الأربعاء 25 ديسمبر 2024

من نبض الۏجع عشت غرامي بقلمي فاطيما يوسف

انت في الصفحة 98 من 110 صفحات

موقع أيام نيوز


هي تشعر 
ثم أخرجها من أحضانه ولوهلة غاص في عينيها وفي ملامحها الجميلة التي وحشته بشدة ولوهلة أخذه فؤاده لشعور لا يناسب خصامهم هذا ولكن مايأمله الآن أن تكون تلك الوجد أصابتها بشئ من سحرها الأسود جعلتها فعلت بجنينها هكذا 
فهي امرأة ملعۏنة فعلت به مالا يخطر على بال بشړ لذلك يضع لها ذاك العذر داخله بل هو ذاهب ذاك المشوار خصيصا كي يجد سببا يجعله ينعم بأحضانها التي اشتاقها كثيرا 

ثم تذكر مافعلته وابتعد عنها متحمحما بكبرياء
حرام عليك ليه عملت فينا اكده 
ما إن تفوه بها ارتجفت يدها لتقع الحقيبة منها فبالرغم من إصرارها علي الفراق لكن كانت لاتعلم إنها ستقع عليها هكذا وكأن إنسكب فوقها دلوا من الثلج أو وقعت من فوق جبل مرتفع إلي الهاوية ركضت من أمامه قبل أن تضعف وتبكي ويري ندمها ويسمع لعنات قلبها لها 
أما هو لملم شتاته المبعثر من قربها ثم خرج إلى السيارة ينتظرها كي يذهبا إلى ذاك المشوار الذي يعتقد أنه سيريحه من ناحيتها 
أما هي جففت عبراتها ثم خرجت ووجدته ينتظرها فدلفت إلي السيارة ليبدأ في القيادة نظرت من النافذةعلى تلك الحديقة تحفظها داخلها علها تكن المرة الأخيرة ولم تأتي ذاك المنزل مرة أخرى 
ثم أعتدلت لتنظر أمامها وأجهشت بالبكاء وقلبها يعتصر ألما تريد صفع نفسها آلاف المرات علي قرارها الأحمق لكن هل هذه نهاية المطاف 
وماذا ستفعل بهما الأيام القادمة 
أما هو ازداد داخله ۏجعا على بكائها وحالتها التي لاتبشر بالخير ابدا ومن شدة بكاؤها شعرت بثقل عينيها وكأنها قررت أن تذهب بها في سبات عميق حتى ترتاح قليلا وتشحن طاقة تكفي ايام الۏجع القادمة وهو يقود السيارة بجانبها وعيناه تنظر لها بين الحين والآخر 
فالطريق سيأخذ أكثر من ست ساعات وهو لم يفصل فيهم مهما شعر بإنهاك 
وأخيرا بعد مرور ساعات لم يعرف عددها وصل الآن تلك المنطقة التي يمكث بها الشيخ صابر والتي يحفظها عن ظهر قلب 
هاتفه عمران وأعلمه بوصوله فهو قد أخذ منه موعدا قبل ذلك فأذن له الشيخ بالصعود إليه 
احتضن
كفاي يدها المرتجفتين ثم قالت له برجاء قبل أن يصعدا
بلاش ياعمران اني مش حاسة براحة ومش متعودة على الحاجات داي ارجوك بلاش 
هدأها قائلا
متقلقيش ياسكون الشيخ صابر مش زي مانت فاكرة دي راجل صالح وملهش في أمور الدجل والشعوذة وجلسته كلها ذكر وقرآن وإن نفعت مش هتضر وبعدين أني وياكي أهه ومش ههملك لحظة لحالك 
اخذت نفسا عميقا ثم استعاذت داخلها وصعدت لقدرها معه التي تعلم نتيجته جيدا فهي تعلم أنها لن يصيبها سحرا وأن مابها ليس إلا قدرا من عند الله 
وصل عند الشيخ وبعد جلسة دامت أكثر من نصف ساعة يتلو فيها الشيخ عليهما من آيات وأذكار وروحانيات نظر إليهما مرددا ببشاشة 
انتوا الاتنين ماشاء الله الحارس الله لم يصبكم اي سحر او أذى وبإذن الله محدش يقدر يمسكم أبدا وطول مانت بتعمل اللي قلت لك عليه متقلقش 
تيقن عمران من كلام الشيخ أن زوجته لم يصيبها شيئا والأمل الذي سيشفع به قلبه لها لم يعد موجودا وصار الفراق بينهم عاجلا أم آجلا على مشارف الأبواب 
انقضت جلستهم مع الشيخ وغادروا المكان ثم استقلا السيارة وصعدا كلتاهما وملاحمه يبدوا عليها الوجوم الشديد أما هي صامتة الآن وتعد حالها لع اصفة عمران بها 
وأثناء شرودها استمعت إلى صوته الصارم 
هنروح دلوك فندق هنستريح فيه علشان على بالليل هنروح لداكتورة كبيرة سألت
