الأربعاء 25 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي بقلمي فاطيما يوسف

انت في الصفحة 67 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


نحو الأرض وألتقطت بعنق زجاجه حط متها على الفور ووضعتها عند العرق النابض في عنقها وصاحت بټهديد بعدما فاض بها
والله لو عملت اكده تاني لاهم وت نفسي وأريحها واريحك مني وأريح الدنيا كلياتها 
ثم استرسلت ودموعها التمعت داخل عيناها
يا أخي اديني فرصة استوعبك اديني فرصة أتقبل ظروفك وأشوف هتعامل وياها إزاي 

إتسعت عيناه خوفا فأشار إليها بكفيه وقال
خلاص خلاص نزلي الإزازة دي وأنا والله ماهعمل كدة تاني بس أرجوكي اهدي وصدقيني أنا مش بحلف كڈب 
رمت عنق الزجاجة المحطمة على المنضدة ثم لامها 
بقى كدة يامكة والله حرام عليكي بجد 
لم ترد عليه ولكن لاحظ نظراتها للزجاجة مرة أخرى
وكأنها تهدده ثم نفخ بضيق من أفعالها المتهورة ولكن حاول تهدئة حالها ثم أمسك حجابها ويليه نقابها قائلا
اتفضلي البسي الحجاب ولمي شعرك كويس جدا والبسي النقاب وخلي اعصابك هادية علشان هنطلع البث المباشر واعملي حسابك بردو هتمسكي في ايدي طول البث علشان متتهوريش قدام الكاميرا 
ثم أدلى عليها تعليماته وما سيقولاه
في البث وأطاعته بكل شيئ وبالفعل بعد دقائق بدأ البث وذكر فيه كل ما قالته له أخته بالتفصيل وبدأت المباركات تنهال عليهم بالآلاف وفي نهاية البث نظر إليها وأمام العالم أجمع وهو ينظر داخل عيناها 
وفي النهاية احب أقول لمكة قدام العالم كله اني مش بس بحبها علشان مكتوب كتابنا لاااا انا بحبها علشان هي أعظم انتصاراتي هي كل حاجة حلوة حصلت لي في حياتي وبوعدها قدامكم كلكم اني عمرها ماهسيبها ولا هقدر أستغنى عنها ومن دلوقتي بعزمكم على فرحى منها بعد أسبوع يا أجمل جمهور وعيلتي التانية 
ثم أنهى البث بعد أن ودع متابعينه فدلفت هند ومها وسكون وعمران وماجدة فرحين بأن الغمة انزاحت فجذبوها إلي أحضانهم وانهالوا بالمباركات عليهم وهي بعد كل ذلك تشعر بالتخبط وعدم الارتياح ولكن ستترك امرها بيد الله يدبره كيفما شاء وليس احن على قلوب العباد من خالقها 
في نفس اليوم وبالتحديد في الساعة السادسة مساء في مكتب ماهر الريان جالسا وهو شارد الفكر يتذكر اليوم المشؤوم الذي مر في حياته فهو من الأساس لن ينساه 
عاد بذاكرته إلى عشر سنوات من الآن وهو يتذكر تلك الليلة المريرة التى فقد فيها ابنته وهي ولدت للتو وأخذها بين أحضانه ولم تلبث عشر دقائق حتي فارقت روحها الحياة قبل أن تبدأ 
وظل يردد داخله بحزن دفين 
لم يؤلمني التقدم بالعمر لأنه محتم بقدر ما ألمتني أمنيات شابت بداخلي لقد شاخ قلبي قبل عمري
نمضي في الحياة ولا نعرف أين نحن ذاهبون 
نهرب من أشياء لا نعرف لما تطاردنا 
نقوم بكل الأشياء المفروضة علينا إلا تلك التي نرغبها و بشدة 
نتكلم كثيرا إلا الكلام الذي نود قوله نحبسه بداخلنا !
