الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 16 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

أقول لإيهاب لإنى لو قلتله كان هيصمم يجى معايا وأنا عارفة إيهاب حمقى ومش هيستحمل كلمة على ماما وأنا لسه مش عارفة االماضى كان شكله أيه 
أومأ ابراهيم برأسه موافقا لها وقال عين العقل يابنتى
تنهد حسين تنهيدة قوية وهو يقول أنا كنت عارف أن مسيركم تسألوا وكنت خاېف من اللحظة دى
ثم نظر إلى إبراهيم
وكأنه يستشيره ماذا يقول وماذا يخفى فقرر إبراهيم أن يرفع عنه الحرج فبدأ بالحديث قائلا 
شوفى يا بنتى 
قاطعه حسين قائلا أستنى يا ابراهيم قبل أى كلام لازم نبعت نجيب كل الدفاتر والمستندات علشان يبقى الكلام بالدليل 
أجرى حسين أتصالا بالموظف المسؤول عن حسابات الشركة بعد دقائق قليلة أتى الموظف بالمستندات المطلوبة ووضعها على الطاولة أمام إيمان كما أمره الحاج حسين وانصرف 
أشار لها حسين قائلا دى كل المستندات ومتأرخه بصى على التواريخ وراجعى الحسابات وده العقد اللى أبوكى الله يرحمه مضاه بأنه أخد كل فلوسه وعمل تخارج من الشركة لما كانت لسه صغيرة وأخد نصيبه منها كله وده أعلام الوراثة بتاع أملاك جدك الله يرحمه علشان ينورك أكتر خدى كل دول معاكى وأعرضيهم على أى محاسب ومحامى تثقى فيه وساعتها هتعرفى الحقيقة 
أردف إبراهيم متابعا مفيش غير حاجة واحدة بس مش موجودة على ورق جدك الله يرحمه اشترى الأرض اللى مبنى عليها دلوقتى البيت الكبير لكن ملحقش هو اللى يبنيه بعدها على طول توفاه الله واكتشفنا أن الأرض خرجت من الميراث لأن جدك كتبها بأسمى انا وحسين قبل ما ېموت 
أكمل حسين وأوعى تفتكرى يا بنتى أن جدك ظالم علشان كتب الأرض بأسمى انا وابراهيم بس وأبوكى لاء جدك ساعتها كان عنده بعد نظر وكان متأكد ان ابوكى هيسحب ورثه كله ومش هيتبقاله حاجة تعيشه وساعتها وصانى قبل ما ېموت اننا نبنى البيت ويبقى ده بيت العيلة الكبير ويبقى لاخويا علي الله وولاده نصيب في البيت بنصيبهم في الأرض يعنى انتوا يابنتى عايشين في ملككوا مش ضيوف عندنا 
كانت إيمان تسمع وكأنها تشاهد فيلم أبيض وأسود وترى المشاهد أمامها فقالت بخفوت بس الأرض باسم حضرتك وعمى بس يعنى قانونا احنا مالناش حاجة فيها
أبتسم حسين قائلا أديكى قولتى قانونا لكن ضميرنا عارف أن جدك كان نيتوا أن الأرض تبقى لينا أحنا التلاتة وجدك مربينا ومتأكد أننا مش هنخالفه حتى بعد ما ېموت جدك كان عاوز يجمعنا مع بعض بعد مماته زى ما كان جمعنا في حياته 
قالت ايمان وقد لمعت عينيها بالدموع بس ده مخالف للشرع
أومأ حسين برأسه موافقا صح يا بنتى الميراث بالذات لازم يبقى قانونى ومكتوب لأن النفوس والضماير بتتغير 
لكن جدك كان ده تفكيره ساعتها علشان يحافظ على الحاجة الوحيدة اللى هتبقى مجمعانا في بيت واحد ومكان واحد وبصراحة هو كان عنده بعد نظر وكلامه اتحقق فعلا أبوكى الله يرحمه أخد ورثه كله ودخل في مشاريع بعيد عننا وكلها خسړت ولو كان عارف أنه ليه حق في الأرض كان باعه هو كمان 
توترت إيمان وشعرت أن عقلها غير قادر على فهم كل هذه المفاجآت في آن واحد أنا مش فاهمة يا عمى ايه اللى يخلى بابا يبعد عنكم كده وياخد ورثه ويشتغل لوحده
تردد حسين فقال ابراهيم أمك هي السبب
وقعت الكلمة على أذنيها ثقيلة رغم أنها كانت تتوقع الكثير فقالت أزاى يا عمى أمى هي السبب
