السبت 23 نوفمبر 2024

قصه كامله

انت في الصفحة 8 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز

سماع إسمه سيكون موسيقيا لهذا الحد أطارت ما تبقى من تعقله ليهمس هو بشغف 
_ يسلملي اللي بيقول أدهم يا ناس 
إبتسمت فريدة برقة أذابت معها قلبه بجمالها فقال ونبرة صوته لم تتغير 
_ أنا عاوزك تقوليلى موافقة أتجوزك وبحبك وإنت وحشتنى ويالا نكتب كتابنا بسرعة علشان ھموت وأخدك في حضنى 
اجتذبت يدها بسرعة من قبضته وتركته وإبتعدت مسرعة بعدما كانت في قمة خجلها 
إبتسم على حالها وعيونه تتبعها بحب تنهد طويلا ثم قال و هو يطالع السماء بشرود 
_ يا رب يا حاج جاسر تبقى صاحى مش هقدر أصبر للصبح من غير ما اتكلم معاك 
دلفت فريدة شقتها وأغلقت ورائها الباب كانها تحتمی به علت وجهها إبتسامة مشرقة و هي تتلمس وجنتيها الدافئتين 
خرجت سهي من المطبخ حاملة زجاجة المياة فوجدتها علي حالتها تلك فإقتربت منها وقالت بسخرية 
_ مالك يا بنتي مسخسخة كده ليه إجمدى شوية بلاش محڼ علي آخر الليل 
رفعت سهي زجاجة المياة
علي فمها لتشرب بينما تطلعت إليها فريدة ببلاهه وقالت بتهيدة ملتاعة 
_ قالي بحبك إنتي وتتجوزيني 
بصقت سهى المياة من فمها پصدمة و اخذت تسعل بقوة و عقدت حاجبيها متعجبة وقالت بلهاث 
_ إيه ده بالسرعة دى !!!
وضعت فريدة يدها على قلبها من آثر إنتقاضته وقالت بهيام 
_ قلبي بيدق قوی یا سهى يمكن دى أول مرة هقولها بس بحبه قوى 
عادت سهى لدهشتها قبل أن تواريها و هي ترفع طرف شفتها بإمتعاض و قالت وهي تجفف فمها 
_ خدوا وقتكوا وإتعرفوا على بعض أكتر مستعجلين ليه دول اربع سنين كنتم فيها بعيد عن بعض و اكيد اتغيرتوا 
تركتها فريدة وتوجهت لغرفتها وهي هائمة لا تشعر بشئ فقط صدى صوته برأسها وكلماته التي تشعرها بالأمان كوجوده بجوارها تطلعت إليها سهى بملل وعادت لغرفتها و هي تقول بمجون 
_ الواحد معدته قلبت عليه حب ايه و هبل ايه اللي يعمل فيها كده غبية 
تعالى رنين هاتفها فأجابته مسرعة و قالت 
_ مساء الخير يا فندم 
_ مساء النور يا سهي بكرة اول ما تدخلي المبني تجيلي مباشرة عاوزك في موضوع كبير جدا 
لمعت عيناها بفرحة و قالت بإنتشاء 
_ تحت أمرك يا فندم
في مهمة جديدة صح ! 
_ صحيح مهمة هتكون نقلة ليكي و تجربة عمرك
ما هتنسيها 
أشاحت شعراتها الغوغائية عن وجهها و قالت بحماس 
_ ان شاء الله هكون عند حسن حضرتك يا فندم 
_ انا واثق من ده يالا تصبحي علي خير 
اعتدلت في وقفتها و قالت بجدية 
_ و حضرتك من اهل الخير يا فندم اتفضل اتفضل 
أغلقت الهاتف و هي تقبض كفها و تصرخ بنصر 
_ yes 
صعد أدهم لشقته و هو يصفر بسعادة دلف للشقة و قد لمعت عيناه بعدما و جد والده مازال مستيقظا جلس بجواره على الأريكة ساد الصمت لثواني حتى تنحنح أدهم بنقاذ صبر وهو يحك ذقنه في توتر بالغ و قال بإندفاع
_ بابا كنت عاوز أكلمك في موضوع كده 
إبتسم جاسر وهو ما زال يطالع التلفاز وقال
بمكر رجل مسن خط عليه الزمن على مدار عقود 
_ موافق وكلمت عمك وهو كمان وافق وقريب إن شاء الله نخطبكم لبعض 
إبتسم أدهم بإرتباك وقال متعجبا 
_ حضرتك عرفت إزاى إنى عاوز أكلمك في الموضوع ده 
نظر إليه جاسر كأنه يستلهم الصبر وقال ببديهية 
_ إنت مكشوف قوى الصراحة يا أدهم وباعدين إنتم مخطوبين لبعض من وإنتم عيال صغيرة 
إعتدل أدهم في جلسته وقال بجدية 
_ بس أنا مش عاوز خطوبة عاوز كتب كتاب على طول 
