الباشا الجزء الاول
وتمسح عينيها مبتسمة بثقة
ميرسي يا أستاذ عامر حقيقي المسلسل ده السيناريو بتاعه جميل جدا.
ابتسم عامر فخرا
شكرا يا مدام غدير أنا واثق إن طالما انتي فيه يبقا خلاص هينجح ويكسر الدنيا.
ابتسمت غدير بثقة تصل لحد الغرور
أنا أسعد بإني معاك يا أستاذ عامر على العموم أنا هستأذن لأن إياد عنده حفلة و لازم أكون موجودة.
ابتسم عامر بلطف
ابتسمت غدير ولكن ابتسامة باهتة
ميرسي يا أستاذ عامر عن إذنك علشان الوقت.
عامر بلطف مبالغ فيه
طبعا طبعا يا فنانتنا إتفضلي.
تركته غدير وأدارت ظهرها له.
انقلب وجه عامر وقال بتهكم وبصوت خفيض وهو يراقب
خطاها الواثقة
في أحد أروقة المستشفيات الراقية كان بها ممرضة وبجانبها
امرأة متوسطة الطول ويغطي رأسها وشاح حريري قرمزي
بملابسها المحتشمة ومعطفها الأبيض الدال على أنها طبيبة
وكانت تقول وهي تشير لأوراق تبدو كتحاليل بجدية
اديلها المحاليل دي فورا لأنها ضعيفة جسديا يا صفاء
قالت صفاء
حاضر يا دكتورة سلسبيل .
ابتسمت سلسبيل بإرهاق وقالت وهي تقترب من باب
غرفتها وتدير مقبضه
تمام يا صفاء لو احتجتيني أو حاجة
حصلت أنا موجودة في مكتبي ساعة كمان تقدري تروحي
تدي الأدوية دي للمريضة.
ابتسمت صفاء ببشاشة مومئة برأسها
حاضر يا دكتورة عن إذنك. ثم تركتها ورحلت.
دلفت سلسبيل ووجدت رجلا طويل القامة يجلس
بعض الملفات الطبية ثم وضع أصابعه بين خصلاته البنية
عندما رأى سلسبيل وظهرت ابتسامة جليه على شفتيه
ولكنها ابتسامة عابثة وقد انتقل هذا العبث إلى بنيتيه.
رفعت سلسبيل إحدى حاجبيها وعقدت ساعديها
بتعمل إيه عندك يا دكتور طارق
وضع طارق الملفات على المكتب جانبا وقام من مجلسه
هكون بعمل ايه يا سلسبيل
وكاد يقترب من سلسبيل أكثر ولكنها وضعت كفيها
عند صدره توقفه وهي تضحك بصوت عالي
طارق يا مچنون احنا في المستشفى ولو جه حد هنا دلوقتي يقول ايه
تأملها طارق ثانية ثم التقط فجأة كفيها القابعتان في صدره ووضعهما على شفتيه يقبلهما بروية وينظر إليها هامسا
نظرت سلسبيل إليه بحب من خضراويها هامسة بارتعاشه
في صوتها
يااه يا طارق إنت اتغيرت أوي.
نظر إليها طارق ولثم سبابتها اليسرى التي بها خاتم زواجهما
يعني للأحسن ولا للأوحش
ضحكت سلسبيل برقة وهي تملس بأصابعها اليمنى في ثنايا
خصلاته البنية التي يشبه لونها لون الكاكاو ولطالما هي تعشق
أي شيء مشتق من الكاكاو فما بال إذا كان شعر زوجها
وحبيبها.
الله...الله وفي المستشفى يا مفتريين
أفاق سلسبيل من شرودها صوت صديقتها وصديقة
طارق والمحببة إلى قلبها وعد تلك المرأة المتمردة ذات
العيون الرمادية والشعر المائل للشقرة المنكسر بطريقة
عنفوانيه.
اقتربت وعد من سلسبيل وابتسمت بمرح
طب استنوا أما تروحوا يا لهوي عليكوا.
التفتت إليها سلسبيل ووضعت يدها على كتفها بمرح مماثل
هو فعلا مامتك سويدية يا وعد أصل كلامك
مصري ومن المعاميق كمان.
نظرت إليها وعد بسخرية
أه ماما سويدية عادشي يعني
ضحك طارق
عادشي كمان بسم الله ما شاء الله
ثم اكتست ملامحه فجأة الجدية
ايه يا دكتورة وعد حضرتك بتتريقيبصفتي صاحب المستشفى مخصوم منك ربع المرتب.
رفعت وعد إحدى حاجبيها الرفيعين
والله...بس يا طارق بدل ما اطلع الصور القديمة بتاعة الجامعة
وإحنا في الرحلة.
وضعت سلسبيل يدها على فمها المفتوح
لا لا لا كله إلا صور الرحلة دي على اليوتيوب عالطول وهتاخد أعلى فيو كمان.
نظر طارق بغيظ إليهما
بقى كده طب لو ما لمتيش نفسك انتي وهي هطلع الصور بتاعتك يا سلسبيل وانتي نايمة في الرحلة وفاتحة بوقك.
فتحت سلسبيل فمها من الصدمة واڼفجرت وعد
ضاحكة ولكن أشار إليها طارق محذرا
متضحكيش اوي كده عندي صورتك وانتي بتاكلي وشكلك شيك أوي.
