الأربعاء 25 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي بقلمي فاطيما يوسف

انت في الصفحة 43 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


حتى تورمت وجنتاها 
صعد الأدراج بسرعة فائقة كي يفك الاشتباك بينهم رأته وجد بجانب عينيها فزادت من صړاخها وما إن وصل إليهم حتى يفصل بينهم 
أمسكت تلك الوجد إحدى يداه بقوة وهي تصطنع الاستنجاد به اما هو كان منشغلا بإبعاد أ خته عنها وهو يردد 
وه بعدي يدك عنيها يارحمة بعدي يدك بوكي لو جه دلوك هيخلي ليلتك طين بعدي يابت 

قامت رحمة من مكانها وهي تنظر إليها نفس نظرة الانتشاء التى رأتها من عينيها منذ قليل وهتفت 
أهو كل يوم من ده لحد ما تقولي يافكيك يابوز الاخص إنتي 
أما هي كانت تمسك يداي عمران وتصطنع البكاء 
ينفع اكده يا عمران اللي اختك عيملته فيا والله مايرضي ربنا واصل هو أني عميلت ايه يعني اني اتجوزت على سنة الله ورسوله 
هبت رحمة في وجهها وهي تحاول أن تصل
إليها بيديها مرة أخرى
عميلتي كتيير ياللي عض يتي اليد اللي اتمدلك بالخير عارفة ياوش البوم إنتي ياناكرة الجميل يمين بالله إن شفت ابتسامتك الشامتة داي تاني واحنا بنتحدتوا ويا بعضينا ماهخلي فيكي حتة سليمة هخلي بوي يج بس لك يدك ورجلك مرة واحدة وبعد اكده هق طع لك لسانك ومهخلكيش تتهني في البيت دي يوم واحد 
ألقت تحذيراتها ثم ذهبت الى غرفتها صافعة الباب خلفها وأوصدته بالمفتاح ومن اليوم ستفعل ذلك ستغلق على غرفتها وهي في داخلها وهي في خارجها أيضا لأنها استشفت الأڈى من عيناى تلك الوجد فذكاؤها وصلها لذالك 
اما وجد اعتلى صوتها بالبكاء كي ترى تأثير عمران عليها ويرأف بها وفور أن رأت باب رحمة مغلق والمكان خلى عليهما ولم يبقى سواهم استغلت الفرصة وأمسكت يداه وقامت وقفت قبالته وهي تردد بعيناى عاشقة
اتوحشتك قووي ياقلب وجد وعمرها كله واللي مستعدة تتحمل الع ذاب ألوان علشان خاطر نظرة رضا واحدة بس من عنيك حتى لو كانت شفقة زي اللي أني شيفاها داي 
نزع يده من يداها بحدة وهدر بها بعيناي تشتعل ڠضبا
إنتي صنفك ايه يابت إنتي !
إنتي موعياش إنتي مين دلوك ! إنتي مرت ابوي اللي لمك يازبالة وعرفتي تضحكي على عقله وتتجوزيه ومفكرة حالك باللي إنتي عملتيه هتقربي مني عادي واني هسمح لك بإكده يارخيصة فوقي يابت وانسي اللي في دماغك يا إما هقول لأبوى على اللي إنتي عملتيه فيا وهخليه يق تلك بيده 
اقتربت منه ولامست أكتافه بحميمية وتحدثت بمشاعرها الفياضة التي اجتاحت جسدها فور أن اشتمت رائحته وصار بقربها 
قول مهما تقول واعمل اللي تعمله ماهبطلش احبك ولا هبطل أجرى وراك إنت كل املي ومنايا ياعمران ارجوك كفايه ع ذاب فيا 
نفض عمران يدها وأزاحها بحدة بعيدا عنه وهو ينظر الي أرجاء المكان خوفا من أن يراهم أحدا أو يسمعهم 
لاا ده انتي دماغك لسعت خالص وعايزة تروحي مستشفي المجانين 
أني راجل متجوز وبحب مرتي وانتي تبقي مرات ابوى هفضل اعيد وازيد في الموال الأخبر اللي مبيخلصش كل يوم دي ولا ايه 
وتابع تحذيره 
المرة الجاية هق طع لك لسانك بيدي لو مبعدتيش عني يالمامة إنتي 
انهى تحذيراته وبصق في وجهها كالحشرة ثم تركها وخرج من المكان بأكمله 
وأثناء مشيه في الحديقة استمع الى رنات هاتفه نظر إلى شاشته وجده محمد صديقه اجابه بضيق 
ايه يامحمد عايز ايه دلوك 
اڼصدم محمد من رده وهتف باستنكار
وه هو محمد كان نايم جارك وداس لك على طرف ولا ايه ياض انت !
