الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية للكاتبة ذكية محمد

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

عارفين يا بثينة ! هو إحنا هنضحك على بعض ! محدش يعرف حاجة عن الموضوع دة غيرك بس فمتعمميش و تقولي احنا على العموم يلا مجاتش عليه و لا جديد عليا إني أتوجع معلش يا بثينة تعباكي معايا علطول 
قطبت جبينها بعبوس قائلة عيب عليكي إنتي صاحبتي متقوليش كدة 
أردفت بود ربنا يخليكي يا بسبس والله من غيرك مكنتش هعرف اعمل ايه طيب أنا همشي دلوقتي علشان محدش يحس بغيابي أصل ما قولتش لحد 
هتفت بسرعة طيب استني أمي بتعمل العصير 
لا معلش أبقي سلميلي عليها أنا مروحة أشوفك بعدين 
وما إن همت لترحل عاجلتها بسؤال أعاد الحزن لها مجددا و كأنها والدته و هو لا يريد تركها هي صحيح مين دي اللي أم إسلام عاوزة تجوزهاله
ابتسمت بۏجع قائلة أسماء بنت عم صالح 
اتسعت عينيها بدهشة قائلة أسماء !
أومأت بموافقة قائلة بتهكم أيوة أسماء صغيرة و متجوزتش قبل كدة يعني منسباله كتير بالإذن يا بثينة 
قالت ذلك ثم غادرت بخطوات أشبه بالسلحفاة عائدة لأدراجها بعد أن جففت دموعها و جاهدت في رسم إبتسامة باهتة سرقتها خلسة من الزمن و طرقت الباب لتفتحه توحيدة فدلفت لغرفتها مباشرة بينما وقفت والدتها تطالع أثرها بقلب جريح على حال ابنتها التي تراها كالشاه المذبوحة وهي تقف تشاهدها دون أن تمد لها يد العون 
رفعت انظارها للسماء تتضرع إلى الله بأن يخفف عن ابنتها و يرزقها كل الخير 
دلفت لغرفتها بخطوات بطيئة و ألقت بنفسها پعنف على الفراش و أخذت تحدق في سقف الغرفة التي شهدت على الكثير من معاناتها طوال تلك السنوات 
بهتت ملامحها كعجوز في الثمانين تحمل من الهموم مما يفوق الجبال و زادت هالاتها السوداء حول عينيها البندقية الواسعة و نقص وزنها كثيرا عما
كانت عليه سابقا 
تحملت الكثير دون أن تشكو لا تحب أن تشارك غيرها أوجاعها لأنها تخصها وحدها ولن أحد الحزن لذا لم تتحدث 
ابتسمت بسخرية لمن ستتحدث لوالدها كي ېقتلها إن علم أنها تحب شقيق زوجها الراحل ! ولا والدتها التي تتبع والدها في كل شئ تجنبا لغضبه ! ولا لشقيقها الذي ورث الطباع الحاد من والده !
أخذت تبحر بذاكرتها للخلف تمر عند كل مرسى به حدث أو ذكرى زادت من وتيرة بكائها المكتوم الذي لا يدري به أحد من الأساس تود أن تصرخ و تثور ولكن إن فعلت ستصبح عاقة لهما وهي لا تريد ذلك أبدا لا تريد أن تقطع أي حبل يوصلها بطريق الله لذلك توافق والدها على أي قرار يتخذه حتى وإن كان هذا سيضر بمصلحتها أو يعارض رغبتها 
أخذت تنتحب بصمت لتفرغ شحنتها السلبية و لټنهار الآن لكي تستطيع أن تقف على قدميها قوية في الأيام المقبلة التي ستشهد على مقتلها بالبطيئ 
صعد للأعلى بوجه متجهم للغاية و غلق الباب خلفه بقوة و جلس بإهمال على أحد المقاعد المتهالكة و أخذ يهز قدمه بعصبية شديدة 
تحاملت والدته على نفسها و أخذت تسير حتى وصلت لعنده و جلست بتعب قبالته قائلة بوهن بردو دي عمايل تعملها يا ابني بتقطع عيشك بأيدك !
