الباشا الجزء الاول
مكملا
يا نجمة...وأغلق الباب خلفة صاڤعا إياه كما فعل معها منذ قليل حاولت غدير أن تتحرك إلى المرآة بصعوبة بالغة وهي تشعر بكل ذرة من ذراتها تصرخ ألما...
جلست وهي تشهق ثم نظرت إلى صورتها المعاكسة وجدت وجهها مشوه كله محاط بالكدمات والډماء تسيل من جانب شفتيها من أثر لکمته شهقت وهي تتلمس عينيها المتورمة وشعرها الأشعث وثوبها الذي تمزق...لا تعلم أتداوي چروحها أم تعزي ذاتها على غبائها...
ثم هتف قاسم
ليفه يا ليفه .
جاء ليفه وهو يحك رأسه من أسفل طاقيته متحفزا له
أيوة يا عم قاسم .
نظر إليه قاسم وقال
عايز قهوة مظبوطة.
تعجب ليفه وهو لم يصدق طريقة قاسم في الحديث فلقد كان هادئ ولبق.
دعك ليفه عينيه ثم فر من أمام قاسم
نظر إليه قاسم وتعجب وهو يضرب كف بكف
الواد إتهبل.
قاطعه صوت هاتفه أخرجه من جيب بنطاله وهو يقوم ووجد رقم غريب رفع حاجباه بتعجب ثم ضغط على زر ووضع الهاتف على أذنه قائلا
ألو.
تفاجأ بصوت يعرفه جيدا وهو يقول بتلعثم
قاسم معايا.
شعر بنبض قلبه وفرح
مين سالي معايا
أيوة أنا...إزيك...عامل إيه
ضحك قاسم وتقدم بمقعده للأمام
أنا تمام.
تلعثمت سالي
أنا بع..بعتذرلك عن اللي قالته منة .
تنهد قاسم براحة
لا أبدا هي كان عندها حق بردو مكانش ينفع أتكلم بالطريقة دي أنا كنت دغوف صحيح.
انطلقت ضحكة مرة أخرى من سالي
أه صح دوغوف يعني غشيم باين.
مزح معها قاسم
ضحكت أكثر سالي
أيوة صح...إنت فاكر أهو.
همس قاسم بنبرة ذات مغزى
وحد قالك إني ناسي أصلا.
خجلت سالي وتلعثمت أكثر
أه طب الحمد لله المهم إنك متزعلش.
ابتسم قاسم
خلاص ماشي.
سألته سالي
إنت جاي الكلية بكرة
حك قاسم مؤخرة رأسه وهو يعود بمقعده ويتأرجح به
أه جاي أكيد.
عادت سالي برأسها لظهر الأريكة
ودعها قاسم
ماشي...سلام.
وأغلق قاسم الهاتف وهو يعلم أن خطته صوب سالي بدأت تتحقق.
نبرتها التي تحمل الكثير من الخجل والتلعثم مما لا شك فيه أنها بدأت تلاحظه وتطلب منه المجيء ايضا وسيلبي غرضها حتى يصل لهدفه.
شعر مروان براحة عندما باح بمكنون صدره إلى ملك وقد كانت منصتة إليه وهادئة كان يفكر في ذه الأشياء طوال فترة رجوعه إلى البيت...
نظرت إليه ورأى عتاب بنظرة عينيها وبعدها نظرت مرة أخرى إلى الساعة الخشبية ذات الطراز العتيق على الحائط
أهلا يا مروان كنت فين
أدار مروان حدقتيه بعيدا عنها ونظر إلى سلسال مفاتيحه مداعبا إياه بأصابعه
في الشغل يا ماما.
نظرت إليه سعاد بعدم تصديق وقالت بسخرية
شغل والساعة إتناشر بليل يا مروان
انقلبت ملامح مروان للضيق
اه يا ماما شغل والله شغل.
ثم أخرج هاتفه من سترته ومد ذراعه إليها
تحبي تتصلي تتأكدي
تعجبت سعاد من اسلوب ولدها فلقد أصبح أكثر عصبية وقالت بهدوء تحاول امتصاص غضبه
بتتريق عليه يا مروان كده بردو
لانت ملامح مروان ووضع الهاتف في جيبه بسرعه ممسكا بكفها وبنبرة ندم
أنا آسف يا ماما. مش
عارف أنا إزاي عملت كده
وأعقبها بتقبيل كفها...
شعرت سعاد بالإشفاق عليه بسبب حالته هذه وربتت على كتفه بهمس حنون
تعالى يا بني نقعد ونتكلم شوية.
أومأ مروان برأسه
ماشي يا حبيبتي.
توجها إلى غرفة المعيشة وجلست سعاد على الأريكة الوثيرة وبجانبها مروان ملست على خصلاته البنية الناعمة وهي تتأمله قائلة عارف يا مروان لما كنت حامل فيك كنت مبسوطة أوي و بحس إنك معايا و هتكون سندي وساندني حتى و إنت في بطني ولما خلفتك ونورت دنيتي كنت حاسة إن مفيش أم زيي في الدنيا جابت ولد قمر زيك.
