زهرة لكن دميمة للكاتبة سلمى محمد
في وقفته وهو يراها ترتعش أمامه ...صمت للحظة ثم قال..عارف ان الحقيقة ألمتك...الحقيقة اللي عاملة نفسك مش شايفها...مش شايفها عشان لسه صغيرين...فكري بعقلك شوية...أنا هديكي وقت لحد ماتتقبلي وجودي في حياة ولادي...
لمعت عينيها بالدموع وهي تتطلع الى التوأم ...ثم قالت بانفعال رافض مش هفكر وأخرج من حياتنا...
قال برقة متناهية أنا هسيبك دلوقتي وعايزك تفكري بعقلي وحاولي تلغي مشاعرك عشان تقدري توصلي للقرار الصح
نظرت لأختفائه بعيون دامعة...وتمنت أختفائه من حياتها الى الأبد...
_____بقلم_سلمى_محمد
أجمل فترة يمر بيها أي رجل وفتاة هي فترة الخطوبة التي تسبق الزواج ...علاقة حب نهايتها زواج...عواطف متقدة وشوق لا يفتر...حياة جديدة على وشك البدء فيها...تطلعات وأمال...
بعد أن أستئذن ولدها لكي تخرج معه في نزهة لفترة قصيرة من الوقت..
هزت رأسها بالنفي في صمت
سأل بدهشة مش عايزه تخرجي معايا...
خجلت أن تقول له أنها تريد فقط البقاء معه فقط ...يكفي جلوسه معاها في بيت أهلها هو وهي فقط...
فمال عليها وقال مبتسما اللي هتقولي عليه هنفذه...
نظرت له بخجل مش عايزه حاجة
قرأ حبها ولهفتها له في عينيها...فأخفضت رأسها خجلا...
همست وقالت بحياء عايزه أي مكان يجمعنا...أنا وأنت
زينت الابتسامة وجهه وقال مش عايزك تتكسفي مني...واللي نفسك فيه تقوليه علطول..
قالت بخجل عايزه أشوف غروب الشمس على البحر
نظر لها مبتسما شبيك لبيك ياصغيرتي ...ثم أنطلق بالسيارة...
أخذ كريم ضحى وجلسا على الشاطىء...تطلعت هي للبحر وهو بدوره تطلع لها وشعرها يتطاير مع نسمات البحر...هي مفتونة بالبحر وهو مفتون بالنظر لها...أعجاب في لحظة واحدة بدون أن يشعر تحول الى
حب...هي كل ماأراد في الفتاة التي سيحبها...أراد أسعادها بأي شكل...أراد أن تحمل له أطفاله...وتكون بجواره حتى أخر العمر...
نظرت له ...فوجدته يتطلع اليها بشرود ...
فقالت له مش بتبص للبحر ليه..البحر جميل أوي ال
هتفت بقلق أيديك جرالها حاجة
قال كريم برقة والابتسامة على وجهه الحمد لله بسيطة ...مفيش حاجة ...
الحب شعلة داخل القلب...بالاهتمام والرعاية تزداد الشعلة توهجا ولمعانا
وكانت بيننا قصه
و كانت تقول تهواني
تاتيني بالليل مشتاقه
تختبئ بين احضاني
كانت بالعشق تولعني
تشقه نصفين وجداني
تقول بيننا حب
عشق و حنين دامي
كانت ترقص على عزفي
تغني عزف الحاني
تدور حولي كفراشه
تخرجني من سجن اشجاني
جعلتني انسى ما اسمي
جعلتني انسى عنواني
كانت تقول يا عمري
انت في قلبي و كياني
كانت تقول ما عمري
و نسيت القطة الصغرى
وعودا اعطتها و اماني
ذهبت و تركتني مشتاقا
اذوب في باقي احلامي
توارت عني الورده
وتركت شوكها ال
حاول الصړاخ لكن صوته ظل عالق في حنجرته...يريد الصړاخ ...فالصړاخ سيخفف من ألمه...حاول الصړاخ لكن صوته أختنق داخل حلقه ...كرر المحاولة فخرج صوته بأهة خاڤتة أااه... بيسااان
وفي خلال للحظات...بدأت أهدابه تتفتح ببطء..أغمض عينيه التي تأذت من وهج الغرفة...ثم عاد وفتحها بحذر...سأل بتمتمه أنا فين
ردت عليه صفية بلهفة سلامتك ياقلبي ....
