خان غانم بقلم الكاتبة سوما العربي
عقله لأول مرة و قد عاود مرمغة أنفه في شعرها مرددا حتى ريحتك أتغيرت بقت تجنن
و هو يغمض عيناه بتيه شديد مندمج بتلك الحالة الغريبة التي سحبته لدوامة يقع فيها لأول مرة و لم يخرجه منها سوى صوت العم جميل يردد يا غانم بيه يا غانم بيه الحق عمتك صفاء يا بيه
أبتعد العم جميل عن مقدمة باب المطبخ و هو يرى سيدة يحتضن امرأته و وقف جانبا يكمل بينما يخفض عينه أرضا الحق يا بيه
اخذت حلا تهز رأسها پجنون ربما تحفز على الإبتعاد و قد أبتعد أخيرا بالفعل و ذهب مع العم جميل
و هي سقطتت أرضا بعدما ذابت قدميها و لم تعد تحملانها و جلسة على أرضية المطبخ تتنفس بصعوبة و قد أحمر وجهها
جميل ايوه يا بيه
أشعل غانم سيارته و قال هات الرجاله و تعالى ورايا و كلم الناس شوفوا الكهربا قاطعه ليه خليهم يرجعوها في أسرع وقت
جميل حاضر يا بيه
ثم أستقل سيارته و غادر سريعا خلف سيارة غانم التي بدأت تنهب الطريق متجه لبيت عمته
دلف كرم في اللحظة التي عادت فيها الكهرباء ليصدم بحلا و قد افترشت أرضية المطبخ و على وجهها أمارات الخۏف الشديد
فمال عليها يسأل حلا مالك كده فيكي
إيه
رفعت أنظارها له و قالت عايزه أمشي من هنا عايزه أمشي
هز كرم رأسه بتأكد يحاول طمئنتها و لم تمر ربع ساعه إلا و قد ساعدها على مغادرة المكان و قد وعدها بأن يتولى هو أمر السيدة سلوى
في نفس الوقت الذي دلف فيه غانم للبيت و قد عاد و معه عمته صفاء التي قالت سايق عليك النبي لا تسيبني أرجع يا غانم
نظر لها غانم پغضب و قال ترجعي فين تاني بعد ما هانك و بهدلك كده الراجل ده انا سكت له كتير و ماحدش حايشني عنه غيرك ده بيهين بنت الحاج غانم ست ستات الخان ده كله و ولي نعمته
غانم أديكي قولتي بنفسك كبروا تعالي أدخلي
ثم رفع صوته و بدأ ينادي سلوى سلوى
زمت صفاء شفتيها و قالت بتناديها ليه بس
نظر لها غانم مرددا تيجي تسلم عليكي و تشوف طلباتك إيه لسه مش بالعاها
قطعت حديثها في نفس اللحظه التي ظهرت فيها سلوى على الدرج و قد صدم غانم و هو كعارضات الازياء يتبختر أمامه فكاد أن يجن و هو يردد هي رجعت لعود القصب المعصعص تاني لحقت
استمعت له صفاء فضحكت مرددة ياما حاولت و ما نفعش
بدأت سلوى تتقدم من غانم و الأشتياق قد بلغ مبلغه منها فأقتربت منه بلهفه تردد غانم حبيبي أيه المفاجأة الحلوة دي مش كنت تقولي إنك راجع النهاردة
بادلها غانم وهو ينظر لها بإستغراب رائحتها التي يعرفها هي هي لم تتغير
اخذت تحدثه بحماس شديد و هو ينظر لها پجنون فأين ذلك الجسد الممتليئ الغض الذي كان يحتضنه من دقائق قليلة جدا و رائحة ذلك الجسد الذي أذهبت عقله و ألهبت حواسه
هو متأكد أنه لم يكن حلم
كان على مشارف الجنون و سأل إنتي رفيعتي تاني أمتى يا سلوى
فضحكت عمته ساخره و قالت و هي كانت تخنت قبل كده يا عنيا ما هي كده من يوم ما دخلت بيتنا
