فارس
حدديلى معاد مع باباكي
أغلق الهاتف وقد علت وجهه ابتسامة رضا كبيرة والټفت ليجد والدته تقف خلفه تنظر له بحزن وقالت
برضة هتخطبها يا فارس
تغيرت ملامحه وقد شعر بحزن والدته الذى يطل من عينيها وأقبل عليها يقبل رأسها قائلا بخفوت
والله يا ماما دنيا بتحبنى مش زى ما انت فاكره .. وبكره تعرفى كده لما تلاقينى سعيد معاها
أومأت برأسها باستسلام وهى تقول
خلاص يابنى اللى يريحك
قبل يدها وهو يقول برجاء
مفيش حاجة هتنفع من غير رضاكى يا ماما
حاولت أن تبتسم لكنها فشلت وقالت
أنا عمرى ما ڠضبت عليك وانت عارف كده .. وربنا يوفقك فى حياتك ويخلف ظنى يارب
ضم رأسها فى صدره برفق وطبع قبلة عليها وهو يدعو لها بطول العمر ووافر الصحة والعافية
فى اليوم التالى طرقت دنيا باب غرفة والدها دخلت وانتظرته حتى ينهى صلاة العصر وما أن انتهى من صلاته حتى ابتسم لها وهو ينهض فاقتربت منه قبلت كتفه فقال وهو ينظر إليها بابتسامة حانية
والدتك قالتلى على حكاية العريس ..هو محامى ولا وكيل نيابة ولا ايه بالظبط
قاطعهم دخول والدتها تدعوهما لتناول الغذاء ألتف ثلاثتهم حول مائدة الغذاء حيث قال والدها
ها أحكيلى بقى
وضعت دنيا الملعقة وهى تقول
هو بيشتغل فى مكتب الأستاذ حمدى مهران من قبل ما نتخرج وان شاء الله سنة ويبقى وكيل نيابة
أومأ برأسه وهو يقول
ممتاز .. يعنى شاب مكافح
قاطعته والدتها وهى توجه حديثها لزوجها
بقولك أيه أحنا معندناش غيرها.. يعنى مش هنرميها كده وخلاص..عاوزاك تشد عليه شوية لما يقابلك وتطلب براحتك .. أحنا بنتنا حلوة وألف مين يتمناها
ألتفت إلى زوجته وقال
الموضوع مش موضوع حلاوة .. أنا بدور لبنتى على
راجل يشيل مسؤليتها وابقى مطمن عليها معاه.. ولو الولد جد ومكافح وأخلاقه كويسة زى ما سمعت يبقى الطلبات دى تيجى بعدين وعلى مهلة
قالت پغضب
يعنى ايه الكلام ده .. أنت ناوى تتساهل معاه ولا أيه
تدخلت دنيا وقالت على الفور
يا ماما مش أحنا اتفقنا هتبقى خطوبة بس كده .. لما نشوف هنعمل ايه
نظر إليها والدها بتساؤل
يعنى ايه الكلام ده .. يعنى ايه خطوبة بس كده
ارتبكت دنيا وقالت
قصدى يعنى يا بابا هنعمل خطوبة لحد ما يكون نفسه يعنى مش أكتر
هز رأسه وقال وهو يكمل طعامه
خلاص خليه يجى بكره بعد العصر .. اللى فيه الخير يقدمه ربنا
بعد الغذاء هاتفته وأبلغته بميعاد مقابلة والدها تلقى منها الخبر بسعادة كبيرة وهو يشعر بمشاعر مختلفه بين القلق والسعادة رفضت والدته الذهاب معه ولكنه أصر بشدة أن تصحبه فى هذه الزيارة.. وقد كان
توقفت والدته تحت البناية التى تسكن بها دنيا ووقفت تنظر حولها وتقول
تصدق انا كنت فاكرة ان فى فرق كبير بينكم ..طريقة كلامها لما شوفتها أول مرة خلتنى افتكر انهم ياما هنا ياماهناك .. لكن طلعوا أهو ناس عادية
أبتسم فارس وهو يحثها على دخول البناية وقال
شوفتى بقى علشان تعرفى انها مش هتتكبر عليا زى ما كنت فاكره يا ست الكل
كان استقبال والدة دنيا لهما باردا شعرت به والدته منذ اللحظة الأولى التى وطأت بها باب بيتهم بينما أقبل عليهما والدها فى ترحاب شديد وبعد لحظات من الحديث مع فارس ووالدته شعر بالأرتياح تجاهه وبمدى احترامه لوالدته وتوقيره لها وهنا اقبلت دنيا بكامل زينتها ورحبت بهما تشجع فارس عند حديثه مع والدها وهو يرى علامات الأرتياح على وجهه وبكلماته المشجعة الداعمة له أنتهى اللقاء بتحديد موعد بعد ثلاثة أيام ينهى فيهم والدها سؤاله عن فارس ويعلمه بالنتيجة
مرت الأيام الثلاث وهاتفه والدها كما وعده وأخبره بأنه ينتظره لمقابلة أخرى للأتفاق على ميعاد الخطبة وبقية التفاصيل لم تكن المقابلة بأقل توترا من المقابلة السابقة بل على العكس زادت عن المرة الأولى لما فيها من تفاصيل مادية ولقد كان فارس يتوقع ذلك لذلك لم يأخذ معه والدته حتى لا تسمع كلمة تحرجها أو تشعر معها بقلة الحيلة ولقد كان محقا فلقد استشاطت والدتها ڠضبا عندما علمت المبلغ الذى حدده فارس للذهب المطلوب للشبكة وكادت أن ترفض الأرتباط من قبل أن يبدء لولا تدخل والد دنيا بالموافقة فى اللحظة الأخيرة.
وتم تحديد موعد نهائى للخطبة بشكل رسمى بعد أسبوع وانتهت معركة الذهب وهو يحمد ربه على عدم حضور والدته مثل هذا المزاد الرباعى عاد ليخبر والدته بالموعد النهائى الذى تم الأتفاق عليه لم تكن تعلم هل تشعر بالسعادة لخطبة ولدها أم تشعر بالأسى لأجله فقلبها ينبأها بفشل هذه الزيجة من قبل أن تبدأ قامت توضأت وصلت وسجدت لربها وهى تدعو بحرارة قائلة
يارب لو فيها خير يسرله أمره ولو غير كده ابعدها عنه ومتكسرش قلبه ياارب
الفصل الخامس
كانت عزة تعد الطعام فى المطبخ بصحبة عبير أختها وهما يتضاحكان ويمزحان حين دخلت والدتهما وقالت
أعملوا شاى يا بنات لخالتكوا أم فارس
قالت عزة بهمة
هعملوا انا يا ماما حاضر ..ثوانى
ضحكت عبير وهى تقول
النشاط حل عليكى دلوقتى
نظرت لها عزة بارتباك وهى تضع براد المياة على الشعلة