رواية وردتي الشائكه الكاتبة ميار خالد (كاملة)
انت في الصفحة 1 من 47 صفحات
الفصل الاول
اتجهت فتاة الي محل ملابس في منطقة بسيطة و التي تتناسب مع مستواها .. فتحت المكان و لم يمر ثواني حتي دخل عليها صاحب المحل المجاور لها
ورد يا فتاح يا عليم .. في ايه علي الصبح
مجدي في ايه يا قمر جاي اصبح عليكي عشان نهاري يبقي حلو زيك
ورد و انا نهاري هيبقى زفت .. اتكل عايزين نشوف شغلنا
مجدي مصيرك تقع تحت ايدي يا جميل
ورد نظرت له باشمئزاز و قالت قسما بالله يا مجدي لو فضلت هنا دقيقة كمان لكون مصوته و مفرجة عليك الشارع كله !
مجدي خلاص همشي
خرج مجدي من المحل لتدخل زميلتها في العمل و صديقتها ايضا ورد الحقي !
ورد بقلق في ايه مالك بتنهجي كده ليه ! اخواتي فيهم حاجه !
ورد ما احنا لسه دافعينه !
مني معرفش بقى يا ورد انا قولتلك اللي انا شوفته روحي و افهمي
نهضت ورد من مكانها بعصبية انا فاهمه هو بيعمل كل ده ليه .. و ربي لعرفه مقامه عشان يبقي يتشطر علينا كويس !
خرجت من المكان و اتجهت الي الحي التي تسكن فيه و ما أن دخلت شارعها حتي سمعت صوت هذا المحتال الذي يدعي رجب و كانت اختها ريم واقفة أمامه لا تعرف ماذا تقول فاتجهت اليها ورد سريعا و وقفت امامها
المعلم رجب ولله يا ست ورد الملاليم اللي انتي بتدهاني دي مش فلوس .. و انا ساكت عشان عارف وضعكم و انكم من غير الشقه دي هتترموا في الشارع .. بس ده حقي يا ناس و الدنيا بتغلى وانا مش ملاحق علي مصاريفي
ورد قصدك مش ملاحق علي مصاريف التلت بيوت اللي انت فاتحهم .. ولله يا خويا اللي معهوش ميلزمهوش متفضلش تشحت انت و تدفع الناس اللي وراها و اللي قدامها عشان تروح تتجوز بالفلوس دي و تداوي مرض النقص اللي فيك !
ورد لا ونبي مد ايدك .. جرب كده و شوف اللي هيجرالك .. و بمناسبة الناس الجميلة اللي متجمعة دي انا هعرفهم انت بتعمل كل ده ليه !
ثم صاحت بصوت عالي اشهدوا يا ناس .. المعلم رجب عرض عليا اني ابقي الزوجة الرابعة و عشان انا رفضت حطني في دماغه و حالف ليخرجني من هنا ! .. انا مش هتكلم انا عايزة الرجالة الموجودين هما اللي يتكلموا
تلك اللحظة جاءوا زوجاته الثلاثة لتضحك ورد بسخرية
أحدي زوجاته نظرت لها بسخط و قالت كده يا ورد دي اخرتها تفضحي الراجل اللي ساتركم
ورد اللي بيستر ربنا يا ام زياد مش ده .. و ونبي بدل ما تكلميني روحي لمي جوزك شوية !
ام زياد ماشي يا ورد
رجب نظر إلي ورد بتوعد و قال و رحمة امي ما هسيبك
ثم امسكت ريم من يدها و دخلوا الي شقتهم ليجدوا اختهم الصغيرة بسملة واقفة امام الباب و تقطب جبينها
ورد في ايه انتي كمان !
بسملة قفلتوا عليا ليه ! كان زماني نزلت ضړبت رجب ده اللي عاملنا صداع
ورد نزلت الي قامتها القصيرة ولله .. و ده ازاي بقي يا ست اوزعة انتي
بسملة كنت هتشعلق في أي حاجه و اضربه هتصرف يعني
ورد ضحكت عليها و قالت طب ادخلي جوه عايزة اتكلم مع ريم شوية
بسملة ليه يعني ما تتكلموا و انا هنا
ريم بسملة .. بطلي لماضة و ادخلي
بسملة خلاص داخله
ريم ما انتي عارفه يا ورد اني مبعرفش ازعق ولا اټخانق كده زيك
ورد انتي عايزة تجننيني ! .. انتي هتبدأي شغل في الكلية بتاعتك بكرة .. ايه
هتقوليلهم اصلي بتكسف اتكلم !
