غيبيات تمر بالعشق مروة محمد
مسرعه لتأخذ ملابس ريحانه التي توجد عندها وتبعث بهم الي المغسله لتحتار ريحانه فيما تلبس لتعرض عليها كنزتها البنيه بلون شعرها ...المكشوفة الذراعين لتحمد ريحانه ربها أنها ترتدي معطف المعمل فوقهم ومعطف الشتاء خاصتها ولكن تخلعه عنها في المعمل ..هبطت من سيارة نورا وتحججت نورا أنها ستأخذ وقت لتصف السيارة لأنها وجدت زيدان من مرأة السيارة يدلف قبلهم وتأكدت أنه سيدلف الي المعمل أولا...وتخمينها كان صحيحا دلفت ريحانه الي المعمل غير متوقعه وجوده لتذهب الي الدولاب الموضوع فيه البالطو لتأخذه كي ترتديه.
لتنتفض علي صوته وهو يقول
في تأخير تلت ساعه علي الشغل...
رفعت حاجبيها بنفاذ صبر ليستهزأ بها قائلا
ينفع موظفه ...ولا بلاش... كيمائيه عظيمه تتأخر عن الشغل... وتيجي بعد مديرها...ولا الهانم أخدت علي الراحه....والسهر في بيت مامتها لنص الليل مع الزباين.
نظرت ريحانه الي الجانب الأخر وزفرت بحنق ورمت المعطف علي الأريكه مربعه ذراعيها فوق صدرها تنظر اليه ببرود لتضايقه فينفجر قائلا
هههههه...بتضايقني علشان ألغي العقد صح...طب مش لاغي يا رينووو... ايه رأيك بقي
تضايقت من استخدام اسم لها يداعبها به ولكنها تمسكت ببرودها وصمتها حتي يفيض ما بداخله لتدلف في هذه اللحظه نورا بابتسامته الساخرة وهي تمد يدها لكي تصافحه قائله
ليبتسم بتفاخر وسخريه وهو يسلط أنظاره علي ريحانه التي بدات تفور من الغيظ لتندفع قائله
دي ماركه هو عاملها علشان يوضح للكل انه زيدان صاحب عطر الريحان اللي بقاله فترة هيتجنن ويطلع عطر له بس مش زى العطور المتداوله....
أصله عايز يبقي وحش العطور.
ليرفع حاجبيه بانتصار قائلا وهو تاركا لها المكان
وهيحصل وعن قريب كمان...زى ما أنا مرتب كل حاجه...أنا مفيش قوة توقفني
واستطرد وهو ينظر الي عينيها بثقه قائلا
.وهبقي وحش العطور زى ما بتقولي لأن أنا وحش ومسيطر في كل حاجه.
خرج ليتركها في حالة ثورة عارمه تود حړق المعمل بأكمله لتنظر اليها نورا پغضب وهي تشير بأصبعها بحركه دائريه علي وجه ريحانه
زفرت ريحانه بحنق قائله
عارفه ان اللي عملته غلط..بس أنا نفسي يسيبني في حالي...أو يقول هو عايز مني ايه...وبعدين ايه اللي مدخله هنا وأنا مش موجوده...
ضحكت نورا ضحكه ساخرة قائله بسخريه
يا ريحانه ده مصنعه يدخل في أي مكان فيه وفي أي وقت...انتي متقدريش تقوليله لا...واللي عمله النهارده ده البدايه...التقيل جاي ورا.
تنهدت ريحانه بعمق وقررت استكمال عملها وكل يوم تدعو الله ألا تقابله وبالفعل يستجيب لدعواتها حيث رجع الي شركاته مع سمر التي حاولت مرارا وتكرار امالته لها ولكن دون جدوى حتي قامت بمراقبته وعلمت أنه يمتلك مصنع في منطقه نائيه وترددت لتسأل عن المصنع وموظفيه حتي لمحتها تسير في الممر الذي يؤدي الي المعمل وتتبعتها دون خوف ولا حرص ودلفت خلفها بدون استئذان لتتفاجئ بها ريحانه أمامها غير مستوعبه وجودها هي الأخر لتهتف سمر باندهاش قائله
ريحانه!...انتي بتعملي ايه هنا...مش ده برضه مصنع زيدان ولا أنا غلطت في العنوان...ولو ده مصنعه انتي بتعملي ايه هنا...لا وجوه المعمل كمان
تنهدت ريحانه قائله
اه ده مصنع زيدان...وأنا بشتغل كيمائيه هنا...وطبعا يا سمر انتي هتمثلي عليا انك مكنتيش عارفه...زى ما مثلتي زمان وقلتيلي ان مكنش عندك خبر بجوازة قصي.
جزت سمر علي أسنانها قائله
أنا اتفاجئت زي زيك بالظبط...بس هقولك علي حاجه حتي لو أعرف هسيبك تتصدمي...لأنك تستحقي...بقا دايرة تلفي علي زيدان...علشان ټنتقمي
رفعت ريحانه حاجبيها باندهاش علي غباء قلب سمر لتبتسم بسخريه قائله
وهو أنا لما أحب أنتقم ألجأ لزيدان...طب ده هو أول واحد لازم أنتقم منه... عارفه ليه...لأنه مش راجل زى أخوكي... قدرت تضحك عليه واحده وتوقعه في فخها.
