الإثنين 25 نوفمبر 2024

قطة في عرين الأسد بقلم بنوتة أسمرة

انت في الصفحة 18 من 72 صفحات

موقع أيام نيوز

فى الرجلين .. وممكن تكون البدايه حاجه تافهه جوى .. بس جلبت بدم .. وكل عيلة عايزة تاخد بتارها من العيلة التانية وهكذا واحد من عيلتنا مقابل واحد من عيلتهم .. استمر الوضع سنين طوال .. لحد ما حصل اللى وحدنا ووجف بحر الډم بيناتنا .. وآنى ما بديش نرجع للى فات تانى والعداوة بيناتنا .. ويضيع رجالتنا وشبابنا بسبب هاى العادة المتخلفة .. وعشان اكده انا و سباعى من سنين طوال عاهدنا بعض نعمل كل اللى فى وسعنا عشان نمنع المشاكل بين العيلتين .. ونوجف تيار الډم اللى بيناتنا
التفتت اليه مريم قائله بأعين دامعه 
طيب أنا ذنبي ايه .. أنا مغلطتش .. ومش عايزه أتجوزه
قال عبد الرحمن بحزم 
آنى جولتلك ان مصلحة العيلة والجبيلة فوج كل شئ وبعدين احنا مش هنرميكي يا ابنيتى .. لو جمال معرفش يحافظ عليكي هناخدك منيه
قالت مريم بحنق 
بعد ما أكون اتجوزته
قال عبد الرحمن 
يا بنتى جمال ابن عيلة أكابر .. وعنده شركه بتاعته .. وراجل زين .. يعني مش هنرميكي لراجل مش من مجامك .. لا عيلة الهوارى عيلة كبيرة ومعروفة وسط الخلج
قالت مريم پغضب 
وأنا ميهمنيش هو من عيلة مين أو عنده ايه .. أنا مش عايزه لا أتجوزه ولا أتجوز غيره .. هو ظلمنى معرفش ليه عمل كده وهو ميعرفنيش بس أنا واثقه ان ده بسبب العداوة اللى كانت بين العيلتين .. بس قادر ربنا ينتقم منه ويجبلى حقى
قام عبد الرحمن وقال بحزم 
الكلام ده معدش له لزوم .. لان خلاص كل شئ اتحدد واترتب
قالت مريم بعند 
ربنا معايا وهينصرنى أنا واثقه .. اعملوا اللى تعملوه مفيش مأذون هيرضى يجوزنى من غير ما أقول أنا موافقه
صاح عبد الرحمن غاضبا 
انت دماغك ناشفه كتير
ثم تركها وانصرف .. وعادت مريم الى شرودها مرة أخرى ولسانها لا يفتر
ترديد الآيه فى سورة الشعراء التى تقول رب نجني وأهلي مما يعملون .. ظلت ترددها ولا تقول غيرها حتى فى صلاتها وسجودها كان هذا دعائها الوحيد رب نجني وأهلي مما يعملون 
فى صباح اليوم التالى قاد مراد سيارته بصحبة عمته متوجها الى النجع .. وصلا بعد عناء السفر واستقبلهم سباعى بالترحاب .. أقبل علي مراد قائلا 
أهلا ومرحبا بإبن خوى
عانقه مراد
قائلا 
ازيك يا عمى أخبارك ايه
ابتسم سباعى قائلا بفرح 
امنيح يا ولدى كيفك انت وكيف اخواتك البنات
قال مراد مبتسما 
بخير الحمد لله يا عمى .. ازي عريسنا أخباره ايه
أشار سباعى الى الداخل قائلا 
عندك جوه ادخله يا ولدى
ساعد مراد عمته بهيرة على الخروج من السيارة .. استقبلها سباعى قائلا 
كيفك يا بنت بوى
الحمد لله يا سباعى كيفك انت ومرتك وابنك
الحمد لله يا بهيرة الحمد لله
استقبل جمال .. مراد بالترحاب وعاقنه قائلا 
أهلا أهلا ب مراد ولد عمى
قال مراد 
أهلا بعريسنا .. مبروك يا جمال ربنا يتمملك بخير
قال جمال بسعادة 
عجبالك انت كمان يا ولد عمى .. أمال فين عمتى مجتش معاك ولا اييه
لا جت .. بره مع عمى
ماشى هروح أسلم عليها .. يلا ادخل غرفتى ارتاح شوى
ماشى يا جمال
توجه مراد الى غرفة عمته أولا ووضع بها حقيبتها ثم توجه الى غرفة جمال ووضعه حقيبته بها .. دخل وأخذ دشا خرج ليجد جمال جالسا على فراشه قائلا بمزاح 
ايه رأيك نشوفلك واحده من بلدنا مادام بنات مصر مش عاجبينك
ابتسم مراد قائلا 
هو انا أسيب ماما فى القاهرة تطلعلى انت يا جمال .. بقولك ايه عشان منخسرش بعض أفل على الموضوع ده خالص
ضحك جمال قائلا 
