الأربعاء 25 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي بقلمي فاطيما يوسف

انت في الصفحة 104 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


بالنسبة لها كل الحياة فهم ثمرة عمرها وحصاد شقائها فهي أحبتهم حبا جما وراعتهم بجد وجدية وكانت لم تغفل عنهم ابدا وحينما انشغلت مع أبيهم حدث ما حدث وأصبحت تلوم حالها على تركهم لها 
بعد مرور عدة أشهر على مۏت مجدي وأخيرا استطاع عامر أن يجد فرصة للحديث معها فهي وحدها الآن وتركتها والدتها وأخواتها منذ أكثر من أسبوع فقد كانوا يتناوبون على الجلوس معها كي لايتركوها وحدها ولكنها أفاقت أخيرا وعادت الى الواقع 

كانت تجلس في غرفتها وممددة على تختها تحتضن صورة أبنائها اللائي لم يغيبوا عن عقلها لحظة واحدة 
استمعت إلى رنين جرس الباب فطنت أنها والدتها فهي لم تلبث أن تغيب عنها إلا أن تأتيها دوما للاطمئنان عليها وأقصى مدة تقضيها في الابتعاد عنها يومان 
فخرجت كي تفتح لها بملابس المنزل التي كانت ترتديها والتى كانت عبارة عن عبائة قطنية بنصف أكمام ترتديها في فصل الصيف ففصل الشتاء قد انتهى وأقبل ذاك الفصل بموجته الحارة ولم تضع حجابا على رأسها 
أما هو ض رب زر الجرس أكثر من مرة وأثناء سيرانها استمع لها تردد بصوت هادئ حزين 
حاضر ياأمي جاية أفتح أهو 
فتلقائيا حينما سمع كلامها تنحى جانبا وعيناه نظرت أرضا فهو قد استشف راحتها في بيتها وهيئتها فهو يحفظها عن ظهر قلب 
فتحت الباب ثم وجدته يقف جانبا ومطأطأ رأسه أرضا فتنهدت واخذت نفسا عميقا تستحضر به الۏجع الذي آتاها للتو ثم تذكرت هيئتها فدلفت الى الداخل وارتدت اسدالها ثم لفت حجابه بإحكام على رأسها وأذنت له بالدخول كاد أن يغلق الباب وراءه إلا أنها منعته 
لو سمحت سيب الباب مفتوح وياريت تتكلم وتقول اللي انت عايزه طوالي لأن مينفعش تقعد اهنه كتير 
وأكملت
وهي تنظر للجانب الاخر 
اني دلوك ست وحيدة ومينفعش اي راجل غريب يدخل بيتي علشان مش ناقصة شبهات 
لم يلقي لكلامها بالا ثم اغلق الباب وراءه 
بمجرد أن رأته أغلق الباب اندفعت إليه لتشن ح روب أفعاله فوق رأسه بتمرد أنثي ولكن نظراته الحادة أرغمتها أن تبتلع ماعلق في حلقها من كلمات وتتراجع للخلف 
فتتقدم خطواته بقدر تراجعها ويغرس خنجر سؤاله في صدرها 
ولادي م اتوا ازاي يا مها 
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع ذاك العامر ونظراته الشرسة لها ثم رددت بغ ضب وهي تجز على أسنانها
دول مش ولادك ياعامر دول ولاد مجدي وهيفضلوا ولاد مجدي 
اقترب منها پغضب جم ثم قبض علي معصمها بقوة وعنفها بصوته المملؤ بالجبروت استدعاه خصيصا بسبب هرائها 
بتقولي ايه انت ! انت عارفة زين إنهم ولادي ومن صلبي 
ثم أكمل وقد لاحظ تمدد ملامحها بضحكة هادئة ثم همس في مسامعها بصوت هدر 
بتضحكي على ايه انت ليكي نفسي تضحكي بعد اللي
عملتيه وم وتي ولادي وأهملتي فيهم بعد ما قعدت اتحايل عليك تجيبيهم وتاجي نعيش مع بعض ونربيهم سوا 
حرمتيني منهم وفي الاخر ربنا اخدهم عنده ودلوك تقولي إنهم مش ولادي وقاصدة تستفزيني !