ريم يا ورد لا مش كده
ورد يا ريم انتي اختي الصغيرة و انا خاېفة عليكي .. المكان ده مش عايز الطيب ولا الساكت لو سكتي كله هيجي عليكي زي اللي حصل من شوية
ريم عارفة .. كل ده عشان سيبنا اسكندرية و جينا هنا .. كنا نفضل هناك بدل كل ده
ورد ولله .. نفضل هناك فين .. عشان خالك يرجع يلاقينا و يشغلنا خدامين عنده .. انا عملت كل ده عشانكم و لو رجع بيا الزمن هعمل كده تاني .. غير كده انتي بتخرجيني من الموضوع ليه .. ازاي تسكتي للزفت رجب ده !
ريم يا ورد افهمي ..
انا
مستوي
تعليمي ميسمحش اني اقف اټخانق و اشرشح كده
نظرت لها ورد پانكسار و حزن و قالت و قد ظهرت بعض الدموع في عينيها عندك حق .. انا اه مكملتش لكلية زيك عشان كان لازم
واحدة
فينا
تضحي .. لو الظروف سمحت كنت كملت يحس أنه أقل من اللي حواليه .. خشي غيري هدومك عقبال ما احضر الاكل
ريم مش قصدي لا..
٨ سنوات .. كانت في عمر ال ١٧ وقتها و في ذلك اليوم قررت ورد التخلي عن أحلامها و مواجهة صعوبات الحياة بمفردها لحماية اختيها و توفير حياة ميسرة لهم .. و قد أكملت ريم كليتها و نظرا لتفوقها تم تعينها معيده بها
اتجهت ورد الي مرآتها و نظرت لانعكاسها بدموع تأملت ملامحها الرقيقة و عيونها الساحرة التي يكسوها الحزن
ورد بدموع انا كمان كان نفسي اكمل و احقق حلمي .. بس حلمي مش اهم منكم .. انتو اللي ليا في الدنيا و مستعده اعمل اي حاجه عشانكم !
استيقظ كريم من نومه كعادته كل يوم .. أخذ دش سريع و ارتدى ملابسه و خرج ليقف أمام مرآته يعدل مظهره فاستيقظت زوجته
مروة صباح الخير يا بيبي
نظر لها كريم بفتور و لم يرد عليها
مروة مش معقول كده طب ابتسم يا سيدي
كريم تجاهل كلامها فأكملت و هي تنهض من مكانها سوري النهاردة مش هقدر اجي الشركة .. هنتجمع انا و صاحباتي
كريم بصوت خفيض علي الاقل الواحد يعرف يتنفس شوية !
مروة قولت حاجه
كريم لا .. اعملي اللي انتي عايزاه
مروة ضحكت بتكبر اكيد هعمل اللي انا عايزاه .. انا طول عمري بعمل اللي انا عايزاه انت نسيت ولا ايه
كريم و هو الکابوس ده يتنسي برضو !
كريم لو فاكرة في يوم اني ممكن احبك تبقي غلطانه اوي
مروة كريم .. متقولش كده ده انا بنت خالتك حتي .. يعني انا كنت و هبقى و هفضل الأولى بيك من الغريب غير كده محدش هيقدر يحبك قدي !
كريم ابتسم بسخرية حب
كريم مش قادر اشوف وشك اكتر من كده !
مروة ببرود طيب يا روحي خلي بالك من نفسك
نظر لها كريم بفتور ثم خرج من الغرفة و تنهد بضيق
كريم الله يسامحك يا امي !
