زهرة لكن دميمة للكاتبة سلمى محمد
أكتر من أخت ليا وكان نفسي أبقا معاكي في كل حاجة...
_يااختي أنا مسامحة...كفاية عليا أنك حتحضري الفرح ولبسه فستان شيك وبشكلك الحقيقي ...مش شكلك ده اللي كان هيعرني في الفرح...أهو لقيت ميزة في أم الجوازة دي ...وضحكت
وكزتها زهرة في صدرها پعنف وقالت_ أنا بردو شكلي عرة...
ردت بابستامة خفيفة _ أومال شكلك ده أيه...ده أنا بحمد ربنا أني هترحم منه أخيرا بعد سنوات من عڈاب التشوه البصري اللي جرالي بسببك...وفكي التكشيرة دي من على وشك....هااا فكي بدل ماالغي جوزاتي من كيمو العسل...كيوووت وراجل أوي وحنيين أوي
ضحى بضحك _ ياااه عليكي يازهرة قطعتي أفكاري....
نهضت من مكانها _ أنا همشي بقا عشان أتأخرت عليهم ...وهسيبكم مع أحلامك
قامت هي الأخرى وضمت زهرة وقالت لها بحب_ ربنا معاكي يازهرة ويقويكي على الأيام اللي جاية...
_ كل خير يازهرة...بقولك يازهرة لما تخرجي تبقي تمهدي لماما على موضوع أهلك اللي هتعيشي معاهم ....عشان لما أكلمها بعدين يكون عندهم خبر..
هزت رأسها في صمت ثم فتحت باب الغرفة ودلفت الى الخارج...نادى على أم ضحى...
خرجت أمينة من المطبخ وقالت _ نعم يازهرة كنتي عايزه حاجة
أمينة بخضة _ ليه يابنتي في حد ضايقك ...
ردت نافية _ لأ مفيش حد ...بس طلعي قرايب من ناحية ماما الله يرحمها...لما عرفو بخبر مۏتها...صممو أسافر وأروح أعيش معاهم بورسعيد...
_وهتمشي أمتى
_ معرفش أمتى بالظبط ...بس خلال يومين بالكتير...
_ طب وفرح ضحى ...
_ عندك حق يازهرة الاهل عزوة...
_ هتوحشوني أوي لما أسافر
أمينة ضمت زهرة وقالت بحنية _ وأنتي كمان يازهرة ...
أغلقت زهرة الباب خلفها...أغلقت صفحة كانت مؤلمة
في حياتها ...
وبعد فترة من القيادة توقفت السيارة ..أمام أحدى المولات ...
أكنان بهدوء _ يلا بينا ندخل المول
وليد وأياد في نفس واحد _ في لعب جوا
رد عليهم بابتسامة_ في جوا حاجات حلوة كتير...
قالت بهمس _ أومال فين الناس
رد بلهجة هادئة _ أنا فضيت المكان عشان لما نيجي تعرفو تاخدو راحتكم فيه...
زمت بعبوس _ وسهلة أنك تفضي مول بالحجم ده في الوقت القصير ده ...
رد بلهجة هادئة_ سهلة عشان أنا صاحب المول...
هزت رأسها بضيق وتمتمت _ أه
ترك الصغار برفقة أحد الحراس يلعبون...وأشار الى زهرة لكي تأتي معه...
وقفت مبهوتة أمام واجهة المحل.. قالت بتردد_ وقفنا هنا ليه
_ أختاري اللي أنتي عايزه ..
_ وأنا مش عايزه منك حاجة
_ وقت الكلام ده فات ...أحنا أتجوزنا وأنتي وافقتي هتغيري شكلك ده عشان لما تظهري للكل بشخصيتك الجديدة...
دخلت الى الداخل مضطرة وأختارت ماتريد وعند الانتهاء ...
قال أكنان بابتسامة هادئة _ يلا بينا
ردت زهرة بسخرية _ يلا بينا فين تاني ...
تجاهل سخريتها وقال_ مركز التجميل ...عشان تشيلي كل اللي في وشك ده...وذهب بها الى مركز التجميل وكانت منتظره قدومهم مدام جيجي....
جيجي بابتسامة مرحبة_ أهلا بيك أكنان بيه...
أكنان بلهجة عملية _ هسيب ليكي زهرة هتقولك على كل اللي هي عايزه...
جيجي بابتسامة_ أتفضلي على الكرسي هنا....
تلاعبت يدي جيجي الماهرة في شعرها وأرجعته الى طبيعتها...ثم أنتقلت الى بشرتها...وفي خلال ساعتين أنتهت ...نظرت زهرة الى نفسها في المرأة ...فلم تصدق مارأت...القناع أختفى... قسمات وجهها
كماهي لكنها أصبحت أجمل بكثير عن وهي مراهقة...
هتفت جيجي بذهول _ واووو مش مصدقة نفسي ...أنتي بقيتي حاجة تانية خالص...هو أنتي كنتي عاملة في نفسك كده ليه ...