أخرجت تنهيدة حارة وأنزلت بصرها وأردفت قائلة بنبرة محملة بأثقال من الهموم 
مش هديك الفرصة انك تشوه صورة ولادي ياعامر مهما كان ولادي اسمهم زين زيدان مجدي المرشدي وهيفضل اسمهم اكده 
ثم ربعت ساعديها ووالته ظهرها وأكملت 
احنا اللي بينا خلاص انتهى واللي كان بيربطني بيك اخوك وم ات فلو سمحت مش عايزة اشوف وشك تاني ومليكش صالح بيا نهائي 
لم يعجبه حديثها وازداد الڠضب وتشعب في راسه وتكاثر بلا حدود فأدارها بحدة وهو يمسكها من كتفها پعنف ويهزها وقد خرجت أعصابه عن السيطرة 
شكلك عايزه تشوفي وش عامر التاني الوش القاسې الصعب اما اللي كان بيطبطب وتصعبي عليه لما تنزلي دموعك مبقاش ينفع وياك 
جذبت يدها بحدة من يديه ثم هدرت به 
خلاص الدموع خلصت على الغاليين ونشفت ولا اي حا في الدنيا هتأثر فيا بعد اكده انا دلوك بقيت مش باقية على الدنيا فابعد عني أحسن لك يا عامر يا اما قسما برب العزه هق تلك واخلص منك وادخل فيك السج ن اللي كنت بسايسك علشانهم م اتوا 
ابعد عني بقى كفاية اللي جرالي بسببك ربنا جزاني في أهم وأنقى وأحب حاجة في الدنيا وأقربهم لقلبي 
واسترسلت حديثها وهي تشهق دموعا
لاااا دول روحي والنفس اللي كنت بتنفسه 
كنت مستعدة أطاطي راسي ليك وأتذل علشان خاطر ميتأذوش بس بالكلمة ولا النظرة 
بس دلوك راحوا ومبقاش فارق لي حاجة في الدنيا وحتى مجدي راح وراهم وفضيت عليا الدار والحيطان الواسعة داي بقت في عيني أضيق من خرم الإبرة 
هزته نبرة صوتها الضعيفة ونظراتها التي تحمل شجنا وشوقا للغائبين 
هذه النظرة التي تطالعه بها شعر بها يوم أن علم برحيل أغلى الأحباب إلى قلبه 
ثم لانت ملامحه وهدأ من غض به واقترب منها مرددا بحنو اعتاد عليه معها فليس طبعه الجمود 
طب پتبكي ليه عاد اللي حوصل حوصل وربنا رايد اكده رايد يريحهم من هم الدنيا وبلاويها لا أني كنت هفضل متحمل بعادهم ولا انت كنت هتتحمليني بضغطي عليكي 
بس فراقهم صعب وۏجع مابعده ۏجع 
جلست على الأريكة وهتفت من بين شهقاتها بروح منهكة وبقلب ېنزف دموع الحرمان من فلذة كبديها في رمشة عين 
كانوا يفضلوا واني كنت هتحمل منك ومن مجدي ومن الزمن كل حاجة صعيبة 
كانوا روحي وروح روحي وعمري ماتخيلت إنهم يروحوا مني بالسهولة داي 
تعبت فيهم وشقيت عليهم ومكانتش البسمة تشوف وشي إلا ليهم وبيهم ومعاهم كانوا نبض الفرح والحياة الحلوة والحتة البيضة الصافية النقية في قلبي 
ثم ظلت تبكي بشدة وكأن الدموع هي طريقها وكأنها حصاد خطئها نتيجة زرعها المسمۏم بمبيدات الخطيئة وأكملت
ربنا اداني بيهم درس إن الخطيئة والعلاقة الحړام لازم ياجي من وراها هم تقيل مهما طال الزمان 
انفطر وج عا لأجلها فهو مازال عاشقها مازال قلبه لايعرف نبض غرامه لأجلها فهي المبتدأ في علاقته بجنس حواء وهي الصفة الرقيقة ذو الرائحة الملكية وهي الخبر المتيقن بعشقه لها وهي المضاف لحياته شعور اللذة والمتعة وهي كل الإعراب والبناء لهدد قلبه 
ثم جلس تحت قدميها وهو يعرض عليها احتياجه لها من جديد 
طيب دلوك انت خلصت عدتك من مجدي الله يرحمه يلا نتجوز ونبدأ من جديد انت دلوك وحيدة واللي كنا عايزينها زمان دلوقتي بقى تحقيقه سهل 
انتفضت وقامت من مكانها كما لا لدغها عقرب ثم هدرت به برفض قاطع
نتجوز مين ده في احلامك !
انت لو اخر راجل في الدنيا اني عمري ما هتجوزك يا عامر انت السبب في كل اللي انا فيه انت السبب في كل اللي انا وصلت له وفي لحظة ضعفي اللي بدفع تمنها روحي اللي راحوا مني اني خلاص اعتزلت صنف الرجالة خالص ما عايزاهوش واصل تاني في حياتي 
حزن داخله من كلامها وأحس بالخزي لرفضها القاطع بتلك الطريقة المهينة له ثم سألها وهو يدعي الاندهاش والاستنكار في آن واحد 
ليه يعني اخر راجل يا مها !