وخزه والده في ذراعه وقال ساخرا 
_ مستعجل على إيه يا ولدى بالراحة إتخطبوا أول ولما فريدة تتخرج وتشتعل إبقى إكتبوا الكتاب وإتجوزا وإعملوا اللي إنتم عاوزينه 
هز أدهم راسه نافيا وقال پغضب 
_ لا شغل إيه تكمل تعليمها ماشي لكن شغل مستحيل طبعا 
حدجه جاسر بقوة وقد ارتسمت سخرية قاسېة على زوايا فمه وقال 
_ يبقى الخطوبة دى مش هتكمل 
ليرد أدهم بقسۏة من كلمات والده القاطعة 
_ ليه كده یا بابا 
تنفس جاسر براحة و قال بتعقل موضحا له وجهة نظره 
_ يا أدهم فريدة من أوائل دفعتها كل سنة وبتدرب في مكتب محاماه من أكبر المكاتب عند دكتورها في الجامعه وإسمه حامد الشناوي 
قاطعه أدهم وهو يهز رأسه مؤيدا وقال مسرعا 
_ عارف دكتور حامد طبعا و مجرد انه اختارها أكيد هي متفوقة فعلا وعارف إنه بينقى اللى يشغلهم معاه ويدرهم عنده بس أنا مش هستحمل إنها تختلط برجالة و إفرض حد زعلها في يوم وأنا مش جنبها تعمل إيه 
ضحك والده ضحكة عالية وقال ساخرا 
_ يا أدهم يا ولدى فريدة دى أنا أخاف عليك منها حتى وإنت بعضلاتك دى 
قطب أدهم حاجبيه وهز رأسه بعدم فهم وقال
_ لأ صعبة عليا دى مش فاهم حاجة 
رد جاسر وهو ينظر إليه بتمعن متخوفا من ردة فعله 
_ عمك جلال سمح لسهى وفريدة إنهم يلعبوا كونغ فو و كراتيه وبقوا جامدين قوى وممكن يتلموا عليك
ويفشفشوك 
كز أدهم على أسنانه وقال بحنق 
_ يا صلاة النبي كونغ فو وكراتيه ولسه في إيه تانى یا حاج انا معرفوش 
أضاف جاسر بحماس 
_ أيوة بيروحوا يتدربوا على حاجة كده إسمها إسمها 
ضړب رأسه بقوة كي يتذكر ثم قال مسرعا 
_ أيوة إسمها زومبا 
رفع أدهم حاجبيه قائلا بتعجب 
_ بيرقصوا زومبا !!!
اجابه جاسر بنبرة محتدة 
_ رقص دول قالوا انها رياضة 
مرر ادهم كفه علي وجهه مستلهما الصبر و قال 
بغض النظر هي رياضة و لا لأ بس كده البت حياة عندها حق ده إنتوا سايبين لهم السايب في السايب 
إغتاظ جاسر من رده وقال بإصرار شديد 
_ لأ سيبك من حياة دى خالص ربنا يهديلها نفسها أمها عمت عنيها بكرهها وحقدها لكن سهى وفريدة و مي حاجة تانية خالص و مازن محاوطهم بعنيه 
ساد الصمت مجددا لدقائق وأدهم شارد فيما قاله والده فهو فعلا يحتاج فترة لكي يكتشف ماذا تغير بصغيرته البريئة 
في البداية شغلها ثم الكونغ فو والكراتيه ثم الزومبا ! 
أخرجه والده من شروده قائلا بتساؤل حذر 
_ سرحت في إيه اتكلم معايا 
قالها جاسر باقتضاب ليرد أدهم مسرعا 
_ مصډوم من اللي سمعته مش قادر أصدق إن فريدة البنوتة الصغيرة كبرت وعاوزة تشتغل ويبقى لها شخصيتها المستقلة عنى 
مسح جاسر على ظهره بحنية وقال بتعقل 
_ بالعكس بقا دى هي إختارت تدرس الحقوق علشان تبقى جزء من حياتك إنت وزي ما بتحبك حبت المحاماة وبكرة تبقى ند قوى ليك وتقف قدامك في المحكمة راسها براسك وتكسب القواضي منك كمان 
إبتسم أدهم في هدوء فربت والده على كتفه وقال بحنو 
_ قوم دلوقتى نام وبكرة نقعد نتكلم تانى يالا تصبح على خير 
ثم قبله في جبينه ليأتيهم صوت ياسين مداعبا 
_ إنت مش حارمنى من حاجة يا حاج أحضان وبوس إرحم نفسك شوية صحتك 
وقف جاسر مسرعا وقال پغضب 
_ المرة دى مش هسيبك يا قليل الأدب 
أوقفه أدهم قائلا بصرامة 
_ سيبهولى أنا يا حاج أنا اللى هربيه
عديم التربية ده 
أوما جاسر برأسه موافقا وقال بإستسلام 
_ ماشي هسيبهولك
وأدخل لأمك لنامت وهي قاعدة من تعبها يالا تصبحوا على خير 
دلف جاسر لغرفته بينما تطلع أدهم بياسين بجدية وقال 
