قصه مشوقه
و ربما سذاجه سذاجه تجعلها غير مدركه لحقيقة تصرفات من حولها فبعد الذي قصته عليها جنه ليلة أمس عما حدث مع إياد الحداد جعلها عاقدة العزم الآن على الحديث الذي خشيت أن تجريه معها سابقا بخصوص ابن الحداد فبالرغم من السمعه الطيبه لعائلة الحداد الا أن تصرفات إياد مع جنه أقلقتها و ما يقلقها أكثر هو النشأه التي نشأتها جنه فوالدتها كانت تخاف عليها بشده و نظرا لكونها ارمله فقد كان عالمها منغلقا و أما عن إقامتها مع خالها في السنوات الماضيه فكانت أكثر انغلاقا فالبكاد سمح لها بالخروج للمدرسه أو الكليه و تلك المعاناه ربما أصقلتها لتحمل الظروف الصعبه و لكن بالتأكيد لم تهيؤها للتعامل مع المجتمع و خاصة الرجال.
أيوه .. بعدما خلص دوام هاسيبهم عند السكرتيره.
طب ايه رأيك لو ترجعيهم كلهم.
ازاي كل مرتبي ميكفيش نص تمن الموبايل.
ما أنا محوشه قرشين خوديهم و ادفعي تمنه كامل.
شعرت جنه بالامتنان تجاه صديقتها و قالت طبعا مقدرش و بعدين انتي محتاجه الفلوس دي جدا وخاصه دلوقتي.
قالت جنه مداعبه لصديقتها يعني أقصد في جهازك مش بردو عبدالله ناوي يتقدملك.
ردت سماح بحزن بلاش هزار في الموضوع ده و بعدين اسمعيني كويس ..أنا مكنتش ناويه اتكلم و كنت بفترض حسن النيه عنده.
سألت جنه باهتمام تقصدي مين
قالت سماح أقصد البشمهندس إياد لكن بعد اللي حكتيه امبارح لازم ترجعيله الفلوس و مش ناقصه مليم كمان و متزعليش مني فاللي هاقوله بس ده لاني خاېفه عليكي واحد زي إياد الحداد وفي شكله و مركزه و ثروته لما يجي يتجوز هيبص لواحده من نفس المستوى..
قالت سماح يبقى حرص و لا تخونش ما هو يا جنه مفيش راجل يجيب هديه لواحده و يصر يعزمها على العشا لله كده أكيد عايز مقابل ...لكن خلينا نفترض حسن النيه بس كمان نحط حدود للتعامل و أول حاجه تعمليها انهارده ترجعي كل الفلوس و مش عايزه نقاش
ثم أضافت مازحه و انا اول كل شهر هاستنى و ازن على دماغك و اطالب بالقسط بتاعي .
شعرت جنه بالضيق لأنها قبلت مساعدة سماح و لكن صديقتها أصرت و بشده .
خرجت جنه من المصعد و توجهت إلى مكتب السكرتيره و بادرتها قائله مساء الخير.
رفعت السكرتيره نظرها عن جهاز الحاسوب ثم قالت و قد علا الارتباك وجهها مساء النور ثوان بس أبلغ البشمهندس بحضورك.
و لكن لم تعر السكرتيره كلامها أي اهتمام و بالفعل قامت بإخبار إياد على الهاتف بحضورها.
ثم قالت بحزم اتفضلي تقدري تدخلي للبشمهندس دلوقتي .
ردت جنه بحزم هي الأخرى قلت لحضرتك مفيش داعي ثم فتحت حقيبتها و أخرجت ظرفا و أضافت يا ريت توصلي الظرف ده للبشمهندس و هاكون شاكره جدا ليكي .
دقيقتان دقيقتان امتدتا كأنهما دهرا دقيقتان ينتظر بلهفه دخولها مكتبه متناسيا تماما قراره البارحه
و مع دخول الدقيقه الثالثه غادر مكتبه ليجدها تتحدث مع سكرتيرته تقدم منهما و قال موبخا أنا مش قلتلك تدخل حالا.
حاولت سكرتيرته الدفاع عن نفسها و لكنه تجاهلها و أكمل موجها حديثه لجنه اتفضلي ..نتكلم فمكتبي .
ثم عاد و قال لسكرتيرته و انتي حسابك معايا بعدين.
قالت جنه حضرتك فهمت غلط..
قاطعها إياد وقال كلامنا ميكونش هنا قدام الموظفين تفضلي فالمكتب.
دخلت جنه المكتب و تبعها إياد الذي قال بعد أن أشار عليها بالجلوس تحبي تشربي ايه
ردت جنه بحزم متشكره مش عايزه حاجه و بالنسبه للسكرتيره هي فعلا قالتلي أدخل لحضرتك بس أنا كنت مستعجله و عايزه امشي هي ملهاش ذنب.
سأل إياد مش فاهم هتمشي ليه ..ثم أضاف غاضبا هو انتي بقالك كتير هنا قبل ما تبلغني بحضورك
قالت جنه لا لا انا لسه جايه بس مكنتش حابه ازعج حضرتك و كنت جايه اديك تمن الموبايل و سبت الفلوس في ظرف عند سكرتيرة حضرتك.
ثم أضافت أنا هاقوم اجيبه لحضرتك.
استوقفها إياد و قال لا استني أنا هاخليها تجيبه هنا .
و في غضون دقيقه دخلت السكرتيره و سلمت الظرف إلى إياد ثم غادرت بعد أن رمقت جنه بنظره تقطر سما .
أمسك إياد الظرف و فتحه مطلعا على محتواه ثم وضعه على المنضده الموجوده بينهما و قال أولا احنا مش اتفقنا بلاش تديني الفلوس قدام الموظفين .
ردت جنه أعمل ايه ما هو حضرتك مش راضي تاخدهم .
قال إياد تقومي تحطيني قدام الأمر الواقع