الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 52 من 70 صفحات

موقع أيام نيوز


لاتبشر بالخير وتقف بجانبه تردد بأنفاس متقطعة أثر البكاء 
ماله في ايه في ايه رد عليا
بملامح منزعجة تماما وفورا أمسك الطبيب هاتفه طالبا المركز الطبي الخاص به 
أيوه يابني ابعتلي عربية إسعاف حالا علي العنوان إللي هبعته لك ومتتأخرش 
أمسكته من كتفيه تهزه بهلع وهي تردد 
إسعاف! ابني جري له إيه ياإيهاب 

أجابهم الطبيب بأسى
للأسف يا إيهاب جت له سكتة دماغية ودي مش بتيجي غير في حالات معينه وأهمها الإدمان 
واسترسل حديثه بنبرة ملامة
ومن العلامات الزرقا اللي في جسمه والسواد إللي تحت عنيه أحب أقول لكم إن الولد ده مدمن 
اتسع بؤبؤ عينيها وردت باستنكار
مدمن ! مش ممكن ابدا ابني يكون مدمن مش ممكن !
أكد الطبيب تشخيصه ونظر إليها إيهاب بملامة 
مدمن !كنتي فين وابنك وصل للمرحلة دي ياهانم ! بقي دي الأمانة اللي أنا سيبتهالك !
هدرت به بحدة مرددة باستنكار
أنا كنت فين ! وإنت يابشمهندس كنت فين إنت كمان وانت مبتسألش فيهم غير كل فين وفين ومشغول بعماراتك وجوازتك 
أمسكها من كتفيها يهزها پعنف مرددا پغضب
هو إنتي لسه ليكي عين تتكلمي كمان بعد اللي ابنك وصله وتجيبي الغلط عليا !
وتابع حدته لها بإبانه
مانا ياما اتحايلت وحاولت بدل المرة عشرة أرجع بيتي وولادي وإنتي اللي مصممة سنتين وزيادة وأنا بتأسف وبعتذر وبعترف بغلطي وإنتي الكبرياء عماكي لحد ماولادنا اتدمروا وهما اللي بيدفعوا التمن 
ظلا الاثنان يتجادلون مع بعضهم الي أن استمعوا إلي سيارة الإسعاف فتحدث منهيا الحوار 
بلاش كلام في الموضوع ده دلوقتي ممكن نهدي علشان مش وقته خالص 
أشارت برأسها بموافقة وهي تحتضن كف ولدها بدموع 
انتقلت سيارة الإسعاف بمهاب إلي المركز الطبي الخاص بذاك الطبيب وأثناء سريانهم استمعت راندا إلي رنات هاتفها وجدته والدها 
أجابته وهي تنفطر ألما
الحقني يابابا مهاب تعبان جدا وواخدينه في الاسعاف ورايحين المركز عند إيهاب 
انتفض جميل من مكانه وهو يحمل مفاتيح سيارته وينادي علي فريدة كي تأتي معهم مرددا يطمأن ابنته 
طيب اهدي ياحبيبتي أنا جاي لك أهو أنا وماما هدي أعصابك وإن شاء الله هيبقي بخير 
بعد مرور ساعتين من دلوف مهاب إلي المركز خرج إليهم الطبيب ويبدو عليه التعب والإنهاك 
وجلس على الكرسي بإهمال التفوا جميعا حوله بقلق مرددين في صوت واحد 
ها مهاب عامل إيه يابني فاق ولا لسه 
أجابهم الطبيب بأسى 
الولد مدمن من الدرجة الأولى والإدمان سبب
له سكتة دماغية زي ماكنت شاكك وحالته حرجة جدا 
اڼصدم إيهاب جميل وفريدة بشدة أما هي صارت تلطم علي وجهها بهستيرية مما سمعته أذناها وصارت في حالة يرثي لها 
رددت فريدة وهي تجلس أمام قدماي إيهاب بهلع 
يعني إيه كلامك ده يا دكتور وحالته حرجة إزاي يعني 
هتف الطبيب بحزن
يعني الولد حاليا في حالة حرجة ياأمي 
نطق إيهاب بحسرة
ابني ممكن ېموت في لحظة وأنا واقف عاجز إني أعمل له حاجة 
قامت من مكانها ورددت بدعاء وهي تلتفت في المكان مرددة پبكاء
يارب تشفيه يارب وترجعه لنا بالسلامة ربي يشفيك يامهاب ياحبيبي يارب يارب 
أما جميل نظر إلي كليهما هادرا بهم بحدة 
شفتوا أخر العند عمل فيكم ايه البيت اتخرب والبنت راحت طريق اللي بيروح فيه مبيرجعش إلا وهو مسجون أو مېت بردوا 
نظر إليه إيهاب باستغراب من كلماته وهتف باستفسار
يعني كلامك ده ياعمي بنتي سما مالها 
مش وقته الكلام في الموضوع ده خالص خليك في المرمي بين الحيا والمۏت جوة ده كلمات قالها جميل بنبرة تحذيرية 
وتابع تحذيره وهو ينظر إلي ابنته 