عنيها اهنه علشان اشوف وأطمن انك مبتاخديش الحبوب داي وهخليها تعمل لك فحص كامل شامل قدامي علشان ميوبقاش ليك حجة بعد اكده الداكتورة داي صاحبة مركز كبير وبياجي لها ناس من جميع أنحاء العالم أني بحثت عنيها كويس قوي والحجز بتاعنا النهاردة 
وقع قلبها بين قدميها فاليوم سيعرف عمران احتمال عقمها وسيعرف أنه سيتأخر حملها أو لم يحدث وسينقلب حزنه إلى مرار آردت راحته منه لأنها تعلم جيدا أن عمران لن يتركها مهما كان 
في مكتب ماهر الريان تجلس تلك الرحمة على مكتبها في الخارج تشتاط ڠضبا تجلس على الكرسي تتقلب فيه بهوجاء وكأنها تتقلب على جمر من الن ار فقد مكثت تلك الشمس مع ماهر في الداخل أكثر من ساعة مما جعل ڠضبها وصل أبعد الحدود ومن الأدهى أنه منع أحدا من الدخول عليهم 
قامت من مكانها منتفضة بحدة فهي لم تستطيع التحمل أكثر من ذلك 
دلفت إليهم المكتب دون استئذان وضړبت بقوانين ماهر الريان أرضا فالصبر يئس من صبرها وهي تتركه ساعة بأكملها وحدهم وياليتها مادخلت إليهم فقد رأت تلك الشمس تجلس على مكتبه وتتحدث بدلال جعلها تتسع عيناها بذهول ويبدو أن تلك الشمس ستسطر في وثائق الۏفيات اليوم مما قالته وأذناي تلك الرحمة سمعته 
بس مكنتش اعرف إنك بقيت جان اووي كدة وحاجة واو يامتر هي الرجالة لما تقرب توصل لسن الأربعين بيهبلوا كدة 
لم يستطيع الرد عليها فقد وقفت رحمة أمامها بغ ضب وصل معها أقصاه ومن الواضح من انها استمعت إلى ماقالته شمس وبات داخله الآن متأكد من شراسة تلك الرحمة وأنها يستحيل أن تمرر الموقف مرور الكرام ولكن ظل يجلس بثبات 
ثم رمقتها رحمة بخضراويتها المشتعلتين بكل برود قبل أن تن فجر 
ومكنتيش تعرفي بردوا إن قعدتك اهنه على مكتب راجل وانت بالشكل دي متهبليش ولا حاجة وإن حبة الحركات والكلام اللي بتعمليهم دلوك رخص ياآنسة 
انتفضت شمس من مكانها ووقفت بطولها الفاره فقد كانت طويلة ورحمة تصل إلى منتصفها وترتدي ذاك الرداء الأسود الخ اطف للأنف اس وهو عبارة عن فستانا طويلا بدون اكمام ومفتوح الصدر ومزين ببعض النقوش المزخرفة بالدانتيل من الأعلى وضيق من منتصف خصرها ويهبط باتساع حتي غطى جميع قدمها ومزين بحزام باللون الفضي المزين بنفس الدانتيل من على الصدر وجس دها مرسوم بحرفية كعارضات الأزياء 
ووجهها الأبيض المزين أيضا بلمسات التجميل البسيطة للغاية ولكنها ليست محتاجة لها فجمالها الطبيعي لايحتاج اللعب فيه شملتها رحمة بعيناي الغيرة مما جعلها تفرز ملامحها بشدة والآن تود سح قها بين يدها ولكن تحاول أن تظل على الثبات الانفعالي والهدوء ولكن داخلها يريد اله جوم عليها الآن وتلقينها درسا لن تنساه فهي تقف أمام ماهرها وتغازله وبدا لها أنها على ذلك الحالة من الدلع والإثارة له منذ أن وطأت قدمها ذاك المكتب 
أما تلك الشمس هدرت بها بكبرياء فقد سح قتها تلك الرحمة وأهانتها إهانة لن تغتفر 
انت إزاي يابتاعة انت تتكلمي معايا بالأسلوب ده شكلك اټجننتي علشان متعرفيش أنا مين 
ثم استدارت إلى ماهر وهى مازالت على عاص فتها وهي تسأله بذهول
إنت إزاي ياماهر تشغل معاك سكرتيرة ټقتحم مكتبك بالهم جية دي وكمان تتكلم مع ضيوفك بالطريقة الغير مهذبة دي وتسمح لها تهينهم 
ربعت تلك الرحمة ساعديها وبقامة مرفوعة تحركت حتى وصلت إليه ولم تكتفي بذلك بل جلست مكان تلك الشمس على المكتب ونظرت إليه بعيناي مازالت تخفي شراستها إلى الآن قائلة له وهي تشاور بيدها على الأخرى باشمئزاز 
رد يامتر على سؤال عمود النور اللي واقفة داي وهي بټشتم رحمة سلطان المهدي 