_ وقعت يا حلو ولا
حدش سمى عليك 
تراجع ياسين بظهره وقال پخوف 
_ بقولك إيه إنت إيدك طارشة وأنا عارفها إستهدى بالله كده وإهدا 
لم يتمالك أدهم نفسه وإنفجر ضاحكا وقال 
_ ېخرب عقلك بتفكرني بعمر بالظبط كان تافه زيك كده عموما بقولك صحيح معاك رقم فريدة 
سبل ياسين عيناه وقال متنهدا بمزاح 
_ هي لحقت وحشتك ما إنتوا كنتوا مع بعض من دقايق 
قطب أدهم جبينه
متسائلا
_ وعرفت منين يا شارلك هولمز 
أجابه ياسين ببديهية 
_ من صفارتك يا دنجوان ده البيت كله عرف 
إجتذبه أدهم بالقوة من سترته وقال بحدة 
_ ما تحترم نفسك يا واد انت ولا أتغابى عليك 
قبل ياسين كفه وقال بتراجع 
_ آسف يا عمونا عموما رقمها 
تركه أدهم ثم عدل من ملابسه وقال وهو يخرج هاتفه من بنطاله 
_ خلاص سماح قولى بقا الرقم تاتى وبالراحة خالص 
تمددت فريدة على فراشها تتأمل سقف الغرفة أو بالأحرى يبدو لمن يراها هكذا ولكنها شاردة تسترجع بذاكرتها كل لحظة لهما سويا كل ضحكة كل إيمائة 
فهي تشتاق لطفولتهم البريئة التي لم يكن بها قواعد أو حدود مثلما الآن 
ظلت مبتسمة متحمسة و تستعيد في ذكرياتهما حديثه الجميل عطره الاجمل بدت إبتسامتها أكثر وضوحا وهى تتذكر إعترافه بحبه لها ظلت هذه الكلمة يتردد صداها في أذنيها وكأنها لحن مميز يمتعها 
أفاقت من شرودها على رنين هاتفها الممل طالعت شاشته لتجده رقما غريبا فلم ترد 
أعاد المتصل إتصاله مرة أخرى ولم تجيب ثانية حتى وصلتها رسالة نصية من نفس الرقم فتحتها وقرأتها 
ردي عليا يا دودة 
ارتعشت مقلتيها وهي تقرأ الرسالة وكتمت بصعوبة ضحكة عابثة تمردت عليها وخرجت من جوفها ليرن هاتفها مجددا فردت على الفور وقالت 
_ ألو 
رد أدهم عليها بعدما سقط قلبه في الهاوية من نبرات
صوتها الساحرة 
والله وحشتيني الشوية اللي فاتوا دول 
إستمر حديثهم طويلا ما بين شوق وحب وإكتشاف لعالم كل منهما إستسلم بعدها أدهم أخيرا من تعبه فهو لم ينم منذ يومين 
إنتهى حديثهم بنومهم مرهقين 
الطوفان الثالث
طوفان الرغبة
الرغبة دائما دافع لأن تفعل المستحيل كي تصبو لما ترغب و أجمل أنواع الرغبة هو رغبة التقدم للأمام و هناك أشخاص قليلون من يمتلكون رغبة التقدم بإصرارهم و قوة شخصيتهم 
كانت تجلس و هي تقلب قلمها بين أناملها بشرود يأخذها الفضول لمعرفة ما ينتظرها حتي دلف عليها أحد الأشخاص و هتف بها 
_ سهي سيادة اللوا عاوزك في مكتبه حالا 
اومأت برأسها و إرتشفت بعضا من قهوتها السريعة و تركت الكوب و قفت و هي تعدل من سترتها و سحبت نفسا عميقا مقتضبا و زفرته بسرعة و انطلقت لمكتبه بترقب 
وقفت أمام باب مكتبه مستلهمة القوة ثم طرقته فوصلها صياحه 
_ إدخل 
دلفت سهى لمكتبه بإبتسامتها الهادئة ووقفت أمامه وقالت 
_ تحت أمرك يا فندم 
أشار لها على مقعد أمامه 
_ إقعدی یا سهی إتفضلي 
جلست أمامه بثقة فقال برسمية راسما الجدية على ملامحه
_ اولا انتي عارفة انا بقدرك ازاي و عارف كويس قدراتك و ان ثقتي فيكي مالهاش حدود 
إبتلعت سهي ريقها بتوتر فمن المؤكد انه بعد هذه المقدمة الطويلة ينتظرها شىء جلل 
ردت بإمتنان 
_ طبعا يافندم و رأي حضرتك فيا وسام علي صدرى و لولا دعمكم ليا ماكنتش هبقي زى ما حضرتك دايما بتقول عليا 
إبتسم بخفوت و قال مباشرة 
_ اللواء فهمى عاوزك معاه في مهمة سرية جدا جدا جدا 
تشنجت تعابير وجهها و تسرب الخۏف إلى قلبها وقالت بقلق 
_ اللواء فهمي بتاعنا

انت في الصفحة 8 من 26 صفحات