ضحكت وابتسم معها مروان وهو ينصت إليها.
أكملت سعاد حديثها
بس صحيح مفيش حد قمر زيك يا مروان .
مازحها مروان
على فكرة هتغر كده.
ضحكت وهي تقرص أنفه
إتغر يا حبيب ماما.
ثم قلبت حديثها بجدية
تقدر تقولي متعصب ليه ومبقتش جنب بسملة .
زفر مروان بحړقة
ماما إنتي أكتر واحدة عارفة أنا حاولت معاها إزاي و لسه بحاول ده حتى ملك قالتلي كده.
رفعت سعاد إحدى حاجبيها بتساؤل وهي تقترب منه أكثر
ملك مين يا مروان
أجاب مروان ببساطة
دي واحدة زميلتي في الشغل وكمان شالت عني كتير في الشغل بنت جدعة و بمېت راجل.
وضعت سعاد سبابتها أسفل ذقنها
طبعا جدعة...ربنا يكرمها.
ذم مروان شفتيه وقال وهو يفكر في حبيبته
ماما هي بسملة عاملة إيه إنهاردة سألت عليه
تهربت سعاد وهي تقوم
هي بخير يا حبيبي فترة وهتعدي أعملك تتعشى عاملة فراخ بانيه ومعاها رز بالكاري هتاكل صوابعك وراهم.
وهربت من أمامه حتى لا تكذب ف بسملة لم تسأل عنه ولا تحاول معرفة شيء.
ولكن مروان يعلم أيضا أن والدته لا تكذب أبدا ولو كان نصل سکين على عنقها ومتأكد مائة بالمائة أن بسملة لم تتكلم عنه نظرتها التي يراها بعينيها تؤلمه بحق اتجه صوب غرفته وأغلق الباب خلفه ليجدها قابعة في الفراش وقد فتحت عينيها لتراه أمامها يقف ينظر إليها ولكنها لم تفعل شيء سوى أنها لفت جسدها للجهة الأخرى مولية ظهرها له لم تترك له حتى تجربة المحاولة مجرد شرف المحاولة ولكنه لن يستسلم سيقترب منها كما نصحته ملك .
و بسملة التي ادعت النوم كان بداخلها فكرة واحدة الإبتعاد قدر المستطاع التهرب والهرب من عينيه التي تعشقهما وضحكته التي افتقدتها انتفض جسدها عندما شعرت ب مروان وهو يقترب منها وأنفاسه خلف أذنها متخللة خصلاتها هامسا وهو يحتوي جسدها بذراعيه
وحشتيني يا بسبوستي .
أجفلت عينيها وهي تحاول التماسك والسيطرة على مشاعرها الجياشة وحاولت الابتعاد عن دفئ جسده الذي سرى في عروقها ولكنه أعادها لصدره ولمست في نبرته الرجاء
متبعديش يا بسملة أرجوكي خليكي في حضڼي وحشني حضنك أوي.
توقفت عن محاولة ابتعادها وسكنت بين ذراعيه ممنيه ذاتها أن تتوقف المشاعر عند هذا الحد.
عندما وجد مروان سكون جسدها حمد الله سرا على نجاح محاولته وأسبل جفنيه مبتسما وهو يتنهد براحة ويضمها أكثر إلى صدره و بسملة شعرت بسعادة لا توصف لقد افتقدت هذا الشعور ولكن...إلى أي مدى ستدوم هذه السعادة
كم من الوقت وسيزول جمالها وتسقط خصلاتها
شعرت بشيء ساخن ينسكب من محجر عينيها وينساب على وجنتيها طردت تلك الأفكار السيئة التي بدأت تراودها وحاولت الولوج إلى النوم متمتعة قليلا بحضن حبيبها مروان .
وقفت أروى أسفل الدش ټغرق جسدها بالمياه الساخنة التي انبثقت منه بقوة تأوهت وهي تتلمس بإصبعيها منتصف رأسها تتحسس الچرح الغائر وتتذكر ما حدث لها في وقت الظهير. آخر شيء تتذكره هو صړاخها وهي تسكب الجاز على رأسها وتبكي ولكن هناك شيء ثقيل هوي على رأسها أفقدها الوعي وبعد فترة طويلة أفاقت وهي تتأوه في أرضية المطبخ نظرت بجانبها وهي تحاول فتح عينيها بانزعاج وجدت علبة من الصاج هوت على رأسها من أعلى رف خزانة المطبخ.
لعله القدر بالتأكيد هو الله سبحانه وتعالى ينذرها ويعطيها فرصة أخرى للحياة لتعيد التفكير في رواتب أمورها وأن الاڼتحار ليس حلا وإنما تلاقي ربها كافرة بسبب