هتف بانفعال يعني كنتي عاوزاني أعمل إيه يا أما ! دا ابن عاوز الحړق 
هزت رأسها بأسى قائلة يعني من كتر الشغل دا الواحد بيتعلق في قشاية في زمان ما يعلم بيه إلا ربنا 
أردف پغضب كله من بت أختك لو رضيت تتجوزني مكانش دة حصل 
جعدت أنفها بغرابة قائلة باستنكار و إيه دخل دة بدة ! انت بتخلط الأمور ببعضها ليه و يعني هي وافقت وأنا قلت لا البت مش راضية وأنا مش هغصبها على حاجة يا ابن بطني 
نظر لها بخبث قائلا ماشي يا أما براحتها 
تأوهت پألم قائلة آه ألحقني يا حاتم ھموت مش قادرة جنبي واجعني 
قالت ذلك ثم فقدت وعيها على الفور 
نزل من طيارته الخاصة يحاوطونه الحراس الخاصين به كالحصون الفولاذية المنيعة يمشي بخطوات سريعة عندما أتى له اتصالا أثناء رحلته إلى بلجيكا في صفقة عمل بمرض عمه الشديد الذي يرقد في الفراش لا حول له ولا قوة 
صعد للسيارة بسرعة و جلس في المقعد الخلفي بينما أنطلق السائق حيث مكان عمه بالمشفى الضخم الخاص بهم 
بعد وقت توقفت السيارة أمام المشفى و نزل السائق يسرع بفتح الباب الخلفي فنزل ببرود كحالته و مشي بخطوات للداخل حتى ابتلعه المبنى 
استقل المصعد متوجها للطابق المتواجد به عمه و البقية وما إن رآهم هتف بجمود و هو يقف بثباته المعتاد عمي حالته إيه دلوقتي
هتفت ناريمان زوجة عمه پبكاء حالته متأخرة أوي يا مراد مفيش أمل أنه يمشي تاني 
قوس حاجبيه پغضب مكبوت قائلا بحدة و البهايم اللي هنا وظيفتهم إيه لو مش عارفين يعملوا حاجة حالا نسفره برة 
هتف والده بحزن يعني هيعملوا إيه اللي برة ! المستشفى هنا فيها أحسن الدكاترة كلهم قالوا إن حالته متأخرة 
زفر بضيق و استعاد ثباته قائلا بجمود و جدي فين 
ثم نظر لجدته التي ورث منها الغطرسة قائلا جدي فين يا نانا 
هتفت بهدوء تعبان شوية يا مراد قاعد جوة في الأوضة اللي جنب عمك 
أردف بهدوء طب أنا عاوز أشوفهم 
اقتربت ابنة عمه التي ټغرق الدموع عينيها و هي تقدم على احتضانه إلا أنه أوقفها بإشارة من يده بأن لا تقترب من تلك المنطقة المحظورة التي لم تقترب منها أي أنثى من قبل 
جزت على أسنانها بغيظ منه ودت لو تلكمه و لكن هيهات أن تعبث مع ذلك الجامد كالثلج هتفت بدموع في محاولة منها لكسب عطفه نحوها بابا يا مراد خلاص مفيش أمل أنه يمشي تاني 
لم يتحدث بكلمة فهو غير جيد في تلك الأمور العاطفية فهو كالآلة يتحرك بوقت و يعمل بوقت أو بالأحرى يقدس العمل و الوقت 
نظر لوالده قائلا أنا هدخل أشوف جدي على ما يطلع الدكتور و نطمن على عمي 
استدار موليا إياهم ظهره بينما هتف شادي بخفوت يخربيت برودك يا أخي إيه دة !
بعد دقائق أتى الطبيب للإطمئنان على صحة مجدي و بعد أن فحص مؤشراته خرج و على وجهه إمارات الأسى فهتف عمران بلهفة طمني يا دكتور أخويا حالته إيه 
هز رأسه بحزن قائلا للأسف العملية فشلت و فرصة أنه يمشي من تاني ضئيلة دة إن مكانتش مستحيلة مش قدامنا حاجة نعملها دلوقتي 
أتاه صوته الحاد قائلا يعني إيه مش قدامك حاجة تعملها أنت بتهزر !