تائهون في حكايات مضت وأخرى نعيشها 
مشتتون بين أمنيات نرغب بها وأخرى تاهت منا دون أن ندركها 
معتادون على كل شيء حدث ويحدث معنا 
مقبلون على الحياة دون أنفسنا 
وبعد 
إلى الأيام القادمة مري علينا بسلام فقلوبنا جدا متعبة ومرهقة 
أرهقتها الحظوظ وأتعبتها تراكمات الأيام 
فلاش باك
فرح وهي تتوجع بشدة
الحقني ياماهررر بمووووو ت آااااااااه 
شعر بالذعر لحالتها ثم نقلها على الفور إلى المشفى وما إن رأوا حالتها حتى أدخلوها فورا إلى غرفة العمليات وألح عليهم أن يدلف معها 
ولبس الملابس الخاصة بالعمليات ودلف معها وهو ممسكا بيديها ينظر إليها به لع وهو مړتعبا من فقدانها 
بعد ساعة كاملة من وجودهم في غرفة العمليات فقد كانت حالتها صعبة للغاية فهي قد تناولت عقارا مخدرا يؤدي إلى الۏفاة فلم يتحمله جنينها 
ولكن سطر القدر كلمته وفارقت روحها الحياة وعادت إلى بارئها وهي مخطئة في أمانة روحها التي أهدرت فيها ونسيت انها أمانة ونسيت قوله تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين
أدمعت عيناه على فراقها رغم رحلة عڈابه معها أمسك ابنته التي ولدت للتو في أحضانه يشتم رائحتها يتلمسها برفق وحنان يكبر في أذنها ومع انتهاء اخر تكبيراته فارقت روحها هي الأخرى الحياة فلم تتحمل المخدر السام التي تجرعته والدتها 
لاحظ شحوب وجهها فعلم أن قطارها وصل محطته الأخيرة قبل أن تنتهي أصوات صافرة تحركه 
حضنها بين أحشائه بعمق ورهبة من فقدانها مرددا بۏجع من يراه تذرف عيناه دموعا كالأنهار فقد فارق الرضيع وضاع قبل أن يتنفس 
آااااااااااااه لااااااااااااااا بنتااااااااااااي 
ظل ېصرخ بلا جدوى ولا فائدة على ضناه التي ماټت بين يداه قبل أن يجبر قلبه وتقر عيناه بها حلم السنين أن يكون أبا لأنه عاش ابنا وحيدا رحل قبل أن يتعمق ذاك الحلم ويبتسم له وكان ذلك نبض الۏجع الأول الذي ناله ماهر من الغرام ولكنه الۏجع الأكبر والقاسم للظهر 
عودة من الباك
دلفت رحمة إليه بملف القضية التي سهرت عليه فقد وكلها بتلك القضية أن تفهم مغزاها وتأتي له بالحل الجذري بها وحقا كانت صعبة 
نادت عليه كثيرا وكثيرا ولكنه كان شارد مغمض العينين وفاق أخيرا من شروده وفتح عيناه اللامعتين بالدموع وفور أن رأته بتلك الحالة تخبط القابع بين أضلعها هل عا على معشوق الروح ومع ذبها اقتربت منه بلا هوادة وسألته بخ وف 
مالك ياماهر وشك مقلوب اكده ليه ! في حاجة حوصلت لاسمح الله 
بعينين قاتمتين وغض ب عارم على صوته 
إنتي ازاي تدخلي المكتب من غير ما اديكي الإذن يابني آدمة إنتي !
تراجعت بضع خطوات للخلف وهي تنظر له پصدمة من طريقته الفظة معها ولكن ليس هذا مايزعجها فهي أصبحت تحفظه عن ظهر قلب فهي اقټحمت عزلته وهو في أشد حالات ضعفه ورأت عيناه اللامعتين بالدموع
إياكم أن تستحقروا دموع الرجال
فدموع الرجال لاتسقط الاعندما تكون فاقت الهموم فاقت قمم الجبال الرجل لا يبكي إلالسببين 
الأول حين يفقد أحد والديه 
و الثاني حين يعشق إمراة حد الجنون 
ولاتكون من نصيبه
و يبكي الرجال لفراق الوطن وغياب الأحبة 
يبكي الرجال عند ما يسقط كبريائه وعزته وتغلق الدنيا ابوابها عليه
يبكي الرجال عندما يكون كرمه اخضر 
كان الجميع معه و عندما يبس
الكرم تفرق الجميع و تركوه بمصائب 
يبكي الرجال و لكن في العتمات وتحت الأمطار و على الوسائد لكن دموع الرجال لا تخرج من العين على الخد ف يراها الجميع بل تخرج من القلب وعلى القلب فتظهر التنهداات و النظرات و تجاعيد الوجه بياض الشعر ورجفة اليدين هكذا يبكي الرجال 
ثم اصطنعت الزعل وتحدثت وهي تعطيه ظهرها تنتوي الخروج 
تمام 
قام من مكانه بحدة وهو يركل الكرسي بقدمه مما جعله طار ناحية الحائط وأصدر ضجيجا أرعبها جعلها أدارت وجهها له ورأت علامات الڠضب لاتبشر بالخير على وجهه وفجأة اقترب منها وفاجأها بمسكه له من ذراعها لأول مرة يهزها بع نف وهو يهذي بكلماته الغاض بة وكأنها بفعلته تلك وضعت البنزين على الن ار مما جعل غضبه سريع الاشت عال 
