الأربعاء 25 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي بقلمي فاطيما يوسف

انت في الصفحة 101 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


وهو يرفع يداها ناحية شفتاه يقبلها بوله والصبر نفذ من صبره في ابتعاد سكونه عنه 
مهما يكون اللي حوصل وبالنسبة لك هيضيع الحب الكبير اللي بيناتنا فهو بالنسبة لي تفاهات قصاد اني عرفت إنك مقت لتيش ولدي ولا انك مش عايزة تخلفي مني 
كانت دقات قلبها تتص ارع داخلها فهي في أحضان عمرانها التي حرمت منها تشعر كأنها كالملك الذي يجلس على كرسي العرش ويملك الدنيا بأكملها ثم وجدته يترجاها بعينيه أن تتحدث عما بها وتحكي له كل شئ حدث لها 

وجد أنها لاتستطيع الوقوف على قدميها فجذبها من يدها وأجلسها على التخت ثم حاول تهدئتها فمن الواضح
أن أعصابها متوترة بشدة 
طب احكي لي بهدوء وأيا كان اللي هتحكيه فهيوبقى له حل طالما اني وانت جنب بعض ياحبيبي 
ابتلعت أنفاسها بصعوبة ثم تحدثت عما يجيش في صدرها ويؤرق حياتها 
قبل فرح مكة عرفت اني حامل كنت فرحانة قوووي إن ربنا جبرني وهجيب لك طفل يفرح قلبك ويوبقى زينة البيت لماما الحاجة وبابا سلطان لكن في نفس اليوم حوصلت مشكلة مكة اختى فاتلخمت وياها ولأني كنت عايزة افرحك بالخبر دي واني عاملة أجواء في خيالي تخليني اشوف الفرحة والسعادة في عيونك فعملت سونار وحسيت بحاجة غريبة فعملت إشاعة وفات يومين ولقيت بينزل عليا د م فعرفت إن الجنين مشوه واني لازم أنزله فاضطريت اني أجهضه وبعد اكده اكتشفت من خلال الآشعة إني عندي مرض بيخلي الجنين ميستمرش في رحمي اكتر من شهرين وهينزل اڼهارت ساعتها 
كان يستمع إليها بقلب ينفطر حزنا لأجلها فحبيبته عانت كثيرا في تلك المدة القصيرة وتحملت وحدها كل ذاك الألم دون أن يعرف وزاده عليها قسوته عليها ثم خلل أصابعه بين خصلات شعرها وهو يشعرها بأنه جانبها ولن يتخلى عنها ثم استرسلت حكواها 
وقتها قلت مش هتسرع وبعت التحاليل بتاعتي للأستاذة بتاعتي وردت علي بعدها إن التحاليل سليمة وشخصت لي الم رض زي ماني عرفت بالظبط وطبعا مقلتلهاش اني الحالة داي توبقى اني علشان اعرف كل حاجة منها بدون ماتخاف علي وتخبي عني حاجة وتشخيصها زي ماقلت بالظبط وان حالتي هتاخد علاج سنين ومحتاجة صبر وياعالم هخف ولا له 
وتابعت ۏجعها وعيناها انهمرت منها الدموع بغزارة مما جعل قلب عمران ينهار لۏجعها هو الآخر وصار يجفف عبراتها بأصابع تتمنى محو الدموع وانتزاعها من عينيها إلى الابد كي لاتحزن أبدا
وطبعا الرحم نشط جدا واحتمال حدوث الحمل مرة تانية في اقرب وقت وبردو هينزل فكان لازم اخد حبوب منع الحمل علشان مش كل شوية أسقط والرحم بتاعي يتفيرس ووقتها هدخل في حوارات تانية ومتاهات مش هقدر اسدها 
ثم رفعت عيناها الممتلئة بالدموع وبررت موقفها أمامه في قرارها الابتعاد عنه 
وقتها الدنيا اس ودت قدام عيني وحسيت اني بدات أخسرك وانك كيف هتتحمل تستناني سنين ملهاش عدد علشان اجيب لك طفل يحمل اسمك وكمان شايفة لهفة ماما الحاجة على انها تحمل عوضك بين يدها وزاد عليهم اللي خلاني أخد الخطوة بأني اشوه صورتي قدامك انك كل شوية تقول لي نفسي ابقى اب نفسي أخلف منك ياسكون طفل يحمل اسمي واسمك كنت بنهار ياعمران ومعرفاش أعمل إيه !
ثم هدأت من روعها وأخذت نفسا عميقا كي تستطيع الإكمال له وتفرغ ما في صدرها وجعلها طيلة الأيام الماضية تشعر أنها على حافة الاڼهيار 
فاستغليت الفيديو بتاع وجد وعملته حجة اعاندك بيها وعرفتك اني اجهضت نفسي وسيبت لك كمان شريط الحبوب في مكان مش متداري علشان تكرهني وتطلقني بضمير مرتاح لكن أنت خالفت الظنون ياعمران 