نظرت اليها سمر باحتقار قائله
انتي اللي خايبه ومقدرتيش تخلفي حته عيل لأخويا...واحمدي ربنا انه صبر عليكي تلات سنين...علي الأقل أهو هيخلف قريب...الدور والباقي عليكي.
أغلقت ريحانه عينيها بخيبه أمل قائله
ياااه...للدرجه دي يا سمر الحقد مالي قلبك من ناحيتي...وأنا اللي كنت مفكراكي أختي ...يالا معلش...طالما هعارض مصلحتك يبقي لازم ترفصيني....عموما يا سمر أنا بشتغل هنا تحت أي مسمي ملكيش فيه...و ياريت تمشي بسرعه لا زيدان يعرف انك جيتي هنا وانتي عارفه هو ممكن يعمل فيكي ايه.
انتفضت سمر من تذكيرها بزيدان ونظرت لها باستهزاء وخرجت من المصنع تتمني ألا يعلم زيدان بأمر مجيئها.
مروة محمد حصرى لجروب موكا سحر الروايات
اختنقت ريحانه وقررت أن تخرج مبكرا من المصنع لعلها ترتاح قليلا قبل أن تعود الي منزل نورا لأنها لا تريد أن تسرد لنورا أمر زيارة سمر لطالما نورا لا تعلم به لأنها كانت غائبه...ذهبت الي مطعم قريب لتتناول الغذاء بمفردها وطلبت من النادل طعام بسيط نسبه لما تحتويه حقيبتها من مال بسيط رجعت بظهرها الي الخلف وأغمضت عينيها لتلفح نظرات الهواء بشرتها البيضاء ثم فتحت عينيها ببطء لتنظر أمامها لتجده جالسا أمامها ينظر اليها باستمتاع قائلا
كنت جاي المصنع قبل ميعاد الانصراف علشان أشوفك وصلتي لفين...أنا سيبتك كتير...بس للأسف لا لقيتك أنجزتي ولا لقيتك في المصنع....
ثم سألها بمكر قائلا
ايه هو غيابي هيخليكي تتجاوزى.
ربعت ذراعيها فوق صدرها تتصنع الهدوء قائله
يعني روحت المصنع ولقيت مفيش انجاز ولا لقتني بس عرفت مكاني صح...طب منين...أووووه لا يكون حضرتك مخاوى عفريت بيراقبني...
ثم تصنعت الخۏف قائله
.كده هخاف منك. بجد.
لوى ثغره يبتسم بخبث قائلا
طب كويس انك شكيتي في موضوع العفريت ده...هيسهل عليا حاجات كتير...أهمها انك تخافي مني زى ما الكل بېخاف مني وبيعملي ألف حساب..
ثم انحني بجسده أمامها ليرى رده فعلها قائلا
.شفتي أنا ذكي ازاي.
انحنت بجسدها أمامه ولم تخشي من اقتراب وجهها من وجهه قائله بقوة
عايزاك بس تعرف حاجه...كل اللي بيخافوا منك دول...وبيعملوا ليكي ألف حساب...بيرجعوا يعملوا اللي هما عاوزينه من وراك..
ثم رجعت بظهرها الي الخلف تتحدث بتحدي قائله
.أنا بقي هعمله قدامك....لأني مش جبانه زيهم.
ابتسم ابتسامه ساخرة استغربتها وهو يقول
أيوه بقا...هو ده اللي أنا عاوزه...امرأة منتقمه جبارة...تعرف تاخد حقها تالت ومتلت...مش تقعد ټعيط زى الأطفال...
ثم استطرد بتأكيد قائلا
بس هرجع أقولك مسيرك تيجي لحد عندي وتقفي...لأن أنا زيدان الجمال.
رجعت برأسها وأمالتها الي الخلف تتلاعب بخصلات شعرها الي الخلف ليجد نفسه يتابعها كمن يتابع مشهد تمثيليا لنجمه سينمائيه تتصنع دورها باتقان وما زالت تتصنع البرود والهدوء قائله
تمام هنشوف...بس ازاي ده اللي نفسي أعرفه...سبق وقلت ليا انك هتعوزني في حاجات كتير...بس مش وقته...
ثم رجعت بوضعيه رأسها فجأة لتجده كان شاردا فيها لتضيق عينيها قائله
ممكن أعرف ايه سر الانتظار...علي فكره أنا بكره الانتظار.
تجاهلها وأشار الي النادل لكي يجلب الطعام الذي لم تطلبه كان طعاما فخما يحتوى علي الكثير من المأكولات الباهظه الثمن لتعلم أنه يستهزأ بها وبفقرها ليفهم نظراتها الغاضبه ويبتسم بخبث يجيبها علي سؤالها
سر الانتظار...ان لازم يكون في عشرة بيني وبينك...أو زى ما بيقولوا عيش وملح...