اعملي حسابك لو ابنك جري له حاجة ذنبه في رقبتكم
انتوا الاتنين 
انتفضت من مكانها ونطقت بصوت عال وهي تشير إليهم جميعا
خلاص كلكم جايبين اللوم عليا أنا ! هو المجني عليه والمظلوم بقي في وجهة نظركم انتوا جاني وظالم 
واسترسلت بنحيب
والله العظيم ده حرام وميرضيش ربنا حرام
حرام 
قامت فريدة وأخذتها بين ها وهي تردد بملامة لهم 
والله العظيم حرام عليكم سيبوها في حالها بقي مش كفاية اللي هي فيه وكمان بتزيدوه عليها ممكن نهدي بقي ونقعد ندعي للي مرمي جوة ده ونبطل نلوم علي بعض 
التزم الجميع الصمت وبعد ربع ساعه بالتحديد خرج إليهم الدكتور المتابع لحالة مهاب وهو يتبطأ في خطواته وعلامات الحزن بادية علي وجهه 
ذهبوا إليه جميعهم ووقفوا أمامه متلهفين اطمئنانه إلي أن تحدث إيهاب
في ايه يادكتور مالك وشك ميبشرش بالخير 
أجابه بأسف
للأسف الشديد يادكتور البقاء لله 
البارت الواحد والعشرون
ماذا عن طلتها الخاطفة لأنفاسي وكأنها وحدها التي أنيرت المكان 
أم ماذا عن رجفة قلبي في حضرتها وأريد في وجودها أن يتعطل الزمان 
أم ماذا عن نظرتها الكفيلة أن تشعرني بالأمان 
تناولتني تلك الأسئلة لمجرد حضورها فقط وتناوبت على قلبي وعقلي كالإدمان 
خاطرة مالك الجوهري
بقلمي فاطيما يوسف
تدلف ريم المالكي صالة العرض وهي تتأبط ذراع أخيها رافعة قامتها لأعلي بشموخ في زيها الزهري اللون المفضل لها بشدة وعلى رأسها حجابا باللون الأبيض ووجهها خاليا من مستحضرات التجميل إلا بلمسات بسيطة أبرزت جمال وجهها المستدير 
كانت عيناي ذالك المالك مثبتة على الباب منتظرا قدومها على أحر من الڼار وما إن رآها حتى كادت دقات قلبه أن تشق ضلوعه من شدته 
كان ينظر إليها كالمسحور من جمالها الهادئ الرقيق فأقسم بداخله أنه لن يرى امرأة في جمالها من ذي قبل 
ساقته قدماه كالمسحور حتى وصل إليهم وهو يمد يده ليد أخيها مرددا بترحاب
أهلا وسهلا يادكتور رحيم نورتنا وشرفتنا 
ثم نظر الي ريم ملقيا السلام
أهلا يامدام ريم نورتي المكان 
بادلته السلام بابتسامة متوترة لنطرته التى تغيرت كليا لها وخاصة بعد اعترافه اليوم بحبها فكانت في موقف حرج جدا 
بادله رحيم السلام مرددا بابتسامة
أهلا بيك يامستر مالك كويس إنك لسه فاكر اسمي 
ابتسم مالك مردفا بدعابة
بذمتك في حد ينسى الدكتور رحيم اللي أول مادخل المكتب عندى موتنا من الضحك بسبب دمه الخفيف 
انفرجت أسارير ذاك الرحيم وهو يردد بنفس الدعابة 
الله ده أنا من مرة واحدة بقيت ماركة مسجلة بقي في القلش 
واسترسل وهو ينظر إلي المكان بانبهار 
بصراحة المكان والعرض باين إنه حاجة تشرف أووي وبإذن الله هينجح ويكسر الدنيا 
أماء مالك برأسه بموافقة قائلا وهو ينظر تجاه ريم 
انا واثق من ربنا ان العرض هيكسر الدنيا وده طبعا بفضله أولا ثم بمجهود ريم اللي تعبت فيه جدا وهينقل سوق الأزياء للزي الدراسي لحتة تانية خالص 
استشعر رحيم بنظراته الثاقبة اعجاب ذلك المالك بريم مما جعله يفرح داخلا لأجلها فهو يريد لها ان تستقر وان لا ټدفن روحها بالحياة 
وردد بتأكيد على كلام مالك
والله كلامك صحيح جدا ريم من صغرها وهي طموحة جدا واقل شيء بتعمله بيبقى مبهر والكل بيعجب بيه جدا بصراحة من غير مجاملة إنها أختي 
واثناء حديثه استمع الى رنات هاتفه نظر إليه وجدها مريم فاستئذن منهم عدة دقائق للرد عليها 
اما مالك فور خروجه تنفس الصعداء وكأن الدقائق التي يقضيها معها أمنية بات يحلم بها 
فأشاد إليها منبهرا بطلتها
اللون الزهري جميل جدا عليكي يا ريم والحق يقال إنتي عندك ذوق جدا في اختيار الالوان للمناسبات 
أحست بالحرج الشديد من نظراته وتلميحاته وأومأت له بخفوت 