مالك بترد من غير نفس اكده ليه 
لقد فاض كيل ذاك العمران وطفح من تلك الشيطانة التي مغصت حياته واصبحت الآن في بيتهم ثم تحدث شارحا مايوجعه 
اني قلت ربنا بعد عني الشړ وخلاص عفيت من اللي كنت فيه بسبب بنت المركوب داي اجي الاقي بوي هيتجوزها في نفس اليوم وشكل ماشفت امي متحملتش جوازه منيها ودخلتها علينا البيت وقعت طبت من طولها 
وياريتها جت على قد اكده وخلاص داي بنت الجزمة بتعرض نفسها علي النهاردة وهي مرت ابوي وفي بيته !
وه وه وه ! بوك اتجوز وجد اللي كانت سحرالك وجابها ضرة لأمك ! جملة تعجبية نطقها محمد بنبرة مندهشة للغاية وأكمل مستنكرا
قول والله كلامك صحيح 
نفخ بضيق واجابه
متزهقنيش اكتر ماني زهقان والأدهى من اكده بتعرض نفسها علي النهاردة وهي مرت ابوي 
بهت وجه محمد مما سمعه ثم أدلى رأيه 
طيب ماتقول لأبوك على اللي عمليته فيك واللي إنت عانيته بسببها وانك روحت للشيخ صابر واتعالجت 
لم يستحسن رأيه معللا
مينفعش اروح أقول لأبوي مرتك بتحبني وسحرالي علشان متجوزش غيرها وبتعرض نفسها علي كيف الكلام اللي هتقوله ده يامحمد ! وهقوله كماني كانت سحرالي باني مبقاش راجل ! كبيرة على قووي داي ياصاحبي وهيفكر إني قلت اكده علشان رافض جوازه منيها وان العيبة عمرها ما طلعت من بقها ولا سمعنا عنيها حاجة شينة من يوم ۏفاة عمي فكلامي معاه لايسمن ولا يغني من جوع 
لوي فمه بقلة حيلة ثم تحدث
طيب هتعمل ايه في الورطة داي اللي معرفش اتحدفت عليكم من أنهي ناحية 
داي مش هتسيبكم في حالكم انت وسكون 
زه قت روحه من تلك المشاكل التي تحاوطه من كل اتجاه بسبب تلك الشيطان التي أوقعها الله في طريقه كي تكن سبب شقائه ولم تجعله يحظى بلحظات سعادته وردد بنبرة متعبة 
اني تعبت من التفكير في البت داي ومشاكلها اللي مالية بيها حياتي ودماغها اللي حطاني فيها ولا لعبها على ابوي وأنها تتجوزه في نفس اليوم اللي كنت هخليه يطردها فيه شفت تدابير القدر اللي خلت الهم محاوطني 
حزن محمد لأجله فلم يلبث أن يفرح بشفاه حتى اتت بض ربتها له وتزوجت من أبيه وأصبحت بمنزله يراها كل
يوم 
ثم تحدث وهو يحاول التخفيف عنه
طيب متشيلش هم والشهر ده متقعدش في البيت كتير ولا تشوفها لحد ما تنقل بيتك اللي هتتجوز فيه إنت وسكون 
نفث سېجاره بغيظ وهتف 
بيت
مين يا صاحبي! إنت عايزني اسيب امي لوحدها مع العقربة داي !
داي مش بعيد تس مها ولا تم وتها ولا تجيب لها ش لل اني مهسيبش امي واصل لحد اخر نفس فيا 
رفع محمد حاجبيه باندهاش وهتف
وه كيف الكلام ده ياعمران هتتجوز سكون وتجيبها في المكان اللي موجودة فيه وجد !
هتسكن مرتك مع اللي عشقاك وسحرت لك علشان تاجي لها راكع وتسلم لها راية الطاعة !
إنت اكده بتحط الن ار جمب البنزين ياعمران وبدال مانت بتتعس حالك لوحدك هتتعسها معاك المسكينة داي 
ألقى حجارة في المياة التى أمامه بقوة من فرط غضبه وعلى صوته بحسرة
يعني اعمل ايه اسيب أمي وحدها لا يمكن 
وأبوي عمره ماهيسبها تاجي تعيش ويانا ولا تهمل بيتها سكون متعرفش حاجة والبت داي مهخليهاش تقرب منيها 
رأف بحاله الذي يصعب على الكافر من معضلته وأردف داعيا له 
ربنا معاك ياعمران ربنا يبعد عنيك الأڈى ياصاحبي اني هقفل دلوك عندي شغل وابقي عدي على في المستشفى نقعد ويا بعض شوي 
أمن على دعاؤه ووعده بزيارته وأغلق الهاتف معه وجلس ينظر للبحر بشرود وهو يفكر كيف تحل مشكلته وقلبه حزين لما يشعر به من حرمان من سعادته 
في مكتب ماهر البنان يدلف جاسر إلى مكتبه وينظر إلى رحمة مرددا بعملية
لو سمحتى ياآنسة ممكن تبلغي المتر إني عايزه 
رفعت عيونها المذهولة من طريقة ابن عمها الذي علمت صوته وسألته باندهاش 
جاسر ! إيه الطريقة الغريبة دي يابن عمي !
