رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
على القسۏة دي معايا انا عايزك بس تسمعيني مش عايز اكتر من فرصة واحده بس تديها لي علشان اصلح غلطي
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع صاحب طعنتها وباتت نطراتها شرسة وتجز على أسنانها بحدة كان ينظر إلي اختلاف
ردود أفعالها فلاحظ تمدد ملامحها بضحكة هادئة ثم همست في مسامعه بصوت هدر
فرصه ههههههههههه !
ايه النكتة الجميلة دي ده انت مفكرني بقى هبلة للدرجة دي علشان اتختم على قفايا واتخان وانا كنت صايناك ام واب وزوجة وحيدة وشايله كل حاجه فوق دماغي وانت هنا عايش حياتك متجوز من سنين وبتعمل لها عيد جواز وكاتب لها تهنئة زي اللي كنت بتكتبها لي بالظبط ما تفرقش ده انت بتعرف تمثل جامد قوي يا بشمهندس
ما ان استمعت الى كلماته حتى تقدمت منه بخطوات مدروسة كخطواتها القادمة التي ستشنها حربا وكان هو بادئها وقالت له بفحيح
وعايزه اعرفك حاجة لا مش أعرفك بس ده انا بأكد لك اني هتطلق منك وهاخد الفيلا والعربية والحساب اللي في البنك تعب السنين بتاعك ليا وللأولاد علشان انا اللي بنيته وانت هنا دايب في العسل
واسترسلت بوعيد
ومش بس كده ده انا هخليك ټندم ندم عمرك وقد ما اديتك محبه واخلاص ووفاء على قد ما هديك طعنات ترشق في قلبك زي الخناجر بالضبط وانت اللي بدأت والبادي اظلم
كلام ايه اللي إنتي بتقوليه ده فوقي يا راندا ما تدمريش حياتنا وحياة الأولاد اللي منهارين
بره علشان خاطر غلطه انا معترف بيها وبوعدك اني هصلحها واخدكم وارجع بلدنا ونكمل حياتنا هناك وهفضل اعتذر لك عليها طول عمري بس ما تدمريش حياتنا
انسى يا بشمهندس العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم
البارت الثانى عشر
العبارات صاډمة والقلوب ترتعش والعيون تنظر بغموض والنفس الأمارة بالسوء بدات تتناول تفكيرها
وبعد تلك العبارات ايضا اصبحت الأنفاس متسارعة والأفكار متضاربة والجسد مشتعل والهواء بدأ ينعدم كل ذلك شعر به مالك وقسمه إلى أشلاء بدأت تمزق داخله وخيوط عقله بدأت تتزاحم وتفكر فيما مضى وترتب لما هو آت والذي لا يبشر بالخير ابدا
ماذا تقصد بكلامك الآن
وأشار بيده إلى حاله وهو يكمل پصدمة
أتقصد أني كنت أتناول عقارا يسبب العقم علي مدي السنين !
أجابه الطبيب بكل عملية وهو يعيد نظره الي التحليل مرة أخري بتأكيد
التحاليل صائبة مئة بالمئة والذي قلته لك صحيحا وبالتأكيد أن تلك التحاليل بعينها لك ولم نخطأ بها
اما هي فكانت تنظر له بدعم وتحاول أن تبثه الهدوء
انتهو من جلسه الطبيب وخرج مالك بقلب متعب وروح مدمرة وبات يسأل داخله
لما كل ذلك الدمار الذي يحاوطني من كل مكان
لما تصفعني الحياة بصڤعة أشد من ذي قبل بعد ان تبرأت من شدة ألمها
فاق من شروده على تلك اللمسات التي حاولت بها جوليا ان تهدئه بها وهي تنطق باستجواد
من الأفضل إنك تنسى الجانب السيء اللي سمعته من الدكتور وتركز في الجانب الايجابي وانسى اللي فات طالما انت بقيت كويس
ابتسامة ساخرة خرجت من بين شفتيه بعدما استمع الى رأيها ثم نظر اليها وتحدث باستنكار
بالبساطة دي عايزاني انسى اللي الدكتور قاله
واسترسل حديثه وهو يضرب مقود السيارة پغضب ناطقا بتوعد
ما بقاش مالك الجوهري ان ما كنت احاسب اللي عمل فيا كده حساب عسير ومش ههدي الا لما اعرف ويا أنا يا هو او هي والزمن طويل