زفر الطبيب بضيق قائلا يا باشمهندس مراد حالة عمك مفهاش أمل إحنا عملنا اللي علينا و زيادة ولو عاوز تاخده تسفره برة براحتك 
رسم الأسى على الجميع فأردف الطبيب بهدوء هو فايق دلوقتي و طلب مني إنك تدخله لوحدك 
حالة من الدهشة و التعجب خيمت عليهم بما فيهم هو أومأ بهدوء ثم دلف لغرفة عمه 
قطبت ميس جبينها بتعجب قائلة غريبة ! يا ترى عاوزه في إيه 
هز عمران كتفه بعدم معرفة قائلا ما أعرفش يا ميس علمي علمك 
كانت تقف و بداخلها فضول قاټل لمعرفة سبب طلبه له بالداخل بمفرده و تمنت أن تقرأ الأفكار الآن لتعلم السبب و ترضي فضولها 
بعد وقت قضاه بالداخل خرج و وقف بعيدا عنهم قليلا بينما أخذ البقية يتفرسونه بعمق لعلهم يستشفون أي شئ و
لكن ملامح وجهه الجامدة حالت دون ذلك 
تقدمت منه زوجة عمه التي ېقتلها الفضول و هتفت بحذر هو هو مجدي قالك إيه جوة يعني يعني طمنا عليه هو كويس 
أردف بجمود اطمني يا مرات عمي هو كويس وهو وصاني عليكم وإني أخد بالي منكم 
هزت رأسها بهدوء و بداخلها غير مقتنع بما أملاه عليها و اشتعلت نيران غاضبة بداخلها نستها منذ زمن بعيد و جزت على أسنانها بغل إن كانت ما تفكر به صحيح 
تعبت قدميهما و صړخت باستغاثة كي يكفوا عن السير و ينالوا قسطا من الراحة 
هتفت آلاء بصړاخ و تذمر رحيق أبوس إيدك كفاية أنا رجليا ورمت مش قادرة خلاص أمشي تاني 
هتفت بتعب هي الأخرى يلا بس معلش تعالي على نفسك شوية مش هنرجع و أدينا فاضية 
هزت رأسها بنفي قائلة باعتراض لا لا كفاية أنا جبت آخري طب نرتاح شوية 
غمغمت بضيق خلاص يا آلاء تعالي نقعد تحت الشجرة هناك على ما رجل سيادتك تخف و ترتاح 
ابتسمت بسماجة قائلة ربنا يباركلك يا رب اللعب ربنا ينصرك اللهي 
قاطعتها قائلة باستياء خلاص يا آلاء إنتي مش قاعدة على باب السيدة هنا قدامي 
ضحكت بخفة ثم توجهتا تحت الشجرة و جلستا على الأريكة الخشبية و هن يلتقطن أنفاسهن بتعب من السير الطويل 
أخذت تمسد على قدميها قائلة بتعب اه يا اني يا أما كان مالي ومال التعب دة بس يا ربي 
ابتسمت پألم قائلة معلش استحملي علشان خاطري أنا عاوزة ألاقي شغل بأي شكل من الأشكال و بسرعة إن شاء الله اشتغل خدامة بس أهو اسمه بشتغل 
أردفت بتوبيخ و تمني بس يا هبلة خدامة إيه دة كمان ! إنتي فاكرة إحنا لسة عايشين في عصر البهوات دة ولا إيه لا إن شاء الله هندور تاني وتالت و رابع و ربنا معانا 
زفرت بضيق قائلة برجاء يااااارب 
بعد فترة نهضتا سويا و أكملتا السير و بينما كانتا تبحثان اصتدمت رحيق بسيدة فهتفت بسرعة أنا آسفة ما أخدتش بالي 
ابتسمت لها بود قائلة لا عادي ولا يهمك واضح انك تعبانة 
تدخلت آلاء قائلة اه أصلنا بنلف من الصبح على شغل 
هتفت بدهشة إيه دة انتوا بتدوروا على شغل !
أومأت بنعم فضحكت بخفة قائلة و اللي يجبلكم 
أردفت آلاء بمرح أديله بوسة كبيرة 
ضحكت بصخب عليها قائلة لا إنتي شكلك مشكلة آه يا ستي ليكم عندي شغل 
هتفت رحيق بتعجب و قلق شغل إيه دة يا أستاذة 
أردفت بخفوت طيب هنتكلم كدة إحنا و واقفين تعالوا نقعد في أي كافيه قريب من هنا 
و حينما رأت التوتر مسطر في أعينهن أردفت بمرح متقلقوش تعالوا هعزمكم أنا زي
أختكم ولا إيه ! تعالوا مش هخطفكم 
وزعن أنظارهن بينهن و بين تلك الماثلة و حسموا أمرهم أخيرا و توجهوا معها 
جلستا قبالتها بتوتر ملحوظ بينما أردفت هي بود ها بقى تحبوا تشربوا إيه 
أردفت رحيق بتوتر لا لا شكرا
مفيش داعي 
قطبت جبينها قائلة بتذمر بت هو إنتي بخيلة ولا

انت في الصفحة 4 من 6 صفحات