هو بمزاجك الدخول والخروج ! ولا انتم مفكرين انكم هتمشوا الكون على كيفكم 
علمت أنه الآن كان داخل قوقعة الماضي الأليم الخاص به وأنه ليس في عقله وحتما وجب عليها مجاراته كي تجعله يستفيق فهي قررت ان تجعله يخرج مافي صدره ويكبس على أنفاسه ولن يكن ذلك إلا باستفزازه 
أه طبعا بمزاجي وعلى كيفي أنى حرة ياماهر وانت مليكش حكم عليا ولا صالح بيا 
هزها بع نف أكثر من ذي قلب فقد أشع لت الفتيل وأوقدت الح ريق داخله فلتتحمل ماذا يحدث لها الآن ثم ذهب ناحية الباب وأحكم إغلاقه مما جعل ناقوس الخ طر يدق على ناقوس جسدها وصارت لاتقوى على الحراك من هيئته
الغاضبة ولوهلة شعرت بحماقتها ثم عاد إليها ينظر إلى جسدها كالأسد الجائع وما إن رأى فريسته حتى انقض عليها أمسكها من ذراعها متحدثا بفحيح ولأول مرة ترى تلك النظرة 
مين قال إنه بمزاجك يابت امبارح ! مش قبل ماتدخلي عش الدبور تشوفي الاول هتعرفي تتحملي قرصته ولا له 
لم تشعره بالخۏف ولو لبرهة واحدة فهي رحمة المهدي ولم تعهد ذاك الخۏف وردت عليه بقوة 
مين قال لك اني مهتحملش لااااا يبقى إنت متعرفنيش لا دبابير بخاف من قرصها ولا تعالب بخاف من مكرها ولا أسود بخاف من زئيرها الواهي اللي اعتادوا عليه علشان يخوفوا اللي قدامهم 
أنهت كلامها ثم ضغطت بحذائها ذو الكعب الحديدي على مشط قدماه بقوة غليظة لاتناسب جسدها الضئيل مما جعله افلت يداه من حركتها المفاجأة وتوجع قدماه ولكن لم يتأوه كي لايشعرها بضعفه وهي تردد من بين أسنانها بحدة 
خليك بطل وجنتل وواجه من غير فرد عضلاتك على واحدة ست يامتر 
لم يلقى بالا لكلامها المستفز ووضع يداه على صدرها وأزاحها ناحية الحائط قائلا ببرود ق اتل 
خليكي على مبدأك ياسوبر هيرو واجمدي اكده علشان خاطر هوريكي الجح يم على الارض دلوك يابت سلطان 
وعلى نفس تثبيته لها في الحائط وقبضته كما هي جذب ريمود الشاشة وأشعله على موسيقى عالية كي لايسمعه من بالخارج فتحدثت هي 
ايه هطلع عقدك عليا دلوك يامتر ولا ايه 
ثم ضړبته بقبضة يداها الصغيرة في صدره مرددة بعصبية 
فووق ياماهر ميلقش عليك الحاجات داي !
اطلع بقى من قوقعة الماضي الفارغة اللي عايش فيها بقى لك سنين وهتضيع الباقي من عمرك 
جز على أسنانه پغضب من طريقتها المستفزة لها 
إنتي مالك بالماضي ملكيش دعوة بيه 
واسترسل حديثه الغ اضب
وبعدين انتي بقيتي تتدخلي كتير في اللي ميخصكيش واللي مدتكيش الاذن تتكلمي فيه 
كانت تنظر إلى قبضتاي يداه المحكمة بشدة عليها وداخلها يرت عب ولكن نظرة عيناها تدل على الصرامة مما أوحى له أنها لاتهابه فيزداد العند اكثر من ذي قبل ويتوعد لها أكثر من ذي قبل 
ثم تحدثت وهي تحاول إفاقته بطريقة أكثر برودا
هو انت مفكر انك بطريقتك داي هتخ وفني منيك مثلا ! أو المفروض اني أبوس ايدك واقول لك بعد عني وسيبني أخرج !
واسترسلت حديثها وهي تحرك رأسها بنفي
متخلقش لسه إللي يخوف رحمة سلطان المهدي ولا يهز لها شعرة ولا إنه يدخلها الجح يم غير رب العباد لو حكم عليها باكده 
استدعت شياطين الإنس والجن الآن بقوتها أمامه فهو لا يحب المرأة القوية لأنه تذكره بتلك الفرح فقد كانت قوية لأبعد الحدود وهو كان ضعيفا في محبته أمامها ومنذ أن ذاق منها الويلات واڼهارت حياته على يداها وخسر نفسه من عنادها وكبريائها وتجبرها عاهد نفسه منذ ذاك الوقت بأن لايعرف الضعف طريقه أمام أي أنثى وتلك الرحمة أقوى من أي أنثى نظراتها تحوى شراسة كنطرات الصقر الذي لايهاب أحدا مما جعل داخله يتحداها 
لو قربت مني ھقتلك وهقتل نفسي ياماهر 
اقترب منها ولم يهمه ټهديدها
اقتليني يمكن أستريح من عذابي والدنيا المرة اللي أني عايش فيها خلصيني من حياتي وريحني من قلبي اللي خلاني أحبها قبلك وماټ ت بس قبل ماتموت كانت نهت على كل حاجة حلوة
 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 110 صفحات