حسين ده تاريخ طويل يابنتى ملوش لازمة نفتح فيه دلوقتى 
ثم أردف ومعلش يابنتى ليا عندك طلب
إيمان أتفضل 
قال محذرا مش عاوز حد يعرف دلوقتى بحكاية حقكوا اللى في الأرض أنا هقولهم بنفسى بس مستنى الوقت المناسب 
أومأت برأسها موافقة وقالت حاضر يا عمى بس حضرتك وعدتنى تجاوبنى على أسألتى لكن جاوبتنى على سؤال الورث والفلوس بس ورافض تجاوبنى على الباقى
وأردفت في رجاء أرجوك يا عمى ريحنى أنا عاوزه أعرف ليه أمى بتكرهكوا أوى كده ايه اللى حصل بينكوا زمان ايه اللى يخلى واحدة تطلق تاخد عيالها وتهرب 
ثم أستدارت له بجسدها كله قائلة ياعمى احنا اتعذبنا أوى أحنا عشنا في بلدنا زى الغرب بنخاف نقول أسمنها بالكامل بنخاف نجيب أسم عيلة جاسر على لسانا ماما كانت محسسانا أنكوا لو عرفتوا طريقنا هتقتلونا وكانت مفهمانا أن أنتوا السبب في طلاقها من بابا الله يرحمه وكل ده علشان الورث اللى هو مالوش وجود أصلا كنا عايشين مع جوز أم بنكرهه ومكنش لينا مكان تانى نروحه علشان كده أنا وأخواتى مكنش لنا غير بعض كنا بنتحاما في بعض لحد ما ربنا من علينا وأحنا في ثانوى وجالهم شغل بره ومحدش فينا رضى يسافر معاهم وقعدنا هنا مع بعض نذاكر ونعتمد على نفسنا ونشتغل كمان علشان مكناش عاوزين قرش من جوز أمنا ليه يا عمى أمى تشوفنا كده وتفضل تكرهنا فيكوا وتبعدنا عنكوا إلا اذا كان في سبب قوى فهمنى يا عمى يمكن قلبى يهدى شوية 
ثم بدأت في البكاء وقد عادت إليها آلام السنين والذكريات السيئة نهض إليها حسين وبدأ في تهدئتها فأشار له إبراهيم أشاره وكأن يقول دع الأمر لى جلس إبراهيم أمامها مباشرة وقال 
أنا هريحك يابنتى
رفعت إيمان رأسها وقالت برجاء ياريت ياعمى 
ابراهيم يابنتى الحكاية قديمة اوى من ساعة ما كانت جدتك في مشاكل بينها وبين اختها
سميحة أم أمك لدرجة أنهم قطعوا بعض المشاكل دى كانت بتكبر لدرجة أنها وصت أن محدش من ولادها يتجوز بنتها أحلام أمك يعنى
لكن بقى أبوكى حبها وصمم يتجوزها بدون رغبة جدك جدك ساعتها ڠضب عليه وقاطعه لانه خالف وصية أمه الله يرحمها 
وفضلت العلاقات مقطوعة بين أبوكى وجدك لكن احنا كنا بنسأل عنه وبنعرف أخباره وبعد جدك ما ماټ دخلنا شركة مع بعض أبوكى فضل معانا لحد ما أمك فضلت وراه لحد ما سحب نصيبه من الشركة وكانت بتفهمه اننا بنسرقه ومع الأسف كان بيصدقها من كتر ما كان بيحبها بعد ما خد نصيبه ابتدت
أمك تدخله في مشاريع خسرانه وهو ماشى وراها لحد ما خسر كل فلوسه وأبوكى كان مريض من وهو صغير كان عنده مشكله كده في القلب 
طبعا مستحملش الخسارة الكبيرة دى ودخل المستشفى وساعتها أمك مكنتش بتزوره خالص لأننا كنا موجودين دايما معاه وهي كانت پتخاف تواجهنا لأنها عارفة أنها السبب وأنها هي اللى وقعت بينا وبينه في الوقت ده أبوكى وصانا عليكوا وأننا لازم نراعيكوا ونضمكوا لحضننا ونربيكوا وسط ولادنا وأحنا عاهدناه على كده بعدها أمك راحتله المستشفى وهو قالها بوصيتوا لينا اتخانقت معاه وصممت أنه يطلقها وهو تعبان كده أبوكى كان مضايق منها حاسس أنها دمرتله حياته فراح مطلقها وماټ في نفس اليوم الله يرحمه وأمك خاڤت أننا ناخدكوا منها هربت وأخدتكوا معاها وضحكت علينا عن طريق البواب وفهمتنا أنها هربت على المطار طبعا أحنا عرفنا بعدها أنها كانت حجزه تذاكر فعلا لكن ساعتها اللبخة اللى كنا فيها مخلتناش نتأكد هي ركبت الطيارة فعلا ولا لاء وطبعا خدتكوا بعيد عننا وأحنا كل ده بندور عليكوا بره مصر وعن طريق المطار والكشوفات بتاعة المسافرين 