ماشى يا ولد عمى .. بس لو نويت جولى وأنا أختارلك عروستك .. آنى أعرف كل البنات اللى فى البلد .. ومنهم بنات ايييه يا بوى يحلوا من على حبل المشنجه
ضحك مراد قائلا 
يا ابنى انت كمان كام يوم وهتتجوز .. لو مراتك سمعتك بتتكلم كده متلومش الا نفسك
قال جمال 
لا آنى أجول وأعمل اللى على كيف كيفي .. وهى مش هتكون أكتر من الكرسي اللى انت جاعد عليه ده
ابتسم مراد بتهكم وقال 
بداية غير مبشرة .. ربنا يكون فى عونها
قال جمال وهو يغادر الغرفة 
آنى أدرى بالطريجه اللى أعامل بيها مرتى .. يلا ارتاحلك شوى
التف الجميع حول طاولة الطعام فى بيت سباعى .. قالت بهيرة التى كانت تشعر بدوار موجهه حديثها الى أخيها 
جولى بجه يا سباعى ايه حكاية الجوازه دى بالظبط .. واشمعنى بيت عبد الرحمن السمري
فجأة وأمام أعينهم المندهشه سقطت بهيرة مغشيا عليها .. فزع مراد وهب واقفا .. جثا على ركبتيه بجوارها وحاول أن يفيقها .. استجابت عمته له بصعوبه .. مع جمال الى غرفتها وأحضروا لها الطبيب الذى قال 
هى مكنش ليها سفر دلوجيت .. شكلها الضغط عندها عالى جوى .. والسفر تعابها بزيادة .. مطلوب راحه تامه وتاخد أدويتها بمعادها .. وكمان الأدوية بتاعة ضهرها تاخدها بإنتظام لان من الواضح انها مكنتش مواظبه عليهم .. وياريت محدش يجولها اى حاجه تضايجها او ترفع ضغطها لان ضغطها عالى كتير
تنهد مراد قائلا 
شكرا يا دكتور
انصرف الطبيب والتف الجميع حول بهيرة .. قالت والدة جمال 
حمدالله على سلامتك يا بهيرة خوفتينا عليكى جوى
جلس مراد بجوارها وقبل يدها قائلا 
حمدالله على سلامتك يا عمتو
التفتت اليه قائله 
تسلم يا ولدى
قال سباعى 
ارتاحى يا اختى ولو احتجتى حاجه ناديلنا
أومأت برأسها وانصرف الجميع ليتركوها تنعم بالراحه
طلب سباعى من زوجته و من جمال اللحاق به فى غرفته .. أغلوا الباب خلفهم والټفت اليهم قائلا 
حالة بهيرة لا تسر عدو ولا حبيب .. مش عايزها تدرى بالمصېبة اللى وجعنا فيها عشان الضغط ميعلاش تانى
قال جمال 
متخافش يا بوى مش هجيبلها سيرة واصل
سأله سباعى بقلق 
جبت سيرة ل مراد
لا متكلمتش معاه فى حاجه
امنيح .. مجولوش حاجه
مفيش داعى يعرف وعشان كمان ميجولش لعمته .. وان شاء الله الموضوع يعدى على خير .. وكتب الكتاب ينكتب فى معاده ونخلص من الورطة دى
بعد يومين قال عثمان ل مريم التى كانت تساعد جدتها فى المطبخ 
اعملى حسابك ان بكره هنروح سوا عشان الكشف الطبي اللى بيطلبوه عشان كتب الكتاب
نظرت اليه ببرود قائله 
مفيش داعى ..لانى مش هتجوز
اقتحم عثمان المطبخ صاح فى ڠضب 
جولتى اييه سمعيني تانى اكده
أبعدته أمه قائله 
عثمان روح شوف صالحك
نظر الى مريم پغضب قائلا 
بكرة الصبح تكونى جاهزه بكير سمعتى ولا مسمعتيش
قالت أمه وهى تخرجه من المطبخ 
طيب هتكون جاهزه يلا انت امشى من هنه .. يلا دلوجيت
عادت مريم تكمل ما بيدها وهى تشعر بالحزن والأسى وعادت مرة أخرة تردد رب نجني وأهلي مما يعملون 
فى صباح اليوم التالى وفى المركز الطبي جلس مراد بجوار جمال الذى أخذ يهتف بحنق 
مش عارف آنى لزمته ايه الكشف ده .. أهو عطله على الفاضى
قال له مراد 
متقلقش الموضوع مش بياخد وقت
رن هاتف مراد فوجد أن المتصل والدته .. حاول التحدث معها لكن كان الصوت متقطعا بشدة فنهض قائلا 
ماما اقفلى وهطلع أتكلم من بره لان المكان اللى أنا فيه الشبكة فيه ضعيفه
الټفت الى جمال قائلا 
هطلع أكلمها من بره وأرجعلك
ماشى يا ولد عمى
نزلت مريم من سيارة عثمان التى أوقفها أمام المركز الطبي قائلا 
