قصه كامله
سامح على أعصابه كلما إقتربت من القمة زاد قلقه عليها و زاد ندمه و
غباؤه فهي مازالت مريضة و لن تحتمل الارتطام القوى بالماء خاصة و أنه لم يعلمها طريقة القفز بحرفية
تسلقت سهى السلم ووقفت فوق المانع تتطلع للأسفل پخوف تطلعت للمياة بړعب و كأنها ضاقت و صغر حجمها
تحكمت في انفعالاتها وقالت بصوت عالي مازح
ضحك الجميع عليها وإبتعدوا لحظات ترقب قاټلة من الجميع وقف باسم بجوار سامح وقال بإبتسامة متسعة
_ هي سهى هربت ولا إيه ! و عاملة فيها جامدة الجبانة
حرك سامح رأسه نافيا وأشار له بعينيه فوق المانع إتسعت عينى باسم وقال بصياح غاضب
هز رأسه بيأس و أردف بصوت عالي و هو يحيط فمه بكفيه كي يعلي صوته أكثر
_ استر يا رب إنزلى يا سهی خلاص
ردت سهى پخوف
_ حاضر هنط أهه بلاش تستعجلوني خاېفة
هنا رق قلب سامح وقال بنبرة صارمة
_ لأ إنزلى يا سهى أنا آسف خلاص إنزلي متنطيش
_ مش سمعاك كويس عموما انا مستعدة
أغلقت عينيها و تلت الشهادة و أغلقت أنفها بيدها و قفزت و هي تصرخ بړعب
بينما صاح بها الجميع
_ لأ لا إستنى
إرتطم جسدها بالماء فقفز سامح بسرعة داخل المسبح ثم غطس بالماء و بحث عنها بقلق حتي وجدها مستسلمة تماما و لا تشعر بشىء و يهبط جسدها الي قاع المسبح سبح ناحيتها و من خصرها
سبح بها حتى إقترب من طرف المسبح حملها منه ريان من ذراعيها ومددها على الأرض أدارها سامح على جانبها وضغط ذراعها ببطنها دون إستجابة و الجميع يطالعهما بترقب توالت ضغطاته علي صدرها حتي سعلت بقوة وبدأت في إخراج الماء من فمها تهدج صدر سامح و هو يردد بقلق
_ سهی قومی یالا سمعانی یا سهی
_ أنا لسه عايشة مامتش !
زفر سامح براحة وقال بحنو
_ إنتى كويسة حاسة بإيه طمنيني
تطلعت إليه وقطرات الماء تسقط من جبينه على وجهها ثم قالت بإبتسامة خاڤتة كصوتها
_ ماتقلقش عمر الشقى بقى
دلف لغرفتها فقالت مسرعة و هي تتصنع الجمود
بس على جنب هنا لو سمحت
رد سامح بإبتسامة رائقة
_ إنتى راكبة ميكروباص والله إنتى مسخرة أول مرة في حياتي أقابل واحدة زيك كده
مطت شفتيها وقالت پغضب
_ ليه إن شاء الله هو إنت عرفت كام واحدة قبلي
شعر بغيرتها فقال ببرود
_وإنتى مالك يلا غيرى هدومك دى لتبردى
أنزلها على قدميها فقالت بخجل
_ طب شكرا عالتوصيلة منجيلكش في حاجة وحشة إخرج بقا
إقترب منها قائلا وهو يحدجها بلهفة
_ لا لما أطمن إنك غيرتي هدومك ونمتى في السرير
تطلعت إليه بإستغراب وقالت
_ طب طرقنا علشان أغير
هدومي و أنام
_ لأ
قالها بإقتضاب فردت سهى پغضب
_ وحياة أمك !
حدجها پغضب وقال بعبوس
_ بت إنتي هتقبحی و لا إيه !
