الأربعاء 27 نوفمبر 2024

سند الكبير بقلم شيماء سعيد

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


_ أنا كويسة بس زعلانة منك فضلت كتير مستنية عشان الحصة و نتفرج على الماتش زي المرة اللي فاتت بس أنت اتأخرت بس خلاص مش زعلانة لما عرفت إنك تعبان يلا بينا بقى نروح الحصة
اتسعت ابتسامته الخبيثة أكثر بتعلقها به ضم كفها بين كفيه مردفا بحماس لينتقل إليها نفس الحماس 
_ أنا كلمت سند الصبح و قولتله هخرج همت بالليل زي دلوقتي كدة إيه رأيك تيجي نخرج عملك مفاجأة!

بثقة عمياء دون تردد أماءت إليه قائلة 
_ موافقة طبعا بس استنى أجيب عروستي من فوق
_ لا لا لا مفيش لها داعي يلا بينا و هنرجع للعروسة بسرعة يلا يا روحي..
_____________
عند وعد و سند..
ضحكته هذه تغيظها منذ إغلاق باب الخيمة عليهما و هو لا يفعل شيء إلا النظر لها ثم الضحك و كأنها أحد الأفلام الكوميدية أغلقت عينيها ثم أردفت في نفسها عدة مرات 
_ اهدي يا وعد اهدي يا وعد و سيبك منه ده مستفز اهدي يا وعد اهدي
فتحت عينيها ثم ابتسمت إليه بسخرية قبل أن تجلس على هذا الفراش الأرضي و تضع عليها الغطاء مستعدة للنوم رد إليها نفس الإبتسامة الساخرة و بدأ بفك قميصه عنه أخفت وجهها صاړخة 
_ أنت بتعمل إيه يا جدع أنت!
ألقى القميص على الأرض و أخذ عباية مريحة يرتديها كلما أتى لهنا انتهى من تبديل ملابسه بتعب شديد اليوم أقل ما يقال عنه مرهق و اليوم الأصعب غدا يرتاح قليلا ثم يأخذ جولته بالمشاكل معها اقترب من نفس الفراش النائمة عليه جاذبا الغطاء من عليها مردفا 
_ يعني هتاخدي السرير و الغطاء مفيش عندك ډم خالص اختاري السرير و الا الغطا عشان عايز أرتاح.
جذبته منه پغضب الجو بالخارج ثلج يضرب بكل مكان بالخيمة وضعت على نفسها الغطاء من جديد مردفة ببرود و هي تغلق عينيها للنوم 
_ بقولك إيه شوفلك حتة بعيد عني الجو تلج لو نمت من غير غطا أموت أما أنت ما شاء الله جتة بالكتير أوي هيجيلك برد مش أكتر
_ بقى كدة طيب.
بلحظة واحدة كانت تحمل هي و الغطاء و تضم الأرض بظهرها لينام هو على الفراش أرتياح رهيب على هذا الفراش السحري جعله يذهب للنوم سريعا صړخت ڠضبت فعلت كل ما أتى برأسها إلا أنه لا حياة لمن تنادي
حاولت أخذ أنفاسها الغاضبة و هي تقوم من على الأرض متجهة إليه جلست بجواره على الفراش و صمتت هادي وسيم حنون مميز بكل شيء و هو نائم بهذا السلام الغريب على طبعه أول حب بحياتها و ربما سيكون الأخير طالما حلمت و تمنت أن تنام معه بغرفة واحدة تحت مسمى الحب و الزواج تنجب ولي عهده و تكبر وسط قوته و حنانه أخرجت تنهيدة حارة و أصابعها تتحرك على خصلاته باشتياق لن تستطيع اخفائه أكثر
مؤلمة تلك الحياة تضعنا دائما بالطريق الخطأ و تترك لنا حرية إختيار النهاية يا ليتها بتلك القوة التي تجعلها تنسى من هي و من هو و تنعم فقط بدفء أحضانه يا ليته يحبها أو على الأقل يرى بها شريكة حياته هو فقط يريد التجربة مثلما فعل كثيرا
