي بخاطرها
زفرت بضيق وأخبرت والدتها
أمسكت والدتها يدها برجاء
طيب عشان خاطري روحي أتطمني عليها حتي من علي الباب و أرجعي أنا خاېفة ليكون المنيل سمير عمل فيها حاجة
حاضر يا ماما هاروحلها و بدعي ربنا إن ما شوفش خلقة جوزها لأن لو شوفته مش عارفة ممكن أعمل فيه إيه
أنا عارفة إنك عاقلة و مش هاتعملي كدة
نهضت الأخرى وهمت بالذهاب
أستأذن أنا بقي عشان أتأخرت سلام عليكم
صاحت شقيقتها وتركض خلفها
استني خديني معاكي يا غرام
رايحين فين تعالوا
عن إذنك يا خالتي عدلات متأخرة علي الشغل
أشارت لهما نحو باب منزلها
ما تتفضلوا تعالوا أفطروا
ردت ابتسام و تهم بالمغادرة
سابقناكي تسلمي
خرجت و تنفست الصعداء فقالت غرام إليها
خدي بالك من نفسك و أول ما ترجعي قوليلي
أومأت لها وبإجابة مقتضبة قالت
حاضر
ننتقل إلي مدينة الشيخ زايد حيث الفلل والقصور و المنازل داخل وحدات سكنية و بداخل الوحدة التي تشمل الفلل تقع فيلا عائلة الشريف رأفت الشريف رجل أعمال شهير وصاحب علامة تجارية مسجلة في مجال الملابس Y N و ذلك أول حروف من أسماء ابنيه نور و يوسف فالأول يبلغ من العمر الثلاثة والثلاثون ربيعا متزوج من كاميليا عبيد التي درست معه في المرحلة الجامعية و جمع بينهما علاقة حب اكتملت بالزواج وانجبت الصغيرة الشقراء تولين ذات الثمانية أعوام.
بينما الثاني يوسف الذي يعيش عازب مدلل و السبب يعود إلي والدته السيدة منيرة و التي تبلغ منتصف عقدها الخامس كانت لا تدرك إنه قد أصبح رجلا راشدا ولم يعد الابن الصغير.
و في غرفة المائدة يتجمعون أفراد العائلة و علي رأس الطاولة السيد رأفت يبتلع قطعة الخبز الفرنسي بعد أن قام بدهنها بقطعة زبدة
لسه ما عرفتش حاجة عن اللي
بيقلد البراند بتاعنا و بيوردوا للمحلات
ألتفت إليه ابنه الأكبر نور وأخبره
أنا بعت رجالة للمحلات دي
و بيسألوا أصحابها عن المورد أو التاجر اللي بيشتروا منه البضاعة و علي بكرة بالكتير إن شاء الله هيكون عند حضرتك التقرير
انتبه رأفت إلي ابنه الآخر يوسف حيث كان شاردا في صحنه وآثار النوم مازالت علي وجهه ذو البشرة الحنطية
و أنت يا يوسف بيه عملت إيه في موضوع الدعايات
كان سؤال ساخر من والده مثل كل مرة
ربتت الصغيرة تولين علي ذراع عمها وتخبره ببرائتها
أونكل چو كلم جدو
انتبه إلي الصغيرة وكأنه استيقظ لتوه من غفوة فسأل والده
حضرتك كنت بتقول إيه
ابتسم والده هازئا
هاتسمعني إزاي صح و أنت قاعد زي المساطيل طبعا كنت سهران لحد الفجر زي كل يوم و لا كأن ليك أهل عايشين
معاك
تدخلت