ردت زهرة بابتسامة خاڤتة _ أصلي كنت في حفلة تنكرية
جيجي بعدم تصديق_ حفلة
زهرة بالامبلاة _ أيوه حفلة ...ثم تركتها وغادرت مركز التجميل...
بحثت عنهم في الخارج لم تجدهم ...لكن سمعت صوت ضحكاتهم ....أتجهت مسرعة ناحية المصدر...في ملهى الأطفال...كانو يجلسون جميعا فوق الأرجوحة ...كانت تدور...وكلما دارت أسرع تعالت أصوات ضحكاتهم...والبسمة تزيين وجوههم...نظراتها تتبعت كل بسمة...كل حركة من أطفالها...لمعت عينيها بالدموع...وحدثت نفسها بأنها فعلت الصواب...
ثم فجأة نظر ...ليجد زهرة واقفة على بعد عدة أمتار...لم يصدق عينيه ...كانت رائعة ...أضاء وجهها نورا زاد جمالها سحرا ....
حاول التحكم في أنفاسه المضطربة وعندما توقفت الارجوحة عند الدوران ...قد أستعاد تنفسه الطبيعي...
أكنان قال _ يلا بينا عشان نروح
كلا الطفلين هز رأسهم برفض قائلين _ عايزين نلعب تاني
أكنان بلهجة حازمة_ أوعدكم هتيجو هنا تاني ...بس دلوقتي هنروح ...
أكنان قال بابستامة _ يلا بينا بقا على البيت ...
عندما حاولت زهرة أمساك يديهم ...هتف وليد وأياد _ مين دي
أبتسم أكنان قائلا _ زهرة ...ماما
نظرو لها ذهول وقامو بفرك عيونهم _ بجد ...دي بقت حلوة أوي...
تصنعت الحزن ثم قالت _ هو أنا كنت وحشة الأول..
أياد بلهجة طفولية صادقة _ أه
_ أنا كده أزعل منك ياأياد
_ وحشة بس بحبك
أبتسمت على رده البريء_ خلاص مش زعلانة...طب وبشكلي ده
وليد وأياد في وقت واحد_ هنحبك أكتر....
أتسعت أبتسامتها وقالت _ باين عليكم هتبقو أشقية لما تكبرو...
ذهب بيهم الى فيلته الخاصة...
في الداخل ...الاطفال بمرح _ أحنا هنعيش هنا..
هز رأسه بخفة _ أيوه ...وأشار للخادمة ...ثم قال _ طلعيهم على أوضتهم ...يلا ياحبابيي أطلعو شوفو أوضتكم الجديدة...
وعندما ذهبا ...نظر الى زهرة التي ظلت واقفة صامته في مكانها ...عينيها تتبع أختفاء صغارها...
حاول أخفاء مشاعره لكي لا يخفيها...يكفيه حت وهمشي...المكان هنا في كل حاجة ...في خدم وحرس...مش حتحتاجي حاجة خالص...أنا هظبط أموري...وكل الاجراءات بخصوص الولاد ...هطلع ليهم شهادات الميلاد ...وهشوف ليهم مدرسة...ولما تستقرو هنا وياخدو على الوضع وياخدو علينا...هعطلع أقول للكل عليكم ...وأننا أتعرفنا زمان وبعدين أنفصلنا وأنتي كنتي مسافرة وبعدين رجعنا لبعض ...وأسم زهرة ده أنسيه ...أنا من يوم ورايح هناديكي يازوزو..
همست زهرة بسخرية _ في حاجة تاني..
رد أكنان بثبات _ لا مفيش ...أنا ماشي وأحتمال مجيش بكرا عشان مسافر...
ثم تركها وأستدار مغادرا ...تاركا أياها تواجه حياتها الجديدة...
شعرت صفية أنها السبب فيما يحدث لأبنها...وأن السحر أنقلب عليها...ذهبت الي الشيخ فرحات لكي تفك السحر عن زوجته لعل وعسى الله يغفر لها...لكن لم تجده فلقد سافر أحدى البلاد العربية...حاولت الأتصال بيبسان العديد من المرات لكي تأتي لرؤية زاهر ...لكنها رفضت المجيء...
صفية پغضب والدموع تنهال على وجنتيها _ أنتي السبب ...أنتي اللي دلتيني على طريق الشيخ ده...أعمل أيه دلوقتي بعد ماسافر
ومعرفش طريقه فين ...أفك السحر عن مراته أزاي
سعدة بارتباك _ معرفش ...طب خليها تيجي هنا ...ونخلي أي شيخ يريقها...ويفك السحر عنها
صفيه پبكاء_ هي مش عايزه تيجي...ماهي بس لو جيت ...هجيب ليها شيخ من اللي بيفكو السحر ....يفك السحر اللي عملته ليها...كل جاه على أبني...أاااه يابني ...أاااه ياحته من قلبي...وقامت باللطم على صدرها....أاااه يابني...أنا السبب
قالت سعدة بتوتر_ هيقوم ياستي ويخف
نظرت لها صفية بعضب _ مش عايزه أشوف وشك خالص قصادي ...أطلعي برااااا
هرولت سعدة الى الخارج بسرعة...