صمتت وعد وقالت وهي تضع يدها أمام وجه طارق
باااس خلاص محدش فينا هيطلع حاجة كل واحد يلم
سيديهاته.
هزت سلسبيل رأسها موافقة
صح كل واحد يلم سيديهاته. ضحكوا على مواقفهم معا ثم صمتوا.
وقطع بعدها الصمت طارق وهو يحك ذقنه بسبابته
ووسطاه
صحيح يا وعد اخبار حسان الأوضة أربعة وعشرين ايه
هزت وعد رأسها بأسف ودست كفيها في معطفها
الطبي
حالته ميؤوس منها يا دكتور مع الأسف الكبد
في آخر مراحله إحنا قلنا لأهله إنهم ياخدوه ويعيش
معاهم وسط أولاده بدل الپهدلة اللي هو فيها دي ملوش
لزوم.
قالت سلسبيل بحزن
كان الله في عون مراته وولاده.
اقترب طارق من النافذة الواسعة بصوت شبه متهدج
ابنه الصغير اللي يوجع القلب وهو بيبص لأبوه وهو راقد
على السرير وعنيه مبطلتش دموع الناس تقولك الأطفال
مبيفهموش أوي رغم إنهم أكتر حد بيكون فاهم
وحاسس.
ثم دمعت عيناه وهز رأسه
ربنا يهون عليهم الفراق صعب اوي.
ومسح بأطراف أصابعه رقرقة دموعه.
قالت وعد محاولة تغيير مجرى الحديث
طيب يا جماعة انا هروح لأني هلكانة ومش قادرة ونفسي احضن السرير.
ابتسمت سلسبيل بشفقة
يا حبيبتي يا وعد خلي بالك من نفسك.
قالت وعد وهي تفتح باب المكتب
حاضر يا سلسبيل سلام يا طارق .
ابتسم طارق مودعا
مع السلامة يا وعد .وأغلق الباب.
الټفت طارق إلى سلسبيل وقال وهو يسعل محاولا تغيير
نبرة صوته ناظرا إلى ساعة يده
انا عندي انهاردة محاضرة في الكلية هخلصها وأرجع بليل حبيبتي
قالت سلسبيل وهي تضع يدها على يده
انا ورايا متابعة لمريضة كده لسة قايلة ل صفاء عليها ساعة ونص وهروح.
هز طارق رأسه وقبل كف زوجته
اوكيه حبيبتي انا ماشي متنسيش تخلي مايسة تحضر عشا حلو لينا بحبك.
همست سلسبيل
وأنا بحبك أكتر من حبك.
ابتسم طارق وغمز بعينيه وهو يفتح الباب
بحبك أكتر بردو.
واغلق الباب خلفه توردت وجنة سلسبيل وجلست
على مقعدها تتذكر زواجها من طارق الذي دام أكثر
من ثلاث سنوات ولم يرزقوا بأطفال حتى الآن
ولكن طارق لم يكن رومانسيا بهذا الشكل فلقد كان
قاسېا في معاملته وعصبي بعض الشيء ولكنه تغير في
منتصف السنة الثالثة من زواجهما وأصبح في السنة
الرابعة طيب ورقيق القلب ويعاملها كملكة ويكثر من
مغازلتها.
ترى لماذا هل لأنها أنصتت لوالدتها التي طلبت منها الصبر
وهل الصبر حقا كما يقولون آخره حلو
أم هناك سببا آخر
ذهبت غدير إلى حفلة زوجها المطرب إياد الحسيني
مرتدية ثوبا أسود حريري لامع ويظهر شعرها الأحمر
وبشرتها الحليبيه.
عندما وصلت إلى غرفته بصعوبة وهي تضع وشاحا على
رأسها حتى لا تطاردها الكاميرات السخيفة التي تمنعها من
مواصلة حياتها بسلاسة كإنسانة طبيعية ولكن وقفت قدميها
عن الخطى عندما رأت باب الغرفة المعلق عليه اسم زوجها
مواربا والذي جعل قلبها يكاد يقف من الصدمة هو رؤيته
وهو يقبل فتاة ويسمعها كلمات من الغزل البذيء والفتاة
تذوب عشقا بين أحضانه أه من قلبها المسكين أهكذا رد
الجميل ساعدته ليصبح مطربا مشهورا بسبب نجوميتها وبعد
أن اشتم رائحة الشهرة مل من غدير الآن وفرغت عيناه
من جمالها أصبح يريد الآن مذاقا آخر من الحسناوات كما
تقول كل وسائل التواصل الاجتماعي مثل اليوتيوب
والفيس بوك تبا لهم ولكنها ستجعل نفسها كفيفة عما
تراه وتصم أذنيها عما تسمعه لأن قلبها اللعېن يحبه.
وقطع عليها صوت معاذ مساعد زوجها يمشي في الردهة
ويصيح في العاملين بالمسرح هاتفا
يلا يا حماد خلص تظبيط الإضاءة الحفلة فاضل عليها ربع ساعة.
عادت غدير
خطوتين للخلف وكأنها أتت في الحال وقررت
أن تثير ضوضاء بافتعال صوت مرتفع حتى يسمعها إياد
ويعتدل في أفعاله لتحافظ على ماء وجهها وطبعت على
شفتيها ابتسامة فلطالما اعتادت التمثيل فلا بأس في تمثيل
مشهد من حياتها الواقعية وقالت
ازيك