السبت 30 نوفمبر 2024

قصه مشوقه

انت في الصفحة 35 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز


بنت عمتك خانتني وانا شوفتها بنفسي مع اعز اصحابي وعلى سريره 
يبقى هو اللي غدر بيها وسابها مش انا 
هدات حركتها فجأة ولكن ظلت رأسها تهتز بالرفض وهي تردد بإصرار
انا لا يمكن اصدق حرف واحد من إللي انت بتقولوا عشان انا اكتر واحدة كنت شاهدة على حبها ليك اللي كان بيصل لحد الجنون إنت اللي خونت واتخليت عنها لما سيبتها تواجه أهلها وتتحمل الذنب لوحدها  

افلتها فجأة يشير بأصابع يده على جانبي رأسه قائلا بانفعال
انت إيه يابنتيمصرة على اللي في دماغك وبس من غير ما تسمعي ولا تفكري حتى لما انا غررت بيها وغلطت معاها سكتت هي ليه بقى ومابهدلتش الدنيا ولا بلغت والدي حتى ممكن بقى تجاوبيني
عشان أكيد كانت خاېفة منك ومن والدك وعلى سمعة أهلها فى المنطقة 
ضړب بكفه على ظهر الأخرى وهو يسألها بنفاذ صبر
طب سيبك مني ومن أهلي خلينا في أهلها هي بقى واجهتهم ليه لوحدها وماقلتلهمش عني مدام انا اتخليت بجبني زي مابتقولي يبقى على الأقل والدها الصعيدي الحر مش هايسكت عن حق بنته ولا هايسيب اللي غلط معاها بقى 
قالت بتعب
أهو والدها الصعيدي الحر ده خد بنته وعيلته كلها وسافر على الصعيد وسابلك الدنيا بحالها 
رفع كفيه امامها في الهواء كإشارة 
تمام اوي كلامك كدة انا مستعد يابنت الناس اروح لها في قلب بيتها وقدام ابوها كمان أسألها واواجها وان طلع الحق معاها يبقى استاهل انا اللي يحصلي بقى من والدها وعيلتها هناك 
تروحلها فين 
سألته بابتسامة باهتة وتابعت بمرارة
بعد السنين دي كلها عايز تواجهم ماهو خلاص بقى ماعدتش ينفع عشان صاحبة القضية نفسها ماټت بالجنين إللي في بطنها وسرها اندفن معاها كمان 
جحظت عيناه وشحب وجهه بشكل مخيف وكان هذا هو نهاية الحديث العاصف بينهم قبل ان تذهبت من أمامه وتركته ينظر في أثرها متسمرا مكانه على سطح المبنى 
كانت عائدة من درس الرياضيات الذي اخدته مع المجموعة بعد انتهاء اليوم الدراسي فى مدرستها والتي كانت تبتعد عن مسكنها بالميدان بمسافة كبيرة ولكنها لم ترد العودة فورا لمنزلهم وفضلت الذهاب لبيت عمتها ورؤية ابنتها التي غابت منذ فترة طويلة عن زيارتها في منزلهم فبرغم فرق السنوات والذي تعدت الأربعة كانت فجر تعتبر فاتن صديقتها المقربة والسبب الرئيسي لنشأة هذه الصداقة كان الإلحاح من جانب فجر نحو فاتن الجميلة والرقيقة والتي لطالما اعتبرتها فجر نموذج يحتذى به فكانت تسعى دائما لتقليدها وهي كانت رقيقة ودائما متعاونة ومحبة لفجر فكانت دائما ما تدعوها بشقيقتها الصغيرة فور ان ترجلت من المواصلة العامة رأتها امامها وهي تعدوا بخطوات سريعة نحو الخروج من حارتهم ركضت خلفها تهتف باسمها مستغلة خفة وزنها لتلحلق بها
يافاتن يافاتن استنى هنا شوية انا جيالك 
استدارت مجفلة على النداء فتوقفت عن السير بجوار إحدى المبانى حتى أتت إليها لاهثة 
اخيرا وقفتي دا انا قولت مش هاتسمعيني خالص النهاردة ولا هاتوقفي 
قالت بفتور 
أهلا يافجر انتي إيه إللي جابك دلوقتي
ارتسم الحرج على وجهها مع بعض الدهشة فقالت
في إيه يافاتن هي دي مقابلة تقابلينى بيها برضوا وانا اللي جتلك جري بهدوم المدرسة عشان وحشتيني بعد مالقيتك غيبتي وماعدتيش تسالي عني ولا حتى تزوري بينتا بيت خالك زي الاول 
اطرقت بوجهها وهي تتهرب منها بعيناها قائلة بتوتر
معلش يافجر بس انا اليومين دول مشغولة في اوي في المعهد والدروس عشان الامتحانات قربت 
كانت هذه اول مرة لفجر تلمح التغير الواضح الذي طرأ على ابنة عمتها الجميلة وجهها المستدير الناعم والنضر كان باهتا على غير العادة عيناها ذابلتان وحمروان وكأنها انتهت توها من
نوبة بكاء عڼيفة سألتها بقلق 
فاتن هو انتي تعبانة ولا حد مزعلك 
هزت رأسها وقالت نافية 
لا طبعا إنتي ليه بتقولي كدة بس هو انا باين عليا اني تعبانة 
باين جدا يافاتن هو إيه إللي حاصل بالظبط معاكي عمي بدر هو اللي مزعلك ولا عمتي فوزية 
لا عمك ولا عمتك هما اللي زعلوني انا اللي تعبانة لوحدي روحي انتي سلمي عليهم على مارجعت انا من مشواري دقايق مش هاعوق 
استنى هنا يافاتن انتي هاتمشي وتسيبني لوحدي مع عمتي فوق
حاولت جذب ذراعها وقالت بسأم 
يابنتي اطلعي هو انتي عمتك هاتكلك 
انا مشواري قريب هناك فركتين كعب يعني مش هاتأخر 
قالت بلهفة وهي تشدد على ذراعها 
طب خلاص خديني معاكي 
ڼهرتها غاضبة وهي تخلص منها ذراعها بقوة
يووه عليكي يافجر دا انتي بقيتي مزعجة اوي وهاتفرجي علينا الشارع كله سيبنى ياحبيبتى الله لا يسيئك ثواني مش هاتأخر ماشي ثواني 
توقفت فجر عن الإلحاح وتركتها تذهب وهي واقفة بمكانها محرجة من نظرات المارة التي ارتكزت عليها ولكن حب الفضول غلبها فسارت خلفها بخطوات بطيئة تتبعها حتى وجدتها توقفت امام محل كبير للأدوات الصحية بشارع اخر خلف حارتها و دلفت بداخله 
أكملت سيرها حتى توقفت امام واجهة المحل الزجاحية تنظر بداخله
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 128 صفحات