الجمعة 22 نوفمبر 2024

قصه مشوقه

انت في الصفحة 4 من 101 صفحات

موقع أيام نيوز


له فارس باستغراب و هو يقول
بقولك أية أنا مش فاهم منك حاجة .. هطلب كوبيتين قهوة و صحصح معايا كدة و احكيلي
دائما ما أكره الحكم و النصائح التي تكون من نوع
فالفترة التي عرفتك فيها كانت مليئة بالألم .. لتدخل أنت إلي حياتي و أظن أن الألم سينتهي و لكني كنت ساذجة حينما أعتقدت ذلك .. فقد كانت بداية جديدة لمرحلة أشد ألما ...
أغلقت الدفتر الخاص بها بعدما أنتهت من كتابة تلك الكلمات التي تخرج بها الألم الكامن في قلبها..
تنهدت و هي ترجع ظهرها إلي الخلف لتعود أيضا بذاكرتها نحو الماضي
كانت تعيش فترة مؤلمة .. فالآن قد مر شهر علي ۏفاة والدها.. أقرب شخص لها في هذه الحياة.. مرشدها و معلمها فارقها الي الأبد ..

أعتزلت العالم و صارت وحيدة لا تغادر غرفتها.. و هي تسبح في ذكرياتها مع والدها و تتحسر علي الايام التي لن تعد ..
حين سمعت صوت باب غرفتها و هو يفتح لتدلف إليها شقيقتها ذات البطن المنتفخ و هي تجر قدميها و هي بالكاد تستطيع السير لتجلس أمامها و هي تتحدث بصوت متحشرج باك قائلة
رفعت نظرها نحوها و هي تنظر إلي حالتها التي يرثي لها و الحزن الذي أنهكها و لم تصدر أي تعليق..
عادت الأخيرة إلي البكاء و النحيب و هي تقول بصوت متقطع من وسط دموعها
طيب قولي أي حاجة .. طيب قولي حتي أنك بتكرهيني و مش بتحبيني !!
تنفست بعمق و هي تعصر عيناها بقوة في محاولة منها للتماسك لتقول بصوت منهك
أنا عمري ما هكرهك يا ليلي .. مفيش حد بيكره أخوه .. ما بالك بقي لو توأمه!!!
طيب ليه مش بتكلميني .. ليه بتعملي زيهم
أنا .. أنا بس لحد دلوقتي مش مصدقة أن بابا مش معانا..
لا يا ليلي .. دة عمره و مكتوبلة .. أنتي مش سبب أبدا في مۏته.. اوعي تقولي كدة تاني !!
لو مكنتش زعلته مكنش هيجيله القلب و مكنش ھيموت ..
استغفري ربك ... دة قدر و مكتوب و محدش يقدر يغيره !!
بدأت
الحياة تسير و
هي الوحيدة التي مازالت قاطنة بمحلها .. لا تتحرك ..
رجل ستيني .. يغلب علي شعره الخصلات البيضاء التي تعطيه وقار يذكرها بوالدها..
ازيك يا آنسة نور ...
تمام
قالتها بصوت خفيض و عيون زائغة كأنها ضائعة وسط بحر لا يوجد فيه قارب للنجاة
هز رأسه بتفهم لحالتها و قال
باباكي الله يرحمه ټوفي بقاله قد أية 
بقاله خمس شهور ..
الله يرحمه .. زين بيه كانت سمعته طيبة جدا
هو حضرتك كنت تعرفه..
حقيقة أنا معرفهوش معرفة شخصية لكن ابني هو اللي شركته ليها تعاملات معاه.. و بصراحة كان دايما بيشكر فيه و بيثني علي أمانته ..
بجد .... و كان بيحكي لحضرتك أية كمان عليه !
بدأت حالتها تتحسن و هي تستشعر حنان الأب بهذا الطبيب الذي لا يعاملها كمريضته بل كابنة له..
و بعد عدة زيارات متتالية
شوفي بقا أنا صابر عليكي قد اية .. لازم بقا تنفذي وعدك و تبدأي تحكيلي ..
ابتسمت له و قالت برقتها المعهودة
من أول لما أنتي تحسي أنك عايزة تحكيمن أول لما تحسي أن المشكلة بدأت..
اه .. توأمي
امم.. كملي .. اية المشكلة اللي بدأت مع سفر ليلي
سفر ليلي أصلا هو اللي كان مشكلة ..
وضحي أكتر يا نور .. أحكي كأنك بتفتكري مع نفسك كأني مش موجود .. متستنيش أني أقولك كملي .. احكي و بس
أحنا اربع بنات توأم ... انا و ليلي و فاطمة و هنا .. أحنا كنا متعلقين ببعض بطريقة خرافية ... بنحب بعض جدا .. مكناش متخيلين أن في حاجة ممكن تبعدنا عن بعض .. لحد ما خلصنا الاعدادية و كنا داخلين ثانوي كانت بتبص لمستقبلها.. مقدرش اتهمها بالأنانية زي ما فاطمة ما أتهمتها .. لأنها كانت أكتر واحدة متعلقة بليلي .. لكن اللي حصل بعد كدة أن فاطمة بدأت تدخل في حالة اكتئاب و مكنتش متقبلة سفر ليلي .. و بدأت فاطمة تبقي عدوانية جدا مع ليلي في كل إجازة هي بتنزل فيها ... لدرجة ان ليلي مبقتش عايزة تنزل إجازات
مش
فاهمة قصد حضرتك ..
يعني ممكن تكون غيرة مثلا أن والدكم سفرها هي بس
 

انت في الصفحة 4 من 101 صفحات