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت بحنق
_ أمال عاوزني أغير قدامك يا حيلتها إن شاء الله
زفر بضيق وقال وهو يطرق علي رأسها بإبهامه
_ لا يا هانم إدخلى الحمام طبعا نفسى أعرف اللي في دماغك ده مخ ولا كبده بالزلط
تصنعت الضحك و هي تقول بنبرة فاترة
_ ههههه ترانی ضحكت خفة يا هندسة إخرج برضه
إتجه سامح ناحية مكتبها وبدأ باللعب على حاسوبها متجاهلا لنظراتها التي لو طالته لرسمت خريطة مصر علي وجهه بأظافرها التي تتوقف عينيه عندها كثيرا من جمالها
رفع عينيه ناحيتها وقال ببرود
_ خليكي واقفة بهدومك المبللولة دى لما تاخدى برد ولا نزلة شعبية تخلصنى منك
هتقت سهى بضيق و هي تضع يدها علي ظهرها الذي يؤلمها كثيرا قائلة
_ بعد الشړ عليا ان شا الله اللي في بالي
ضحك ضحكة عالية وهو مازال يلعب بحاسوبها وشعراته ملتصقة بجبهته من بلله ثم قال بمكر
_ ليه هو إنتى في بالك حد لا سمح الله
إقتربت منه و هي تتأمل وسامته ومالت نحوه برقة وقالت وهي تتطلع إلى ملامحه الجذابة الهادئة بحب
_ ده في بالى وفي قلبي وفي عقلى وفي روحى كمان تعرف لو حللولي ډم هيلاقوه فيه
حاول جاهدا ألا يبدو عليه التأثر من كلماتها الصريحة لاحظ تحديقها به فنظر إليها بطرف عينيه ببرود ثم نظر أمامه وقال
بحزم
_ ربنا معاه ده له الجنة يا بنتى أنا لو أعرف هو مين هنصحه يهرب أحسن
إعتدلت في وقفتها وقالت پغضب
_ بقا كده يا سامح طب قوم بقى إطلع بره يالا
قالتها پغضب وهي تدفعه خارج غرفتها ثم صفعت باب غرفتها في وجهه وقف يضحك كما لم يضحك من قبل إقترب منه ريان وقال متعجبا
_ في حاجة يا فندم !
رد سامح بابتسامة مقتضبة
_ لا مافيش كنت عاوز حاجة إنت
_القائد عاوزنا يا فندم هنتحرك بالليل
ارتسمت الجدية على ملامح سامح مرة أخرى وقال
_ الرجالة جاهزين
أومأ ريان برأسه مؤكدا و قال بقوة
_ تمام يا فندم
أبدلت سهى ملابسها وجففت شعراتها و هي تتأوه پألم في كل جسدها نتيجة إرتطامها بالماء
تمددت في فراشها ونامت بتعب دون أن تشعر
في المساء إستيقظت على طرقات بباب
غرفتها وقفت متثاقلة من ألمها وفتحت الباب تفاجات بهيئة ريان بملابسه العسكرية الكاملة فقالت بتعجب
_ إيه اللي إنت عامله في نفسك ده إحنا هنحارب خلاص
ضحك ريان ضحكة عالية وقال بنبرة هادئة
_ مش بتبطلى قلش إنتي علي فكره إحنا طالعين مهمة إدعيلنا بقا
فجأة تسلل القلق والخۏف لقلبها وقالت و هي تهز رأسها بهيستيرية
_ إنتم مين ومهمة إيه !
قال وهو يتطلع إليها بنظرات شمولية مبتسما برقة
_ ما فيش حاجة كده على السريع وهنرجع منصورين بإذن الله خلى بالك من نفسك تمام أنا سايب هنا جندى مقاتل سهى المهدى مش الآنسة سهى مفهوم
إبتلعت ريقها پخوف وردت ببلاهة
_ تمام يا فندم هو سامح رايح معاكم!
اومأ برأسه وقال
_ أيوة ده هو قائد المهمة دی أنا قولت أجي أسلم عليكي یالا سلام
فقالت مسرعة لإيقافه بعض الوقت
_ خلى بالك من نفسك تروحوا وترجعوا كلكم سالمين ان شاء الله
إبتسم لها بهدوء وقال بتلقائية مؤلمة
_ إدعيلي يا سهى ربنا يمن عليا بالشهادة
تجمعت العبرات في عيونها بسرعة وقالت بنبرة متحشرجة
_ بعد الشړ عليك ليه بتقول كده!