شعر بصداع يكاد يفتك برأسه...حاول رفع رأسه بعناد لكنه فشل وأنهار ساقطا على وسادته....أراد أن يحرك ذراعه فتألم...بدأ ينادي بيساااان
دار ببصره المشوش يبحث عنها ...حتى وقعت عينيه فنادى عليها بيسااان
لم تقدر على البقاء معه...وهمت أن تخرج من الغرفة لكن صوت ندائه بأسمها شل حركتها...التفتت له...
تقابلت العيون في صمت...أكتفو بنظرات تحمل كل معاني الألم والحزن والعتاب...
لم تقوى على البقاء...أعطته ظهرها لتخرج من الغرفة...
نادى عليها بيساااان
صفية بلهجة يشوبها القلق وهى ترى مايحدث ريح نفسك وبلاش تتكلم...
للحظة ظلت ساكنه ثم التفتت له ونظرة لها نظرة خاوية باردة خالية من المشاعر....وخرجت من الغرفة....
أغمض عينيه...تأوه پألم مش عايز أفوق...صړخ بشدة
أنطلقت صفارات متقطعة من الجهاز الموصل بيه...وانهار في غيبوبة...
صړخت صفية بهستيرية أااابني
أول ماأتى له خبر وجود زاهر في المستشفى...أنطلق في التو الى أسوان...
بمجرد وصوله رأى بيسان موجودة في الخارج واقفة بجوار غرفته
قال باستغراب واقفة برا ليه زاهر كويس...
ردت عليه بهدوء اتخنقت وقولت أخرج شوية
قطب بين حاجبيه بعمق اتخنقتي ...ثم أضاف شكلك مش باين عليه أنك زعلانة...
أسبلت أهدابها وهمست زعلانة طبعا...
قوس حاجبا وقال هدخل أشوفه ...هتدخلي
هزت رأسها بالنفي لا
تركزت عيناه عليها ولكنه التزم الصمت ولم يسأل ودخل الغرفة مباشرة...
رأى الطبيب يقوم بالكشف على زاهر وبجواره ناصر وصفية ....
ران الصمت المعبر عن الألم بين الجميع....
سأل أكنان هو كويس
ردت صفية وقد كست ملامحها الهم لا
قال ناصر بثقة مفتعلة أن شاء الله هيكون كويس...
أخذت صفية تعض على ....شعور من تعرف أنها فعلت شيء خاطىء...وتوجهت بنظراتها المټألمة الى أبنها...
أندفعت أحدى الممرضات الى داخل الغرفة...ومررت الى الطبيب مظروف....أسرع يفضه مخرجا منه صورة الاشعة...ثم وضعها على جهاز لوحي موجود بالغرفة...أضاء الجهاز ونظر للأشعة بتركيز....
صاحت صفية بالطبيب قولي الحقيقة يادكتور...
ناصر بلهجة مهدئة أهدي ياصفية
أجاب الطبيب عليها خير أن شاء الله
كررت صفية سؤالها ماتقولي أبني عنده أيه
صفية كانت مڼهارة...وغارقة في دموعها...
سأل أكنان بلهجة حازمة عنده أيه
أجاب الطبيب وهو يشير بأصبعه بحركة دائرية على الاشعة دون ملامستها الحاډثة عملت تجمع دموع على المخ...وده السبب في دخوله بغبيوبة...
صفية بصړاخ أبني
هتف ناصر فيها بحدة أسكتي ...خلي الدكتور يكمل كلامه
كمل الطبيب حديثه قائلا أحب أطمنكم أن دي مش أول مرة تمر عليا...في حالات كتير نفس حالة أبنكم ...خفت مع العلاج وفاقت من الغيبوبة...ومارست حياتها الطبيعية عادي...
سأل أكنان وهيفوق أمتى
رد الطبيب بهدوء الله أعلم ...كله في علم الغيب...أنا هبتدي معاه بالعلاج من دلوقتي....الادوية اللي هياخدها هتساعد في أذابة التجمع الدموع...