بنفس طريقته أردف
إحنا هنا شغالين في مكتب الأستاذ ومفيش حاجة اسمها بن عمي وابن خالي وأظن المتر معرفك قوانينه 
ثم نظر في ساعته وهتف متعجلا
معلش بلغي المتر علشان مفاضيش ومعنديش وقت 
كان ماهر يشاهد الكاميرات ويتابع حديثهم وعيناه تود أن تأكل الكاميرا من شدة تركيزه مع تعابير وجههم 
لاحظ تهجم ملامحها وجدية ملامحه ثم انتبه على رنات الهاتف تبلغه بأن جاسر يريد مقابلته فأبلغها ان تجعله يدلف 
ألقى جاسر السلام وأكمل وهو يتحمحم 
احم انى حابب أبلغ حضرتك بحاجة بس محرج شوي 
بنظرات مندهشة سأله 
حاجة ايه داي اتكلم علطول اني سامعك 
استدعى الهدوء ثم بدأ طلبه 
انى حابب افتح مكتب محاماة خاص بيا وكنت محتاج مساعدة حضرتك 
سهم ماهر قليلا مما جعل القلق يدب صدر جاسر من صمته ثم حرك يداه باستحسان
وماله يامتر كلنا كنا زيك في يوم من الايام واتمنى تبقي ناجح وليك مكانتك 
ها قول لي خطتك ايه 
ابتسم جاسر لتشجيعه ثم أجابه 
اني لقيت مكان كويس في عمارة فيها دكاترة كتيير مأجرين فيها فلقيت شقة فاضية وكويسة فأجرتها ودفعت تأمينها ووضبتها 
بس مكنتش حابب اني ابدأ فيها شغل ولا أخطي خطوة من غير مشورتك لأني بعتبر نفسي ابن المكتب اهنه 
سأله ماهر 
طيب هتعمل ايه في ورق وكيل النيابة اللي إنت مقدمه لو جالك في اي وقت 
أجابه بإيضاح
لاا اني فكرت في الموضوع ده وحسمت امري وهسحب الورق بتاعي وهخليني في المكتب والله المستعان وعليه التوفيق 
حرك رأسه للأمام باقتناع واستحسان لرأيه وأردف 
تمام توكل على الله وليك مني ملف العمال كادو وملف قضية الوزان كمان وشد حيلك بقي ومتوطيش راسنا 
ضحك جاسر من دعابته ثم تحدث بثقة اكتسبها منه 
لاا في داي متشيلش هم واصل ده أني تربيتك يامتر يعني نفس المنهج ونفس شرف المهنة وكل حاجة علمتها لي همشي عليها زي ما قال الكتاب 
افتخر ماهر بتدريبه لمحاميه وبثه الثقة فيهم ثم رفع سماعة الهاتف وطلب من رحمة أن تدلف إليه 
بعد ثواني أتت إليهم رحمة أشار إليها ماهر أن تجلس ثم طلب منها 
شوفي يا أستاذة المتر الصغير خلاص فتح مكتب وهيسيب مكانه معانا كلمي الشؤون المالية تصرف له مكافئة عشرين ألف جنيه 
وتابع كلماته وهو ينظر إلى كلتاهما نظرة ثاقبة استشف منها ذهولها ونظرته لها بكبرياء تلك النظرة جعلت داخله يتسائل ماذا عنهم ذاك الثنائي 
ثم هتفت رحمة باندهاش
هو انت فتحت مكتب ياجاسر من غير ما اعرف 
بنفس نظرة الكبرياء أجابها
أه عنديكي مانع ولا حاجة 
ثم قام من مكانه مستئذنا الخروج 
بعد اذنك يامتر مش محتاج مني حاجة قبل ما امشي 
هز رأسه برفض واجابه
له ربنا يوفقك بس اعمل حسابك لما اطلبك لأي شئ تاجي لي فورا واوعاك تتعالى علي لما تبقى حاجة 
اتسعت عيناه من كلامه وردد بنفي 
لااا يستحيل يا أستاذنا ده رنة تليفون منيك بس هتلاقيني قدامك هوا العين متعلاش على الحاجب بردك 
ابتسم ماهر بإعجاب لرده ثم غادر جاسر المكتب وتبعته رحمة بنفس الخطوات ونادت عليه وهي تغلق الباب خلفها 
جاسر استني من فضلك 
أدار
جسده إليها مرددا وهو يتصنع الاستعجال
في حاجة عايزاها علشان وراي حاجات كتيره مش فاضي 
اعتدلت بوقفتها وانتصبت وهو تنظر داخل عيناه وأردفت بعدم تصديق لتغيره الكلي معها 
هو انت بقيت اكده من مېته ومالك بتتعامل وياي بالطريقة داي 
ابتسم بسماجة وتحدث موضحا لها
من ساعة ماغدرتي بيا يابت عمي 
فتحت فاهها بدهشة وسألته
هو أني عميلت
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 110 صفحات