ثم استطرد بخبث لأنه علم بضيقها من طلباته للنادل
علشان لما أطلب منك طلبي يبقي بعشم...بدل ما ترفضي وتدوخيني معاكي.
زفرت بحنق قائله
انت نسيت ان كان بينا عشرة زمان ولا ايه...وأعتقد كان بينا عيش وملح...احنا أغلب عشانا كان بيبقي عندكم..
ثم نظرت حولها ونفخت بضيق قائله
.وهو العيش والملح يبقي بالطريقه دي....ولا بتكسر عيني
وأنا مش بحب العيش والملح بتاعكم...لازم لما أعزم أعزم بحاجه تليق بمستوايا ...وأعزم حد عارف انه في يوم من الايام هيليق بمستوايا...
ثم أشار بسبابته نحوها بكل ثقه قائلا
وانتي الحد ده.
نفخت پغضب قائله
وأنا بقي هليق بمستواك ازاي...ده أنا ريحانه اللي انت ووالست والداتك اعترضتوا عليها زمان لما
جوزى طلبني
للجواز...دلوقتي هليق بمستواك..
ثم سخرت قائله
.طب تيجي ازاي دي
هتف زيدان بسخريه قائلا
أنا مش بتكلم عن المستوى المادي...وعلي فكرة أنا عمرى ما
اعترضت
عليكي...انتي كنتي انتي وقصي هوا بالنسبه ليا..
ثم ابتسم ابتسامه بسيطه وأشاد بها قائلا
.بس مكنتش أعرف ان دماغك ألماظ في التركيبات....ده انتي كنتي خسارة فيه.
تنهدت ريحانه بحزن قائله
ثم زفرت قائله
علي الأقل كانت نفعتني دلوقتي ومحوجتنيش للشغل
ثم ابتسمت بضعف قائله
عبيطه اللي تبيع الحب علشان منصب أو فلوس....بس لما يكون حب حقيقي..مش مزيف وأناني.
ردها كان عبارة عن ذبذبات واشارات الي عقله تحثه علي التراجع حتي لا يقوم بظلمها مرتين ولكن صوت العقل القاسې كان أعلي وكان من الضرورى انتظار ما سيحدث في الغد فغير نطاق الموضوع قائلا
ماشي يا دكتوره ...أنا بعطيكي فرصه من دهب علي طبق فضه...خلصي التركيبه وليكي نص تمن الماركه ده غير انها هتكون باسمك..
ثم استطرد محاولا أن يغريها أكثر قائلا
ذاتا ممكن أشوفلك منحه وتاخدي الدكتوراه.
هزت كتفيها بلا مبالاة قائله
لو علي التركيبه تخلص بسرعه...بس الموضوع مش موضوع تركيبه ولا ماركه...انت وراك هدف ومسيرى هعرفه...
ثم حذرته قائله
بس وانت بتعرفه ليا خد بالك مني أنا مش سهله...ولو طلع اللي في دماغي اعرف انه مستحيل....ريحانه القديمه اللي كلكم تعرفوها بخ انتهت...
ولا ممكن ترجع تاني...لأني ادبحت ومستعده أدبح المره دى.
ابتسم اليها ابتسامه بارده ولم يرد عليها يكفيه احساس الضعف والخۏف الذي يشاهده في عينيها حتي لو كانت قادرة علي أن تخفيه
معرفته بها منذ ثلاث سنوات تؤكد له أنها لم تناسب عالمه يوما ما...لذلك في كل مرة يحاول فيها اخبارها بما يريده عيناها تجبره علي اخفاء السر وراء احتكار وجودها بالمصنع... لو كان الأمر مثل ورقه عقد العمل لكان فعلها...وجعلها زوجته مثل ما جعلها تعمل بالمصنع ثلاث سنوات قادمه رغما عنها...يعلم جيدا أنها سترفضه لأنها كانت تحب قصي حبا أسطوريا... ولكنها غفت غفوة بسيطه تحول فيها قصي من فتي الأحلام الي تراب الأساطير...نظر الي عمق عينيها ليجد كلمات وطلاسم مخفيه ...فلذلك عزم أمره أن يظل يلاحقها حتي يكشف سر هذه الطلاسم...تحدي عينيها له يجعله مهووس ومتيم بها...لا ينكر أنه حلم يوما أن يجد امرأة تحمل صفاتها... وظل يبحث ولكن لم يجد مثل ما رسم...لو كان وجدها قبل قصي لكان شعر بالكمال...يسخر من قصي الذي تركها وأخل بوعوده معها...يعتبره رجلا فاشلا...ففي قانونه الرجل الذي يشعر المرأة بالخذلان لا يعد رجلا...خاصه مع أول مشكله تقابلهم...يظن قصي أن الزواج من أخرى وحملها أن هذا يؤدي الي تحقيق الذات وبناء العائله...يعتبر زيدان هذا الأمر لا يمثل فارقا اذا حدث معه...يصف قصي بصفه واحده عندما تخلي عن معشوقته القديمه فهو جبان.
موكا سحر الروايات رواية غيبيات تمر بالعشق
انتهي الطعام وعادت ريحانه الي منزل نورا بمفردها رغم عرضه عليها