اسبجيني انتى .. آنى هركن العربيه وآجيلك
ذهبت فى اتجاه المركز وعلامات الآسى على وجهها .. ستفعل كل ما يطلبوه منها حتى معاد كتب الكتاب .. لكنها لن
توافق على الزواج أبدا حتى لو كان البديل هو مۏتها .. كانت تسير مكتئبه حزينه فما كادت توشك على الدخول من باب المركز حتى وجدت رجلا خارجا فرجعت خطوة الى الخلف لتسمح له بالمرور .. رفعت رأسها فارتطمت نظراتها بوجه الرجل .. لم تشعر بحقيبة يدها التى سقطت منها .. انحنى مراد والتقطت حقيبتها التى سقطت ونظر اليها قائلا 
اتفضلى
بدت مريم وكأنها لا تسمعه .. كانت تحدق فى وجهه بشدة بأعين متسعه .. أخذت نظراتها تتفرس فى ملامحه وهى تنظر اليهبذهول .. شعر مراد بغرابة نظراتها .. ظل متفرسا فيها هو الآخر يحاول فهم تلك النظرات الغريبة التى ترمقه بها .. كانت نظراتها تتسم بالدهشة والصدمة ثم مالبثت أن تحولت الى نظرة شوق ولهفه وكأنها حبيبه التقت بحبيبها بعد طول غياب .. قال مراد مرة أخرى وهو يحاول تفسير نظراتها 
اتفضلى
مدت يدها تأخذ الحقيبة وهى لا ترفع عينيها عن وجهه فلمست يده .. نظر مراد الى يدها الموضوعه على يده ثم رفع نظره اليها .. لحظة وأفاقت لنفسها وشعرت بالخجل الشديد أخفضت بصرها وأخذت الحقيبة ودخلت الى المركز مسرعة .. تابعها مراد بنظراته وهو مازال مندهشا من تمعنها فى النظر اليه بهذا الشكل .. دخلت مريم وجلست على مقعد وهى تشعر بأن قدماها ترتجفان ولا تستطيعان .. وبضربات قلبها تتسارع ويزداد اضطراب تنفسها .. بدا عليها الذهول الشديد .. عندها رفعت نظرها لترى جمال الذى كان متجها للخارج ويبدو أنه لم ينتبه اليها .. حمدت الله على ذلك فلو جاء للتحدث اليها لما استطاعت التحكم فى أعصابها ولكانت صړخت فى وجهه بكل ما يعتمل فى داخلها من ڠضب .. خرج جمال و انتظر حتى أنهى مراد مكالمته ثم قال 
خلاص خلصت
قال له مراد 
طيب كويس يلا نمشى
الټفت مراد ليلقى نظرة على المركز قبل أن يغادر وهو مازال مندهشا من النظرات التى رمقته بها تلك الفتاة .. التقيا ب عثمان الذى دلف من بوابه المركز الخارجية فقال له جمال بسخرية 
أهلا يا عم مرتى
قال له عثمان بغيظ وهو يسير فى طريقه 
جبر يلمك
أطلق جمال ضحكه عاليه ساخرة وهو يتابعه بنظراته .. قال له مراد 
مين ده
الټفت اليه جمال قائلا 
عم مرتى
بس شكله مضايق منك
ابتسم جمال بسخرية قائلا 
تعالى تعالى متشغلش بالك كتير
متأكد انها بنت
خيري السمري 
ألقى حسن المنفلوطى هذا السؤال على أحد رجاله الذى رد قائلا 
أييوه متأكد .. وكتب كتابها هى و جمال السباعى آخر الاسبوع
كان حسن المنفلوطى رجل فى العقد السادس من عمره .. لكن تبدو عليه القوة والصلابة وتعبيرات وجهه التى تتسم بالغلظة والقسۏة .. قال وكأنه يتحدث الى نفسه 
يعني بنت خيري هياخدها ابن سباعى
ثم الټفت الى الرجل قائلا 
لسه مفيش أخبارك عن خيري السمري أو خيري الهواري
لأ يا حاج حسن مظهرش ولا واحد منيهم
قال حسن 
أكيد خيري السمري هيظهر فى فرح بنته
قال الرجل 
وان مظهرش 
قال حسن بحزم 
ان مظهرش ومعرفتش أوصله لا هو ولا خيري الهواري .. يبجى لازمن الفرح ده يتحول لبركة ډم .. والعيلتين يجعوا فى بعض
آتى اليوم الموعود وتعالت الزغاريد فى بيت عبد الرحمن كانت مريم تنظر الى ما حولها وكأن الأمر لا يعنيها .. كانت عازمة ومصرة على رفض هذا الزواج وأن تقف أمام هذا الظلم الذى وقع عليها .. لن تسمح لهذا المدعو جمال أن يحقق
17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 72 صفحات