نفسي في ولد
انت في الصفحة 2 من صفحتين
على الرّغم من تحريض أخته له على تطليقها منذ قرارها بالدراسة ، لكنه رفض ذلك ، فكيفَ سيغدر بالإمرأة الوحيدة التي تغاضَت عن نقصه ، وقَبِلَت بالزواج به.
بعد مدة ، تم تجهيز الصيدلية وأقامت حفل إفتتاح لها ، ومضت سنتين كانتا أجمل من سنوات دراستها ، لكنها لم تكن تعلم ماذا كان يخبئ القدَر لها.
منذ أول يوم لها في العمل ، فكَّرَتْ بطريقةٍ تستطيع بها أن تجني أكبر قَدَر من النقود ،
وبالوقت ذاته لا تتقاعس عن واجباتها المنزلية كي لا تفتح مجالاً لزوجها أن يُكّلمها عن ترك العمل ،
إلى أنْ تُجاريه مادياً ، فتفتعلْ مشكلة تأخذ على إثرِها الطلاق ، كي تتزوّج رجلاً يمتلك القدرة على الإنجاب.
ولا تقلّ إمكانياته المادية عنه ، كَوْنَ حياتها أصبحت كاملة بعد معاناة طويلة ولا ينقصها سوى الإنجاب.
لم ترى أمامها طريقةً بحكم عملها ، سوى أن تبيع الأدوية المخدّرة بسعر خيالي لأي شخص يطلبها
ومع أن زوجها كان على علم بكل ما تفعل ، لكنه لم يفتح فمه بكلمة ، فقد رآها ذات مرة عن طريق كاميرات المراقبة التي وَضَعَها من باب الأمن.
لَمْ يعلم لم كان يشعر بإحساسٍ يرْدَعُهُ دوماً عن الحديث معها وتوعِيَتِها ، أهو بسبب جرحها السابق له ؟
أم أنَّ الحقد تملّكه ويرغب أن يجعلها تغوص في بحر الخطأ لأنْ ټغرق وتحتاج إنقاذه لها ،
فيستطيعَ بذلك إستفزازها والتّحكُّمَ بها ؟
بعد مضي سنتين تعرضت لحاډث سير ، تمّ نقلها إلى المشفى ، وعند الإتصال به أسرع إليها ، فقال له الطبيب :
إستَطَعنا إنقاذها ، لكن للأسف لم نستطع إنقاذ الجنين.
سقطَ أرضاً وكأنّه أُصيب بالشلل المُفاجئ ، حاول الطبيب تهدئته قائلا :
لا عليك ، فأنتما بسنّ الإنجاب ، ستنجبون غيره.
نظرَ له وآثار الصدمة على وجهه ثم قال :
أرجوك لا تُخبر زوجتي ، فهي حساسة وأخشى أن ټنهار ، فأنا سأخبرها تدريجيا.
إحترم الطبيب رغبته وأمر كل الممرضات ألا يُخبرْنَها .
نقلها إلى المنزل وكأن شيئاً لم يكن ، اعتنى بها وبنفس النفور الذي اعتادَت عليه ، وباتَت لا تشعر به.
وبعد أن تم التأكد من صحة الإبلاغ تمَّ القبض عليها وزجّها بالسجن ، وسُحِبَتْ رخصتها منها ، ثم طلَّقها.
وبذلك شعر بالإنتصار وأنه استعاد حقه وشفى جرحه السابق ، بدون أن يُلَوّثَ سمعته ولا يديه بها.
ثم تزوّج على الفور ، فأمام الناس كان حپسها وطلاقه لها نتيجة ما اقترفَت يداها ، فهو لم يكن على علم بشيء.
لم يخبر زوجته الثانية بعدم قدرته على الإنجاب ، ولم يمضي شهران حتى حَّلقت زوجته إليه فرحاً وهي تقول :
أنا حامل .
إنهال بالضړب المُبرح عليها ، إلى أن أجْهَضَتْ ، ثم أخبر أهلها والشرطة بأنها قد خانَته وتستحق السچن عوضاً عنه ،
لكنه أجبِرَ على عمل تحاليل جديدة كي يُثبِتَ أنه عقيم ، وعند صدور النتائج تبيّن أنّ باستطاعته الإنجاب.
فكاد أن يُصاب بالجنون بعد أن أصاب زوجته الثانية بالعقم ، وتَخلّص من الأولى وهي ليست خائڼة.
فأصبح يحادث نفسه ليلاً ونهار بكل يوم يمضي عليه في السچن :
يا ترى هل التحاليل الأولى خاطئة ؟ أم أن معجزة قد حصلَت؟ أم أنَّ خرافات العلاج الطبيعي الذي كانت تعطيني إياه أختي قد تحقَّقَت .
تمت ..