طلعت عاشق سكون عشق حقيقي مش مجرد كلام وزي ما اني ماصدقتش الفيديو بتاع الملعۏنة وجد إنت
كمان مصدقتش اني أعمل اكده وشفت في عيونك اللي كذبتني كتييير 
ضاقت عيناه في ذهول وسرعان ما كان يشيح عيناه عنها يكرر سؤاله لها مرة أخرى بنبرة خشنة 
وانت كنت متخيلة إن عمران يتخلى عنك ياسكون علشان تعبك 
وأكمل وهو يجذبها إلى أحضانه حتى ارتطمت بعظام صدره القوية الصلبة وأكد لها 
اني أه نفسي اكون اب بس إن مكانش من ضلعي وضلعك إن مكانش منك انت ياسكون معايزهوش من غيرك 
بنبرة ضائعة خائڤة مشتتة أعلمته 
بس احتمال كبير مياجيش ياعمران أو ياجي بعد صبر ومشوار علاج ومرار مهينتهيش 
تنهد عمران بتنهيدة طويلة وتمتم بقوة بعدما أخرجها من أحضانه
حبيبي فداكي عمران وقلب عمران وعمره كله الدنيا كلاتها كوم وانت لوحدك كوم تاني ياسكوني لازم تكملي معاي مشوار الحياة اللي من غير وجودك فيها ملهاش لازمة ارمي حزنك وهمك ودمعك في قلبي وهو قوي وشجاع مش هيتخلى عنك وكله يهون ولا أن دموعك داي تنزل على خدك ثانية واحدة 
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه ثم سألته عن موقف والديه
طب وماما الحاجة وبابا هيرضوا يتحملوني وميشفوش عوض ابنهم اللي مستنينة بقى لهم سنين وسنين 
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة وتحدث بنبرة ملامة لها 
كد اكده مشيفاش عمران راجل يقدر يدافع عن وجودك في حياته ياسكون 
وأكمل راجيا إياها
ممكن متفكريش في أي حاجة ولا تشغلي بالك بأي حد حوالينا وحطي في بالك إن كل تاخيرة وفيها خيرة وان اللي احنا شايفينه صعب ومستحيل بيوبقى مفيش احسن منه 
سألته بتيهة 
يعني انت مش زعلان مني دلوك إني خبيت عليك 
تنفس بضيق عندما ذكرته وأجابها 
هكدب عليك لو قلت إني مش زعلان لكن أني زعلان منك قوووي قوووي 
وأكمل وهو يبين سبب ضيقه منها 
زعلان
علشان اتحملتي الألم لواحدك وداريتي عني حاجة متتدراش واصل مصير مهم في حياتنا وكنت عايزة تمشيه لحالك 
مفكرتيش ان ممكن في مرة من اللي طلبت فيهم الطلاق أنطقها مثلا وتنتهي حياتنا فعلا !
مفكرتيش حالتك وحالتي كانوا هيبقوا عاملين كيف واحنا بنت دمر من ۏجع البعاد !
مكانش ينفع تخبي عني يا سكون أبدا وزي ماعشنا الحلو مع بعض نتشارك بردو في الۏجع علشان توبقى قسمة الحق 
ارتاحت سكون الآن بعد عدة أيام قضتها في كابوس فتك بقلبها بل وكل كيانها كابوس فراق العمران عشق السنين 
ثم تحدثت بنبرة متأسفة عن مابدر منها وجعله يحزن منها 
حقك علي ياعمران واوعدك إني مهخبيش عنك حاجة واصل من النهاردة 
واسترسلت حديثها وهي تبتلع أنفاسها بصعوبة
بس والله العظيم كل اللي كان في بالي وقتها اني خاېفة عليك من الانتظار وخاېفة عليك من الۏجع ومن اللي حوالينا مكنتش عايزة اشيلك حاجة فوق طاقتك ولا أضيع عمرك 
احتضن وجنتيها بين كفاي يداه ثم بدا شبح ابتسامة خفيفة على ثغره ولكنها سرعان ماختفت في بحر لهفته لها وهو يردد بمشاغبة اعتاد عليها عمران مع سكونه 
سكوني بيقولوا اللي اتجوزت ومخلفتش علطول بتفضل عروسة وتروق على عريسها لحد ماتخلف 
وأكمل بغمزة من عينيه
يوبقى أني هفضل عريس والعريس محتاج يتدلع ولا ايه 
خجلت من طريقته وتلميحاته وابتسامتها زينت وجهها وبدا له انها كشمس سطعت في يوم متبلد بالغيوم أنارت قلبه العاشق ورزقته الدفئ في عز البرودة ثم جذبها من رقبتها وأسند جبهته بجبهتها مرددا بصوت مشتاق 
وحشتيني قووي ياسكون وحشني ضمتك ليا اللي بتحسسني اني أسعد راجل في الدنيا 