قالت ايمان وهي مازالت مشدوهة مما تسمع ايوا بس ماما مسافرتش طيران خالص حتى لما سافرت مع جوزها سافرت برى
ابراهيم وهي دى غلطتنا يابنتى أننا كنا بندور في الاتجاه اللى هي رسمته لينا ومدورناش في اتجاه تانى لحد ما وفاء بنتى لفتت انتباهنا لأنكم ممكن تكونوا في مصر من الأساس وان كل ده كان وهم امك عيشتنا فيه بس طبعا ده جه متأخر أوى لأن أمك كانت قررت تعرفنا طريقكوا وبعتتلنا الجواب 
نظرت ايمان الى عمها حسين فوجدت في عينيه نظرة امتنان لأخيه ابراهيم تفرست في ملامحه جيدا فشعرت أن عمها ابراهيم لم يقل كل الحقيقة قالت موجهة حديثها إلى حسين 
عمى هي دى كل الحقيقة هو ده كل اللى حصل
نظر لها في ارتياح قائلا ايوا يا بنتى عمك قالك كل حاجة
شعرت أنهما لن يبوحا بأكثر مما قالا لها وتأكدت بأن هناك شىء ما ولكن مع الأسف سكوتهما عنه يؤكد أنه شىء مخجل نهضت لتنصرف ولكن حسين قال مسرعا 
أستنى يا ايمان نسيتى الملفات والورق ده
هزت رأسها نفيا وقالت بابتسامة مکسورة ملهمش لازمة يا عمى أنا مصدقة كل كلمة قلتها
قال بتصميم مفيش حاجه أسمها ملهمش لازمة
وأمسكها من يدها وأدخلها غرفة الأجتماعات الملحقة بمكتبه وقال لإبراهيم لو سمحت يا ابراهيم اتصل بالمحامى والمحاسب وخاليهم يجوا حالا 
حاولت إيمان أن تذهب ولكنه كان أشد تصميما من ذى قبل على أن تجلس مع المحاسب والمحامى ليشرحوا لها الأوراق ويطلعوها على الأمر برمته 
خرجت ايمان من الشركة بين مشاعرها المتخبطة المختلطة وكأن مشاعرها ريشه في مهب الريح نعم هي سعيدة بأنها علمت أنها تعيش في ملك أبيها وليست كضيفة عند أعمامها ونعم قد شعرت بصدق مشاعر الحنان من أعمامها رغم تأكدها أنهما لم يصرحا بكل شىء ونعم قد عرفت حكاية زواج أمها بأبيها وطبيعة هذا الزواج رغم علمها بانه كان زواج قائم على الطمع من أمها والثقه العمياء المفرطة من أبيها رغم علمها أن تلك الحقيقة منقوصة وتفتقد حلقة مهمة لوصلها ولكنها ارتاحت قليلا كانت تود أن تصر على معرفة كل شىء كانت تود أن تصرح بشكوكها تجاه والدتها ولكنها تذكرت قول الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم فأبت إلا الصمت لأن بصيرتها تؤكد لها أن ما خفى عنها سوف يسوئها كثيرا سوف تؤجل هذا فيما بعد والزمن كفيل بأن يكشف الكثير 
عادت إلى المنزل دخلته ولأول مرة تشعر أنها في مكانها وصعدت إلى عفاف زوجة عمها احتضنتها وقبلتها وعرضت عليها مساعدتها في الطهى وقفت بجوار عفاف في المطبخ وقالت بشكل عفوى 
أنت عارفة يا طنط أنى كنت عند عمى دلوقتى في الشركة
أرتفع حاجبى عفاف بدهشة وقالت بابتسامة بجد ده تلاقى عمك طار من الفرحة ده كان نفسه أوى تزوريه أنت بالذات يا إيمان عمك بيقدرك أوى 
أبتسمت ايمان في حب وقالت وأنا كمان بقدره وبحبه جدا 
ثم أردفت وهي تنظر إلى عفاف وكمان عرفت كل حاجة
ثم تنهدت تنهيدة طويلة وقالت عمى حكالى كل حاجة 
مكنتش أتصور أبدا أن ماما تعمل كده 
ظنت عفاف أن إيمان تتحدث عن عبد الرحمن وهند وسبب فسخ الخطبة فقالت بسرعة أوعى تزعلى يا إيمان والله عبد الرحمن عارف
15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 52 صفحات