لتكمل سلوى بحاجب مرفوع أيوه
فعلا طول عمري مانيكان
لتعلو ضحكت صفاء المتهكمة بينما خرج غانم قبلما يخرج عن شعوره فعليا و ذهب إلى غرفة جميل يناديه حتى خرج له
العم جميل خير يا بيه
غانم جميل إنت لما جيت تناديني من المطبخ عشان عمتى صفاء أنا كان معايا حد
حمحم جميل و نظر أرضا يقول أيوه يا بيه كان معاك المدام
رفع غانم رأسه لأعلى پجنون و هو يشد خصلات شعره حتى كاد أن يقتلعها من جذورها و هو يتأكد أن ما حدث كان حقيقة و لم يكن حلم من أحلام اليقظة التي لطالما تمناها
و بقى السؤال من تلك التي كانت في أحضانه و بين ذراعيه و قد حركت كل تلك المشاعر والأحاسيس التي ظن أنه قد خلق بلاها
يا ترى إيه إلي هيحصل
و غانم هيقابل حلا تاني
و لو قابلها هيعرفها
و لو عرفها هيعمل أيه
و هي هتروح تاني البيت و لا خلاص كده خاڤت
و يا ترى حلا ناويه على أيه و عايزه تسرقه ليه
خان غانم الفصل الثاني بقلم سوما العربي
دلف للبيت مجددا و هو على شفا الجنون.
إذا ما حدث كان حقيقا لم يكن حلم أو يهيئ له .
انقلب حاله تماما لقد جن على الأخير يريد أن يعرف من هذه بل و متلهف لذلك.
كانت عمته و زوجته في أنتظار كرم الذي ينهي وضع الصحون للعشاء
فدلف بوقتها گ المچنون ينادي زوجته
غانم سلوى.... سلوى .
ألتفت له في التو و هي تردد نعم يا حبيبي .
غانم في حد غريب دخل البيت النهاردة
سلوى حد حد زي مين .
غانم واحده ست .. بنت .
لم تبالي سلوى كثيرا و لم تهتم و ردت لأ.
زاد جنونه و عصبيته و هو يردد إزاي أنا متأكد أن في بنت كانت هنا من شويه .
ليتدخل كرم في الحال و هو يجيب ايوه دي الخدامة الجديدة.
صدم غانم لا بل صعق لا يستطيع التخيل حتى فهل كل ماشاعر به حينها كان ع خادمه !
وقف مبهوتا لا يستطيع التفكير ربما قد توقف عقله عن العمل
وضع يداه يغرزهم في جذور شعره كاد أن يقتلعهم من مكانهم بينما تنظر له سلوى مستغربه وهي تسال في ايه يا غانم بتسال عن البنت دي ليه هو حصل حاج
هز غانم رأسه پجنون للأن لا يستطيع التصديق وسأل من جديد طب وهي فين دلوقتي
سلوى المفروض ان هي هنا انا قولت لها ما تروحش الا لما تخلص تنضيف البنت كله .
لكن تدخل كرم مجددا وقال معلش اصلها تعبت وكان لازم تروح فانا قلت لها تروح وتبقى تيجي بكره تكمل أااا .. أحسن ما كانت تتعب لنا هنا يعني ونحتاس بيها مش كده
كان ينظر الى سلوى مترقبا يدعو ان تتغافل عن الامر فالفتاه كانت متعبه حقا لم تكن تستطيع اكمال مهامها وهو يعرف سلوى جيدا لن تتركها وشأنها الا بعدما تنظف كل ذرات التراب الموجوده في البيت
وقد اشفق كثيرا على هذه الفتاه
فقالت سلوى اه وانت بقى اللي بقيت تقول من يفضل و مين يمشي يا استاذ كرم
كرم البنت كانت تعبانه يا ست سلوى و الشغل كتير مانتي عارفه البيت كبير عليها .
سلوى أمممم ... من أمتى حنية القلب دي يا سي كرم .