متشكرة جدا يا مستر لذوق حضرتك 
أحس بحرجها ولكن فرصة تواجدهما في ذاك المكان ويقف معها وحدهم لن يضيعها وأردف باستفسار
إنتي ليه متعمدة تنسي اعترافي ليكي النهاردة وبتحاولي تهربي بعيونك عني 
وتابع حديثه بتصميم
لعلمك بقى أنا عليكي مصمم وبجد محتاجك فى حياتي يا ريم وعايزك جمبي 
ابتلعب أنفاسها بصعوبة بالغة وعلامات الخجل اعترت وجهها ببراعة ولم تقدر على التفوه إلى أن استمعت إليه
ممكن تدينا فرصة نتعرف على بعض ونعمل ياستى فترة خطوبة علشان تطمنى ومتحسيش إنك اتدبستي 
رفعت أنظارها إليه وهى على نفس خجلها وأردفت بنبرة هادئة
المشكلة مش فيك إنت المشكلة فيا أنا وهى اني رافضة أي ارتباط بعد باهر الله يرحمه وانى مقررة أعيش لولادي بس 
رفع حاجبيه وهتف باستنكار
وده ليه ياريم ممكن أفهم 
طيب أعمل إيه في قلبي اللي حبك واتعلق بيكى وبقي يعد الأيام علشان تبقي جمبه ومعاه 
استمعت إلى دقات قلبها التى تأثرت بشدة من نبرته ونظرته وخاصة أن لديها مشاعر إعجاب وليدة 
وتلك المشاعر الوليدة تؤلمها بشدة فهى تريد كبتها ومۏتها قبل أن ټقتحم كل حصونها بشدة وحينها تكون معذبة 
وأجابته بتوتر وخجل 
أنا كنت واضحة جدا من البداية معاك وعمرى ماخضعت بقول ولا فعل يخليك تتعلق بيا 
كذابة نطقها مالك بعيون راجية وأكمل دفاعه المستميت عن حبه 
مين قال كدة كلك على بعضك سحرني تدينك والتزامك وهدوئك أصلا دخولك للمكان بيخطف الطلة وبحس إني مش عايز أعمل حاجة غير إني أبص لك وأركز معاكي ومع كل تفصيلة تخصك بذمتك مش
كدة يبقي حرام عليكي وهتشيلى ذنوب كمان 
ذنوب ! ذنوب ايه دي نطقتها باندهاش شديد وتعجب 
اقترب منها بخطوة واحدة وأجابها بوله 
أه ذنوب قلبى اللي انتي معذباه معاكي بسبب رفضك 
ذنوب نظرتي ليكى اللي بسرقها ڠصب عنى علشان بتبقي وحشانى 
واسترسل مقنعا لها بمراوغة 
إنتي متعرفيش إن النظرة سهم من سهام إبليس ولا ايه ياقلبي 
إلي هنا واكتفت من جرائته وتلميحاته
ورفعت سبابتها وأردفت بتحذير
قلبك ! لحد هنا وكفاية يامالك أنا مش مسؤلة عن اللي انت بتقوله ولا عن ذنوبك اللي عايز تحملها لى بدون وجه حق 
ابتسم على شراستها وتحدث هامسا وهو قاصدا النظر في عينيها كي يرى ازتباكها الذي يعشقه 
الله ياريما مالك خارجة منك قمرر بذمتك بعد مالك دي عايزاني أكبر دماغى وأسيبك 
واسترسل بوعيد محبب
طيب شوفى بقى عند معايا مش هيجى سكة وهتجوزك يعني هتجوزك مانا مش هفضل أسهر على الأطلال وأحلم بعيونك اللي دوبونى دول وأسيبك تدفنى نفسك بالحيا علشان حق ربنا ادهولك وخاېفة من المجتمع 
وتابع حديثه قائلا وهو يشير بيده تجاه قلبها
خلى بالك أنا سامع دقات قلبك دلوقتي والقلب مبينبضش بشدة كدة إلا لعاشق 
أنهي كلماته وتحرك من أمامها عندما لمح قدوم أخيها 
تصنمت مكانها من إحساسه بها بتلك الدرجة وحدثت حالها بتخبط
هو عرف منين بدقات قلبى وحيرتى هو أنا للدرجة دي مكشوفة أوي كدة ياربي أنا مش قادرة أتنفس حتى في وجوده ارحمني يارب واهدي قلبي وارزقنى المقاومة 
كان رحيم يقف أمامها يحدثها وهى في عالم أخر إلى أن أشار بيديه أمام عينيها مرددا 
اللى واخد عقلك يتهنى به ياست ريما 
ها بتقول ايه قالتها ريم بتيهة 
لوى شفتيه باستنكار
ده انتى في عالم تانى بقي ياريم هانم ايه ياحاجة فوقي كدة مالك متنحة كدة ليه ومش سامعاني أصلا 
واسترسل وهو يرى نظراتها تجاه مالك مرددا بغمزة شقية 
الله أنا ابتديت أشك والموضوع فيه إن بقى ياتحكى ياتحكى بردو مش هسيبك إلا
لما أفهم 
كادت أن تنطق إلي أن استمعت إلى إعلانهم عن بداية العرض
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 70 صفحات