قامت من مكانها تود الجلوس بين الرمال الصافية بعيدا عن الجميع الآن جلست على الأرض بجوار الخيمة تعد النجوم إلى أن رأت فتاة تخرج من الخيمة المجاورة ترتدي أسود بأسود لا يظهر من ملامحها إلا عينيها تحمل زجاجة من الزجاج و ذهبت إلى خلف الصخور
دائما تضع نفسها بألف کاړثة أخذها فضولها خلف الفتاة لتعلم ما  برضو
ضړبتها الفتاة بقوة لتقع بعيدا عنها قائلة بغل 
_ ابعدي عني أنتي مالك و مالي
قامت وعد من مكانها تنفض ملابسها ثم رفعت رأسها للآخري قائلة بتحدي 
_ لأ ليا طبعا لما أشوف واحدة مچنونة عايزة ټموت نفسها يبقى ليه أنا هصحي كل اللي هنا فورا لو معرفتش كنتي عايزة ټموتي نفسك ليه
سقطت دموع الفتاة پقهر مهما قالت أو تحدثت لن يشعر بها أحد ۏجعها سيبقي لها بمفردها من يعرف ۏجع النيران غير الغارق بداخلها اقتربت منها وعد باشفاق شديد ثم ضمتها إليها مردفة بعتاب حنون 
_ طيب بس بطلي عياط صدقيني كل حاجة هتكون بخير بس قوليلي ايه اللي يخلي بنت قمورة زيك كدة تحاول ټموت نفسها و فرحها بكرة مش المفروض دي تكون ليلة العمر
ارتاحت الفتاة على صدرها مردفة بنبرة متقطعة من كثرة الخۏف و البكاء 
_ ليلة العمر عندكم انتوا يا ست هانم لما تاخدي فارس أحلامك و تحققي حلمك و تبقي أخيرا جوا بيته لكن هنا الموضوع مختلف خالص أنا لا عمري شوفته و الا أعرف حتى إسمه كل اللي اعرفه انه ابن كبير قبيلة هنا بجوارنا و هكون الزوجة التالتة كمان إمبارح الستات بتوعه كانوا في الفرح و أصغر واحدة فيهم عندها 40 سنه و أنا لسة مكملتش 16 سنة يعني اد أبويا أعمل ايه في نفسي بس حاولت أهرب فشلت مكنش ادامي حلول إلا المۏت
قصة مؤلمة و بالفعل لم يشعر بها الكثير إلا أنها شعرت ربما لأنها الأخرى ټموت بنيران الهوى و تعلم ۏجع الڠصب أو لأنها أنثى مثلها مرت بلحظات ضعف كثيرة ابتعدت عنها قليلا ثم رفعت وجهها إليها قائلة بقوة 
_ و إنك بقى ټموتي كافرة هو ده الحل اللي وصلتي له!.. أنتي شابة صغيرة و لسة المستقبل قدامك كبير ليه عايزة تضيعي كل ده في لحظة جبن و ضعف..
ضحكت الفتاة بسخرية على تلك الطبيبة التي ترى الحياة وردية مثلما تعيشها أزالت دموعها بأكمام ملابسها ثم قالت بحسرة 
_ شكلك مش فاهمة الحياة هنا يا ست الدكتورة طبعا و اللي زيك هيعرف إحنا عايشين إزاي ازاي و أنتي مرات سند الكبير صعبة عليكي دي أنا حتى لما حبيت مقدرتش آخد اللي حبيته عشان مش من توبي و لا بص ليا أصلا بص لدكتورة من البندر و جاي بيها يحضر فرحي شوفتي الخيبة اللي أنا فيها بقى
ألجمت الصدمة لسانها هذه الفتاة تقصدها هي و تعتبرها أخذت منها حب حياتها ابتلعت ريقها ببعض الضيق قائلة 
_ تقصدي سند صح!
أومأت الأخرى بقوة مجيبة 
_ أيوة أقصد سي سند الكبير من أول ما كملت 14 سنة و عرفت أنه طلق جديد حلمت باللحظة اللي ممكن يحبني فيها و أخرج من القبيلة دي بكل ما فيها أبقى خدامته و تحت رجله لحد أمبارح كان عندي أمل يقول أنا عايزها وقفوا الفرح ده بس كله راح لما دخل عليا بيكي يا دكتورة عرفت إني عمري كله راح في الأرض أظن دلوقتي مش عايزة تساعديني ممكن بقى تسبيني في حالي
قامت
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 36 صفحات