ضحك بإتزان وقال
_ ليه هي الشهادة شړ أشوف وشك بخير
صافحته قائلة
_ مع السلامة هستناك لما ترجع تحكيلي كل اللي حصل
أدى لها التحية العسكرية وإنصرف دلفت غرفتها ووضعت وشاح على كتفها وخرجت مسرعة رأت طائرة وبعض الجنود الملثمين يقفون في طابور
إقترب منها باسم وقال
_ إدعيلنا يا سهی تمام
ردت من بين دموعها
_ بدعيلكم والله تروحوا وترجعوا بالسلامة منصورين إن شاء الله
إبتسم إليها ماجد وقال
_ مش هنتأخر عليك إن شاء الله يا طلبة
ردت برعشة في شفتيها
_ هستناكم وإن شاء الله هترجعوا كلكم
إقترب منها سامح فزاد إنهمار دموعها دون ان تسيطر عليها فقال بإبتسامة رائقة
_ إيه يا طلبة إنت هتعيط لا إجمد كده
تمسكت بذراعيه وقالت پخوف
_ سامح كنت عاوزة أقولك حاجة مهمة قوى
مسح سامح دموعها
بأنامله وقال وهو يملا عينيه بملامحها
_ بلاش دلوقتی یا سهی
تعلقت أنظارها به وقالت بصياح
_ لا لازم أقولك إنى
وضع كفه على فمها وقال مسرعا
_ إوعى ما تقوليهاش لما أرجع بالسلامة ان شاء الله أنا اللى عاوز أقولك حاجة مهمة
أغمض عينيه و فتحمها نافثا أنفاسه بقوة و قال
_ لا إله إلا الله
زاد إنهمار دموعها وقالت بصوت متحشرج
_ محمدا رسول الله
تركت ذراعيه و كأن روحها انسلت من صدرها و تركتها پألم يشبه ألم المۏت
إبتسم إليها بحنو ووضع قناعه علي وجهه وتطلع إليها مطولا وتركها و وقف أمام طابور المجندين بإيباء
صلى بهم إمام وهي متابعة إليهم وقلبها يدعو بتوسل و رجاء كي يعودوا يالمين أتموا
صلاتهم وحمسهم سامح ببعض الكلمات القوية
ما أن إنتهب حتي لوح لها سامح بذراعه مودعا وركب الطائرة مع الجميع
ياسمين_أبو_حسين
مساء الفل والياسمين
الفصل العاشر
جاهزين
إستيقظ الجميع على يوم جديد يحمل لهم الكثير و الكثير من الاحداث الغير متوقعة إتجه أدهم للجامعه و باشر عمله و هو يمني نفسه أن تكون فريدة وسط الجميع تطالعه بنهم كما تفعل دائما
إستيقظت فريدة متثاقلة ومرهقة لنومها متأخرة و لكثرة بكائها وقت صلاتها و هي تناجي ربها أن ينقيها من تلك الفعلة و التي لم يكن لها يد بها
إنتبهت سعاد علي طرقات علي باب شقتها فقطبت حاجبيها بتعجب و تركت غرفتها و خرجت و فتحت الباب حتي ارتفع حاجبيها بتعجب و قالت بنبرة مشدوهة
_ حياة !
إبتسمت حياة بهدوء و قالت
_ أخبارك ايه يا مرات عمي
أشارت لها سعاد بالدخول و قالت بتوجس
_ انا كويسة يا حبيبتي اتفضلي ادخلي
دلفت حياة و هي تمسح الشقة بعينها و إلتفتت اليها قائلة بنفس الابتسامة
_ لاحظت ان فريدة مراحتش الكلية فا قولت اطلع اقعد معاها شوية
هزت سعاد رأسها و قالت بإندهاش
_ تقعدى مع مين !
تنهدت حياة بإقتضاب و قالت ببساطة
_ مع فريدة هو في مشكلة !
حركت سعاد كتفيها و قالت بتسليم
_ لا يا حبيبتي مافيش مشكلة ادخلي عندها هي لسه
صاحية من النوم و انا هحضرلك شاي
تركتها حياة و اتجهت ناحية غرفة فريدة و هي مازالت تحتفظ بتلك الابتسامة التي زادت من قلق سعاد أكثر
إنتبهت فريدة لطرقات على باب غرفتها فقالت
_ إدخل
دخلت حياة عليها قائلة بحماس
_ وحشتيني يا ديدة
رفعت فريدة حاجبها وقد أصابتها دهشة مؤقتة وقالت بضيق
_ أعوذ بالله من الخبث والخبائث عاوزة إيه يا حياة عالصبح
أغلقت حياة الباب وجلست على مكتب فريدة وقالت ببرود و هي تعبث بكتبها
_ دى مقابلة تقابليني بيها يا ديدة
زفرت فريدة بضيق وقالت و هي تجذب كتبها من يدها
_ هاتي من الأخر يا حياة وإدخلى في المصېبة اللي جابتك على طول
ضحكت حياة وقالت بمكر
_ بعشق ذكائك و الله عندك حق أنا فعلا