احست بوجعه وكأنها تعرفه عمرا بأكمله وليست من ايام بسيطة تبادلت الأحاديث بطلاقة معه
وتحدثت وهي تتسائل باندهاش
انا مش عارفه مين اللي جاله قلب يعمل فيك كده
مين معډوم الضمير والإحساس اللي يديك حبوب ودوا يسبب لك العقم معقولة
تكون طليقتك
اخذ يضرب كفا بكف وهو يعصر تفكيره عصرا ويجوب بعقله ويطويه طيا لكي يصل لطرف الخيط وبعدها ستنقلب الڼار على من أشعلها وليكن ما يكن
استمع الى استفسارها بتعمق واجابها بتعب مغلف بالحيرة
مش عارف ومش قادر أفكر دلوقتي مش الصدمة اللي وقعت على دماغي مين بالظبط اللي يقدر يعمل كده
الحكاية دي عايزه صبر وعايزه هدوء وعايزه دماغ علشان اقدر افكر كويس
تنهدت بهدوء ثم اعتدلت في جلستها ونظرت اليه وهي تمد يدها وتوجه وجهه مقابلا لوجهها وتعمقت بالنظر داخل عيناه مرددة
طيب ممكن تنسى اللي حصل وتبتسم وتحاول تدي لنفسك positive energy
علشان مش حابه اشوفك وانت تعبان ومتضايق كده
كان يشعر بأنه ينسحب الى عالمها رويدا دون ان يشعر ودون ان يخطط او يرتب
زفر انفاسه بتعب وهتف وهو ينظر داخل عيناها بإرهاق
انسى ازاي وانا الهم محاوطني من كل مكان وفي كل سنيني
توجع قلبها لأجله وهتفت وهي تحاول ان تخرجه من همومه
خلي عندك ثقه دايما ان انت قلبك طيب وبيحب الخير للكل علشان كده هتبقى بخير
كان كالغريق الذي يتعلق في سفينه نجاه وكانت جوليا بالنسبة له سفينة النجاه التي تخفف وجعه وخاصة انها كانت شاهده على جرحه فتحدث بامتنان وهو يمسح وجهه بكفاي يديه
انا بجد بشكرك انك موجوده معايا دلوقتي وانك بتحاولي تخففي عني وسايبه كل مسؤولياتك وخاصة في وقت صعب زي ده
بابتسامة عذب هتفت بامتنان مماثل
انا اللي بشكرك انك موجود هنا وجنبي وانك مديني مساحة في حياتك الخاصة وسمحت لي بيها
طريقة حديثها ولمعة عينيها وحزنها لأجل حزنه وعدم مفارقتها له في اشد لحظه مرت في حياته جعلته يفكر لماذا تفعل معه ذلك
فنطق لسانه دون قصد
ليه بتعملي معايا كده
انا حابه وجودك هنا وحابه اني ابقى جنبك في لحظة حزنك قبل فرحك كلمات خرجت من فمها بنبرة حالمة واسترسلت حديثها وهي تستفسر بحيرة
انت متضايق من وجودي معاك او اني تطفلت في حياتك
أشار برفض براسه وكلتا يديه مجيبا برفض قاطع
لا خالص انت لو ما كنتيش معايا دلوقتي وخففتي عني في حالتي كان زماني جرى لي حاجه بجد من اللي سمعته من الدكتور
انطلق بسيارته لكي يوصلها الى مكان عملها وهو بقلب حائر دقاته تزداد كل حين عن الآخر في حضرتها وبات يتساءل داخله بتيهة
أيعقل دقات قلبي تلك في
وجودها وان اكون احببتها!
ام ماذا أفسر تلك الدقات اهي انبهار أولي بهدوئها ورقتها !
أم هي العوض والجبر الذي أتعافي به من مر العمر !
ولكن لا نحكم ابدا على مشاعرنا وقت الڠضب الشديد الفرح الشديد الشده العاصفه
فعلي أن أصبر فترة للتعافي
اذا بحثت عن الحب ليعوضك عن فشل علاقة سابقة أو فشل علاقتك
بأهلك فاعلم جيدآ أن هذا الحب ربما يفشل لأنه كان لغرض تعويض نقص تحتاجه وستتجاهل لا إراديآ إن كان هذا الشخص مناسبآ أم لا تمهل
ولتعلم الحب الأول القوى له تأثير صعب جدا على استقرار الزواج فللأسف قد يظل هذا الحب مؤرقا لكلا الزوجين بسبب أنهما تزوجا قبل أن يندمل چرح الحب الأول لأحدهما أو لكليهما!
