الأحد 24 نوفمبر 2024

فارس

انت في الصفحة 13 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

 

أقتربت والدتها منهما وهى تقول بتردد 

فارس هيخطب يوم الخميس اللى جاى

أرتعشت يدها وسقطت المياة على الشعلة فأطفأتها

على الفور أقتربت منها أختها بلهفة وهى تنظر ليدها وتقول

الحمد لله المية كانت باردة لسه

زاغت نظرات عزة وهى تشعر بحريق حقيقى حرارة مرتفعة ليست بيدها وانما بقلبها حرارة مرتفعة ستطفىء فى النهاية النبتة التى كانت تنبت بداخلها من مشاعر يتيمة من طرف واحد قاومت دمعة كانت ستقفز من عينيها وقالت بأنفاس متقطعة 

معلش يا ماما هعمل غيرها حالا

أخذت عبير براد المياة من يدها وقالت بشفقة 

أستنى يا عزة انا هعمل الشاى

جاهدت عزة لترسم ابتسامة مصطنعة وهى تقول

أنا نسيت اصلى العصر هروح اصلى

توجت إلى الحمام دخلت بسرعة وأغلقت الباب خلفها توضأت فاختلطت الدموع بماء الوضوء خرجت وتوجهت لغرفتها وبدأت فى الصلاة وقفت وركعت وسجدت بغير هدى لم تنتظرها العبرات للسماح لها بالقفزعلى وجنتيها بل انسابت بانهمار وبهدوء لا يشعر بها أحد ولا تستطيع أن توقفها كلمات العزاء و المواساة.

كانت تعلم أنها ستسمع هذا الخبر إن آجلا أو عاجلا ولكنها كانت تمنى نفسها بأنه لن يحدث بل كان الأمل لديها يزداد كلما تذكرت شخصية دنيا المختلفة تماما عن فارس لماذا تمنيت ونسجت خيوط الأمل حول أمنية بعيدة لا يراها سواى ألقى قلبى فى بحر الأحلام فأستيقظ لأجد نفسى وقد ڠرقت قدماى فى لجة مظلمة أصرخ فلا يسمعنى أحد أستغيث ولا مغيث لى إلا الله أمن الممكن أن يكون عقاپا من الله !.. هل ملك علي قلبى أكثر مما يجب ونسيت ربى قفزت المزيد من العبرات على وجنتيها ولكن هذه المرة كانت دموع من نوع آخر لها مذاق آخر.. مذاق محبب

وقف فارس أمام المرآة يتأنق ويتألق فى حلته السوداء وهو لا يصدق نفسه أخيرا سيزين أصبعها بخاتم الخطبة ألتفت ليجد والدته تقف على باب غرفته مبتسمة فى حنان وهى تقول

ماشاء الله زى القمر ... ياما كان نفسى أشوف اليوم ده من زمان

وبدموع الأمهات الحاضرة دائما اختلطت ابتسامتها بدموع سعادتها به توجه فارس إليها مسرعا وقال بلهفة وضم رأسها وهو يقبله فى حب قائلا

ربنا يخليكى ليا يا ست الكل

أبعدها عنه برفق وهو يقول ببهجة

الواد عمرو جه ولا لسه

أنتبهت فجأه وكأنها قد نسيته فى خضم مشاعرها المختلطة وقالت

صحيح والله ده انا نسيته.. ده بره مستنيك

خرج فارس ليجد عمرو جالسا أمام التلفاز يقلب قنواته واضعا ساقا فوق الأخرى فهتف به وهو يضربه على كتفه

أيه يابنى انت قاعد على القهوة.. يلا اتأخرنا

ضحك عمرو وهو ينظر لوالدة فارس

مستعجل أوى على أيه .. بكره ټندم يا جميل

ضربه فارس على كتفه وقال

طب بكره نتفرج عليك يوم خطوبتك يا أمور

ثم تابع بمكر 

اه صحيح ساعتها مش هتبقى مستعجل.. ده البيت لزق فى البيت

ضحكت أم فارس بينما لكزة عمرو فى يده وهو يقول 

خفيف أوى ياخويا

وما أن فتح الباب وكأنه قد فتح شلال ضړب وجوههم فجأة أندفعت مهرة تجاههم تدفعهم تارة وتختبأ خلف فارس تارة أخرى وتتعلق بقدمه حتى كاد أن يسقط وهى تصيح

ماليش دعوة هاجى معاكوا الفرح

ووالدتها تجرى خلفها مسرعة وهى ممسكة بعصا صغيرة وتهتف بها پغضب

والله هتضربى يا مهرة لو ابوكى عرف بعمايلك دى هيكسر عضمك

وضع فارس يديه بين مهرة والدتها وهو يقول 

فى أيه بس أيه الحكاية

قالت أم يحي بأحراج شديد 

البت دى مش عارفة مالها كده.. مجننانى من يومها معلش متزعلش انا هقول لابوها

صړخت مهرة من خلف فارس 

أنا

معملتش حاجة .. انا عاوزه اروح الفرح بس

تدخلت والدة فارس قائلة بحنان

خلاص علشان خاطرى يا ام يحيى متضربيهاش .. خليها تيجى معانا مفيهاش حاجة

قالت أم يحيى بخجل من مظهر ابنتها

مينفعش ام فارس مش شايفة منظرها

ألتفت عمرو وفارس ووالدته ليروها بوضوح لأول مرة منذ دخولها عليهم كالعاصفة هى كما هى بشعرها الأشعث دائما وغرتها المبعثرة على جبينها بغير هدى ولكن زاد عليها شىء واحد جعلهم يضحكون بغير توقف كانت تضع أحمر شفاه على شفاهها بطريقة جعلتها كمهرجين السيرك وقفت تضع يديها فى خصرها وتقول بحنق

بتضحكوا على ايه

قال عمرو وهو مازال يضحك

ايه اللى انت حاطاه على بؤك ده

تلمست مهرة أحمر الشفاه بزهو وهى تقول بثقة كبيرة فى مظهرها

ده روش .. أنت متعرفش المكياش ولا أيه

ضحك الجميع وهم ينظرون إلى بعضهم البعض وقال فارس لعمرو 

كسفتنا يا جاهل .. فى حد ميعرفش المكياش

هجمت والدتها عليها وأخذت بشعرها وجذبتها منه وهى تقول 

والله ما هسيبك يا مهرة لازم تضربى النهاردة

أبعدتها أم فارس عنها وخلصت شعر مهرة من بين يدى والدتها وقالت بحسم

والله لتسبيها انا حلفت بالله .. وأيه رأيك بقى هتيجى معانا.. يالا خديها ولبسيها حاجة كويسة وسرحيلها شعرها

هتفت مهرة بسعادة وهى تحتضن أرجل أم فارس حاولت والدتها الإعتراض ولكن أم فارس حسمت الإمر بالقسم خرجت أم يحيى بصحبة مهرة لتبدل لها ملابسها بينما نظرعمرو إلى فارس مداعبا وقال

بقولك ايه احنا ممكن نهرب من مهرة ولا دى

 

12  13  14 

انت في الصفحة 13 من 128 صفحات