كرر أكنان سؤاله مقولتش هيفوق أمتى
بسط يديه وقال أمتى بالظبط معرفش...هنبتدي معاه بالعلاج وهنشوف هيستجيب ولا لأ
سأل أكنان أعمل ليه عملية وشيل التجمع ده
صمت للثواني ثم قال للأسف مش هينفع في حالته وهتبقا مخاطرة...
_ والعملية متنفعش ليه
_ عشان التجمع موجود في منطقة حساسة ... المركز المسئول عن معظم الوظائف الحيوية في الجسم....ثم وجه نظراته للكل ...أنتو دلوقتي عندكم حلين ياالمخاطرة والعملية تتعمل ....يا الصبر ونستنى نشوف نتيجة العلاج معاه...وأنا من رأيي نستعمل الادوية الاول وأن شاء الله هيفوق..
قال كلامه ثم غادر تارك
الجميع ينظرون لخروجه بصمت مؤلم...
وقفت صفية بجوار الفراش...وأخذت تنتحب في صمت...وأنسابت الدموع ملتهبة على وجنتيها...وارتسمت على قسمات وجهها كل معاني الحزن لأم تكاد تقفد أبنها...ذكريات اليوم ومافعلته هاجمتها بقسۏة فهتفت بۏجع أاااه ...
قال أكنان بلهجة مطمئنة أن شاء الله هيفوق ويرجع أحسن من الأول
أحتضن ناصر زوجته وقال بتصميم متعيطيش زاهر هيخف وهيفوق ...فاااهمة ياصفية
هزت رأسها بالأيجاب ودموع الذنب لم توقف عن الأنسياب...
عندما خرج من الغرفة لم يجد بيسان في الجوار...فقام بالاتصال بها
_ بيسان أنتي فين
_ أنا روحت...حسيت أني تعبانة وعايزه أنام
أمسك أكنان الهاتف أمام وجهه ونظر للشاشة بذهول للحظات ...ثم قال پصدمة روحتي تنامي وسايبة زاهر ...
أجابت بيسان بلامبالاة وجودي زي قلته مش هيفرق معاه...
أرتسمت على وجهه علامات التعجب وقال أنتي مسألتيش عنده أيه...
بسطت كف يديها وتأملت خاتم الزواج بشرود وهمست عنده أيه
أكنان بلهجة غاضبة لسه فاكرة تسألي...جوزك في غيبوبة ياهانم وياعالم هيفوق منها أمتى...
ضمت أصابع يديها پعنف وقالت متعصب ليه دلوقتي
هتف بحدة بسبب برودك ولا مبالاتك...ده زاهر حبيبك وجوزك مش حد غريب ...
أكنان بعصبية أيه كمية البرود اللي أنتي فيها...
رفعت حاجبيها وردت عليه بضيق سلاااام عشان مصدعة ومش قادرة أتكلم
أنفجر أكنان في الهاتف المغلق مستهترة عديمة المسئولية شعر بانقباض داخل قلبه... غادر
المستشفى حزينا...فصديق عمره مريض وشقيقته تغيرت وأصبحت غريبة الأطوار....
أتصل بكريم مباشرة...قال أكنان بكأبة بتعملي أيه
سأله كريم بفضول مش عوايدك تتصل...مالك
زفر بحدة قائلا زاهر في المستشفى ...في غيبوبة
أنتفض كريم في جلسته ثم عبس قائلا حصل أمتى وأزاي وهو وضعه أيه دلوقتي...
قال بلهجة حزينة بيقولو وقع من على السلم وراسه أتخبطت على الأرض
رد كريم بنبرة غير مصدقة وقع على السلم ...طب أزاي وليه
تنهد بحيرة معرفش أيه اللي حصل...بس ده كل اللي عرفته...وبالنسبة لوضعه الدكتور مع العلاج هيفوق بس محتاج وقت...أنا هفضل كام يوم هنا معاه ...مش هقدر أسيبه اليومين دول خالص...عايزك تبقا تروح الشركة وتابع الشغل هناك كأني موجود...
أجابه بسرعة طبعا كأنك موجود...صمت على الهاتف للحظات ثم قال ...وبيسان عاملة أيه دلوقتي...