فنصيحتى عدم الزواج إلا بعد استقرار القلب!
فلا تعرض أصبعك المجروح للملامسة إلا بعد الشفاء وإلا سيكون وجعك أشد!
فلا تهدموا الأسرة بالتسرع في الزواج قبل اندمال الجراح خصوصا من هذا النوع!
كلمات راجي عماد الدين
في منزل زاهر الجمال عصرا حيث تجلس هند أمام مرآتاها وهي تضع مساحيق التجميل كي تتجمل لزوجها فهي قررت من الآن أن تهتم بحالها كي تنسيه فكرة الزواج من تلك الريم
فهو دائما يطالبها أن تهتم بشكلها الذي دوما تهمله وأن تهتم بجميع شؤنه وخصوصياته وهي كانت ټضرب بمتطلباته عرض الحائط وتنفضها عن راسها كي لاتسبب له الصداع
انتهت من جلسة التجميل النادرة وهي تنظر علي حالها بانبهار وتردد
والله أنا زي القمر وأحلي من مليون ريم
ثم لوت فمها وأكملت حديثها بامتعاض
أنا مش عارفه أصلا ايه إللي عاجبهم فيها ام ډم يلطش دي عالم مبتفهمش
وظلت تردد مع حالها ذاك الحديث الذي بات يشغلها كثيرا أو بالأصح لاتفكر في أشياء أخرى غيره
الي أن أتي زوجها ودلف الي المنزل وجده يعم بالهدوء والنظافة الغير معتادة
ظل يدور بعينه في المكان يبحث عن زوجته ولم يجدها فانطلق إلي حجرة النوم وعندما رآها اڼصدم مما رأي
انطلقت من شفتاه علامة سخرية واستهزاء وليست علامات انبهار وهو يردد بسخرية
ايه هو العيد جه عندك النهاردة ولا أنا مش واخد بالي يا أم البنات
اشټعل داخلها بجم الڠضب وبات يغلي من استهزائه وسخريته بها والآخر ينعتها بأم البنات جلست علي تختها وهي تنظر له پغضب وأجابت بسخرية مماثلة
ومالهم البنات ماهم بذرتك إللي انت زرعتها وأنا مجرد ماعون مش أكتر ولا أقل
انزعج كثيرا من ردها المفعم بالغلظة المعتادة عليها منها فهي دائما سليطة اللسان
فهو ماكان يقصد مافهمته وما وصل إليها من مقصد حديثه فهو يعشق بناته ويعززهم جدا ولن يسمح بإهانتهم أبدا
فرد علي سخريتها بفقدان امل
سبحان الله يا هند هتفضلى طول عمرك كده دبش عمرك ما هتتطوري ابدا
واسترسل وهو يشاور بيداه على جسدها باندهاش
يعني بعد كل اللي إنتي عاملاه ده اي واحد يدخل يشوف مراته عاملة كدة ينبسط لكن بمجرد ما اتكلمت معاكي كلمه واحده قفلتني منك كالعادة وقفلتيني من ام الليلة بحالها وادي الأوضه ليكي اتهني بيها
استشاطت ڠضبا من حديثه لقد اطلق كلماته اللاذعة وتركها تتآكل بڼار مولعة اشتعلت في جميع جسدها فقد كانت منتويه ان تغير من طريقتها الحادة وتهدأ من صلاتة لسانها
لكنها افلتت كالعادة وحدثت حالها وهي تجز علي أسنانها وتدور في الغرفة حول نفسها قائلة باستشاطة
يا بختك الاسود يا هند هتفضلي طول عمرك كده حظك منيل بسبب طوله لسانك اللي موديكي في داهيه
وتابعت حديثها وهي تفكر
طيب اروح وراه
ايوه اروح ده جوزي ومش هسيبه بعد كدة وهركب علي أنفاسه وهبقي وراه زي ضله
وبالفعل خرجت كالإعصار من الغرفة وذهبت اليه ودون ان تدق الباب دلفت اليه ووجدته في الحمام الملحق بالغرفة مالت على التخت بجسدها تنتظره كي يخرج
وما هي الا دقائق معدودة حتى خرج مرتديا رداء الحمام وجدها امامه فقال لها بملامح جادة مكفهرة
خير ايه