ذهب كريم لمقابلة بيسان عندما علم من أكنان ماحدث لزاهر....وتصميم بيسان على البقاء بعيدة عنه....
في داخل غرفتها ...
كريم باستفسار_ ممكن أعرف أيه اللي حصل معاكي يابيسان ...مش ده زاهر اللي كنتي ھتموتي عليه عشان تتجوزيه...أزاي تسيبيه لوحده في المستشفى من غير ماتكوني معاه...
بيسان بحدة _ هو مال الكل عليا ليه...هااا....أنا مش عايزه أقعد هناك ...لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم...ليه الكل مغلطني...أنا بتخنق هناك ...بحس أني بمۏت ...ولسه بتخنتق...أنا تعبت ياكريم أنا حسه أني بمۏت بالبطيء...وأخذت تصيح بانفعال...تعبت...تعبت
كريم بلهجة يشوبها القلق_ طب أهدي...يابيسان ...
بيسان بصياح والدموع تنهمر من عينيها_ أنا تعبت ...وأمشي من هنا..
كريم أنصدم من رؤيتها هكذا...ثم خرج مسرعا من غرفته لكي يتصل بالطبيب...بمجرد خروجه رأى جيلان أمامه
جيلان بقلق_ هي طردتك أنت كمان...
كريم بسؤال_ هي بتعمل كده مع الكل..
هزت جيلان رأسها في صمت _ وحتى مع باباها طردته...من اليوم اللي جيت فيه وهي حپسه نفسها في أوضتها ومش بتخرج منها...لو حد داخل ليه تصرخ في وشه وټعيط ...حاولت أنا وباباها نخرجها من أوضتها معرفناش
_ الوضع ده ميتسكتش عليه...
_ أنا حاولنا معاها كتير اليومين اللي فاتو وفاشلنا
_ أنا هتصل بالدكتور عزت يجي يكشف عليها
_ أتصل ونعرف منه ايه اللي عندها
بعد مرور بعض الوقت وهو يحاول أقناعها
بضرورة الكشف
بيسان بضيق_ هتسكت وهتمشي لو وافقت يكشف
كريم بابستامة متوترة_ أيوه وهمشي علطول
هزت رأسها بيأس_ خلاص خليه يدخل
هتف كريم من مكانه_ أدخل يامعتز ....
قام معتز بالكشف عليها وعندما أنتهى قال بهمس لكريم _ أنا كشفت عليها معندهاش أي حاجة عضوية ...مفيش أي حاجة ...بس هي في منتهى العصبية والتوتر...محتاجة تخرج وتغير جو ...ولو الوضع ده أستمر كتير ومش أتحسنت يبقا محتاجة تروحو بيها عند دكتور أعصاب يديها حاجة مهدئة تريحلها أعصابها...
تمتم كريم _ هنشوف بس هي توافق الاول ...شكرااا يامعتز ...
جيلان سألته كريم بمجرد خروجه من الغرفة_ مالها ياكريم
_ معتز قال معندهاش أي حاجة عضوية ...والموضوع في الاساس نفسي ومحتاجة تغير جو ...حاولي تقنعيها على أد ماتقدري ياجوجو تخليها تخرج...
_ ححاول ياكريم ...
مرت الأيام سريعا...بالنسبة لضحى كانت مليئة بالمشاوير التي لا تنتهي ...فكريم قام بشراء فيلا لهم ...لكي يعيشون فيها خلال الفترة التي يتواجدون بها في بمصر.... وكانت الفيلا تقوم بتجهيزها على ذوقها ...وزهرة تتصل بيها يوميا لمعرفة أخر تطورات الزفاف...
... زهرة كانت تتجاهل أكنان بمجرد وصوله إلى الفيلا تختفي تماما من أمامه... هو لم يحاول اجبارها على اي شيء.. يريد أن تتعود على وجوده أولا... مع الوقت سيكون كواقع بالنسبة لها
وكان دائم الانتقال بين الإسكندرية وأسوان للأطمئنان على زاهر الذي مازال في غيبوبته حتى الأن...حاول اقناع أخته كثيرا لكي تسافر معاه لكنها كانت تقابل سؤاله بالرفض التام
وبيسان مازالت منطوية في غرفتها بالرغم من توسلان جيلان ووالدها لها ...ونادرا ماتخرج للجلوس في حديقة الفيلا....
______
يوم الزفاف
طرقة على الباب أجفلتها من شړوها ...فقالت بوهن _ مين
أتاها من الخارج صوت كريم _ أنا
هتفت بيسان _ادخل ياكريم
كريم بابتسامه _انتي عارفة ان النهاردة فرحي وسمعت إشاعة انك مش هتروح...
بيسان بصوت حزين_أنا تعبانة بجد ياكريم... معلش مش عايزاك تزعل مني عشان مش هروح... أنا لو روحت الفرح هكون كئيبة... وكمان