عندما ظل صامتا...كرر سؤاله متوترا بيسان كويسة ...أنا لما كلمتها الصبح ...حسيتها متغيرة ومش على طبيعتها...
رد بعصبية كويس ومفهاش حاجة...
_ أومال أيه وصوتك أتغير ليه لما سألتك عليها...
_ زي مانت قولت يا كريم بيسان مش على طبيعتها
_ حصل أيه منها خلاك تقول كده
_سابت زاهر لوحده ومهتمتش تسأل عنده أيه... لما خرجت من ألاوضة ملقتهاش ...فقولت أتصل بيها أطمن عليها وأشوفها راحت فين...قالت انها روحت عشان تعبانة وعايزه ترتاح...أتصرفت باستهتار
عقد بين حاجبيه بشرود الصبح مكنتش مظبوطة وقالت كلام غريب
قاطعه في الكلام...قائلا بفضول كلام أيه
تنهد وهو يحك رأسه أنها عايزه تسيب زاهر وأنها خلاص زهقت وأنه كان بالنسبة ليها زي اللعبة...قولت أكيد حصل حاجة بينهم ...بس هي قالت لأ...وبعدين اللي حصل لزاهر وأنها كانت باردة في رد فعلها...في حاجة غريبة ياأكنان ...مش دي بيسان اللي كانت ھتموت على زاهر عشان تتجوزه...مش عارف ايه اللي غيرها كده...
هز أكنان رأسه بحيرة بيسان أتغيرت ياكريم...أتغيرت جامد ومبقتش زي الاول...وأنا كمان مش عارف...
أستئذنت ضحى والدتها في البقاء مع زهرة هذه الليلة والمبيت معاها...
أسيقظت ضحى في منتصف الليل...لم تجد زهرة في الفراش ...وباب الغرفة مفتوح على مصرعيه...نهضت جالسة على الفراش وخرجت من الغرفة...رأت زهرة جالسة على الكرسي وقد أسندت ذقنها على ركبتيها...شعرت ضحى بالقلق من منظرها...
قالت ضحى بصوت لكي لا تفزعها زهرة
أدارت زهرة رأسها نحوها ببطء...
شهقت ضحى لرؤية عينيها منتفخة وحمراء من البكاء أنا سبتك بمزاجي أول ماشوفتك....وقولت في حاجة مزعلك وزعل جامد عشان كده مرضتش أسيبك تباتي لوحدك... مالك يازهرة...ثم جلست على حافة الكرسي...مالك يازهرة ...فضفضي ليا وأنتي هترتاحي...
ظلت زهرة صامتة تتأمل ضحى بصمت للحظات...ثم قالت بصوت مخټنق الكلام اللي هقولهولك سر ياضحى...
هبطت ضحى من على حافة الكرسي وچثت على الأرض...وجذبت زهرة من يديها للجلوس بجانبها...وقالت لها برقة طبعا يازهرة كل كلامك ليا سر..ثم ضحكت بخفة ...أسرارك كترت يازهرة...
الدموع سالت على وجنتيها...كانت خائڤة وكلمات ضحى الرقيقة زادت من خۏفها...
وضعت ضحى يديها على كتفها وضمتها اليها وقالت أنا معاكي...أحكي كل اللي في قلبك عشان ترتاحي...
أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهم وتنهدت قائلة عرفت مين أبو ولادي...
سألتها بارتباك غير مستوعبة ماسمعت أبو ولادك...
زفرة پألم عرفت الراجل اللي أعتدى عليا يوم فرح أحمد...
_ وعرفتي أزاي وأنتي مش فاكره ملامحه ولا فاكرة الوقت ده...ثم هزت رأسها باستيعاب...أنتي أفتكرتي اللي حصل
_ مفتكرتش حاجة
قالت بحيرة أومال عرفتيه أزاي
ردت عليها بصوت يدمي القلب هو اللي أعترف ليا ...لما عرفني وأكتشف ان ليه أطفال...
تعلقت عينيها على زهرة...سألتها بصوت رقيق ومين هو ورد فعله لما عرف أن عنده أطفال
همست بتردد وهي