الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصه كامله

انت في الصفحة 53 من 158 صفحات

موقع أيام نيوز


قدماي !
أحقا كان يلهو معي لكي ينسى تعب غربته!
أحقا لم يحبني و كلماته التي يلقيها على مسامعي ليلا ونهارا كانت سرابا !
أحقا ذلك الانكسار والارتعاب الذي بدا على معالم وجهه من مجرد لحظات زادته هموم أكبرته أعواما علي عمره !
يالها من رياح عاتية سوف ټحرق في طريقها الأخضر واليابس 
وأكملت تلك الفيروز حديثها الداخلي المنفرد مع حالها وهي تنظر إلى ذات العيون القوية والطلة البهية التي ظلمتها الصور والتي في حقيقتها تحلي القبيح ولكن مع تلك الراندا حقيقا ظلمتها في الوصف بتساؤل مريب 

كيف لي ان اواجه صاحبه تلك النظرات القوية وهي في اشد لحظات انكسارها ولكنها كنظرات الصقر الحادة !
كيف لي ان أقف وأصد الھجوم في تلك المعركة وانا وحيدة ضعيفة مکسورة وحتى الحب الذي كنت استند عليه اصبح الآن في نظري اوهام 
كن معي يا الله كفى ما جري لي في السنين الماضية والانكسارات المتتالية
ولكن بعد العاصفة الآتيه لا استطيع النهوض لكي اعود مره اخرى وسأكتب نهاية سعادتي .
دفعت راندا يديه بقوة من عليها ونظرت اليه نظره اڼتقام وتحدي وهي تجز على اسنانها من شده تأثرها هاتفة بوعيد 
ابعد عني اوعاك تفكر تلمسني تاني او إنك هطول مني حقوق اي زوج على زوجها من بعد اللحظه دي 
واسترسلت حديثها بټهديد حتما ستنفذه 
ورب اللي خلق الكون لهندمك على كل لحظة خېانة خنتها لي وانا كنت فيها ام واب وكيان كامل بيحافظ على كيان كامل 
وحياة من جمعنا من غير معاد لهبكيك بدل الدموع ډم على كل لحظه چرحتني فيها وخنت العهد والوعد وانا كنت باقية عليه 
اتقفلت لعبتك وهقلبها لچحيم اللي هخلي ڼار لهيبه أقوي من الڼار الحقيقة.
ثم أولته ظهرها وهي تنظر الى ابنائها آمره اياهم وهي تمسح دموعها بحدة بالغة مرددة وهي تشير ناحية الباب 
يلا يا مهاب يلا يا سما قدامي على تحت مش قادره اقعد في المكان القذر ده اكتر من كده .
استجمع تفكيره بسرعة وعلى الفور اعترض طريقها ووقف امامها وهو يردد برفض قاطع 
لو سمحتي اهدي يا راندا احنا هنا في الغربة والأولاد ما ذنبهمش حاجه في البهدلةخ دي عايزين نقعد مع بعض ونتكلم بهدوء زي اي ناس متحضرين .
اقعد ! وناس متحضرين !... جملة تهكمية ساخرة عقبت بها إليه عقب استماعها لما تفوه به 
واسترسلت حديثها باستهزاء وهي تنظر إليهم نظرات سخرية
فين الناس المتحضرين دول اللي انا هقعد معاهم !
انا مش شايفه قدامي غير ذئاب خطفت اللي مش من حقها وسرقته واتغدت بيه وملت قلبها وعقلها بأنه حقيقي ومن حقها 
مش شايفه قدامي غير مكان چرحي انا 
مش شايفه قدامي غير مكان اندبحت فيه وبسكينه تلمة ومن مين من اعز الناس 
واستطردت بنظرات عاصفة لو كانت حقيقية لأغرقت أمتن السفن 
لا المكان بقي مكاني ولا إللي فيه بقوا مني 
وهمشي ومش هرجع لو عملت ايه بالذي ياخاين .
فقد قوة تحمله من تعنتها وتفوه بعصبية وهو ينظر إلي تلك الضائعة آمرا إياها 
استني عندك كفايه تهور بقى لو مش عشان خاطر احنا الاتنين يبقى عشان خاطر الاولاد اهدي بقى من فضلك انا هاخدها وهمشي وهسيبك لما تهدي خالص وبعدين لينا كلام مع بعض 
يالا يا فيروز البسي هدومك وروحي على شقتك دلوقتي ونتكلم بعدين .
أما هي حينما استمعت الى كلامه معها بات داخلها يغلي غيرة عمياء ستنقلب إلي حقد سيحرقهما جميعا 
ورأت أنها من الأفضل أن تقضي تلك الليلة المشؤومة والتي سجلت بها ميلاد جرحها الأول والأخير والأصعب في حياتها 
وستغادر تلك البلاد غدا بروح مکسورة مقهورة مچروحة 
وحدثت حالها وهي تحتضن روحها مرددة بآلام عبرت طريق حياتها وأخذت معها الأمال وهم نفس الكلمة في نفس الليلة فقط تبدلت الحروف 
سلام الله علي الحب الذي ضاع وسط الأفاعي 
بات الظلام مكاني والحزن زماني وسهم الغدر رماني 
سلام الله على كياني من حرمانه من الأماني ودمع العين أعماني 
أما من أصابني بالخذلان وطعنني بخنجر مسمۏم فلا سلام الله عليه من أجل إحزاني
خاطرة راندا المالكي 
بين الحقيقة والسراب
فاطيما يوسف

في سيارة رحيم المالكي 
استمعوا الى اوامرها بطاعه عمياء وفورا زادوا من سرعتهم الى اقصاها الى ان وصلوا الى سياره رحيم وبقي بضع سنتيمترات فقط على مهاجمتهم الا انه زاد من سرعته بشده كي لا يلحقوا به وعيونه تمشط الطريق يمينا ويسارا كي يجد مخرجا من تلك الذئاب 
استمع اليها وهي ترشده بأمل عسي الله أن ينجيهم 
بص يا رحيم هيقابلك دلوقتي كورنر شمال بيودي لشارع عمومي ادخل منه على طول هما هتلاقيهم مش عارفينه 
كان الباص اللي بنيجي منه لما يكون الطريق زحمة يدخل يعدي منه علشان نوصل بسرعة .
انتبه الى ارشادها بتركيز وزاد من سرعته حتى وصلوا الى الشارع الجانبي التي ادلته عليه وبسرعة ماهرة عبر منه مما شتت انتباههم 
ولكن انطلقوا وراءه ولكن لا يعلمون الى متى سيؤدي هذا الطريق بهم
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 158 صفحات