بللت حلقها الذي جف من كثرة عطشه إليه ثم همست برقة أذابت عمرانها 
وانت كمان وحشتني قووي انت متتصورش اني اتع ذبت في بعدك عني كد ايه كنت بقول لنفسي هو قدامي لسه وبشوفه ومش قادرة أقرب منه ولا احضنه أمال لما تفارقي هتتحملي كيف ياسكون 
وضع يده على شفاها مانعا إياها أن تكمل وتنطق كلمة الفراق تلك فما منها إلا أنها قبلت باطن يداه باحتياج لقرب عمران وهي تغمض عينيها بتأثر من رائحة يداه التي تغلغلت أنفها وجعلتها متأثرة باقترابه منها ذاك حالها من مجرد أن وضع يداه على شفاها فما بالها حين تلمس شفاه شفاها حقا ستتوه في عالم عمرانها الذي يشعرها بأنها انثى كاملة وبيدها كنوز العالم بأكمله 
أما هو شدد على احتضان وجنتها بين يديه وهو ينهيها عن ذكر كلمة الفراق تلك 
مفيش فراق ياسكون ومتقوليهاش تاني لا إنت هتوبقى مع غيري ولا اني هحس باللي بحسه معاكي مع ألف ست تانية 
وأكمل وهو يشعر بالخزي مما فعلته بهم 
بس داي آخر مرة هغفر لك تصرف زي اللي عميلتيه دي ياسكون ممنوع تخبي عني أي حاجة واصل من النهاردة ودايما تكوني حاطة في اعتبارك ان كل مشكلة هتواجهنا ليها ألف حل إلا الفراق ياحبيبي 
عمران مهيفارقش إلا بالم وت ياقلب عمران 
ما إن ذكر كلمة الم وت حتى شعرت بالخۏف من تلك الكلمة فشددت من احتضانه لتقول برغبة
بعد الش ر عنك ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا اني من غيرك معرفش اعيش ابدا 
ما إن قالتها حتى أصبح لم يتحمل هو ذاك الابتعاد أكثر من ذلك وجس ده يطالبه بأخذها الي عالمهم الخاص الذي حرموا منه طيلة الأيام الماضية والتى تعد بالنسبة لهم عمرا بأكمله 
عيناكي كبحور العسل الصافي الذي لم يتذوق طعمه عاشق إلا وخفق قلبه بشدة وهام بهما عشقا
في عيناكى سحر يقتحم داخلي ويأثرنى كمثل عاشق لقهوته ومسحور بدفئها في ليلة شتاء شديدة البرودة ولكنه حينما يحتضن قهوته يسبح في عالم عيناكى 
فالعين قد أثرت والقلب قد غلقت أبوابه والروح أصبحت بين يداكى فافعلي بها ماشئتي برضاكى 
خاطرة عمران المهدي
بقلمي فاطيما يوسف
من نبض الۏجع عشت غرامي
والى هنا سكنت السندريلا قلب الأمير من جديد وعادت المياه لمجراها والسفن لمرساها وهدأت العواصف 
وفي نفس الوقت في جزر المالديف حيث يسكن عاشقان آخران وهم يبدأون طريقهم وكل منهم أصبح متمسكا بالآخر رغم معاندة الظروف 
كانوا يجلسون أمام البحيرة ذات المياه الزرقاء الصافية ومكة بجوارها ذاك الباجور وعليه الإناء وتصنع مشروب الشاي المفضل لها 
وهم يتناولون أطراف الحديث مع بعضهم بصفاء ذهني و رقي فهما الآن في هدنة من مشاق الحياة 
بدأت بوضع السكر القليل في الأكواب الزجاجية المحتوية على أوراق النعناع الأخضر والشاي ثم غلت المياه وقمت بسكب محتواه داخل الاكواب وصوت ارتطام المياه بالشاي جعلها تبتسم فذاك مشروبها المفضل 
ناولته الكوب بابتسامة زينت ثغرها وهي تسأله 
مالك
بتبص لي قووي اكده ليه 
أجابها بمشاغبة وهو مازالت عيناه متصنمة عليها
مش عايزاني أبص لك ولا ايه 
ضمت شفتاها بعبث ثم أردفت وهي ترتشف مشروبها المفضل
له بس بحسك دايما خاېف اهرب منك وشايفني طفلة صغيرة وانت باباها اللي خاېف عليها من الهوا الطاير وخاېف عليها من الفقدان
وضع الكوب من يده ثم جذب يداها واحتضنها بين يديه وضغط عليها بشدة وكأن تلك اليد هي سجن العشق لكلاهما ثم تحدث بنبرة عشق صادقة 
من وأنا صغير دايما كنت الحاجة اللي بتعلق بيها عمري مافرط فيها بسهولة ولحد ما كبرت وفي ذكريات طفولة محتفظ
 

100  101  102 

انت في الصفحة 101 من 110 صفحات