مكانتش غلطة عميلتها هتخليكي تقسى علينا اكده احنا الاتنين اني دلوك جاي لك لحد عندك وبطلب منك يدك ونبدا من جديد ونجيب زين وزيدان تانيين ونربيهم احنا الاتنين سوا ونداوي چرح وحزن بعض واحنا الاتنين أدرى الناس بوجعنا 
ماإن نطق اسماء أبنائها أمامها حتى دارت في المكان پغضب عارم وهي تلقي بقدميها الكراسي الموضوعة والمنضدة بعاصفة ڠضب لم تسبق لها من قبل وهي تنهره 
زين وزيدان عمرهم ما يتعوضوا ابدا وارجوك كفاية بقى بعد عني مهتحملش اكتر من اكده متضغطش عليا كفاية اللي اني فيه مش ناقصة همك انت كمان شوف طريقك يا ابن الناس بعيد عني
واسترسلت حديثها وهي توضح وجهه نظرها وهي على
نفس ڠضبها 
وبعدين جواز ايه اللي انت جاي تتكلم فيه واني جوزي م يت بقاله شهور انت عايز الناس تقول عليا ايه 
داي جوزها وولادها م اتوا ومقصرش فيها وراحت تتجوز ولا كانها بتحس ولا كانها بني ادمه !
بعد عني يا عامر كفاية اللي جرى لي بسببك كفاية قوي لحد اكده 
مازال يقف أمامها ويستسمحها أن تهدأ مرددا بعشق وكأنها مرض اتوصم لقلبه 
يا مها انا بحبك صدقيني مش قادر اشوف ست غيرك حاولت مره واتنين وتلاته وكتير مش قادر
حاولت اني اعرف غيرك واتكلم مع غيرك واحب غيرك مجرد ما بشوفهم بحس اني مخڼوق وصورتك تيجي قدامي ما بقتش عايز غيرك قلبي اتعود عليك وعيوني اتعودت على رؤيتك انت بالذات حتى لمستي لأي ست مش هتبقى زي ما كنت بتعامل معاكي 
اعمل ايه في قلبي
حرام عليك يا مها بقى كفايه عڈاب فينا وترضي بقسمة ربنا واكيد له حكمه في كل اللي حصل علشان يجمعني بيكي 
رفعت جفونها المغشية بالدموع ببطء ثم قالت بنبرة حزينة 
اللي حصل ياعامر مش سبب علشان ربنا يجمعني بيك له !
اللي حصل لي درس لكل ست تفكر تغضب ربنا وتعمل اللي أني عملته درس العمر بس كان ابتلاؤه شديد قوووي هفضل أعاني منيه سنين وسنين احنا الاتنين مننفعش لبعض أبدا كمل طريقك بعيد عني أني ولا هنفعك ولا عدت أنفع غيرك أني بقيت نفس ماشي على الأرض من غير روح بقيت عاملة زي الدمية اللي بتقوم تاكل اللي يكفيها علشان تقدر تتنفس وخلاص بس الحاجة الوحيدة اللي اتعلمتها جامد من درس العمر هي القرب من ربنا 
وأكملت بتصميم على رأيها فهي لم ولن تتزوج عامر حتى لو قضت عمرها كله وحيدة 
مش هتجوزك ياعامر مهما عميلت ومهما صبرت حتى لو ملامح الشيب علمت على كل ملامحك 
دمعت عيناه وهي تخبره بحزنها الشديد 
انتصب في وقفته ونظر حوله بنظرة ثاقبة ثم عاد ينظر إليها بنظرة تحمل عطفا على حالها 
فهل يتركها تسرد له ألمها وابتعادها عنه دون وقوفها 
تنهد بتنهيدة طويلة وتمتم بعدما اقترب من المنضدة الملقاه أرضا بسبب ڠضبها وأعادها مكانها 
انت ليه مصممة توجعيني وتبعديني كل مرة يعني صممت قبل اكده على رأيك وحوصل اللي محدش يتوقعه ودلوك مصممة على الفراق والبعاد وبدون سبب يامها 
وتابع حديثه بۏجع مماثل لها ليقول پألم وجراح روح مثلها
إذا كنت بتلومي حالك على اللي حوصل بينا قيراط أني كمان بلومه عشرين قيراط وإذا كنت انت بتعرفيش تنامي من الكوابيس اللي بتاجي لك علطول بحس إن صورة مجدي أخوي وهو بيبص لي كانه عايز يخ نقني 
واسترسل وهو ينظر إليها برجاء كي يجعلها تلين ويؤثر عليها 
وزي مانت بتقولي إنك مهتنفعيش أي راجل تاني أني كمان معرفش أعيش ولا أتقبل أي ست تانية في حياتي غيرك يامها اكده حكمتي علي بالوحدة طول العمر واكده ظلم ليا بعد كل اللي حوصل بيناتنا 
تعلقت عيناها به بنظرة ضائعة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه 
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة حتى وصل إليها هول زفيره فأردفت بتمنع كي
 

103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 110 صفحات