خرج كريم من غرفته و اتجه الي غرفة والده و دلف إليه
كريم صباح الخير يا بابا
نظر له والده الجالس علي كرسيه المتحرك و ابتسم بصعوبة .. اتجه إليه كريم و قبل يده
كريم عندي ثقة كبيرة بربنا .. و عارف انك هترجع تمشي و تتكلم معايا تاني زي زمان .. وحشني صوتك اوي
ظهرت بعض الدموع في عيون والده صابر ليقول كريم محاولا تغيير الموضوع
كريم يلا عشان نفطر النهاردة هتفطر معانا تحت غير جو الأوضة دي
ثم امسك كريم بكرسيه و اتجه به للأسفل و بدأ في اطعامه و بعد لحظات دخل عمر و هو ابنة خالة كريم و شقيق مروة من الباب و من الواضح أنه لم يكن بالمنزل طيلة
الليل
عمر صباح الخير يا جماعة
كريم
انت كنت فين طول الليل !
عمر كنت مع صحابي
كريم انت فاكر نفسك عايش في فندق ولا ايه تخرج وقت ما تحب و ترجع وقت ما تحب !
عمر ولله يا كريم مصدع مش فايق لاي حاجه
كريم نهض من مكانه و اتجه إليه و صاح به لازم تفوق ! انت بټغرق نفسك و انت مش
مروة نزلت علي صوتهم في ايه هنا ! بتزعق لعمر ليه
كريم انتي متدخليش .. خليكي في حالك !
مروة اخليني في حالي ازاي يعني ! ده اخويا في ايه
عمر قال بهدوء كريم .. ممكن الكلام ده يبقي بيني و بينك بعد اذنك
كريم جربت اكلمك بالذوق مفهمتش .. احسنلك تتعدل يا عمر بدل ما اعدلك بطريقتي .. انت عارف اني مش بعتبرك قريبي و بس انت اخويا بغض النظر عن أي حاجه تانيه
ثم نظر بطرف عينيه الي مروة لتتجاهل تلك النظرة
مروة طيب انا خارجه .. عمر بليز بلاش تعصب كريم مش بحبه مضايق .. اسمع كلامه
تجاهل عمر كلامها و نظر إلي كريم بنظره ليفهمه كريم .. انتظر خروجها من المنزل ثم نادي كريم علي أحد الخدم ليهتم بوالده و قال لعمر
كريم علي المكتب !
اتجه كريم
الي مكتبه
و عمر
خلفه
بدلت ورد ملابسها و اتجهت الي المطبخ لتعد لهم الغداء و بعد لحظات دخلت لها ريم و قالت
ريم اساعدك
ورد لا .. قربت اخلص خلاص
ريم انا اسفه !
ورد علي ايه
ريم انا ولله مكنش قصدي حاجه لما قولت الجملة دي
ورد عارفه يا ريم .. و حتي لو قصدك .. دي حاجه تفرحني ان اختي تبقي حاجه كبيرة
ريم انا بقيت كده بسببك يا ورد .. لولاكي مكنتش وصلت للي انا فيه دلوقتي
ابتسمت ورد وانا ليا غيركم يا هبله .. لو معملتش كل اللي اقدر عليه عشانكم هعمله عشان مين يعني
ريم ليكي عليا ربنا يرزقني بس و مش هخليكي تشتغلي في المحل الزفت ده تاني و هنسيب المكان ده كمان عشان متبقيش مضطرة تتخانقي مع اللي يسوي و اللي ميسواش
ابتسمت ورد و يا ستي انا اهم حاجه عندي انك تكوني كويسة
متشغليش بالك
بيا
و هنا
دخلت بسملة الله الله .. و انا فين من كل الحب ده بقى يا ست ورد
بسملة تستاهلي عشان تبقي تحبي في ريم كويس .. انا الصغيرة يعني محتاجه حب و حنان
ريم حب و حنان مين دي
ضحكت ورد و قالت طب متقوليش صغيرة بس
بسملة اتجهت
اليها و قالت ولله صغيرة
ثم شاورت بيديها عندي ٩ بس صغيرة اهو .. الحكاية مش اني صغيرة يا ورد .. الحكاية اني علطول منسيه و علي جنب
اختفت الابتسامة من علي وجه ورد و انحنت لها ليه بتقولي كده .. انتي عمرك ما كنتي و لا هتكوني منسية
بسملة لا انا كده .. حتي ماما سابتني بدري اوي و مشت
ورد لو كان بأيد
ماما
كانت
فضلت
معاكي