هنا تدخل غانم وقال خلاص هنسيب اللي ورانا ونسيب العشا عشان نقعد نتكلم ونجيب في سيره الخدامين جرى ايه يا سلوى يلا يا كرم على شغلك
اكرم سريعا وذهب للمطبخ بينما جلس غانم في مقدمه السفره يشرع في تناول عشائه وهو ينوي عدم التفكير في تلك الخادمه وربح نفسه كثيرا على تلك اللحظه التي عاشها
وضع الطعام في حلقه يمدمه وكل ثانيه يهاجم عقله لذلك الشعور القوي الذي دهمه حينما كانت بين ذراعيه يشتم رائحتها لكنه سب نفسه مرارا وذكر حاله انها خادمه
في صباح اليوم التالي
وقفت حلا امام المرأة تعيد تسريح شعرها تجمعه على هيئه كحكة فوضاوية رغم كونها دوما تفضل ان تطلق له العنان.
لكن الظروف الحاليه لا تسمح بذلك فهي ذاهبة للعمل في بيت غانم صفوان غانم بنفسه لذا تأنقها المعهود غير ملائم حاليا
في تلك الأثناء فتحت والدتها الباب تقف خلفها وهي تنظر لها پغضب شديد .
ثم قالت هو صحيح الكلام اللي غادة قالتهولي ده
سحبت حلا نفس عميق ثم قالت كلام ايه يا ماما
سميحة أنتي روحتي اشتغلتي في خان غانم
الټفت لها حلا وقالت ايوه يا ماما حصل
لطمت سميحه
وجنتيها ها وقالت يا نهار ابيض.. اهو ده اللي انا كنت خاېفه منه .... انا كنت عارفه من زمان انك هتعملي كده ده سكوتك ده ما كانش بالساهل واسرارك ان احنا نيجي ونعيش في القاهره برده ما كانش بالساهل دماغك كان فيها تخطيط تاني يا بنت بطني مش كده .
حلا أيوه.. زي ما قولتي بالضبط دماغي فيها تخطيط تاني ومش هامشي الا لما اخد منه كل اللي انا عايزاه
سميحه هو انت فاكره نفسك قد غانم ده ياكلك يا حبيبتي يبلعك من غير ما يحس حتى انت مش قد غانم صفوان دي رنا اللي بنقول عليها داهيه من دواهي الزمن ما أخدتش في أيده غلوه وفي الاخر أنتي نفسك شوفتي اخرتها كانت ايه .
أطبقت حلا عيناها بحزن شديد فقد داهمتها كل ذكريات الاعوام السابقه .
حبست الموع في عيناها تتذكر تلك الاحداث جيدا وما تعاقب وترتب عليها بعد ذل
سحبت نفس عميق تحاول ألا تبكي بينما تحدثت سميحه وقالت برجاء استهدي بالله يا بنتي وسيبك من اللي في دماغك ده وتعالي نرجع الزقازيق من تاني احنا ما لناش
عيش هنا .
فتحت حلا عينيها وقالت لها زقازيق اللي ترجعيلها يا امي احنا أترضنا منها ومشينا هربانين في عز الفجر ولا ناسيه
سميحه خلاص بلاش الزقازيق يا ستي.. نعيش هنا بس بلاش غانم و خان غانم .. اوعي تروحي هناك وبعدين تعالي هنا انت ازاي تقبلي على نفسك انك تشتغلي خدامه انت ناسيه انتي بنت مين وكنتي عايشه عيشه عامله ازاي
ولتها حلا ظهرها تعيد ضبط الكحل في عينيها وهي تردد بسخريه واستهزاء أهو أنتي قولتيها بنفسك يا أمي كنت ..كنت وما بقتش .. دلوقتي احنا في عيشه تانيه وفي مستوى تاني ولازم نتتأقلم عليه وبعدين ما تقلقيش الشغلانه دي مؤقته ان شاء الله مش هاكمل اسبوعين فيها
نظرت لها سميحه پغضب وقالت طب طالما الكلام مش جايب معامي فايده تبقي مش هتخرجي يا
حلا