تحمحم ماهر كي يستدعي الهدوء ويخرج صوته أكثر طبيعيا وهو الآن متيقن أن تلك الشمس وقعت تحت قبضة الأسد 
لو سمحتم انتوا الاتنين تهدوا ومفيش داعي لأن كل واحدة تهين التانية اكتر من اكده 
ثم قرر أن يعرفهن على بعضهن موجهها كلامه لشمس اولا 
دي توبقى رحمة المهدي خطيبتي ياشمس والمسؤولة عن كل حاجة تخص مكتبي 
ثم نظر إلى رحمة الغاضبة بشدة يعرفها عليها ولكن قبل أن ينطق بأي شئ نزلت من على المكتب مرددة بكبرياء ورفض قاطع جعل تلك الشمس تشتاط أكثر من أنها علمت أن رحمة خطيبته فقد أفسدت مخططها في أن تجعل ماهر يراها ويذوب بجمالها هياما
لا معايزاش اتعرف على الأشكال دي الكلام دي كان يحصل من البداية يامتر من أول مالكونتيسة دخلت المكتب ودخلت لقيتها بتقول الكلام الاهبل دي وهي مبتختشيش 
ثم أكملت وهي تقف أمامه ومازالت على اعتراضها
مش ادخل الاقيها قاعدة على المكتب وبتتغزل في جناب المتر ومعندهاش ذرة من الحياء والأدب اللي شكل أهلها معرفوش يربوها عليه 
واسترسلت بنفس ڠضبها 
دي أني اللي خطيبتك مقلتلكش الكلام دي يامتر 
حدجتها تلك الشمس بريبة لتنهرها بحدة
ايه ده يابتاعة انت الطريقة السوقية اللي بتتكلمي بيها
دي ! المفروض انت مخطوبة لماهر الريان تكوني أرقى من كدة في التعامل مع ضيوفه وتسيبك من شغل حلق حوش ده 
الى هنا لم تتحمل رحمة سماجتها ثم شمرت عن ساعديها وكادت أن تف ترسها الآن وتخرجها من ذاك المكان على نقالة الي المشفى مما ستفعله بها إلا أن ماهر تدارك الموقف وعلم ماستفعله رحمة وأنها الآن ستن قض عليها كالأسد والأخرى لن تسد مقابلها والأمر سينقلب الآن فنهر تلك الشمس 
لو سمحت ياشمس تتكلمي
معها بأدب ومتغلطيش فيها ايا كان 
لم تصدق شمس ماقاله ماهر الآن لقد أهانها وسمح لرحمة هي الأخرى بإھانتها والتمعت عينيها بالدموع لتقول بملامة له جعلته تأثر بلمعة عينيها الدامعتين
بقي كدة ياماهر أتهان في مكتبك بالطريقة دي وكمان انت كمان تزود معاها 
واستطردت عتابها وهي تحمل حقيبتها وتنتوي المغادرة 
شكرا جدا على حسن ضيافتك واستقبالك ليا بالطريقة المهينة دي واوعدك مش هتتكرر تاني 
ابتسمت لها رحمة ابتسامة نصر وهتفت 
مع السلامة ياغالية وخطوة رخيصة ياريت متتكررش تاني وتعتبيها يااما هيبقى معندكيش بربع جنيه كرامة 
أما ماهر كاد أن يلحق بها إلا أن رحمة منعته بشدة قائلة 
رايح وراها تعمل ايه إن شاء الله ماتسيبها تغور في داهية قليلة الحيا دي 
واسترسلت وهي تض رب بقبضة يدها على المكتب 
علشان نعرف بقى نتحاسب يامتر على اللي حصل وسمعته بوداني من ام أربعة وأربعين دي 
أما شمس نظرت له نظرة خذلان لإھانتها وطردها من مكتبه بتلك الدرجة وغادرت المكتب وهي تبكي بغزارة ويبدو أن أملها في ذاك الماهر تبخر وان تلك الرحمة قد عشقها وأنها ليست لها مكانة في حياته 
أما ماهر بعد أن غادرت نظر إليها بغ ضب عارم فهو لم ېهينها أبدا أمام أحد ولكن الآن أصبحا وحدهما فتحرك بخطوات ثابتة تجاه الباب وأغلقه كي لا يسمع صوتهما أحدا بالخارج ثم تحدث إليها بحدة 
انت ازاي تعملي اكده مع ضيف وياي في المكتب يارحمة 
بنفس حدته وغضبه ض ربت بقوانينه دون أن تبالي أو تكترث لغضبه منها ړعبا ثم أجابته
طب وهي داي ضيف عادي يامتر !
وأكملت بغيرة عمياء مثله بل وزادت وهي تتحدث بنبرة سخرية وتقلد تلك الشمس 
أنا دخلت لقيت الهانم قاعدة على مكتبك وبتقول لك الرجالة لما بيوصلوا لسن الأربعين بيهبلوا ! وانت قاعد فرحان بقى ونافش ريشك يامتر وفي
 

97  98  99 

انت في الصفحة 98 من 110 صفحات